روسيا توسع حملتها بسوريا بحشد جوي كبير

وسّعت روسيا -اليوم الخميس- نطاق ضرباتها الجوية في سوريا مستهدفة بالأساس المعارضة المسلحة ومخلفة مزيدا من الضحايا المدنيين, وأعلنت في الأثناء أنها نشرت في الأراضي السورية أكثر من خمسين طائرة حربية.

ونفذ سلاح الجو الروسي اليوم انطلاقا من مطار "حميميم" العسكري بمحافظة اللاذقية (شمال غرب) غارات بواسطة طائرات "سوخوي" على مناطق في إدلب (شمال غرب) والرقة (شمال شرق) وحماة وحمص (وسط).

وأفاد مراسل الجزيرة بأن غارات روسية استهدفت اليوم مسجدا في مدينة جسر الشغور بريف إدلب مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة، فضلا عن غارة مماثلة استهدفت أطراف مدينة كفرنبل.

وأَضاف أن الطيران الروسي استهدف المنطقة الواقعة بين مدينة تلبيسة وبلدة الغنطو بريف حمص. وقالت مصادر إن قوات المعارضة بالمنطقة بدأت في تعزيز مواقعها تحسبا لمحاولة قوات النظام التقدم مستفيدة من الغارات.

وكان مراسل الجزيرة أفاد بمقتل ما لا يقل عن 36 أمس في أولى الغارات الروسية التي استهدفت مناطق تخضع للمعارضة في ريفي حمص وحماة. واستهدفت جل الغارات الروسية مواقع لفصائل من جيش الفتح ومن الجيش الحر.

وكان من بين المواقع المستهدفة معسكر تدريب في ريف إدلب للواء صقور الجبل -الذي أشرفت وكالة المخابرات المركزية الأميركية على تدريبه- وأسفر القصف عن إصابة حراس بالمعسكر.

كما أصيب عناصر من المعارضة في قصف مماثل استهدف موقعا لتجمع العزة التابع للجيش الحر في اللطامنة بريف حماة الشمالي, وفق مراسل الجزيرة. واضطرت الغارات الروسية فصائل المعارضة إلى إعادة الانتشار في المناطق المستهدفة لتجنيب نفسها والمدنيين الخسائر.

الحشد الروسي
من جهتها أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أنها نشرت أكثر من خمسين طائرة ومروحية قتالية في سوريا. وقال الناطق باسمها إيغور كاناشنيكوف إن قوات من مشاة البحرية والوحدات الخاصة الروسية ستُنشر لحماية المنشآت العسكرية الروسية في سوريا.

وأضاف كوناشنيكوف أن الطائرات الروسية نفذت 12 ضربة جوية على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال 24 ساعة, وقال إن مقاتلات "سوخوي" قصفت اليوم ثمانية مواقع لتنظيم الدولة، دمرت خلالها مركزين لقيادة التنظيم ومستودعات للأسلحة في مناطق اللطامنة بحماة, وتلبيسة والرستن بحمص.

كما تحدثت تقارير عن غارات روسية استهدفت مطار الطبقة العسكري بمحافظة الرقة, والذي يخضع للتنظيم. وقال مسؤول في سلاح الجو الروسي اليوم إن تحليل البيانات أظهر أن الضربات الروسية أصابت فقط أهدافا لتنظيم الدولة, وهو ما تناقضه تأكيدات فصائل من المعارضة وناشطين ميدانيين ومسؤولين أميركيين بتعرض مواقع تلك الفصائل لقصف روسي.

كما أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال اليوم إن الطيران الروسي سيستهدف تنظيم الدولة وجبهة النصرة ومجموعات أخرى وصفها بالإرهابية. وتقول موسكو إن ضرب الأهداف يتم بالتنسيق مع النظام السوري.

وكانت واشنطن وموسكو اتفقتا على عقد اجتماع عسكري لوضع أسس تنسيق وحوار لتجنب حوادث بين الطائرات المقاتلة في المجال الجوي السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات