تهويد الأسماء الجغرافية والمواقع الأثرية في مدينة القدس

تصميم-تهويد الأسماء الجغرافية والمواقع الأثرية في مدينة القدس
تهويد الأسماء الجغرافية والمواقع الأثرية في مدينة القدس
تمر البلدة القديمة في القدس بظروف خاصة، استباحت فيها الدولة العبرية كل مكوناتها، وأحدثت تغييرات كبيرة مست الحجر والبشر، وعلى الرغم من إعلان المدينة تراثا حضاريا عالميا تجب حمايته فإن سلطات الاحتلال أمعنت في تغيير المشهد الحضاري والتاريخي للمدينة.

ففي عام 1967 أزالت سلطات الاحتلال حي المغاربة، وأصبح أثراً بعد عين، محدثةً خراباً أثرياً وتاريخياً في هذه المنطقة، وبعدها مباشرة بدأت إزالة أجزاء من حارات الشرف، والميدان، والعلم، لإقامة أبنية جديدة ذات نمط معماري جديد دمج بين القديم والحديث، كما أحدثت تغييراً كبيراً في البناء التاريخي الذي تمت المحافظة عليه خلال قرون ماضية من الحكم العربي والإسلامي.

ومسحت معالم تاريخية، ومساجد، وزوايا، ومقامات لها ارتباط بالعقيدة الإسلامية، ووضعت بدلاً منها كنُسا ومعابد يهودية، لتبدأ مرحلة جديدة من الرواية اليهودية التوراتية لخلق تاريخ جديد مرتبط ارتباطاً قوياً بالهدف السياسي باعتبار القدس كاملة تحت السيادة وعاصمة لدولة واحدة وهي الدولة العبرية، مستعملةً أسماء جغرافية عبرية لأسماء عربية لتأكيد هذه الرواية.

وفي إطار هذه السياسة، صادقت اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء على مخطط لتوسيع ساحة النساء في ساحة البراق المجاورة لباب المغاربة (باب النبي)، حيث سيتم إعداد الفراغات في المباني التي توسع عليها بجانب الساحة، لاستخدام المصلين اليهود.

إحكام السيطرة
ويعتقد صموئيل رابينوفتش -وهو رئيس اللجنة الوزارية لشؤون باب المغاربة– أن هذا سيؤدي إلى إنهاء قضية إعمار الجسر المؤدي إلى الحرم القدسي من اتجاه باب المغاربة، وتقوم سلطة الآثار الإسرائيلية بحفر نفق تحت الحي الإسلامي بالبلدة القديمة، حيث سيربط هذا النفق الذي يمر تحت منازل الحي الإسلامي بنفق حائط البراق.

لإحكام السيطرة الإسرائيلية على المدينة، أعلن عن مخطط يهدف إلى تعزيز هذه السيطرة على القدس الشرقية خاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والأماكن والمقدسات المسيحية وتحويلها إلى مرجعية وإدارة إسرائيلية

ولإحكام السيطرة الإسرائيلية على المدينة أعلن عن مخطط يهدف إلى تعزيز هذه السيطرة على القدس الشرقية، خاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والأماكن والمقدسات المسيحية وتحويلها إلى مرجعية وإدارة إسرائيلية تتولى الإشراف عليها وعلى ما يسمى "الحوض المقدس"، مستخدمة أسماء عبرية توراتية لتوثيق الرواية الإسرائيلية.

ويشمل المخطط الجديد العديد من المشاريع الاستيطانية الهادفة إلى نزع السيطرة عن الأراضي التابعة للأوقاف الإسلامية والمسيحية وتحويلها إلى دائرة يجري استحداثها من قبل الحكومة والبلدية ولجنة تطوير البلدة القديمة ودائرة ما يسمى "أراضي إسرائيل".

وفي تطور خطير، صادقت منظمة اليونسكو في مؤتمرها المنعقد في كندا بالسماح للسلطات الإسرائيلية بالإشراف والمسؤولية على باب المغاربة، في حين رفضت اللجنة المحلية للتخطيط والبناء التابعة لبلدية القدس جميع الاعتراضات على خطة جسر باب المغاربة، وتمت الموافقة على جسر قصير نسبياً.

وتقترح الخطة إقامة جسر يستند إلى عدة أعمدة، ويتيح هذا الجسر دخول ثلاثمئة شرطي دفعة واحدة إلى ساحة الحرم، وإجراء تغيير كبير في التوازن المحيطي الحساس في منطقة الحرم الشريف ومحيطه، ويسعى إلى إحداث تغير جوهري في التنقل والحركة في هذه المنطقة، وقلب الوضع القائم منذ عام 1967، وفتح المجال لتدفق اليهود بأعداد كبيرة إلى باحات المسجد بعد أن تم إعلان المنطقة ساحات عامة أطلق عليها اسم "جبل الهيكل"، وتبين من الإحصاءات بأن الأملاك العائدة إلى العرب تعادل 84% من مجموع الحي الذي صودر عام 1968.

افتتاح الكنس
كما استمرت الحكومة الإسرائيلية في سياسة التهويد بإعلانها افتتاح كنيس في البلدة القديمة ضمن مخططها لإقامة عشرة كنس، من أجل وضع بصماتها اليهودية على التاريخ الإسلامي والعربي بإقحامها هندسة معمارية جديدة تتعلق بإحداث تغيير على المشهد التاريخي للبلدة القديمة، وتم الانتهاء من إقامة كنيس يهودي في "حارة الشرف، الميدان" له قبة مقببة مقابل قبة المسجد الأقصى لتكون جزءاً من الصورة العامة للمدينة.

وشرع الاحتلال في إقامة كنيس آخر أكبر لليهود الشرقيين "تفئيرت إسرائيل"، كما افتتح أخطر متاحف التهويد في البلدة القديمة، يشرف على إدارته غلاة المستوطنين، ويقع هذا المتحف الجديد في قلب القدس القديمة، ويهدف إلى تأكيد ما يسميه القائمون عليه "التاريخ اليهودي لمدينة القدس" عبر أحد الرموز اليهودية الكبيرة، وهو الملك داود، الذي يحتل جزءاً رئيسياً في الكتاب المقدس، وهو أيضا واضع كتاب المزامير.

جمعية إلعاد تقوم بتنظيم مركز لاستقبال طلاب المدارس الدينية المتطرفة التي تنظم لهم جولات وزيارات للمواقع التي قامت دائرة الآثار الإسرائيلية بالتنقيب عنها مثل العين، والمدرج الروماني، والنفق، والمتحف

ويقدم القائمون على المتحف "الملك داود" كأول غاز لمدينة القدس وجعلها عاصمة لمملكته، ويوجد في المتحف قسم مخصص للمواد المطبوعة عن الملك داود (أو ما يطلق عليه جبل الهيكل)، ومنها نسخة من كتاب المزامير، تعود إلى عام 1511 م، بالإضافة إلى نسخ من طبعات مختلفة تبدأ من عام 1696 م، ويقدم المتحف تاريخ القدس عبر ثلاثة آلاف سنة.

ويندرج في السياق ما تتم إقامته في المنطقة المعروفة بحي سلوان، أو ما يطلق عليه "الحوض المقدس"، من استيلاء على بيوت، أو إقامة متحف يتعلق بالتاريخ اليهودي، بمساعدة الجمعيات الاستيطانية النشطة بالمكان، وأهمها جمعية "إلعاد" لتربط التاريخ بالدين بالسياسية.

وتقوم جمعية "إلعاد" بتنظيم مركز لاستقبال طلاب المدارس الدينية المتطرفة التي تنظم لهم جولات وزيارات للمواقع التي قامت دائرة الآثار الإسرائيلية بالتنقيب عنها مثل: العين، والمدرج الروماني، والنفق، والمتحف. ويشرف على هذه الجولات طاقم أدلاء من "إلعاد" التي تنشر أفكارها والتاريخ والرواية الذي تريده، وقد صورت خرائط جديدة للمنطقة تحمل أسماء عبرية للمواقع والأماكن المستولى عليها.

أسماء مصادقة
وصادقت بلدية الاحتلال في القدس على تسمية الشوارع في البلدة القديمة والقدس الشرقية بأسماء عبرية ذات دلالات توراتية، في خطوة لتهويد المدينة وفرض الطابع اليهودي عليها عنوة، ومن بين الأسماء التي صادقت عليها بلدية الاحتلال ما يوضحها الجدول التالي:

الاسم باللغة العربية

الاسم باللغة العبرية

حارة الشرف

الحي اليهودي

عقبة الخالدية

الحشمونائيم

الواد

هجاي

المناضلين

شارع هايهوديم

طريق الميدان

مسكاف لداخ

عقبة أبو مدين

طريق هاكوتيل

عقبة غنيم

شارع شوني هلشوت

شارع عمر بن الخطاب

شارع بيتي مهاسي

شارع نمَر

شارع تفيئيرت إسرائيل

طريق حارة الشرف

شارع هلوت رابي يهودا

درج الطابونه

شارع بلوجات هاكوتيل

طريق سوق الحصر

حباد

شارع خان الزيت

بيت حباد

طريق المجاهدين

شعار هآريوت

عقبة القادسية

شعار ها براخيم

عقبة التكية

معلوت همدرشاه

جبل الزيتون

هارهمشحاة

حي البستان

شيرهمعلوت

راس العمود

معاليه هزتيم

وادي الربابة

وادي هنوم

وادي حلوة

عيردافيد

الصلدوحة

ديرخ هاعوفيل

إن مراحل تهويد الأسماء الجغرافية، والمواقع الأثرية داخل مدينة القدس، تعدّ المرحلة ما قبل الأخيرة لحسم الصراع على القدس سياسياً وتاريخياً ودينياً للصالح الإسرائيلي، بوصفها عاصمة أبدية، مستخدمةً كل الأدوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

المصدر : الجزيرة