الجهاد الإسلامي تتبنى هجوم أم الفحم والسلطة تدينه
ـــــــــــــــــــــــ
قائد الشرطة الإسرائيلية يعترف بعجز الجيش والشرطة عن منع وقوع هجمات فلسطينية
ـــــــــــــــــــــــ
استشهاد فلسطينيين اثنين وجرح أربعة إسرائيليين في عملية مسلحة قرب القدس تبنتها كتائب العودة التابعة لفتح
ـــــــــــــــــــــــ
حماس تؤكد استمرار سياستها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وتتهم زيني بأنه شريك في قتل الفلسطينيين
ـــــــــــــــــــــــ
أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن تفجير حافلة للركاب قرب مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر صباح اليوم الأربعاء وأدت إلى مقتل سبعة إسرائيليين بينهم أربعة جنود فضلا عن إصابة ثلاثين آخرين بجروح.
وسارعت السلطة الفلسطينية إلى إدانة الهجوم، غير أن الحكومة الإسرائيلية قالت إن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات لم يتخذ الإجراءات الكفيلة بالحيلولة دون وقوع هجمات مما يجعله مسؤولا عما جرى اليوم.
وتأتي هذه الهجمات رغم دعوة السلطة الفلسطينية لمقاتلي الفصائل بالوقف الشامل لإطلاق النار حتى في حالة الدفاع عن النفس، كما تسبق هذه الهجمات اجتماعا أمنيا من المقرر عقده بين مسؤولين في السلطة وقادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية برعاية المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط الجنرال أنتوني زيني.
هجوم أم الفحم
وقال متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية إن سبعة إسرائيليين قتلوا بالإضافة إلى استشهاد منفذ العملية، وإن 27 آخرين على الأقل أصيبوا في الانفجار الذي دمر الحافلة وأدى إلى تناثر أشلاء بشرية وحطام الحافلة في الطريق العام، وحسب المتحدث الإسرائيلي فإن جراح عشرة من المصابين خطيرة.
وقد وقع الانفجار في وقت الذروة الصباحية أثناء توجه الناس لأعمالهم. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن منفذ الهجوم صعد إلى الحافلة بالقرب من بلدة أم الفحم بينما كانت في طريقها من تل أبيب إلى الناصرة، وعمد إلى تفجير نفسه فور خروج الحافلة من مدينة أم الفحم ذات الغالبية العربية.
وقال شاهد عيان كان يستقل سيارة تسير خلف الحافلة إن الانفجار كان شديدا لدرجة أنه مزق الحافلة وقذف بأجزاء منها في الهواء.
واعترف قائد الشرطة الإسرائيلية شلومو أهرونيشكي بعجز الشرطة والجيش وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية عن منع وقوع المزيد من العمليات الفدائية رغم الإجراءات الأمنية المشددة، وقال "ليس بمقدورنا أن نكون في كل مكان".
من ناحيتها تبنت سرايا القدس وهي الجناح العسكري للجهاد الإسلامي العملية، وقالت في بيان لها إن منفذ العملية هو الشهيد رأفت سليم أبو دياك (20 عاما) من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وقال البيان إن العملية تأتي "ردا على اغتيال القادة في سرايا القدس وانتقاما لشهداء مخيم جنين, إننا في سرايا القدس نؤكد أن هذه العمليات لن تتوقف". كما هدد مسؤول كبير في الحركة بشن المزيد من الهجمات، وقال إن "العدو الإسرائيلي لم يدفع بعد ثمن جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني في المخيمات الفلسطينية وهذه العملية هي دفعة في قائمة الحساب".
تنديد فلسطيني
لكن السلطة الفلسطينية التي جددت إعلان وقف الهجمات ضد الإسرائيليين، نددت في بيان رسمي بالهجوم، ودعت إلى عدم تعطيل جهود المبعوث الأميركي، وقال البيان إن "جهود القيادة تتركز الآن على وقف العدوان ورفع الحصار والعقاب الجماعي وهذا يفرض على الجميع رغم الضحايا والجرح الفلسطيني النازف والدمار عدم القيام بأية عملية ضد المدنيين في إسرائيل".
ودعت السلطة الفلسطينية المقاتلين الفلسطينيين إلى "التعقل والعمل وفق مقتضيات المصلحة الوطنية في هذا الظرف الدقيق, وألا نعطي القوى المتطرفة الإسرائيلية ما تحتاجه من مثل هذه العمليات لتغطية جرائمها".
وهذا هو ثاني هجوم داخل الخط الأخضر في غضون 12 ساعة، وكان فلسطينيان استشهدا وأصيب أربعة جنود من حرس الحدود الإسرائيلي بجروح في ساعات الليل أثناء تبادل لإطلاق النار جنوب غرب القدس, وفق ما أعلنه ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية. وقد أعلنت كتائب العودة التابعة لحركة فتح مسؤوليتها عن الهجوم.
” ناطق باسم حكومة شارون: "السلطة الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات لا تتخذ ما يكفي من الإجراءات لوقف المواجهات" ” |
اتهام إسرائيلي
وفي إسرائيل اتهم مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر السلطة الفلسطينية والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بالمسؤولية عن استمرار الهجمات، واتهمت عرفات بأنه لم يتخذ خطوات كافية لمنع المقاتلين الفلسطينيين من شن المزيد منها ضد إسرائيل.
وقال أرييه ميكيل الناطق باسم حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون إن السلطة الفلسطينية لا تتخذ ما يكفي من الإجراءات لوقف المواجهات، وأضاف "للأسف لم يصدر عرفات أي أمر واضح لوضع حد للعمليات المسلحة".
وتأتي العملية قبل اجتماع مرتقب للجنة الأمنية الإسرائيلية الفلسطينية العليا برئاسة المبعوث الأميركي الخاص أنتوني زيني ومشاركة ممثلين عن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية.
حماس ترفض وقف المقاومة
وفي أول موقف معلن من دعوة السلطة الفلسطينية لوقف الهجمات وإطلاق النار على الإسرائيليين قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس الدكتور عبد العزيز الرنتيسي إن الحركة ستواصل عملياتها المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وقال "لم يتغير شيء في قرار حماس والمقاومة ستستمر طالما تواصل احتلال" الأراضي الفلسطينية.
وأضاف الرنتيسي إن وجود مبعوث السلام الأميركي الخاص للشرق الأوسط الجنرال المتقاعد أنتوني زيني في المنطقة لن يغير من قرار حماس بالمضي في مقاومة الاحتلال، مؤكدا أنه يعتبر زيني شريكا للإسرائيليين في قتل الفلسطينيين.