غضب فلسطيني "لاستهداف الجزيرة"

الفلسطينيون يحرصون على متابعة قناة الجزيرة (الجزيرة نت)

 قناة الجزيرة تحظى بنسب مشاهدة عالية بين الفلسطينيين (الجزيرة نت-أرشيف)

 
استهجن النواب الأسرى من كتلة التغيير والإصلاح البرلمانية قرار رئيس حكومة تصريف الأعمال الفلسطينية سلام فياض القاضي بإغلاق مكتب قناة الجزيرة الفضائية في رام الله بالضفة الغربية وتعليق عمله ومقاضاته بسبب ما وصفته الحكومة بالتحريض ضدها، ودعوه إلى التراجع الفوري عن هذا القرار.
 
وقال النواب الأسرى في تصريح من سجن النقب أمس -حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن الذاكرة الفلسطينية تختزن الكثير من المواقف الرائعة للفضائية المتميزة في سماء الإعلام العربي والعالمي، والمواقف التي حركت ضمائر عالمية ونقلت صورة الوضع الفلسطيني إلى العالم بأسره.
 
وأضاف النواب الأسرى "ألا يكفي الجزيرة أنها من نقلت صرخات أمهاتنا الثكالى في مخيم جنين؟؟ أليست من غطت تحت القصف والدمار مأساة حصار كنيسة المهد في بيت لحم؟؟ ألم تكن هي من غطى العدوان على غزة بكل امتياز؟؟ ألم تكن حاضرة على مدار الساعة وهي تنقل يوميات الرئيس الراحل ياسر عرفات من مقره تحت الحصار؟؟".
 
وتابع النواب "إن كان كل ذلك لا يكفي، فللجزيرة الشرف بأنها خلدت رسالة الراحل أبو عمار يوم حرك الملايين في العالم عبر هتافه عبر الجزيرة وهو يقول "شهيدا شهيدا شهيدا".
 
وأشار البيان إلى التزام الجزيرة بمعايير الأداء الإعلامي المهني بعيدا عن الانحياز أو التعصب لجهة على حساب أخرى، داعين إلى وضع حد للتجرؤ على الحريات الإعلامية والصحفية وحريات الرأي والتعبير في الضفة الغربية.
 
واختتم النواب الأسرى تصريحهم بالقول إن للجزيرة الفضائية "أيادي بيضاء كثيرة على القضية الفلسطينية، ولذلك استهدف أفراد طواقمها في حوادث عدة، ودفعت الثمن من دمهم في كثير من الأحيان، وإن تنكر الفلسطينيين لدور الجزيرة الوطني والمهني هو عيب إعلامي وأخلاقي".
 
مؤسسات تستنكر
كما استنكرت مؤسسات إعلامية ومسؤولون فلسطينيون إغلاق المكتب فقد أدان رئيس كتلة الصحفي الفلسطيني ياسر أبو هين إقدام السلطة الفلسطينية في رام الله على تعليق عمل مكتب الجزيرة "على خلفية عملها الصحفي المهني".
 
وقال في حديث للجزيرة نت إن هذه الخطوة استمرار لسياسة استهداف الجزيرة ومحاولة تحريف رسالتها بالضغط والترهيب. وأضاف "أستغرب أن يكون هذا الموقف ضد الجزيرة في ظل ما تقدمه القناة وطاقمها ومراسلوها من خدمات للقضية الفلسطينية بشكل عام".
 
وأوضح أن "الكل يعلم ما الذي فعلته الجزيرة خلال الحرب الإسرائيلية الدامية على غزة، وكيف استطاعت أن تنقل الألم والمعاناة الفلسطينية إلى كافة أنحاء العالم".
 

ياسر أبو هين: هذه الخطوة استمرار لسياسة استهداف الجزيرة (الجزيرة نت-أرشيف)
ياسر أبو هين: هذه الخطوة استمرار لسياسة استهداف الجزيرة (الجزيرة نت-أرشيف)

إعلام فتح

وأشار أبو هين إلى أن المثير للدهشة هو أن كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بما فيها وسائل إعلام حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) تناولت تصريحات رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي التي تزعم السلطة أنها أغلقت مكتب الجزيرة بسببها، ولذا "فالأمر لم يكن مقتصرا عل الجزيرة فقط".
 
وأكد أن هذا يدل على أن الجزيرة بالإضافة للكثير من وسائل الإعلام الحرة على قائمة الاستهداف والملاحقة في الضفة الغربية من قبل الأجهزة الأمنية، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها القناة ومراسلوها.
 
ومن ناحيته قال نقيب الصحفيين الفلسطينيين نعيم الطوباسي إنه اجتمع ومجلس النقابة لاتخذا موقف معين، وأنهم في انتظار إصدار هذا القرار حال وصولهم البيان الرسمي من مجلس الوزراء.
 
وبدوره قال مدير مركز الإعلام الحكومي غسان الخطيب إن قرار إغلاق وتعليق عمل القناة متسرع وغير حكيم، "وكان من الأفضل أن يتم انتظار رأي القضاء في الموضوع، وإبقاء القناة مفتوحة إلى حين أن يبت القرار في هذا الأمر".
 
كما أعرب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) عن قلقه من قرار تعليق عمل قناة الجزيرة بالضفة الغربية. واعتبر المركز ذلك القرار انتهاكا خطيرا لحرية التعبير وطالب السلطة الفلسطينية بالتراجع عنه.
المصدر : الجزيرة