خبير إسرائيلي: تدهور معيشي في أحياء القدس العربية

blogs - القدس
64% من سكان شرقي القدس دون سن 18 عاما و36% من السكان عاطلون عن العمل (الجزيرة نت)
الجزيرة نت-القدس

قالت كرميت سافير الكاتبة في صحيفة معاريف الإسرائيلية إن الظروف المعيشية شرقي القدس تمر بتدهور مستمر، من جهة تراجع البنية التحتية وانعدام فرص العمل أمام الشبان، وزيادة العنف الأمني الذي تمارسه قوات الأمن الإسرائيلية ضد الفلسطينيين المقدسيين.

ونقلت عن البروفيسور يتسحاق رايتر -أحد الخبراء الإسرائيليين الأكثر دراية بالقدس- أن معاناة المقدسيين شرقي المدينة تتضح من خلال الأرقام والمعطيات المحدثة، سواء عدد السكان العرب، أو أعمارهم، أو نسبة البطالة، أو مستوى الفقر، أو مقارنة عدد المباني العربية بنظيرتها اليهودية.

منظور أمني
وأوضح رايتر، وهو رئيس مشروع الأحياء العربية المقدسية في المعهد الأورشليمي لأبحاث السياسات، أن المقدسيين يشعرون بأن الحكومة الإسرائيلية لا تمنحهم الاهتمام اللازم، ولا تعدّهم جزءاً من سكان المدينة، بل تراهم مواطنين متجاوزين للقانون بصورة دائمة، وتركز جهودها في نشر المزيد من القوات الأمنية وحرس الحدود أمام مداخل البلدات والقرى العربية في المدينة، بحجة منع تنظيم المظاهرات والمسيرات الشعبية، في حين لا يتمكن باقي سكان الأحياء العربية في المدينة من دخول أحياء أخرى بحرية في ظل الحواجز العسكرية المنتشرة.

رايتر: 350 ألف فلسطيني يعيشون شرق القدس ويصنفهم الاحتلال مقيمين دائمين (الجزيرة نت)
رايتر: 350 ألف فلسطيني يعيشون شرق القدس ويصنفهم الاحتلال مقيمين دائمين (الجزيرة نت)

وأكد رايتر في حوار مطول معه، أن 850 ألفا هو عدد سكان مدينة القدس، منهم 310 ألفا يعيشون في جانبها الشرقي، كلهم لديهم إقامة دائمة في المدينة، لكن دون حق التصويت في انتخابات الكنيست، والحقوق المنصوص عليها في القانون لا يحصلون عليها على أرض الواقع، فهم يتوزعون في 22 قرية وبلدة وحي، تنتشر حول البلدة القديمة، من شمال القدس إلى جنوبها، ويقترب وضعهم من الفلسطينيين والعرب بالضفة الغربية وداخل إسرائيل.

وأشار إلى أن معظم سكان الأحياء العربية في القدس يعيشون حالة فقر وانعدام أمل، في ظل تدني مستويات البنية التحتية، والخدمات المقدمة لهم بعيدة عن توفير الحد الأدنى من احتياجاتهم، كما أن وضعهم القانوني غير آمن، ويشعرون دائما بعدم الاستقرار.

وأوضح أن أغلب سكان شرقي القدس مسلمون؛ 64% منهم دون سن 18 عاما، و36% عاطلون عن العمل، و51% يعيشون تحت خط الفقر، ورغم أن لديهم جواز سفر أردنيا، فإنهم لا يتمتعون بأي حقوق، لذلك يشعر المقدسيون بأنه ليس لديهم ما يخسرونه، بينما تفسح الحكومة الإسرائيلية المجال لمجموعات يهودية متطرفة أيديولوجيا للسيطرة على المسجد الأقصى، ويرى المقدسيون انسدادا في الأفق السياسي، مع فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية، ورغبته في نقل السفارة الأميركية لمدينتهم في القدس.

وأوضح أن مشاكل المقدسيين تنقسم لعدة أقسام: الأول حكومية إسرائيلية؛ تتعلق بسوء أوضاع الظروف المعيشية، وانعدام الشوارع المعبدة، وعدم توفر أماكن لتوقف المشاة، كما تواصل الشرطة الإسرائيلية فرض الغرامات المالية على السائقين.

والنوع الثاني من المشاكل متعلق بعدم وجود تنظيم للأراضي في القدس، وصعوبة الحصول على رخصة بناء من البلدية، مما يضطر المقدسيين للبناء بصورة غير قانونية.

حكومة الاحتلال تعدّ سكان القدس الفلسطينيين متجاوزين للقانون بصورة دائمة (الجزيرة نت)
حكومة الاحتلال تعدّ سكان القدس الفلسطينيين متجاوزين للقانون بصورة دائمة (الجزيرة نت)

نقص الصفوف
ومن باب المقارنة، ورغم أن حي "نوف تصيون" اليهودي الذي يضم عشرات العائلات اليهودية، تبلغ معدلات البناء فيه 340%، فإن حي جبل المكبر العربي المجاور له، ويقدر عدد سكانه بعشرين ألفا، تبلغ معدلات البناء فيه 170% فقط.

وأكد رايتر أن هناك نقصا خطيرا في المؤسسات التعليمية، وجزء كبير من صفوفها بيوت خاصة تم تحويلها لمدارس، كما أن هناك نقصا في حدائق الأطفال، وفي كل شرقي القدس توجد ثلاث حدائق فقط.

أما النوع الثالث من مشاكل المقدسيين فيتعلق بخدمات النظافة؛ ففي حين توجد في الأحياء اليهودية بالقدس حاوية قمامة أمام كل بيت، فإن شرقي القدس تتناثر فيه القمامة في الشوارع، حتى إن الشاحنة الكبيرة التي تجمع القمامة لا تدخل الشوارع الضيقة، ورغم أن البلدية الإسرائيلية وعدت المقدسيين بمنحهم أكياسا بلاستيكية لتعبئة القمامة، فإنها لم تنفذ وعودها.

وختم الخبير الإسرائيلي حواره مع معاريف بالقول إن وجود هذه الفجوات يتطلب من الحكومة الإسرائيلية سدها، كما هو الحاصل في أي مدينة مقسمة حول العالم.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية