المقدسيون متوحدون ضد البوابات الإلكترونية

صلاة المغرب في باب الأسباط
أعداد المعتصمين على مداخل المسجد الأقصى تزداد مع ساعات المساء (الجزيرة)

هبة أصلان-القدس

.

رباط المقدسيين على أبواب المسجد مستمر ولليوم الخامس على التوالي، يقيمون الفرائض الخمس أمامها، وتزداد أعدادهم مع صلاتي المغرب والعشاء، حيث يكون الرجال خاصة قد عادوا من أعمالهم ومشاغل حياتهم اليومية.

وما بين صلاتي المغرب والعشاء، يحافظ المقدسيون على رباطهم ويلتزمون أماكنهم، يستمعون إلى المواعظ والخطب الدينية، وما بين الموعظة والخطبة تصدح حناجر الشباب المقدسي بالهتافات وترتفع أيديهم بالدعاء أو التصفيق.

ومن بين الهتافات التي لم يتوقفوا عن إعلاء صوتهم بها "لن تركع أمة قائدها محمد" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" و"على القدس رايحين شهداء بالملايين"، بالإضافة إلى مقاطع من أغان وطنية معروفة محليا.

‪الحاجة أم محمد موسوس حضرت الاعتصام بباب الأسباط على كرسيها المتحرك‬ (الجزيرة)
‪الحاجة أم محمد موسوس حضرت الاعتصام بباب الأسباط على كرسيها المتحرك‬ (الجزيرة)

يقين بالنصر
لم تستطع الحاجة أم محمد موسوس، التي وصلت على كرسيها المتحرك، حبس دموعها أثناء الدعاء لنصرة المقدسيين والمسجد الأقصى، وقالت "المسجد الأقصى وبيت المقدس أعز من أرواحنا وأولادنا وأنفسنا، مرورنا من هذه البوابات يعني الذل والإهانة".

وتتابع "نريد الدخول لبيت الله لأداء شعائرنا، لسنا مضطرين للاستئذان من أحد، لن يمنعنا أحد من المسجد الأقصى، سندخله معززين مكرمين، كلنا وبصوت واحد نرفض هذه البوابات، سننتصر وندخل بسلام آمنين".

أما المواطن المقدسي ناصر عبد اللطيف الذي لبى نداء الرباط ووصل مصطحبا ابنه الصغير إلى باب الأسباط، فوصف موقف المقدسيين بالمشرف والجميل، معتبرا أنه وأقرانه استطاعوا أن يوصلوا رسالة واضحة للعالم بأنه لا قيمة لأي شي في القدس دون الحفاظ على كرامة المقدسيين.

وقال عبد اللطيف "لطالما كانت بيوت الله آمنة ولن تتغير، ندافع عنها بأرواحنا وما أوتينا من قوة، وضع الاحتلال لبوابات الذل هدفه سياسي وليس أمنيا كما يدعي، وهذا لن نرتضيه".

وتتجلى مظاهر وحدة المقدسيين أمام قرارات سلطات الاحتلال وسياستها بتكافل اجتماعي قل مثيله، فيخفف من حرارة صيف يوليو/تموز الملتهبة، عبوات المياه التي يوزعها المقدسيون من أهالي البلدة القديمة على المعتصمين.

وبالإضافة إلى المياه، أحضرت عدة عائلات مقدسية ومطاعم من خارج البلدة القديمة وجبات طعام وزعوها على المعتصمين.

عائلات مقدسية تسكن البلدة القديمة تبرعت بتوفير احتياجات المعتصمين من مأكل ومشرب (الجزيرة)
عائلات مقدسية تسكن البلدة القديمة تبرعت بتوفير احتياجات المعتصمين من مأكل ومشرب (الجزيرة)

طعام وشراب
وتقول إحدى السيدات التي تحضر الطعام يوميا للمعتصمين "هذا الموقف نابع من داخلنا، تعودنا أن نعين أهلنا بالفرح والشدة، فكيف إذا كان الأمر متعلقا بالأقصى، يكفينا الدعاء الذي نسمعه وكلمات الناس الطيبة
".

وحدة الصف المقدسي مردها إلى إيمانهم بحقهم في العبادة في مسجدهم بحرية تامة ودون تضييق، كما جاءت طاعة للمرجعيات الإسلامية في بيت المقدس، والتي دعت المصلين إلى عدم الدخول عبر البوابات وتحقيق هدف الاحتلال بفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى.

ووصف مدير قسم الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى الشيخ رائد دعنا المرابطين على بوابات الحرم القدسي بالثلة المؤمنة التي أمست توصل رسائل للاحتلال ولحكومته بأن المسجد الأقصى إسلامي خالص وأن هذه البوابات ستزول.

وأضاف متحدثا للجزيرة نت "ثبات المقدسين وتوحدهم فيه أكبر رسالة للقاصي والداني بأن الشارع المقدسي بكل أطيافه وتوجهاته لن يرتضي المذلة ولن يطأطئ رأسه أمام أي جندي إسرائيلي عند البوابات، أنا على يقين بأن أحداً لن ينصر المسجد الأقصى سوى المقدسيين".

المصدر : الجزيرة