تنامي عمليات القرصنة قبالة الصومال وجهود لمكافحتها

REUTERS/ Pirates holding the crew of the Chinese fishing vessel FV Tian Yu 8 guard their hostages November 17, 2008 as the ship passes through the Indian Ocean. The ship was

تصاعدت عمليات القرصنة البحرية في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال بشكل غير مسبوق في الأيام الثلاثة الماضية. وفي أحدث الهجمات استولى قراصنة على سفينة شحن يونانية لتكون الرابعة بعد اختطاف سفينة صيد تايلندية عقب استيلائهم على سفينة شحن تحمل القمح وناقلة نفط سعودية عملاقة في عمليات نوعية وصفت بالأكبر في التاريخ.
 
وقال برنامج المساعدة البحري لشرق أفريقيا -وهو مجموعة بحرية إقليمية- إن قراصنة صوماليين استولوا أمس الثلاثاء على سفينة شحن يونانية في خليج عدن دون ذكر تفاصيل أخرى.
 
وسبق هذا الحادث سيطرة قراصنة على سفينة صيد تايلندية وعلى متنها 16 شخصا واقتادوها إلى السواحل الصومالية.
 
كما اختطف القراصنة في خليج عدن سفينة شحن من هونغ كونغ كانت محملة بالقمح وعلى متنها 25 بحارا متجهة إلى ميناء بندر عباس الإيراني.
 
وجاءت هذه العمليات المتلاحقة بعد اختطاف القراصنة الأحد الماضي ناقلة النفط السعودية العملاقة سيرياس ستار. وتحمل الناقلة مليوني برميل نفط بقيمة مائة مليون دولار أميركي وعلى متنها طاقم مكون من 25 شخصا ينتمون إلى كرواتيا وبريطانيا والفلبين وبولندا والسعودية.
 
وقالت البحرية الأميركية إن القراصنة نقلوا الناقلة بعدما خطفوها على بعد 450 ميلا بحريا جنوب شرقي كينيا الأحد إلى ميناء هاراديري.
 

undefined

جهود دولية

ودان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عملية اختطاف الناقلة، وقال أثناء زيارة رسمية إلى اليونان إن بلاده ستنضم إلى المبادرة الإيطالية الفرنسية لمكافحة القرصنة.
 
وأضاف الفيصل أن دولا أخرى بحوض البحر الأحمر ستنضم إلى هذه المبادرة التي تهدف إلى تكثيف إجراءات الأمن على الممرات الملاحية قبالة سواحل شرق أفريقيا.
 
وقال أيضا إن "القرصنة مثل الإرهاب تمثل مرضا في مواجهة الجميع, وعلى الكل الاتحاد لمواجهته".
 
من جانبه أعلن وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي بمقابلة عبر الهاتف مع الجزيرة أن مسؤولين يمثلون عددا من الدول العربية سيجتمعون بالقاهرة الخميس المقبل لمحاولة التوصل إلى خطة مشتركة لمواجهة أعمال القرصنة بالبحر الأحمر.
 
ويأتي ذلك بينما أعلنت حكومة صنعاء أنها شددت من إجراءات الأمن في مياهها الإقليمية للحد من امتداد أعمال القرصنة إلى البلاد.
 
وقد اعترف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مايك مولن بأن أي عمل عسكري سيكون معقدا نظرا لوجود رهائن، وعبر عن ذهوله "من حجم الموقف".
 
في الوقت نفسه نقلت رويترز عمن سمتهم إسلاميين بالصومال تعهدات بالقضاء على القرصنة في حال توليهم السلطة.


خارج السيطرة

وقد حذر مكتب الملاحة الدولي لمراقبة القرصنة ومقره كوالالمبور من أن هجمات القراصنة أصبحت "خارجة عن نطاق السيطرة" وأكثر عنفا وتوسعا رغم زيادة وتشدد الإجراءات الأمنية في المنطقة لحماية السفن.
 
ودعا رئيس المكتب نول تشونغ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى إيجاد الطرق لوقف هذا "التهديد".
 
من جانبه عبر عبد القادر يوسف نائب وزير الموانئ في إقليم بونت لاند الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال الصومال، عن خيبة أمله في تصدي قوات التحالف الدولية لتنامي عمليات القرصنة البحرية قبالة السواحل الصومالية. وقال إن البديل أن تعمد شركة النقل البحري إلى الاستعانة بشركات أمنية خاصة.

يذكر أن خطف الناقلة العملاقة التي يصل حجمها لثلاثة أمثال حاملة الطائرات جاء بعد أبرز هجوم قام به القراصنة هذا العام, حيث خطفوا سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة ومعدات عسكرية أخرى.

 
ورصد المكتب البحري الدولي 199 جريمة قرصنة أو محاولة للقرصنة منذ يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول الماضيين بينها 63 بخليج عدن وقبالة السواحل الصومالية.
 
وما زال القراصنة يحتجزون السفينة الأوكرانية ونحو 12 سفينة أخرى رغم المراقبة الأميركية، ووجود سفن حربية أخرى بالمنطقة.
المصدر : الجزيرة + وكالات