تجدد الاشتباكات بعين العرب وغارات جديدة للتحالف

اشتباكات شرق وجنوب عين العرب - كوباني
الاشتباكات تندلع عقب غارات طيران التحالف على قوات تنظيم الدولة بعين العرب (الجزيرة)

تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد في معظم أحياء وضواحي مدينة عين العرب (كوباني) على الحدود السورية التركية, بينما شن طيران التحالف الدولي عدة غارات على مواقع التنظيم في المدينة.

وقال مراسل الجزيرة معن خضر إن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة شن غارات على المربع الأمني وسط المدينة, ثم تلت الغارات اشتباكات عنيفة بين ما يسمى وحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلي تنظيم الدولة في أكثر من محور.

وأضاف أن الاشتباكات التي تندلع بين الطرفين في أحياء المدينة أو ضواحيها تتلو عادة الغارات التي يقوم بها طيران التحالف الدولي على مواقع التنظيم، وهو ما يعني أن التحالف الدولي أصبح جزءا من المعركة التي تدور في عين العرب.

وأشار المراسل إلى أن معظم الاشتباكات تركزت في الجهة الشمالية الغربية للمدينة، وتحديدا حول الطريق الذي يصل المدينة بمعبر مرشد بينار على الحدود مع تركيا, وهي منطقة لم يستطع أي من الطرفين حتى الآن بسط سيطرته الكاملة عليها.

وقال المراسل إن القوات الكردية تتحدث عن مقتل العشرات من قوات تنظيم الدولة في الاشتباكات, لكن تنظيم الدولة لم يتحدث عن أي حصيلة، كما أن صعوبة الوصول إلى مناطق المعارك تجعل من الصعب تأكيد أي حصيلة يقدمها أحد أطراف الصراع.

سيطرة
وبات مقاتلو التنظيم يسيطرون على مساحة كبيرة من عين العرب التي تبلغ مساحتها نحو سبعة كيلومترات مربعة وتحيط بها 356 قرية وتبعد نحو كيلومتر عن الحدود التركية, فقد سيطروا على شرقها وتقدموا من جهتي الجنوب والغرب نحو وسطها، وأحكموا سيطرتهم الجمعة على مقر القوات الكردية في شمال المدينة.

وقال مدير إذاعة "آرتا أف أم" الكردية مصطفى عبدي لوكالة الصحافة الفرنسية إن المقاتلين الأكراد يتزايد إحباطهم وتتناقص ذخائرهم ويطلبون المزيد من الغارات.

في غضون ذلك بدأت وحدات حماية الشعب الكردية الموجودة في منطقة الجزيرة السورية (شمال شرق البلاد) حملات للتجنيد الإجباري بين الأكراد السوريين لدعم صفوفها إثر اشتداد المعارك مع قوات تنظيم الدولة.

من جهة أخرى أعرب لاجئون فروا من مدينة عين العرب عن قلقهم على سلامة أفراد عائلاتهم الذين بقوا عالقين داخل المدينة المحاصرة من قبل تنظيم الدولة الإسلامية.

وقد أجبر الصراع المحتدم بين تنظيم الدولة وقوات الحماية الكردية في المدينة, أكثر من مائتي ألف شخص على الفرار باتجاه الأراضي التركية، فيما بقي 500 مدني على الأقل محاصرين في المدينة، حسب ستيفان دي ميستورا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا.

تأهب تركي
وأمام التطورات الميدانية عززت القوات التركية وجودها على الجانب التركي من الحدود تحسبا لجميع الاحتمالات، بما فيها وقوع معبر مرشد بينار الحدودي في يد مقاتلي تنظيم الدولة.

الجيش التركي أعلن الشريط الحدودي منطقة عسكرية مغلقة (الفرنسية)
الجيش التركي أعلن الشريط الحدودي منطقة عسكرية مغلقة (الفرنسية)

ونتيجة اقتراب الاشتباكات من المعبر الحدودي، أخلى الجيش التركي الشريط الحدودي من ساكنيه، وأعلن أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة لا يسمح لأحد بالاقتراب منها.

وقال مدير مكتب الجزيرة عبد العظيم محمد إن الجيش التركي دفع بمزيد من الآليات العسكرية والدبابات باتجاه الحدود مع سوريا قبالة عين العرب، حيث يحتدم القتال.

في هذه الأثناء، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل إن الوضع في عين العرب يمثل "مشكلة صعبة للغاية"، ولكنه أضاف أن الغارات الجوية حققت بعض التقدم في صدّ مقاتلي تنظيم الدولة, وأكد أن القتال من أجل هزيمة تنظيم الدولة سيكون عملية طويلة الأمد.

يذكر أنه منذ بدء الهجوم على عين العرب منتصف سبتمبر/أيلول الماضي قتل أكثر من 577 شخصا معظمهم من المقاتلين بينهم 321 من عناصر تنظيم الدولة، حسب المرصد السوري الذي أشار إلى سقوط نحو سبعين قرية بأيدي تنظيم الدولة.

المصدر : الجزيرة + وكالات