الحوثيون يتقدمون بالحديدة وإب ويتراجعون بالبيضاء

أكدت مصادر محلية في محافظة الحديدة غرب اليمن أن جماعة الحوثيين سيطرت على مديرية الخوخة الساحلية القريبة من ميناء المخا الإستراتيجي، كما تمكنت من بسط سيطرتها على مركز مديرية حزم العدين بمحافظة إب وسط البلاد.

ونقلت وكالة الأناضول عن مسؤول محلي قوله إن المسلحين الحوثيين سيطروا على الخوخة، ودخلوا معسكرات تابعة للجيش دون أدنى مقاومة أو اشتباكات مع أحد، ومن بينها معسكرا صلاح الدين وأبي موسى الأشعري.

وذكر سكان محليون أن الحوثيين تلقوا تعزيزات مساء الأربعاء عبارة عن مسلحين مزودين بأسلحة رشاشة.

وتكمن أهمية مدينة الخوخة في كونها ساحلية وتطل على البحر الأحمر مباشرة، وتعتبر مدخلاً لميناء المخا القريب من باب المندب.

ومنذ نحو أسبوعين، مد الحوثيون -الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء يوم 21 سبتمبر/أيلول الماضي- نفوذهم إلى محافظة الحُديدة الساحلية على البحر الأحمر دون مقاومة، ونصبوا نقاطاً أمنية على مداخل المحافظة وإلى جوار أهم مؤسساتها الإستراتيجية كالميناء والمطار، وسيّروا دورياتهم الأمنية في شوارعها وعلى الطرق الرئيسية.

من جانب آخر، سيطر الحوثيون على مركز مديرية حزم العدين بمحافظة إب. وذكر شهود عيان أن اشتباكات دارت بين المسلحين الحوثيين ومقاتلين من تنظيم القاعدة في مناطق عدة بالعدين، وأشاروا إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة رجل وامرأة.

استهداف متظاهرين
وفي مدينة إب، قال ناشطون إن مسلحين حوثيين اعتدوا على مشاركين في وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإخراج مسلحي الجماعة من الشوارع والأحياء.

وذكر الناشطون أن الحوثيين مزقوا لافتات وشعارات واعتدوا بالضرب على مشاركين في المسيرة التي طالبت بإخراجهم من المحافظة وإطلاق سراح 37 شخصا اختطفتهم الجماعة عند اقتحامها مقر المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح مطلع الأسبوع الجاري.

مسلحون حوثيون بمحافظة إب (رويترز-أرشيف)
مسلحون حوثيون بمحافظة إب (رويترز-أرشيف)

وكان مسلحون حوثيون دخلوا مدينة إب قبل أسابيع ونشروا نقاط تفتيش فيها، وبسطوا سيطرتهم على مقر إدارة الأمن بالمحافظة، مع بسط نفوذهم على مدينة يريم التابعة لها ومركز مديرية الرضمة.

من جهة أخرى، ذكر شهود عيان أن المسلحين الحوثيين انسحبوا الخميس من أكبر شوارع مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، ورفعوا جميع نقاط التفتيش في الشارع الذي يربط البيضاء بمحافظة ذمار، مشيرين إلى أن أعداد المسلحين الحوثيين انخفضت في نقاط التفتيش الأخرى بالشوارع الفرعية للمدينة.

ورجّح الشهود انسحاب الحوثيين من الشارع العام بسبب تلقيهم ضربات موجعة خلال الأيام القليلة الماضية بعد مقتل العشرات منهم في هجمات واشتباكات مع مسلحي القاعدة ومسلحي القبائل.

وفي صنعاء، أعلنت جماعة أنصار الشريعة -التابعة لتنظيم القاعدة- مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف الأربعاء مطار صنعاء الدولي وقاعدة عسكرية قرب المطار، ولم يسفر عن سقوط ضحايا.

وبرر البيان استهداف المطار بأنه يأتي "رداً على غارات الطائرات بلا طيار الأميركية ضد مجاهديهم"، في إشارة إلى الغارات الأخيرة ضد مواقع القاعدة في أبين جنوب البلاد ورداع بوسطها، والتي أدت إلى مقتل قيادات أبرزهم نبيل الذهب وشوقي البعداني.

واشنطن اتهمت صالح بكونه أحد الداعمين الرئيسيين لتمرد الحوثيين (رويترز)
واشنطن اتهمت صالح بكونه أحد الداعمين الرئيسيين لتمرد الحوثيين (رويترز)

عقوبات أممية
سياسيا، يتوقع أن يصدر مجلس الأمن الدولي الجمعة قرارا بفرض عقوبات على الرئيس السابق علي عبد الله صالح واثنين من القياديين الحوثيين لاتهامهم "بتهديد الأمن والاستقرار وعرقلة العملية السياسية" في اليمن.

وتأتي الخطوة الأممية بناء على طلب تقدمت به الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ودعت فيه إلى تجميد أرصدة صالح وفرض حظر سفر عليه وعلى القياديَين الحوثيَين. واتهمت واشنطن صالح بأنه أصبح منذ خروجه من الرئاسة عام 2012 أحد الداعمين الرئيسيين لتمرد الحوثيين، وبأنه وراء محاولات لإغراق اليمن في الفوضى.

واستبق حزب المؤتمر الشعبي العام -الذي يتزعمه صالح- جلسة مجلس الأمن ببيان أصدره الخميس، اعتبر فيه أن فرض أي عقوبات أممية ستكون له آثار سلبية على التسوية السياسية في البلاد.

ودعا الحزب "كافة أبناء الشعب اليمني الحر الكريم… للخروج  يوم الجمعة في مسيرات حاشدة للتعبير -وبطرق سلمية حضارية مسؤولة- عن إدانتهم ورفضهم لكافة أشكال الوصاية والتدخل في الشؤون الداخلية اليمنية". 

المصدر : الجزيرة + وكالات