المؤسسات التركية.. خزان لا ينضب لدعم القدس

مشاركات في محاضرة لجمعية البراق تحت عنوان القدس مسؤوليتنا حول التطورات بشان قضية القدس والمسجد الأقصى
تختلف برامج المؤسسات التركية العاملة للقدس حسسب تخصصاتها واتجاهاتها (الجزيرة)
خليل مبروك-إسطنبول

ألقى الشارع التركي أوراقه بقوة في مواجهة قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها، فاحتشدت جماهيره بعد ساعات معدودة من خطاب 6 ديسمبر/كانون الأول 2017 أمام القنصلية الأميركية وجامع الفاتح بإسطنبول.

واتخذت الفعاليات التركية أشكالا متعددة تنوعت بين العمل الجماهيري وأنشطة التوعية والتثقيف والأنشطة الفنية والإعلامية والحملات الخيرية لدعم المقدسيين في رباطهم، وفقا لاتجاهات المؤسسات القائمة على تلك الفعاليات وتخصصاتها، التي تمرست في العمل عليها في المجتمع التركي منذ سنوات.

جسد ذلك الحراك محطة مهمة من محطات العمل الشعبي التركي، لكنه استند بوضوح إلى تجربة عدد كبير من المؤسسات المتمرسة بتنفيذ الأنشطة المرتبطة بالقدس، التي اتسمت بزخم المشاركة وارتفاع سقف المطالب والتنوع في أشكال الفعل الاحتجاجي.

منظمات متخصصة
وفي حين تنشط مؤسسات أهلية وأوقاف ومنظمات مجتمع مدني تركية عملاقة في قضايا متعددة تتصل بملفات سوريا وبورما وتركستان وغيرها، تخصصت منظمات تركية في العمل للقضية الفلسطينية ولموضوع القدس بالتحديد
.

نشطاء أتراك في مظاهرة سابقة دعما للقدس (الجزيرة)
نشطاء أتراك في مظاهرة سابقة دعما للقدس (الجزيرة)

إذ تقدم جمعية "البراق" نفسها جمعية تركية تهدف إلى التعريف بالمقدسات الإسلامية، وغرس محبة هذه المقدسات في نفوس المسلمين، والمساهمة في الحفاظ عليها، خصوصا المسجد الأقصى، من خلال دعم صمود المسلمين فيه.

ومنذ إعلان ترمب، نفذت الجمعية التي تتخذ من منطقة أسكودار في الشطر الآسيوي لمدينة إسطنبول عددا كبيرا من الفعاليات والأنشطة من بينها "مسابقة القدس الشعرية"، ومشروع "سقيا المرابطين"، ومشروع "دعم صمود المرابطين" للتبرع بسهم مالي قيمته 250 دولار في كل مشروع، ومشروع "السلات الغذائية" بقيمة سبعين دولارا للسلة الواحدة.

كما نظمت الجمعية مؤتمرا أكاديميا في مدينة كوتاهيا بعنوان "منزلة القدس مثل منزلة مكة والمدينة"، وكثفت تنفيذ مشروع "الأقصى مسؤوليتنا" الذي تقدم من خلاله سلسلة محاضرات في المدارس التركية.

كذلك "وقف الأمة" يعرف نفسه مؤسسة تركية تنموية مستقلة تهدف إلى تنمية قدرات الإنسان المقدسي، والمحافظة على تراثه وهويته، ودعم ثقافته الحية، من خلال التحديد المنهجي لاحتياجات المقدسيين وأولوياتهم، والعمل على إيجاد الآليات السليمة للاستفادة القصوى من مصادر التمويل المتاحة.

مقدسي يعمل في تنظيف متوضأ في الأقصى ضمن مشروع سدانة المسجد الأقصى الذي ترعاه جمعية ميراثنا (الجزيرة)
مقدسي يعمل في تنظيف متوضأ في الأقصى ضمن مشروع سدانة المسجد الأقصى الذي ترعاه جمعية ميراثنا (الجزيرة)

انخرط الوقف بقوة في مواجهة قرار ترمب عبر العمل على دعم المقدسيين في موقع صمودهم، فأطلق حملة "القدس عاصمة الأمة" التي فتحت الباب أمام المتبرعين لتقديم تبرعاتهم لـ 83 مشروعا في مجالات التعليم والصحة والإغاثة، وغيرها من المجالات وفقا لتوجهات كل متبرع وتفضيلاته.

ويعول الوقف على تراكم الإنجاز في مجالات دعم المقدسيين، مؤكدا أن أكثر من 118 ألف مقدسي استفادوا من مشاريع الوقف في العامين الماضيين.

أما جمعية حماية التراث العثماني في بيت المقدس "ميراثنا" فتقدم نفسها للمجتمع التركي كوقف يعمل على التعريف بالمسجد الأقصى والتراث العثماني في القدس، وتسليط الضوء على المخاطر المحدقة بهما عبر تنفيذ مشاريع ترميم البيوت والمساجد ورعاية المسجد الأقصى، والحفاظ على الوجه التاريخي للقدس والمساهمة في حماية الآثار المقدسية خاصة العثمانية منها.

وتبدو بصمات "ميراثنا" جلية في توجيه حراك المجتمع التركي للقدس، فآخر فعالياتها كانت رعاية معارض وحفلات موسيقية للأطفال من طلبة المدارس في إسطنبول، وخصص ريع حضورها لمشاريع الجمعية في القدس، مثل مشروع "سدانة المسجد الأقصى" ومشروع "ضيافة أطفال القدس".

‪جمعية ميراثنا في القدس توزع ملابس شتوية على المقدسيين ضمن حملة الشتاء الدافئ‬ (الجزيرة)
‪جمعية ميراثنا في القدس توزع ملابس شتوية على المقدسيين ضمن حملة الشتاء الدافئ‬ (الجزيرة)

مشاريع طويلة
ونفذت ميراثنا عددا كبيرا من الفعاليات الخاصة بالقدس في الأسابيع الأخيرة من بينها مسابقة دولية للرسم وطبق خيري إضافة إلى مشاريعها طويلة الأمد التي ترعاها في المدينة مثل مشاريع "كسوة الشتاء" و"سلة الغذاء" و"كفالة العائلة المقدسية" و"كفالة أيتام القدس" ومشروع "شد الرحال
".

أما أحدث محاولات التأثير في القرار الأميركي تجاه القدس من قبل الجمعيات التركية فاتخذتها جمعية "الشباب الواعد" الدولية من خلال توجيه ألف رسالة مكتوبة للبيت الأبيض عبر سفارات الولايات المتحدة الأميركية المنتشرة في العالم.

وتنفذ الجمعية عددا كبيرا من الأنشطة والفعاليات التي تستهدف توفير الدعم لمشاريعها داخل القدس من جهة، ورفع حالة التضامن التركي مع المدينة من جهة أخرى، لكن أكثرها لفتا للانتباه كان بدء الجمعية بمشروع لزراعة عشرة آلاف شجرة زيتون في فلسطين.

وتختص الجمعية في العمل لمدينة القدس والمسجد الأقصى في المجالات الخيرية والتعليمية والإغاثية والقانونية.

المصدر : الجزيرة