تواصل قمة البشير وسلفاكير بلا اتفاق
يتواصل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اجتماع القمة بين رئيس السودان عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، دون التوصل حتى اللحظة لأي اتفاق بخصوص استئناف تصدير البترول وتجاوزِ الخلافات الحدودية بين البلدين الجارين.
وكان اجتماع القمة الذي يندرج ضمن مساعي الاتحاد الأفريقي لحل القضايا العالقة بين الدولتين قد انطلق ليلة أمس الأحد حيث بحث رئيسا الدولتين قضيتي ترسيم الحدود المشتركة واستئناف تصدير النفط دون اتفاق.
وأكد مسؤولون مقربون من الاجتماع أن المفاوضات ستستمر في الساعات القادمة وأن هناك تقاربا عاما في وجهات النظر.
وقال عاطف كير المتحدث باسم وفد جنوب السودان إلى المحادثات التي تجري تحت رعاية الاتحاد الأفريقي "لا تزال هناك اختلافات، لكن فرق المفاوضين تعمل على تقريب الفوارق بين الرئيسين".
الخلافات الحدودية
وكان المتحدث باسم الوفد السوداني بدر الدين عبد الله قد أعلن في وقت سابق أن "هناك بعض الاختلافات، لكن كل المشاكل مطروحة على الطاولة". ومن بين المسائل المطروحة على طاولة المحادثات المناطق الحدودية المتنازع عليها، خصوصا منطقة أبيي، وإقامة منطقة حدودية منزوعة السلاح بعد مواجهات دامية.
وتأتي هذه القمة بعد انتهاء مهلة إضافية منحها مجلس الأمن للدولتين لحسم تلك القضايا الأحد، في وقت تشير فيه تقارير إلى أن تقدما قد حدث في ملفات من بينها النفط والحدود والتجارة البينية.
وقد أعلن السفير السوداني بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا الفريق عبد الرحمن سر الختم أن الرئيسين ربما يوقعان على اتفاقات تشمل النفط والتجارة بين الدولتين وجزءا من القضايا الأمنية بعد موافقة السودان على خريطة الوساطة الأفريقية.
وقال سر الختم للصحفيين إن الموافقة السودانية "جاءت وفق ترتيبات إدارية وقانونية خاصة مثل انسحاب الجيش الشعبي من منطقة الميل 14 وتشكيل إدارة محددة لها لحين ترسيم الحدود بين الدولتين".
ونفى السفير السوداني إمكانية دخول الوفد السوداني في مفاوضات مباشرة مع متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال.
تصاعد التوتر بين البلدين في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أوقف جنوب السودان إنتاجه من النفط الذي يبلغ 350 ألف برميل بعد قيام الخرطوم بأخذ نصيب من النفط عينا تعويضا عن رسوم تصدير لم تدفع |
فك الارتباط
وكان رئيس وفد التفاوض بشأن المنطقتين كمال عبيد قد رفض مبدأ الدخول في أي تفاوض مباشر مع قطاع الشمال "إلا بعد تلقي الحكومة السودانية مكتوبا رسميا من جوبا يؤكد فك ارتباط جيشها مع قوات الحركة الشعبية قطاع الشمال". ولم يستبعد عبد الرحمن سر الختم أن يجد قطاع الشمال وأبيي حظا وافرا من التداول في قمة الرئيسين.
في غضون ذلك دعا الاتحاد الأفريقي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي في القمة بشأن كل المناطق المتنازع عليها، فيما حث مجلس الأمن قيادتي البلدين على "ممارسة قيادة بناءة وإبداء الرغبة السياسية لاعتماد التقدم الذي جرى إحرازه وتجسير الفجوات المتبقية".
يشار إلى أنه جرى التوصل إلى اتفاق بين البلدين بشأن النفط في أغسطس/آب الماضي، ولكن لا تزال هناك عدة نقاط شائكة معلقة، بينها منطقة أبيي المتنازع عليها والحدود.
وكادت حرب تنشب على الحدود المشتركة بين البلدين في مارس/آذار وأبريل/نيسان، في أسوأ تفجر للعنف منذ انفصال جنوب السودان في يوليو/تموز 2011 بموجب اتفاقية للسلام أنهت حربا أهلية استمرت أكثر من عقدين.
كما تصاعدت التوترات في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أوقف جنوب السودان إنتاجه من النفط الذي يبلغ 350 ألف برميل، بعد قيام الخرطوم بأخذ نصيب من النفط عينا تعويضا عن رسوم تصدير لم تدفع، وأدى هذا الإغلاق إلى معاناة اقتصاد البلدين.