تنظيم الدولة يواصل تقدمه في عين العرب
قال مصدر عسكري في قوات الحماية الكردية للجزيرة إن عناصرها انسحبت من تل شعير غربي مدينة عين العرب شمالي سوريا على الحدود مع تركيا. وترددت أنباء عن تمكن وحدات من تنظيم الدولة الإسلامية من دخول المدينة من الجهة الشرقية، بينما تعهدت تركيا بمنع سقوطها في يد التنظيم.
وبذلك تأكد أن كافة المواقع في غرب وجنوب وشرق المدينة التابعة لمحافظة حلب صارت بيد تنظيم الدولة.
ومنذ صباح اليوم شوهد تصاعد دخان أسود كثيف فوق مدينة عين العرب (كوباني بالكردية)، في حين سمع إطلاق قذائف هاون فيها بوتيرة منتظمة، حسب شهود عيان من الحدود التركية التي تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة السورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس بأن المدينة خلت من سكانها بشكل شبه كامل. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن ما بين 80 و90% من سكان عين العرب والقرى المجاورة قد تركوها خوفا من هجوم وشيك على المدينة.
لكنه أشار إلى استمرار بقاء بضعة آلاف من المدنيين في المدينة التي كانت تعد قبل الحرب 70 ألف نسمة، واستقبلت عددا مماثلا من النازحين الهاربين من مناطق سورية أخرى.
وأفادت أنباء أوردتها وكالة الأناضول التركية بتمكن وحدات من مقاتلي تنظيم الدولة من دخول المدينة من الجهة الشرقية وتحديدا قرية "كازكان" شرقي عين العرب، وسقط جراء ذلك قتلى وجرحى.
وذكر ناشطون أن قوات من تنظيم الدولة نفذت هجوما بسيارة مفخخة عند مدخل المدينة، الأمر الذي أسفر عن مقتل أربعة عناصر تابعين للمجموعات الكردية، بينما استهدفت الأخيرة مواقع تنظيم الدولة بالصواريخ.
وحسب مصادر في عين العرب، هاجم تنظيم الدولة صباح اليوم المدينة بالأسلحة الثقيلة. وسقطت قذيفة هاون بمنطقة فيها براميل محروقات في حي المكتل، مما أسفر عن حريق وارتفاع سحب الدخان في المنطقة.
وذكرت المصادر أن المليشيات الكردية ترد على القصف المدفعي حيث يمكن سماع أصوات الاشتباكات.
وكان تنظيم الدولة الذي يسيطر أصلا على مناطق واسعة من شمال سوريا وشرقها، قد شن يوم 16 سبتمبر/أيلول الماضي هجوما للسيطرة على عين العرب واستولى على نحو 70 قرية مما أدى إلى فرار نحو 150 ألف شخص إلى تركيا من عين العرب ومحيطها.
تعهد تركي
ومساء أمس تعهد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو بأن تفعل بلاده كل ما في وسعها لمنع سقوط مدينة عين العرب الإستراتيجية. يأتي ذلك بعد تحذير لزعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان المسجون في تركيا من وقوع مجزرة في المدينة، معتبرا أن حدوث ذلك يعني انتهاء محادثات السلام بين الحزب والسلطات التركية.
ودعا أوجلان -في بيان أصدره وفد من قيادات حزب العمال الكردستاني بعد زيارته في سجنه- كل الأطراف التركية التي تساند عملية السلام بين أنقرة والأكراد ولا تريد انهيارها، إلى تحمل مسؤولياتها في عين العرب ومنع حصول مجزرة ضد الأكراد في المدينة.