دراسة إسرائيلية ترصد نقص البنى التحتية بالقدس

حي سلوان في القدس
حي سلوان في القدس يفتقر مثل غيره من الأحياء إلى أبسط الخدمات والبنى التحتية (الجزيرة)

الجزيرة نت-القدس

أكدت دراسة إسرائيلية أن الأحياء العربية في القدس تفتقر للعديد من مقومات البنى التحتية والخدمات الاجتماعية، مما يتطلب من أطراف الصراع والمجتمع الدولي التنبه لهذه الاحتياجات، ومحاولة تلبيتها للسكان الفلسطينيين.

وأوضحت الدراسة التي أصدرها مؤخرا "معهد أورشليم لأبحاث إسرائيل"، وأعدها باحثون إسرائيليون وعرب، أن المعطيات الأساسية للدراسة استندت للجهاز المركزي للإحصاء الإسرائيلي وبلدية القدس الإسرائيلية، ومؤسسة التأمين الوطني.

لكنها أشارت إلى نقص واضح في حجم ونوعية المعلومات التي حصلوا عليها حول ظروف الأحياء العربية في القدس، لأن العاملين في المؤسسات الإسرائيلية لا يقومون بزيارات دورية لتلك الأحياء، أسوة بغيرها من الأحياء اليهودية ولا يتفقدون احتياجاتها.

وجاءت الدراسة ضمن سلسلة تناولت أحوال المعيشة في أحياء القدس العربية، وهي: باب الساهرة، وادي الجوز، الشيخ جراح، الطور، سلوان، العيسوية، شعفاط، بيت حنينا، صور باهر، بيت صفافا، السواحرة العربية، جبل المكبر، رأس العامود، كفر عقب.

عقارات ومنازل لفلسطينيين بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة سلبتها الجمعيات الاستيطانية (الجزيرة)
عقارات ومنازل لفلسطينيين بحي الشيخ جراح بالقدس المحتلة سلبتها الجمعيات الاستيطانية (الجزيرة)

مشاكل مزمنة
وتطرق الباحثون إلى عينة من المشاكل المزمنة التي تعانيها الأحياء العربية في القدس، كوجود مواقع تجارية قرب المعالم التاريخية الدينية للمسلمين، مثل مقبرة اليوسفية المخصصة لدفن الصحابة ومنهم شداد بين أوس الأنصاري وعبادة بن الصامت.

ويشكو المقدسيون للبلدية الإسرائيلية ووزارة شؤون البيئة في الحكومة، وطلبهم نقل هذه المواقع التجارية القريبة من المعالم التاريخية، ولكن من دون جدوى، إذ يعدهم المسؤولون الإسرائيليون بين حين وآخر بأنهم يبحثون عن أماكن بديلة.

كما تشكو الأحياء العربية من عدم استكمال البلدية الإسرائيلية لبعض الطرق العامة التي تربط الأحياء بعضها ببعض في شبكة شوارع كاملة، لاسيما بين الشيخ جراح ووادي الجوز، حيث ترد البلدية بأن بعض الشوارع موجودة داخل الخط الأخضر، وليس من صلاحياتها العمل فيها، ورغم تقدم المقدسيين ببعض الحلول للبلدية مثل اعتبار تخصيص الشوارع لأغراض سياحية، لم يفد ذلك في استجابتها لهذه العروض حتى اليوم.

وتعاني هذه الأحياء -وفقا للدراسة- من الازدحام المروري في شوارعها، لكونها مركزا وحيدا للمركبات الخاصة والمرورية، وتشكل إزعاجا للمواطنين، فضلا عن شكاوى متزايدة للفلسطينيين من إقامة الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود وقوات الأمن للحواجز الأمنية الدائمة والمفاجئة في طريق ذهابهم للمسجد الأقصى، لاسيما أيام الجمعة وفي المناسبات الدينية.

ويفتقر بعضها إلى وجود مدارس أساسية، مما يضطر العديد من طلابها للدراسة بمدارس مجاورة، ورغم تخصيص بعض قطع الأراضي لإقامة المدارس، لم تخرج المخططات الهندسية الخاصة بها لحيز الوجود، وتتذرع البلدية الإسرائيلية بأسباب تحول دون تحقيق تطلعات آلاف الطلاب.

حي راس خميس يتداخل مع مخيم شعفاط شمال شرق القدس (الجزيرة)
حي راس خميس يتداخل مع مخيم شعفاط شمال شرق القدس (الجزيرة)

الوقف بالقدس
وتشير الدراسة لخلافات حادة بين المقدسيين وسلطات الآثار الإسرائيلية، التي تنوي إقامة الحدائق الوطنية على أماكن يعدها الفلسطينيون أراضي وقف، تزامنا مع رفض السلطات الإسرائيلية إقامة حي جامعي تابع لجامعة القدس على مساحة 22 دونما، بحجة أن هذه المساحة مخصصة لإقامة حديقة وطنية.

ويطالب الفلسطينيون الجهات الإسرائيلية بترميم المناطق التجارية وأسواقهم الخاصة، وزيادة أعمال النظافة في الشوارع العامة، وبتحسين مستوى الطرق لاستخدام السيارات، وزيادة عدد محطات التوقف للركاب، ولا سيما في المناطق المكتظة بالسكان.

وختمت الدراسة استعراضها لمشاكل الأحياء العربية في القدس، بتقديم معاينة لما عدتها فجوة كبيرة بين حاجيات الفلسطينيين لمزيد من الوحدات السكنية، والخطط التي تقرها الجهات الإسرائيلية.

كما يشكو الفلسطينيون من عدم وجود أماكن للتنزه والحدائق العامة في العديد من أحيائهم، رغم عديد المطالبات التي رفعوها للجهات الإسرائيلية، بجانب افتقارها للملاعب العامة، رغم المساحات الفارغة في الأحياء العربية، لكن يحظر على الفلسطينيين البناء فيها، وإقامة المشاريع اللازمة لهم عليها.

المصدر : الجزيرة