كاثرين غراسييه.. صحفية فرنسية لاحقتها تهم الابتزاز

الموسوعة - كاثرين غراسيه - فرنسي - Catherine Graciet

كاثرين غراسييه صحفية فرنسية؛ تخصصت في الشؤون المغاربية واشتهرت تحقيقاتها وكتبها الاستقصائية المثيرة التي تناولت فيها هيمنة دوائر السلطة العليا في بعض البلدان المغاربية على مفاصل الاقتصاد، وتوجيه السياسات العمومية لصالح نشاطاتها الاقتصادية الخاصة، وعلاقات هذه الدوائر بنظيراتها في فرنسا.

المولد والنشأة
وُلدت كاثرين غراسييه عام 1974.

الدراسة والتكوين
تلقت غراسييه تعليمها الأولي والثانوي بباريس وتخرجت في معهد التدريب الصحفي.

التجربة المهنية
بدأت غراسييه تجربتها المهنية في الصحافة المكتوبة بفرنسا لكنها سرعان ما صار لها اهتمام خاص بشؤون منطقة المغرب العربي، فكرست جهودها لرصد سلوك دوائر السلطة في بلدان المنطقة وسعيها الدؤوب إلى السيطرة على مفاصل الاقتصاديات المحلية، وتوجيه السياسات العمومية خدمة للنشاطات الاقتصادية والمالية لهذه الدوائر.

عملت غراسييه خلال تسعينيات القرن العشرين في صحيفة "ماروك إبدو" الأسبوعية بالمغرب، مما مكنها من الاطلاع عن قرب على الأوضاع في البلاد، ومعايشة التحولات التي شهدتها المملكة مع مرحلة الانفتاح التي دشنها الملك الراحل الحسن الثاني تدريجيا أوائل التسعينيات، وانتهت بالمصالحة التاريخية مع المعارضة اليسارية.

عايشت كذلك وفاة الحسن الثاني وجلوس ولي عهده محمد السادس على العرش، وما رافق ذلك من خطوات عززت الانفتاح السياسي والحريات العامة.

منحت غراسييه أهمية خاصة لظاهرة "الإسلام السياسي" في المغرب وتطور الحركة الإسلامية وتفرعاتها المختلفة، وألفت في ذلك -بالاشتراك مع الصحفي الفرنسي نيكولا بو- كتابا صدر عام 2006 بعنوان: "حين يصير المغرب إسلاميا".

واهتمت بتقصي سلوك النخب الحاكمة ودوائر السلطة العليا، ومنحت اهتماما خاصا لتونس أثمرَ كتابا كان أثره مدويا هو "حاكمة قرطاج: قبضة مُحكمة على تونس" (صدر 2009)، واشترك معها في تأليفه أيضا نيكولا بو.

تناول الكتاب مظاهر "الفساد المستشري" في أضيق دوائر السلطة، خاصة في عائلة الطرابلسي أصهار رئيس البلاد آنذاك زين العابدين بن علي، وأهل السيدة الأولى ليلى الطرابلسي التي وصفها الكتاب بأنها "حاكمة تونس الفعلية".

كشف الكتاب جوانب خفية في إستراتيجية آل الطرابلسي "للسيطرة" على اقتصاد البلاد، و"تسخيره" لبسط اليد على تونس بكاملها مع ضمان بقاء النظام السياسي القائم. رفعت ليلى الطرابلسي دعوى ضد الصحفيين أمام القضاء الفرنسي بتهمة التشهير مطالبة بمنع نشر الكتاب، لكن القضاء الفرنسي رفض الدعوى.

وفي عام 2012، نشرت غراسييه -بالاشتراك مع الصحفي الفرنسي إريك لوران– كتابا عن ملك المغرب محمد السادس حمل عنوان "الملك المفترس"، كشف هو الآخر جوانب خفية من "الفساد" داخل الدائرة الضيقة للعاهل المغربي.

وركز الكتاب على بيان كيفية "توجيه" الملك السياسات العمومية للبلاد لصالح أعماله الشخصية، و"تسخيره" مقدرات الدولة في تنمية ثروته التي يقول الكتاب إنها السابعة بين ثروات قادة دول العالم.

وفي صيف 2015، أوقفت الشرطة الفرنسية غراسييه ولوران لدى خروجهما من أحد الفنادق الباريسية، بعد لقاء عقداه مع محام يُمثل منير الماجدي مدير ديوان الملك المغربي.

ضُبطت بحوزة الصحفيين مبالغ مالية بلغت 80 ألف يورو نقدا، تسلماها عربونا من المحامي مقابل الامتناع عن نشر كتاب كانا يستعدان لنشره عن الأسرة الملكية، ويتناول بالخصوص صراع أفرادها على ثروة الحسن الثاني. وكان المحامي المغربي أبلغ الادعاء العام الفرنسي بلقاءاته مع الصحفيين التي كان يُسجلها في هاتفه النقال وبعلم من الشرطة الفرنسية.

بادر المغرب إلى اتهام الصحفيين بـ"الابتزاز"، قائلا إن لوران سبق أن اتصل بالقصر الملكي طالبا الحديث في موضوع الكتاب. ورد الصحفيان بالنفي دافعيْن بأن الطرف المغربي هو من اقترح صفقة التخلي عن النشر مقابل مليونيْ يورو، وأن اتصال لوران كان لاستيضاح رأي القصر لتضمينه في الكتاب تفاديا لأي دعوى محتملة بالقذف.

المؤلفات
اشتركت كاثرين غراسييه في تأليف عدة كتب، من أشهرها الكتابان المذكوران سابقا: "سيدة قرطاج" (2009) و"الملك المفترس" (2012)، وكتابا: "حين يصبح المغرب إسلاميا" (2006)، و"ساركوزي/القذافي: التاريخ السري للخيانة" (2013).

المصدر : الجزيرة