حفريات تهويدية جديدة بالقدس.. التوقيت والأهداف

جانب من الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال في منطقة الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك (الجزيرة نت
جانب من الحفريات التي تنفذها سلطات الاحتلال في منطقة الجدار الغربي للمسجد الأقصى المبارك (الجزيرة)
أسيل جندي-القدس

أطلقت ما تسمى سلطة الآثار الإسرائيلية مخططا كاملا لحفريات واسعة جديدة في القدس المحتلة، وكُشف النقاب الاثنين عن بعض تفاصيلها، في حين تم التحفظ على أخرى، ووصف متابعون المشروع الذي أطلق عليه "مخطط شاليم" بأنه الأخطر على الإطلاق.

وتقف وراء المشروع وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف، حيث عرضت المخطط الأولي له خلال جلسة الحكومة التي عقدت على مقربة من الجدار الغربي للمسجد الأقصى بمناسبة مرور خمسين عاما على احتلال القدس في مايو/أيار الماضي، وها هو المخطط المفصل يعرض بدعم من الوزيرة شخصيا كونها المسؤولة عن مكتب سلطة الآثار.

وحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية اليوم، فإن عددا من المواقع ستشملها الحفريات الجديدة تعود لعصور مختلفة تقع جنوب وشرق المسجد الأقصى.

كتلة تهويدية
وتدّعي سلطة الآثار الإسرائيلية أن الأشغال الجديدة تهدف إلى الحفاظ على هذه المواقع وترميمها وتطويرها وفتحها أمام الزوار، لكن الصحفي المختص في شؤون القدس والمسجد الأقصى محمود أبو عطا أكد أن المخطط يشمل إنشاءات فوق الأرض تتزامن مع تعميق الحفريات في باطنها وربطها ببعضها لاحقا لتكوّن كتلة تهويدية ضمن مدينة توراتية يستكمل بها تهويد المدينة المقدسة.

‪عين سلوان من الداخل ويظهر بالصورة عدد من المستوطنين المتطرفين الذين يتلمسون مياهها‬ (الجزيرة نت)
‪عين سلوان من الداخل ويظهر بالصورة عدد من المستوطنين المتطرفين الذين يتلمسون مياهها‬ (الجزيرة نت)

ويؤكد أبو عطا أن سلطات الاحتلال ستفرض وقائع أثرية جديدة عبر المشروع يتم خلالها تدمير كميات كبيرة من الطبقات الأثرية من الفترة اليبوسية حتى العثمانية، والإبقاء على بعض المعالم التي يدعي الاحتلال أنها تتزامن مع فترة الهيكلين الأول والثاني المزعومين.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن "الحفريات كانت خطيرة دائما، لكن بحسب المخطط الجديد فإنها ستتعاظم وتتسع وترتبط مع بعضها البعض، وستكون لها تداعيات أخطر من أي وقت مضى".

وأشار إلى أن الاحتلال تحول من سياسة الحفريات السرية إلى العلنية، وأنه لا يحفر فقط إنما يحدد هدفه من الحفريات، وهو إقامة مرافق للهيكل المزعوم حول وأسفل المسجد الأقصى.

وسينفذ المشروع الجديد في عدة مواقع يدعي الاحتلال أنها منطقة "الحوض المقدس"، وستشمل الإنشاءات والحفريات بلدة سلوان، وبالتحديد منطقة وادي حلوة الأقرب للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى المنطقة الملاصقة للمصلى المرواني وحائط البراق، وغيرها من المواقع.

وأكد أبو عطا أن الجزء الأخطر من المشروع هو ذلك الذي لم تُكشف تفاصيله بعد، مشيرا إلى ضرورة الالتفات لتوقيت كشف الاحتلال عنه بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن القدس.

وقال إن خطورة المرحلة والحفريات وما يتم التخطيط له في كونه إعلان حرب احتلالية بمباركة من الإدارة الأميركية، "وهذا يستدعي وضع الخطط وردود الأفعال المناسبة للأخطار التي تحدق بالأقصى وكامل مدينة القدس".

‪أبو عطا: الجزء الأخطر من المشروع هو ذلك الذي لم تُكشف تفاصيله بعد‬  (الجزيرة)
‪أبو عطا: الجزء الأخطر من المشروع هو ذلك الذي لم تُكشف تفاصيله بعد‬ (الجزيرة)

حفريات عميقة
وستتعمق الحفريات الجديدة في منطقة حائط البراق، ورغم وصولها حتى الآن لعمق عشرة أمتار فإنها ستزيد على ذلك لتكشف المزيد من أساسات الحائط الغربي للأقصى، بالإضافة إلى عمليات إنشائية في منطقة الباب الثلاثي الملاصقة للجدار الجنوبي للمسجد من جهة المصلى المرواني، وهي منطقة تشهد هجمة أخرى، مظاهرها تمثيل مشهد تقديم قرابين الهيكل المزعوم في المسجد الأقصى
.

 وسيواجه حي وادي حلوة ببلدة سلوان مزيدا من الحفريات التي ستصل لعمق 15 مترا تحت الأرض، ليرتبط النفق الموجود هناك مع أسفل منطقة باب المغاربة، وتبلغ تكلفة المشروع الإسرائيلي نحو 250 مليون شيكل (71 مليون دولار أميركي).

وتوجهت الوزيرة ريغيف لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بطلب تمويل المشروع من الميزانية الاحتياطية التي ستقرر الحكومة طريقة توزيعها في الأسابيع المقبلة، وخصصت وزارة الثقافة عشرة ملايين شيكل (ثلاثة ملايين دولار أميركي) لبدء العمل بالمشروع.

وفي تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قالت الوزيرة ريغيف إن تعزيز الصلة اليهودية بالمدينة تقف وراء مبادرتها، مضيفة أنه "حتى لو جاهد أبو مازن من أجل حفر مئات الأمتار في باطن الأرض، فلن يجد أي عملة فلسطينية منذ ألفين وثلاثة آلاف سنة".

المصدر : الجزيرة