صيف الأطفال بمكتبة الأقصى.. علوم وثقافة وروحانيات

6-قصة للأعمار الصغيرة في مكتبة الأقصى -القدس (الجزيرة نت)
تستهدف أنشطة مكتبة الأقصى تنمية ميل الأطفال للقراءة والحفاظ على مستواهم أثناء إجازة الصيف (الجزيرة)
أسيل جندي-القدس
أعلنت مكتبة الأطفال في المسجد الأقصى المبارك مطلع يوليو/تموز الماضي عن الأنشطة الصيفية للأطفال فيها وفي رحاب المسجد، لكن اقتحام الأقصى وإغلاقه لأسبوعين أعاق إطلاق هذه الأنشطة.

وتهدف الأنشطة لتنمية ميل الأطفال للقراءة والحفاظ على مستواهم في عطلة الصيف، إضافة لتطوير مهاراتهم الحسية والإبداعية، وإثارة فضولهم لتعلم كل جديد.

الطفلة سمية إدريس (10 أعوام) تتوجه يوميا للمكتبة من حي الثوري جنوب المسجد الأقصى في القدس. وعن سبب انضمامها للأنشطة تقول للجزيرة نت إنها تهوى القراءة لأنها تنقلها لعالم من الحرية المسلوبة منها كطفلة تعيش في مدينة القدس.

‪نادي العلوم من أنشطة المكتبة حين كان يتعلم الأطفال طريقة عمل الرئتين ويتدربون على صنع مجسم لهما من أدوات يسيرة‬ (الجزيرة)
‪نادي العلوم من أنشطة المكتبة حين كان يتعلم الأطفال طريقة عمل الرئتين ويتدربون على صنع مجسم لهما من أدوات يسيرة‬ (الجزيرة)

حفظ وترفيه
تضيف سمية "التحقت هذا الصيف بأنشطة المكتبة وحلقات تحفيظ القرآن في المصلى المرواني أيضا، أعود للمنزل سعيدة، وأنصح صديقاتي بمرافقتي للأقصى، وأردد لهن دائما أن الله سيحمينا من كل شر لأننا أطفال".

أما الطفلة ميران مرار (9 أعوام) فتقول إن أماكن الترفيه المتوفرة لأطفال القدس قليلة جدا، وهو ما دفعها للالتحاق بأنشطة الأطفال بالمسجد، وتقول "أقضي وقتا ممتعا في القراءة والكتابة والرسم، ومن القصص التي قرأتُها ولن أنساها ما حييت "فانتازيا" التي نسجتُ تفاصيلها وحفرتها في ذاكرتي أثناء القراءة".

بدوره يرى الطفل سري دويك (8 أعوام) أن ما يميز الأنشطة في المسجد الأقصى عن غيرها من المخيمات الصيفية أنها تجمع بين العبادة والترفيه، حيث يتوجه الأطفال لأداء صلاة الظهر في مصليات المسجد وباحاته.

ويقول "نشغل أوقات فراغنا بما هو مفيد.. عندما أجلس في المنزل أقضي يومي بمشاهدة التلفاز أو باللعب بالإلكترونيات، لكنني بالمسجد الأقصى أنعش دماغي وعضلات جسمي وأتقرب من الله أيضا".

يحرص مؤيد مرار (7 أعوام) على التسجيل بأنشطة الأطفال بالمسجد الأقصى، لأنه يعشق قبة الصخرة المشرفة ومكتبة الأطفال، ويستمتع في سبر أغوار الألعاب التعليمية المتوفرة فيها.

وتتنوع أنشطة الصيف في مكتبة الأطفال، حيث يشارك الناشئة من عمر 3 إلى 15 عاما في "نادي العلوم" ليناقشوا مع مرشدتهم موضوعا علميا يقرؤون عنه ثم ينفذون معا تجربة علمية، وفي برنامج "ما وراء الأشياء المألوفة" إذ يستفتحون بتساؤل عن أشياء مختلفة ثم ينصرفون للبحث عن إجابات عنها في صفحات الكتب المتراصة على رفوف المكتبة.

ألعاب تعليمية للأطفال ضمن أنشطة الصيف في مكتبة المسجد الأقصى (الجزيرة)
ألعاب تعليمية للأطفال ضمن أنشطة الصيف في مكتبة المسجد الأقصى (الجزيرة)

ومن الأنشطة أيضا "الكاتب الصغير" و"على طريق النجاح" و"بحر الشعر" و"نادي الفنون" و"ورشة البناء والتصميم" وبرنامج التدريب على مفردات اللغة الإنجليزية "جواز السفر".

ثقافة وفن
وفي حديثها للجزيرة نت قالت المسؤولة عن تنظيم أنشطة مكتبة الأطفال رزان شريف إنها تحرص على تنظيم ساعة للقراءة بصوت مرتفع يوميا بعد صلاة الظهر لجميع الفئات العمرية يتخللها المسرح والدراما، ويليها نشاط فني وألعاب تعليمية.

ولاحظت رزان أن القراءة أسهمت في تعزيز المخزون اللغوي لدى الأطفال، ورفعت قدرتهم على التعبير، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من المشاركين بالأنشطة من سكان البلدة القديمة الذين يجدون بالمكتبة مكانا آمنا وبيئة صحية تساعدهم على التخفيف من الضغوط التي يمرون بها في الواقع المرير والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعيشونها.

وأكدت أن التوجيهات غير المباشرة من المرشدين أسهمت في تحسين سلوك بعض الأطفال وشجعتهم على التعاون، كما أن الأجواء الإيمانية بالأقصى دفعتهم لضبط وتهذيب النفس حيث تذكرهم بأهمية المسجد ومكانته.

وافتتحت مكتبة الأطفال التابعة لمكتبة المسجد الأقصى مطلع عام 2016 تماشيا مع احتياجات المجتمع المحلي بالنظر إلى فقر البيئة المقدسية لمكتبات أطفال وللمكتبات العامة أيضا، وتقع المكتبة في الجهة الجنوبية من المسجد الأقصى عن يمين المصلى القبلي.

المصدر : الجزيرة