نسبة قليلة من المقدسيين لديهم جنسية إسرائيلية

الهوية الفلسطينية التي يحملها الفلسطينيون من الضفة الغربية والهوية الزرقاء هي التي يحملها المقدسيون كمقيمين في المدينة(الجزيرة نت)
خلال 2016 وافقت داخلية الاحتلال على أقل من نصف طلبات المقدسيين للحصول على الجنسية الإسرائيلية (الجزيرة نت)

هبة أصلان-القدس

تخشى المواطنة المقدسية "ح. ع" رفض السلطات الإسرائيلية مستقبلا تسجيل أبنائها بوصفهم مقدسيين أو سحب هويتها التي تضمن لها البقاء في المدينة المحتلة، خاصة وأن زوجها من حملة الهوية الفلسطينية، الأمر الذي اضطرها للتقدم بطلب للحصول على الجنسية الإسرائيلية لتضمن عدم التعرض لتنكيلات الاحتلال المتلاحقة.

أما المواطن "م. ب" وهو أب لأربعة أطفال، فأجبر على تقديم طلب للحصول على الجنسية بعد تعرض ابنته لحادث سير مروع، خلّف حروقا وتشوهات كبيرة في جسدها، ويقول "احترقت ابنتي ولم تمكني هويتي المقدسية من توفير العلاج اللازم لها. حصولي على الجنسية لا يعني إلغاء وطنيتي، نحن تحت الاحتلال ولنا حقوق لا بد من السعي للحصول عليها".

ومنذ عشر سنوات حصل المقدسي "م. أ" على الجنسية الإسرائيلية، وعن دوافعه يقول للجزيرة نت "يكفي أني أستطيع السفر لأي مكان أريد ومتى أحدد ذلك، بطاقة الهوية المقدسية وجوازات سفرنا الأردنية المؤقتة لا تكفل لنا العيش بكرامة". 
لكن "ع. خ" تقدم منذ سنتين بطلبه، وحتى كتابة هذا التقرير لم يحصل على جواب بالرفض أو القبول.

سياسة الرفض
ويؤكد بعض المتقدمين بطلبات الجنسية تراجع نسبة موافقة الداخلية الإسرائيلية على طلباتهم التي تخضع لشروط توصف بالتعجيزية، لكن رد الوزارة يفيد بأن الطلبات كثيرة وتحتاج وقتا لدراستها.

ويحتاج كل مقدسي يتقدم بطلب الجنسية إثبات مكان إقامته بالقدس لمدة سبع سنوات، وتوفير قسائم رواتب لمدة ثلاث سنوات لمؤسسات عاملة في القدس، وتقديم فواتير مياه وكهرباء وضريبة الأملاك (أرنونا)، إضافة إلى امتحان شفهي للغة العبرية يخضع له عند مقابلته في وزارة الداخلية، كما يشترط خلو السجل الأمني للمواطن المقدسي من أي مخالفة أو سابقة جنائية.

وتزايدت في السنوات الأخيرة أعداد المقدسيين المتقدمين بطلبات للحصول على الجنسية الإسرائيلية، وغالبا بدافع الرغبة في التمتع بالحقوق المدنية التي يفتقده المقدسيون، في دولة تعتبرهم مقيمين بشكل مؤقت في مدينتهم.

تشير أرقام مركز القدس للمساعدة القانونية إلى أنه وخلال العام 2016، وافقت وزارة الداخلية الإسرائيلية على 462 طلبا مقدسيا من أصل 980 طلب جنسية تقدم بها مقدسيون. ويمثل هذا العدد تزايدا ملحوظا سواء في أعداد الطلبات الموافق عليها أو المتقدم بها، وهي طلبات قدمها أزواج مقدسيين لهم ولأطفالهم.

وبحسب المركز، يبلغ تعداد الفلسطينيين بمدينة القدس 315633 مواطنا، منهم 21028 مواطنا حصلوا على الجنسية، ويشمل هذا العدد الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 48 والذين نقلوا أماكن إقاماتهم إلى القدس، كما يشمل جزءا من أهالي قرية بيت صفافا جنوبا ممن أعطيت لهم الجنسية قبل احتلال القدس عام 1967.

وسيلة البقاء
وتوجد في إسرائيل، حسب الكاتب والمحلل السياسي الدكتور مهدي عبد الهادي، ثلاث وجهات نظر حول منح الجنسية للفلسطينيين، إحداها ترفض الموضوع جملة وتفصيلا، والثانية تدعو لاستيعابهم وإغلاق الباب حتى تصبح القدس إسرائيلية بحتة، والثالثة تدعو للانتقائية بالاختيار وتحقيق التفوق الأمني والديمغرافي وإيصال رسالة للسلطة الفلسطينية مفادها "لم يعد لكم شيء بالقدس".

ويؤكد عبد الهادي أنه وفي ظل ما يتعرض له المقدسي من انتهاكات يمارسها ضده الاحتلال سواء هدم المنازل أو سحب الهويات وما يعايشه من أوضاع اقتصادية صعبة ومعدلات فقر عالية، يرى المواطنون المقدسيون وخصوصا فئة الشباب أن حصولهم على الجنسية الإسرائيلية وسيلةٌ للبقاء ولا تعني تشويه وطنيتهم أو عروبتهم، وأنهم يطالبون فقط بحقوقهم من دولة فرضت على وطنهم. 

المصدر : الجزيرة