غضب بالضفة وإسرائيل تستعد للمواجهة

مواجهات على مدخل بلدة سعير(شمال شرق الخليل)/مسقط رأس الشهيد
undefined

عوض الرجوب-الخليل

عم الحزن محافظات الضفة الغربية، بينما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، وسادت حالة من الغضب الأوساط الشعبية والرسمية بعد استشهاد الأسير الفلسطيني عرفات جرادات (30 عاما) في سجن مجدو الإسرائيلي عصر السبت.

في غضون ذلك أعلن الجيش الإسرائيلي استعداده لتطوّر الأحداث الميدانية في كافة مناطق الضفة الغربية، وطالبت إسرائيل السلطة الفلسطينية بخطوات لتهدئة التوتر في الضفة، وأعلنت الإفراج عن أموال فلسطينية محتجزة.

‪ذهول في منزل ذوي الشهيد عرفات‬ (الجزيرة)
‪ذهول في منزل ذوي الشهيد عرفات‬ (الجزيرة)

مصاب العائلة
وتعيش عائلة الشهيد عرفات وهي من بلدة سعير شمال مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حالة من الصدمة الشديدة بعد تلقيها نبأ استشهاد ابنها في مركز للتحقيق بعد أقل من أسبوع على اعتقاله، متهمة الاحتلال بقتله، ونفت الزعم بوفاته بشكل طبيعي نتيجة سكتة قلبية.

وقال سعد جرادات شقيق الشهيد في حديثه للجزيرة نت إن والده الذي عاين جثمان شقيقه صباح اليوم -حيث من المنتظر تشريحه لمعرفة سبب الوفاة- لاحظ وجود كدمات في الرأس يُعتقد بأنها أدت إلى استشهاده.

كما تعيش زوجة الشهيد ظروفا نفسية صعبة تجعل من الصعوبة عليها التواصل مع المُعزّين ووسائل الإعلام، وفي لحظات تمالكت نفسها ووصفت لمراسل الجزيرة نت لحظات الوداع الأخيرة قبيل اعتقاله "في اللحظات الأخيرة قرر أن يعود ويودع طفلته يارا، فأخذت تصيح ظنا منها أنه جاء ليصطحبها معه".

أما الوالدة أم محمد فكانت أشد عزما رغم مصابها، وروت للجزيرة نت اللحظات الأخيرة قبيل اعتقاله قائلة إن "هذا بطل.. ابني يرفع الرأس"، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال طوقت المنزل ثم اقتحمته ومنعت سكانه من الحركة، بينما صوّب أحد الجنود بندقيته تجاه رأس والد الشهيد قبل أن يقتادوا عرفات وينقلونه إلى الجيب العسكري بعنف معصوب العينين ومقيد اليدين.

مواجهات وإصابات
من جهة أخرى اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في عدد من نقاط التماس في الضفة الغربية، بينما شهدت محافظة الخليل إضرابا شاملا أغلقت فيه المحلات التجارية أبوابها وعلقت أغلب المؤسسات الرسمية والخاصة أعمالها.

وتركزت المواجهات في المدخل الجنوبي لبلدة سعير (مسقط رأس الشهيد)، حيث اشتبك شبان فلسطينيون بالحجارة مع قوات الاحتلال التي ردت بإطلاق عيارات مطاطية ووابل من الغاز المدمع.

كما تركزت مواجهات أخرى على مداخل مخيمي الفوار والعروب وبلدة بيت أمر ومنطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، إضافة إلى مواجهات شهدتها بوابة سجن عوفر غرب رام الله، وأخرى شهدها حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس.

‪الشهيد عرفات جرادات‬ (الجزيرة)
‪الشهيد عرفات جرادات‬ (الجزيرة)

وأصيب حتى ظهر اليوم عشرات الفلسطينيين بجراح -وفق معطيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني- أربعة منهم بالرصاص المطاطي و14 بالغاز المدمع في بلدة سعير، في حين سُجلت إصابة واحدة بالرصاص المطاطي والعشرات بالغاز المدمع في منطقة باب الزاوية، واثنتان بالرصاص المطاطي في منطقة مخيم العروب، وجميعها في محافظة الخليل.

أما في مدينة طولكرم شمال الضفة فسجلت طواقم الإسعاف لجمعية الهلال 11 إصابة بالغاز المدمع، إحداها إصابة في الرأس بإطلاق قنبلة غاز.

إسرائيل تتأهب
بدورها أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نقل بواسطة مبعوثه الخاص إسحق مولخو رسالة إلى السلطة الفلسطينية، طالبها فيها "بالعمل على تهدئة الخواطر في المناطق الفلسطينية"، مضيفة أن نتنياهو قرر تحويل مستحقات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية.

ووفق المصدر نفسه فإن رئيس الأركان الإسرائيلي بيني غانتس أصدر تعليماته إلى قادة قوات الجيش باستكمال كافة الاستعدادات الضرورية، تحسبا لاستمرار ما وصفها "بأعمال الشغب التي يقوم بها فلسطينيون وتدهور الأوضاع أمنيا في الضفة الغربية".

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قد أفادت اليوم بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لانتفاضة ثالثة، مضيفة أن القيادة السياسية في إسرائيل تعوّل على السلطة الفلسطينية في عدم السماح باشتعال الميدان، لكن الصحيفة شككت في "قدرة السلطة الفلسطينية على السيطرة على مستوى اللهيب".

المصدر : الجزيرة