كريستيان أمانبور.. إعلامية نقلت مآسي العالم

This image released by Starpix shows TV personality Christiane Amanpour at the 2014 Matrix Awards at the Waldorf Astoria in New York on Monday, April 28, 2014. (AP Photo/Starpix, Kristina Bumphrey)

صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية بريطانية من أصل إيراني، اشتهرت بتقاريرها كمراسلة حربية في مناطق النزاع، وإجراء حوارات مع قادة العالم في أشهر القنوات الأميركية، مما جعلها أكثر الصحفيين متابعة من قبل السياسيين في أميركا والشرق الأوسط.

المولد والنشأة
ولدت كريستيان أمانبور في 12 يناير/كانون الثاني 1958 في العاصمة البريطانية لندن، من أب إيراني وأم إنجليزية، وانتقلت مع أسرتها بعد مولدها إلى طهران، حيث قضت 11 سنة خلال حكم الشاه، وفي عام 1969 عادت العائلة إلى لندن بعد قيام الثورة الإسلامية التي قادها آية الله الخميني، وتزوجت عام 1998 جيمس روبن، الذي كان يشعل منصب المتحدث باسم الخارجية الأميركية.

الدراسة والتكوين
بعد بداية دراستها الابتدائية في طهران، والتحقت في سن 11 بإحدى مدارس قرية شالفونت (قرب بغينكشماير) جنوب شرق إنجلترا، وبعدها درست بالمدرسة الثانوية بمدينة تشيلم سفورد، قبل أن تتوجه لدراسة الإعلام في جامعة "رود أيلاند" بالولايات المتحدة، حيث حصلت عام 1983 على شهادة إجازة.

وتتقن أمانبور الفارسية والفرنسية إلي جانب الإنجليزية، كما تتمتع بثقافة واسعة وسرعة بديهة وسلاسة في الحديث؛ مما مكنها من النجاح وتحقيق شعبية واسعة داخل الشبكات والبرامج الإخبارية.

التجربة المهنية
التحقت عام 1983 بالعمل كمراسلة بمكتب شبكة "سي إن إن" بمدينة أطلانطا بولاية جورجيا، وانتقلت عام 1986 لشرق أوروبا لتغطية انهيار المعسكر الشرقي، قبل أن ترتقي إلى منصب كبير المراسلين عام 1990.

قامت في بداية التسعينيات بتغطية الغزو العراقي للكويت، وكذلك الحرب في البوسنة والهرسك، والتي حولتها إلى مراسلة عالمية، وقالت بشأن ذلك "لقد كسبت رزقي من تغطية بعض أسوأ الفظائع في نهاية القرن العشرين".

تتميز بصفات مهنية احترافية وعلاقات متعددة جعلتها من أكثر مراسلات العالم تفهما لتعقيدات منطقة الشرق الأوسط في وسائل الإعلام الأميركية.

منحتها التقارير التي أعدتها من مناطق النزاعات- ومنها العراق وأفغانستان وكوريا الشمالية، وإيران، والأراضي الفلسطينية والصومال– شهرة كبيرة، كما قابلت كثيرا من قادة العالم الكبار.

وفي عام 2009، بدأت تقديم برنامج "أمانبور" الحواري اليومي في قناة "سي إن إن" حتى مارس/آذار 2010، حين انتقلت إلى قناة "إي بي سي نيوز"، حيث قدمت برنامج بعنوان "هذا الأسبوع"، ثم عادت إلى قناة "سي إن إن" لتقدم برنامجها الأول.

أنجزت برامج تحقيقات وثائقية شهيرة، من بينها برنامج بعنوان "جنود الرب" الذي أثار جدلا كبيرا، حيث قامت فيه بلقاء شخصيات متدينة متشددة من الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية.

وخلص البرنامج الوثائقي إلى أن التشدد في الديانات الثلاث يحمل الصفات والأفكار نفسها، ولكن تختلف في التصرفات وردود الفعل، وقد اتهمتها مجموعة مهتمة بصورة إسرائيل في الإعلام بأنها كانت لينة مع المسلمين وقاسية على اليهود في برنامجها. وكانت من المؤيدين لتدخل عسكري أميركي في أزمة سوريا، وهو ما أثار ضدها عدة انتقادات.

الجوائز والأوسمة
توّجت بعدة جوائز، أهمها جائزة "ليفينغستون للصحفيين الشباب" عام 1992، وجائزة "الشجاعة في الصحافة" عام 1994، وجائزة "جورج بولك" للتغطية التلفزيونية عام 1994، وجائزة "إيمي" الدولية عام 2005، إضافة إلى تصنيفها من قبل مجلة "فوربس" كإحدى مئة امرأة أكثر تأثيرا في العالم.

حصلت على دكتوراه فخرية من عدة جامعات أميركية، وتم اختيارها عام 2015 من قبل منظمة اليونسكو لتكون سفيرة للنوايا الحسنة لحرية التعبير وسلامة الصحفيين.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية