تجدد المناوشات في مدينة القصرين بتونس

تونس تعلن حظر التجوال في مدينة القصرين بعد مناوشات بين الأمن ومتظاهرين يطالبون بتوفير وظائف
جانب من الاحتجاجات المشتعلة في مدينة القصرين منذ أيام

أفاد مراسل الجزيرة في تونس بتجدد المناوشات في وسط مدينة القصرين وفي محيط مقر المحافظة بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بتحسين المعيشة، وذلك بعد ساعات من هدوء حذر سبقته ثلاثة أيام من التوتر، وذكرت وكالة رويترز أن المظاهرات امتدت إلى العاصمة ومدن أخرى.

وقال مراسل الجزيرة حافظ المريبح إن المناوشات لا تزال مستمرة في القصرين كما تواصل اعتصام الشباب المحتجين، وذلك رغم أن المدينة شهدت هدوءا في الصباح، وأوضح أن المحتجين يطالبون بإنصافهم من مشاكل البطالة وتحقيق المطالب الاجتماعية للثورة التونسية.

واستخدمت قوات الأمن قنابل الغاز المدمع لتفريق المحتجين بعد أن حاولوا اقتحام مركز للأمن في القصرين، بينما ذكرت مصادر طبية أن عشرات المتظاهرين الذين أصيبوا في مواجهات أمس غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج.

وفي العاصمة تونس، تجمع مئات الشبان في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي أمام مقر وزارة الداخلية، رافعين شعارات "يا حكومة عار عار.. القصرين تشعل نار"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، ولم يسجل حدوث صدام مع قوات مكافحة الشغب التي كانت تراقب المحتجين.

وشملت الاحتجاجات أيضا مدن السبيبة وماجل بلعباس والقيروان وسليانة وسوسة والفحص وتالة، وقال مصدر أمني في الأخيرة إن المتظاهرين أشعلوا إطارات ووقعت عدة حوادث.

من جهته، قرّر مجلس نواب الشعب استدعاء رئيس الحكومة ومساءلته حول الإجراءات التي ستتخذها حكومته لمواجهة ظاهرة البطالة خاصة بين حملة الشهادات الجامعية، وذلك بعد تصاعد المواجهات التي بدأت الأحد على خلفية وفاة الشاب رضا اليحياوي إثر صعقة كهربائية عندما كان يهدد بالانتحار احتجاجا على سحب اسمه من قائمة المحافظة للعاطلين عن العمل.

وكانت الداخلية التونسية قد أعلنت حظر التجوال في القصرين طوال الليلة الماضية، خشية استغلال من تصفهم بالإرهابيين هذا الوضع لتنفيذ عمليات مسلحة. وقال مدير مكتب الجزيرة لطفي حجي إن السكان التزموا عموما بحظر التجول, لكن مجموعة من المحتجين استمرت في التظاهر بعد السادسة مساء وسط المدينة.

وكانت السلطات قد أقرت إجراءات لتطويق الأزمة، من بينها تشكيل لجنة تحقيق في وفاة اليحياوي, وفي ما تردد عن تلاعب بقائمة توظيف عاطلين من شباب القصرين، كما أقيل أحد كبار المسؤولين بالقصرين عقب وفاة الشاب، فيما تقرر أمس إرسال وفد برلماني إلى المدينة للتفاوض مع المحتجين.

المصدر : الجزيرة + وكالات