ترقب بمصر لعلاج فيروس "سي" بـ"جهاز الكفتة"

اللواء عبد العاطي صاحب اختراع علاج فيروس سي والإيدز
آلاف المصريين يتطلعون للعلاج بجهاز القوات المسلحة في وقت يسخر فيه نشطاء من الاختراع (الجزيرة)

مع اقتراب الذكرى الأولى لمظاهرات الثلاثين من يونيو/حزيران 2013 في مصر والتي قادت للانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي، يترقب البعض الذكرى من زاوية أخرى هي بدء علاج مرضى فيروس "سي" والإيدز بجهاز كشفت القوات المسلحة عن قدرته على ذلك وعُرف إعلاميا بـ"جهاز الكفتة".

وبدأت القصة حين عرض التلفزيون المصري في 22 نوفمبر/تشرين الأول تقريرا مصورا عن نجاح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في ابتكار علاج جديد للمصابين بفيروسي "سي" والإيدز، قال فيه اللواء إبراهيم عبد العاطي "آخذ الإيدز من المريض وأعيده له إصبع كفتة".

وفي اليوم التالي، كتب المتحدث العسكري العقيد أحمد علي بصفحته على فيسبوك إن "القوات المسلحة تحقق أول اكتشاف عالمي لعلاج فيروسات سي والإيدز" موضحًا أن الرئيس (المؤقت السابق) عدلي منصور ووزير الدفاع (آنذاك) عبد الفتاح السيسي شاهدا أحدث المبتكرات العلمية والبحثية المصرية لصالح البشرية والمتمثلة في اختراع أول نظام علاجي في العالم لاكتشاف وعلاج فيروسات الإيدز بدون الحاجة إلى أخذ عينة من دم المريض، والحصول على نتائج فورية وبأقل كلفة، وقد سجلت براءات الاختراع لها باسم رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح اللواء عبد العاطي نجما تسعى وسائل الإعلام المختلفة لإجراء المقابلات معه، خاصة بعد أن أعلن في أحد حواراته أنه عُرِض عليه مليارا دولار من جهات دولية للتنازل عن الاختراع أثناء وجوده خارج مصر، لكن المخابرات المصرية اختطفته وأعادته إلى مصر.

وأخذت القصة بعدا آخر عندما طرحت الهيئة الهندسية استمارة لتسجيل أسماء الراغبين في العلاج في 23 مارس/آذار، وأعلن رئيس الهيئة الهندسية اللواء عبد الله طاهر علاج المرضى بمستشفيات القوات المسلحة بدءا من 30 يونيو/حزيران القادم.

‪عبد العاطي شبه اختراعه‬ (الجزيرة)
‪عبد العاطي شبه اختراعه‬ (الجزيرة)

سخرية لاذعة
"أوعى كاس العالم ينسيك أنه فاضل أيام وكلنا نتعالج من الإيدز وفيروس سي في مستشفيات القوات المسلحة".. هذه إحدى العبارات التي تمتلأ بها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي طوال الأيام الأخيرة.

وكتب أحد الناشطين "لا زلنا بانتظار اختراع الكفتة من الجيش المصري للقضاء على أمراض الإيدز والكبد الوبائي، حيث وعد المخترع أن يتحول المرض إلى كفتة تقدم للمريض لتناولها".

لكن الأبرز هو ما جاء على حساب وهمي للرئيس عبد الفتاح السيسي على تويتر حيث يقول "باقي سبعة أيام على اختراع الكفتة العظيم للواء عبد العاطي كفتة، مش المفروض بقى يبدأ ينزّل العيش والسلطات؟".

ولم يتوقف الجدل المثار حول الجهاز على مواقع التواصل فقط، بل امتد إلى الأوساط العلمية والسياسية. فقد أعلن عصام حجي المستشار العلمي للرئيس (المؤقت السابق) أن "جهاز الإيدز فضيحة علمية لمصر، وأن الاختراع غير مقنع وليس له أي أساس علمي واضح، إضافة إلى أن البحث الخاص بالابتكار لم ينشر في أي دوريات علمية مرموقة".

وأشار حجي إلى أن موضوعا بهذه الحساسية يسيء لصورة الدولة، وستكون له نتائج عكسية في البحث العلمي، مما دعاه لترك مؤسسة الرئاسة.

غير أن اللواء عبد العاطي رد على الانتقادات التي وجهت للاختراع قائلاً "أنا أتيت بما لم يأت به علماء العصر، وسر هذا الجهاز المعقد مثل سر بناء الأهرامات، وأناشد أساتذة الطب أن يتواصلوا معي كي أشرح لهم النظرية".

وتابع قائلاً "هناك حملة ممنهجة للتقليل من أهمية اختراعي وتشويهه، سابوا الاختراع ومسكوا في الكفتة، خليهم مع الكفتة، لكن أنا واثق في ربنا وفي النتائج المذهلة اللي بين إيدي".

ويبقى الجميع في انتظار الثلاثين من يونيو/حزيران إما طمعا في علاج من أمراض مستعصية، أو شماتة في جيش انقلب على رئيسه.

المصدر : الجزيرة