اتفاق يُنهي إضراب العيساوي

معاناة عائلة الأسير سامر العيساوي
undefined

وافقت إسرائيل أمس الاثنين على الإفراج عن الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام، سامر العيساوي، وإعادته إلى منزله في مدينة القدس بعد انقضاء محكوميته بنهاية العام الجاري.

وذكرت مراسلة الجزيرة نت ميرفت صادق في رام الله أن النيابة العسكرية الإسرائيلية وافقت على الإفراج عن العيساوي، الذي ظل مضربا عن الطعام منذ نحو ثمانية أشهر، بناء على مقترح من الأسير ومحاميه.

وأعلن محامي وعائلة العيساوي أنهم توصلوا إلى صيغة اتفاق مع النيابة الإسرائيلية تضمن وقف إضرابه المتواصل عن الطعام منذ مطلع أغسطس/آب 2012 مقابل عدم إعادته إلى حكمه السابق قبل الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في أكتوبر/تشرين الأول 2011.

وكانت سلطات الاحتلال قد هددت العيساوي بالإبعاد إلى قطاع غزة أو خارج البلاد أو القبول بإعادته إلى حكمه السابق ورفضت في كافة جلسات محاكمته السابقة أي عرض بالإفراج عنه.

وينص الاتفاق -الذي أعلن مضمونه نادي الأسير الفلسطيني في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء- على احتساب الفترة السابقة التي قضاها العيساوي في الأسر منذ اعتقاله في بداية يوليو/تموز 2012 إضافة إلى ثمانية شهور فعلية تبدأ من تاريخ اليوم الثلاثاء.

ويقضي الاتفاق كذلك أن تفرج إسرائيل عن العيساوي عند انتهاء مدة محكوميته البالغة ثمانية شهور أي نهاية العام الجاري وتعيده إلى مسقط رأسه في العيسوية قضاء القدس.

وذكرت وكالة رويترز أن محامي وشقيقة العيساوي نقلا عرض الإفراج عنه قبيل منتصف الليل إليه في سريره بمستشفى كابلان حيث يرقد تحت حراسة إسرائيلية ويتلقى فيتامينات عن طريق الحقن لكنه يرفض الطعام.

وكانت جلسة المحكمة الطارئة للأسير العيساوي في مستشفى كابلان الإسرائيلي عقدت أول أمس الأحد، وقد أبلغ العيساوي القاضية الإسرائيلية بمقاطعته جلسات المحكمة وعدم اعترافه بشرعيتها.

وخلع العيساوي خلال الجلسة قسما من ملابسه، وقال للقاضية إن جسده الضعيف جدا يشبه أجساد ضحايا المحرقة النازية. وأشار إلى أن جسده بدا كهيكل عظمي، وقال للقاضية والحاضرين في الجلسة "إن هذا المنظر عرضتموه قبل عدة أيام عندما استعرضتم ضحايا المحرقة".

وكان العيساوي قد اعتقل عام 2002 وحكم عليه بالسجن 26 سنة بعد إدانته بالانتماء لمنظمة محظورة (الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين)، وبإطلاق النار على مركبات إسرائيلية. وأطلق سراحه عام 2011 في إطار صفقة تبادل الأسرى التي أبرمتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مع إسرائيل، وانتهت بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

وفي يوليو/تموز 2012 اعتقل العيساوي مجددا بتهمة مغادرة القدس الشرقية إلى الضفة الغربية، وبينما يؤكد هو أنه توجه إلى الضفة لإصلاح سيارته، تقول السلطات الإسرائيلية إنه كان يعد لإنشاء "خلايا إرهابية"، مطالبة بجعله يستكمل حكمه السابق بالسجن.

وأذكى إضراب سامر العيساوي البالغ من العمر 32 عاما -وهو من إحدى ضواحي القدس- عن الطعام احتجاجات فلسطينية استمرت أسابيع ومخاوف إسرائيلية من احتمال أن تؤدي وفاته إلى اندلاع اضطرابات عارمة.

المصدر : الجزيرة