الفاعلون الرئيسيون في أحداث زيمبابوي

صورة كمبو تجمع الشخصيات التالية: Emmerson Mnangagwa إيميرسون منانغانغوا، نائب رئيس زيمبابوي المقال ، - الرئيس روبرت موغابي Robert Mugabe - رئيس القوات المسلحة، كونستانتينو تشيونغا Constantino Chiwenga - غريس موغابي، زوجة رئيس زيمبابوي Grace Mugabe
كومبو يجمع الرئيس روبرت موغابي (يمين فوق) وكونستانتينو تشيونغا (يسار فوق) وإيميرسون منانغانغوا وغريس موغابي (الجزيرة/وكالات)

تتحكم في المشهد السياسي والعسكري في زيمبابوي في ضوء تطورات نوفمبر/تشرين الثاني 2017 أربع شخصيات فاعلة، هيمن بعضها لسنوات طويلة على مقاليد السلطة في البلد وحكمها بقبضة من حديد، والبعض الآخر يرغب في تغيير الوضع القائم.

روبرت موغابي: يعد الرجل القوي في زيمبابوي منذ استقلالها عام 1980 عن بريطانيا، انتخب رئيسا في نفس الفترة، ثم أعيد انتخابه عدة مرات (1990 و1996 و2004 و2008 و2013).

شهدت فترة حكمه الطويلة أحداث عنف وإجراءات قمع بحق المعارضين وهجرة جماعية وتزوير انتخابات وانهيارا اقتصاديا، كما أثارت سياساته عداء الغرب له، وفرضت عليه عقوبات أميركية وأوروبية. 

اتهمته بريطانيا بالدكتاتورية وبالعنصرية ضد البيض وباغتصاب أراضيهم منذ عام 1999 أثناء ما عرف بالإصلاح الزراعي الذي يعيد تقسيم الأراضي من جديد بين السكان الأوروبيين ونظرائهم الأصليين في البلاد، مما أدى إلى هجرة الكثير من ذوي الأصول الأوروبية من البلاد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 دخل موغابي (93 عاما) في أزمة سياسية على خلفية إقالته نائبه وخليفته المفترض إيميرسون منانغانغوا من منصبه، وهي الخطوة التي أغضبت قادة الجيش ودفعتهم إلى وضعه تحت الإقامة الجبرية بعد سيطرتهم على مفاصل الدولة في 15 نوفمبر/تشرين الثاني. 

إيميرسون منانغانغوا: من قدامى المحاربين في زيمبابوي، وهو أيضا من مؤسسي الجيش الوطني الذي تأسس عام 1980، تولى عدة وزارات، منها العدل والدفاع والإسكان والمالية، إضافة إلى منصب رئيس الاستخبارات.

يعرف منانغانغوا بـ"التمساح" بسبب قسوته، حيث قاد حملة شرسة ضد معارضين في الثمانينيات أسفرت عن سقوط العديد من القتلى، كما لعب دورا محوريا في أحداث العنف التي شهدتها البلاد خلال انتخابات 2008 التي فاز بها موغابي بعد انسحاب مورغان تسفانغيراي.

ظل يعتبر المرشح الأوفر حظا لخلافة موغابي في الرئاسة ودعمه في ذلك جنرالات بالجيش، وقالوا علنا إنهم لن يسمحوا لشخص لم يقاتل في حرب الاستقلال في السبعينيات بأن يحكم البلاد، في إشارة إلى زوجة موغابي.

غير أن موغابي أقال منانغانغوا من منصب نائب الرئيس يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بطلب من السيدة الأولى لزيمبابوي غريس موغابي كما تشير بعض المصادر، وبعد مغادرته البلاد عقب طرده من الحزب الحاكم تعهد بالعودة إلى زيمبابوي وإنقاذها من موغابي.

غريس موغابي: سيدة زيمبابوي الأولى منذ زواجها من الرئيس عام 1996، كلفها زوجها في 6 ديسمبر/كانون الأول 2014 برئاسة الجناح النسائي لحزبه، الاتحاد الوطني الأفريقي لزيمبابوي (الجبهة الوطنية).

ومع ازدياد نفوذها داخل الحزب الحاكم ازداد الطموح السياسي لغريس (مولودة عام 1965 بجنوب أفريقيا)، وبدأت تتحدث علانية عن رغبتها في أن تصبح رئيسة، حيث نقل عنها قولها في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 "أقول للسيد موغابي يمكنك أن تتركني آخذ مكانك، لا تخف إذا أردت منحي منصبك، امنحني إياه بكل حرية".

وتحت تأثيرها قام الرئيس الطاعن في السن بعمليات تطهير داخل الحزب، وأزاح خصومها مثل نائبته السابقة غويس موجورو التي عين مكانها وزير العدل حينها إيميرسون منانغانغوا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 جاء دور منانغانغوا الذي دخلت معه في صراع على السلطة انتهى بإقالته من منصبه بطلب منها كما تشير المصادر، ولكن من سوء حظ غريس أن الجيش سارع إلى قطع الطريق عليها بوضع زوجها تحت الإقامة الجبرية بعد سيطرته على البلاد.

كونستانتينو تشيونغا: هو قائد القوات المسلحة، ويعد من الوجوه البارزة في الكفاح من أجل استقلال زيمبابوي المستعمرة البريطانية السابقة، إضافة إلى موغابي ونائبه المقال.

يتهم من طرف معارضيه بالتدخل في القضايا السياسية، وبأنه لم يتلق أي تدريب عسكري يتيح له تولي مسؤولية قائد القوات المسلحة.

دعم تشيونغا المولود عام 1956 الرئيس موغابي في السابق، وهو الذي أعلن فوزه خلال انتخابات 2008، كما تحالف مع منانغانغوا في مواجهة الرئيس وزوجته، فبعد أن وجه تحذيرا للرئيس موغابي بسبب إقالته إيميرسون منانغانغوا قام في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بما قال الاتحاد الأفريقي إنه أشبه بانقلاب عسكري، إذ استولى على السلطة ووضع موغابي تحت الإقامة الجبرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية