مرابطو الأقصى: لن يمنعنا الاعتقال من شد الرحال

خليل العباسي أحد مرابطي الأقصى خلال نقله إلى المحكمة 2017
الرباط في المسجد الأقصى تحول إلى تهمة يحكم عليها الفلسطينيون بالسجن أكثر من عام (الجزيرة)
محمد أبو الفيلات القدس
بعد حظر الرباط في المسجد الأقصى أواخر عام 2015، أصبح كل متردد عليه بشكل يومي متهما في نظر الاحتلال، فبدأ يلاحق ما سماه تنظيم المرابطين والمرابطات حتى أفرغ الأقصى من المواظبين على الصلاة فيه، إما بالإبعاد عنه أو الاعتقال أو منعهم من دخوله.

كان المسنان المقدسيان خليل العباسي (60 عاما) ونجيب القواسمي (62 عاما) ممن ذاقوا ويلات السجن 14 شهرا بتهمة الانتماء إلى تنظيم المرابطين والمرابطات المحظور.

أفرج الاحتلال عن العباسي والقواسمي أواخر الشهر الماضي بعد انقضاء مدة محكوميتهما، ولم تكن حياة السجن والتحقيق سهلة عليهما لتقدم السن من ناحية واجتماع الأمراض عليهما من ناحية ثانية، فالعباسي يعاني من مرض السكري أما القواسمي فيعاني من مرض القلب.

 تحقيق طويل
يقول العباسي في حديثه للجزيرة نت إن أصعب ما في السجن هو التحقيق الذي يخضع له المتهم، إذ كان الاحتلال يخضعه للتحقيق ساعات طويلة وهو مقيد اليدين والقدمين "كان السجانون يقتادونني من زنزانتي إلى غرفة التحقيق في الساعة الخامسة مساء، ولا يعيدونني إليها إلا في الساعة الثالثة فجرا".

العباسي: كانوا يربطون يديّ وقدميّ فتتخدر ولا أستطيع تحريكها ثم يبدؤون بالصراخ (الجزيرة)
العباسي: كانوا يربطون يديّ وقدميّ فتتخدر ولا أستطيع تحريكها ثم يبدؤون بالصراخ (الجزيرة)

وأضاف "بعد إرجاعي إلى زنزانتي الضيقة التي لا تتعدى مساحتها 4 أمتار مربعة، كانوا يعيدون اقتيادي إلى التحقيق بعد أقل من ساعة، فلم أتمكن من النوم خلال تلك الفترة التي استمرت 23 يوما".

خسر العباسي خلال فترة التحقيق أكثر من 7 كيلوغرامات من وزنه بسبب سوء المعاملة ورداءة الطعام الذي كان يقدمه له، واكتفى خلال تلك الفترة بأكل الخبز مع الشاي فقط.

وخلال خضوعه للتحقيق يؤكد العباسي "كان السجانون يقيدون يديّ وقدميّ مما تسبب لي بأوجاع.. كانوا يربطون يدي وقدمي فتتخدران ولا أستطيع تحريكها ثم يبدؤون بالصراخ بما يريدون مني أن أقوله، وكنت أتذرع بأني أريد قضاء حاجتي حتى يفكوا الأصفاد من أطرافي وأتمكن من تحريكها ليخف الألم".

يقول العباسي إن الاحتلال اعتقله من المسجد الأقصى لأنه لا يريد أن يكون أحد من المسلمين في داخله ليتمكن مستوطنوه من اقتحامه وأداء طقوسهم فيه، مؤكدا أن الاحتلال أراد من اعتقال المرابطين نشر الخوف في قلوب المقدسيين حتى لا يشدوا الرحال إلى المسجد الأقصى.

ودعا كل من يستطيع بلوغ المسجد الأقصى إلى شد الرحال إليه، للحفاظ عليه من الأطماع اليهودية المحيطة به "لن يمنعنا الاعتقال من الصلاة في المسجد الأقصى، فهو من عقيدتنا وواجبنا الوطني وصله".

ولم تختلف حال القواسمي عن حال العباسي، فكلاهما كان في المبنى ذاته التحقيق المسمى "بيتح تكفا". يقول نجيب القواسمي "رغم مرض القلب، كان الاحتلال يخضعني للتحقيق لساعات طويلة، ويقيد معصمي وكاحلي"، وكان يجتمع ثلاثة محققين للتحقيق معي في آن واحد، أحدهم عند أذني اليمنى وآخر عند اليسرى أما الثالث فيقف أمامي".

القواسمي: كان يجتمع علي ثلاثة محققين لساعات طويلة وفي آن واحد القدس (الجزيرة)
القواسمي: كان يجتمع علي ثلاثة محققين لساعات طويلة وفي آن واحد القدس (الجزيرة)

إرهاق وسوء تغذية
وأضاف أن ساعات التحقيق كانت تتعبه، فخسر خلال فترة التحقيق التي استمرت 18 يوما نحو 10 كيلوغرامات من كثرة التفكير والإرهاق بالإضافة إلى سوء التغذية، إذ كان الاحتلال يقدم له طعاما فاسدا ذا رائحة كريهة، لم يتمكن من أكله
.

أما في السجن فقل عذاب العباسي والقواسمي قليلا عند انتهاء التحقيق وصدور الحكم بحقهما، حيث انتقلا إلى السجن وعاشا مع المعتقلين بعد أن انقطعا عن مخالطة البشر مدة طويلة، ففي التحقيق كان كل واحد منهما لا يخرج من زنزانته الانفرادية إلا إلى مكتب المحقق.

ولأنهما كبيران في السن، كان المعتقلون يعتنون بالعباسي والقواسمي، فيحضرون الطعام لهما ويلبون احتياجاتهما، ورغم ذلك كان الاشتياق إلى الأهل والمسجد الأقصى هاجسهما، فهما لم يعتادا على فراق ذويهما ومسجدهما لمدة الطويلة.

المصدر : الجزيرة