حماس تحتج على ترحيل نوابها من بلغاريا

RAMALLAH, WEST BANK, - : Palestinian president Mahmud Abbas (R) and Bulgarian President Rosen Plevneliev give a joint press conference following their meeting in the West Bank city of Ramallah on October 24, 2012. Plevneliev is on an official visit to Israel and Palestinian territories. AFP PHOTO /ABBAS MOMANI
undefined
احتجت الحكومة الفلسطينية المقالة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الجمعة، لدى الحكومة البلغارية على قيام عناصر أمنها باقتحام مقر إقامة الوفد البرلماني الذي يمثل الحركة والمتواجد في العاصمة صوفيا وترحيلهم.

وأجبر الأمن البلغاري قياديي حماس الثلاثة ونوابها في المجلس التشريعي الفلسطيني وهم صلاح البردويل، وإسماعيل الأشقر، ومشير المصري على المغادرة فوراً إلى المطار لترحيلهم إلى تركيا.

وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو "ندين هذا التصرف الذي يعكس حجم الانصياع للضغوط الصهيونية".

وفي وقت سابق أصدرت حركة حماس بياناً قالت فيه إن قوات الأمن البلغارية اقتحمت صباح اليوم مقر إقامة وفدها البرلماني الذي يزور بلغاريا، وقامت بترحيلهم قبل أن يكمل الوفد زيارته التي بدأت الأربعاء الماضي، وكان مقررا أن تستمر ثلاثة أيام أخرى.

وأضاف البيان أن اقتحام المقر جاء على الرغم من أن الوفد دخل بشكل رسمي إلى ذاك البلد، وأجرى عدة لقاءات خلال الأيام الماضية. وقال إن الأمن البلغاري أجبر الوفد على المغادرة فوراً، عازياً ذلك إلى ضغوط إسرائيلية.

وأدان النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، أحمد بحر، بدوره، عملية الاقتحام
والترحيل، واصفاً ما جرى بأنه حماقة سياسية. وقال بحر إن ما جرى حماقة وتصرفاً سياسياً غير مسؤول يشكل رضوخاً سافراً للضغوط الصهيونية وإهانة بالغة للشعب الفلسطيني.

ودعا الحكومة البلغارية للاعتذار الفوري عن الإساءة المقصودة لنواب الشرعية المشمولين بالحصانة البرلمانية والثقة الشعبية والدستورية الفلسطينية وحماية الاتفاقات والمواثيق الدولية، وطالبها بـ"إعادة النظر في سلوكها السياسي المتواطئ مع الاحتلال الصهيوني".

البردويل: استكمال العدوان بعد الزيارة هو رسالة انتقام من غزة(الجزيرة)
البردويل: استكمال العدوان بعد الزيارة هو رسالة انتقام من غزة(الجزيرة)

ضغط إسرائيلي
من جهته قال صلاح البردويل لوسائل إعلام محلية إن قرار الترحيل "جاء بضغط إسرائيلي رسمي على بلغاريا، وذلك عقب نجاح الوفد في الوصول إلى شرائح أوسع من المؤسسات والأحزاب لشرح القضية الفلسطينية".

وفي العاصمة البلغارية صوفيا قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط محمد أبو عاصي إن "عناصر من أجهزة الأمن البلغارية دخلوا صباح الجمعة إلى غرف الفنادق التي نزل فيها النواب الثلاثة ونقلوهم إلى المطار. وغادر النواب صوفيا باتجاه إسطنبول عند الساعة العاشرة صباحا، الثامنة بتوقيت غرينتش".
 
وكان مركز دراسات الشرق الأوسط الذي يديره محمد أبو عاصي -وهو بلغاري من أصل فلسطيني- قد وجه الدعوة للوفد للمشاركة في مؤتمر بشأن الشرق الأوسط في صوفيا.

وأكد أبو عاصي -قبل طرد السلطات البلغارية النواب الثلاثة- أن النواب الفلسطينيين سيلتقون شخصيات بلغارية وممثلين عن منظمات غير حكومية، مستبعدا اعتراض الحكومة البلغارية على هذه الزيارة "كونها منحت النواب الثلاثة تأشيرات دخول".
 
أما وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسفينانوف فأكد اليوم مغادرة النواب الثلاثة بلاده، مشيرا إلى أنهم دخلوا بلغاريا بعد حصولهم على تأشيرات دخول عادية.
 
وفي وقت سابق أمس الخميس أكدت الحكومة البلغارية أن الزيارة "جاءت بدعوة من منظمة غير حكومية" وأن الحكومة "لا علاقة لها بهذه الحركة الإرهابية"، نافية بذلك ما أعلنته حماس من أن "الزيارة رسمية وستتخللها لقاءات مع مسؤولين في الدولة وبرلمانيين بلغاريين".

وقالت وزارة الخارجية البلغارية في بيان إن وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف اتصل هاتفيا بنظيره الفلسطيني رياض المالكي وأبلغه أن نواب حماس الثلاثة الذين وصلوا إلى بلغاريا الأربعاء جاؤوا بدعوة من منظمة غير حكومية وأنه لن يستقبلهم أي ممثل عن الحكومة.

وأضاف الوزير بحسب البيان أن "اتصالاتنا مع السلطة الفلسطينية هي اتصالات مباشرة وتمر بالحكومة في رام الله وبالسفارة الفلسطينية في صوفيا، وأن مسؤولة في وزارة الخارجية البلغارية التقت السفير الفلسطيني في صوفيا أحمد محمد المذبوح وأبلغته أن صوفيا لا تقيم أي علاقة مع حماس المدرجة على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية".

يشار إلى أن أوروبا تصنف حركة حماس كحركة "إرهابية" ولا تقيم دول الاتحاد الأوروبي علاقات مباشرة مع حماس، لكن السنة الأخيرة سجلت عدة اخترافات لحماس في جدار العزلة التي فرضها عليها الاتحاد. وسبق لوفد منها أن زار سويسرا.

أحمد يوسف:
 هناك رغبة لدى الأوروبيين بفتح قنوات اتصال مع حركة حماس، حتى وإن كانت غير علنية 

تفاؤل
ورجح القيادي في الحركة أحمد يوسف أن يشهد هذا العام رفع حركة حماس من قائمة "الإرهاب" الدولي وفتح قنوات اتصالات معها خاصة "أن هناك عددا كبيرا من دول الاتحاد الأوروبي لا يمانع ذلك".

وقال يوسف في تصريحات لوكالة "معا" الإخبارية الفلسطينية بثتها اليوم "أعتقد أن هناك رغبة لدى الأوروبيين بفتح قنوات اتصال مع حركة حماس، حتى وإن كانت غير علنية، وهناك رغبة كبيرة لدى الدول ولاحظت ذلك من خلال زيارتي لبعض الدول الأوروبية".

وأضاف المستشار السابق لرئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية "ربما يشهد هذا العام اختراقا في هذا الملف، وربما يتجه الاتحاد الأوروبي إلى رفع حركة حماس عن قائمة الإرهاب ولدي معلومات بأن دول الاتحاد الأوروبي، ما عدا ألمانيا وجمهورية التشيك، ليس لديها تحفظات من رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب وهناك أكثر من دولة سمحت باستضافة نواب أو قادة من حماس وهذا يعطي إشارات بأن رفع حركة حماس من قائمة الإرهاب أصبح مسألة وقت".

المصدر : الجزيرة + وكالات