رفعت زيتون.. مقدسي يتنقل بين الهندسة والأدب

القدس - الشاعر رفعت زيتون،
رغم التحاق زيتون بالحياة العملية في تخصصه مهندسا، فإن القلم الأدبي لم يبرح يده (الجزيرة)
محمد أبو الفيلات-القدس

إذا اجتمعت الموهبة وقوة اللغة عند الإنسان فمن السهل أن يصبح شاعرا، لكن من الصعب أن يكون الشاعر منبرا لإثارة القضايا التي تناساها العالم أو غفل عنها، إذ عليه أن يحمل همّ الإنسان ويترجمه إلى قصائد تؤجج مشاعر من يقرؤها لينصر من تتحدث عنه.

الشاعر المقدسي رفعت زيتون (57 عاما) اختار أن يجعل من شعره أداة للحديث عن الإنسان بشكل عام، والعربي -بشكل خاص- الذي عصفت به المآسي في السنوات الأخيرة، وذلك بالإضافة إلى كتابته في الحب والغزل ونظمه القصائد الوطنية.

ولد زيتون في بلدة القدس العتيقة عام 1960 في حي القرمي غرب المسجد الأقصى، وظهرت موهبته الكتابية في سن مبكرة عن طريق كتابة الخواطر وأشباه القصائد، وأخذ يطور نفسه شيئا فشيئا بقراءة الشعر والأدب، حتى نظم أول قصيدة موزونة له وهو في الحادية عشرة، وكانت بمناسبة ذكرى ميلاد زميله في المدرسة.

مهندس أديب
ملأ الأدب مساحة كبيرة من حياة الشاعر رفعت زيتون، إذ ظل منشغلا به طيلة فترة دراسته، لكنه بعد تخرجه من المدرسة لم يلتحق بكلية الآداب، بل اختار أن يكون مهندسا على الرغم من حبه للأدب، فتخرج مهندسا مدنيا في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية
.

رفعت زيتون أصدر دواوين شعرية ويعتزم إصدار رواية جديدة مطلع العام القادم (الجزيرة)
رفعت زيتون أصدر دواوين شعرية ويعتزم إصدار رواية جديدة مطلع العام القادم (الجزيرة)

ورغم التحاق زيتون بالحياة العملية في تخصصه مهندسا، فإن القلم الأدبي لم يبرح يده، فنظم مئات القصائد العمودية وقصائد التفعيلة وحتى القصائد النثرية، إلى أن قرر في عام 2011 إصدار أول ديوان شعري له والذي تتالت بعده الدواوين.

ففي عام 2011 أصدر الشاعر أول ديوان له بعنوان "حروف مقدسية على السور الجريح"، واحتوى على 17 قصيدة، وكان الجزء الأكبر منها مخصصا للقدس وفلسطين، أما الثاني فتناول مواضيع إنسانية.

وكانت قصيدة "صباحك أجمل" التي يتحدث فيها عن القدس من أبرز قصائد الديوان، مما استدعى الفنانة عبير صنصور إلى غنائها بعد أن لحنها محمد قدري في مصر.

وحاز ديوان "حروف مقدسية على السور الجريح" جائزة أفضل ديوان عن القدس في ملتقى المثقفين المقدسيين عام 2014.

وفي عام 2012 أصدر الشاعر رفعت زيتون ديوانه الشعري الثاني الذي عنونه بـ"نوافذ"، وأراد منه تسليط الضوء على قضايا إنسانية كضرورة التفاؤل ونشر الأمل.

أما أبرز ما يميز هذا الديوان فهو أنه احتوى على القصيدة المطولة التي جاءت بعنوان "لم يبق إلا الكلمة"، إذ احتلت هذه القصيدة 63 صفحة من أصل 110 توزعت عليها قصائد الديوان الاثنتي عشرة.

‪زيتون يحرص على زيارة مدارس القدس وإسماع الطلبة أشعاره والاستماع إلى إبداعاتهم‬ (الجزيرة)
‪زيتون يحرص على زيارة مدارس القدس وإسماع الطلبة أشعاره والاستماع إلى إبداعاتهم‬ (الجزيرة)

إصدارات
وآخر إصدار للشاعر كان ديوانا بعنوان "على شفا القيامة" عام 2016، تطرق فيه بشكل مستفيض إلى مسألة اللجوء السوري، فكتب عنه العديد من القصائد، واستوحى فيه من الشاعر الفلسطيني محمود درويش قصيدتين بعنوان "سجل أنا عربي" و"في الشام"، وكلتاهما تحدث فيهما عن الوجع السوري
.

وإلى جانب كتابته الشعر، يعد رفعت زيتون ناشطا في عدة ندوات ثقافية تعقد في القدس، كندوة اليوم السابع ونادي الكتاب اللذين يهتمان بالقراءات الأدبية والنقدية للإصدارات الفلسطينية والعربية.

ويشارك الشاعر المقدسي في زيارات إلى المدارس الفلسطينية ليجري لقاءات أدبية مع طلابها، حيث يلقي خلالها الشعر على الطلاب، كما يستمع إلى كتاباتهم ويوجههم وينتقد إنتاجاتهم بطريقة تحفيزية ليشجعهم على القراءة والكتابة، إذ يرى الشاعر أن جمهور القراءة في فلسطين ضعيف ومن واجب الأدباء أن يشجعوا عليها؛ للنهوض بالمجتمع.

ويستعد زيتون لإصدار أول رواية له بعنوان "حياة" مطلع العام المقبل، والتي كتب فيها قصة مسنة وصراعها مع المرض.

المصدر : الجزيرة