مختار روبو.. أحد مؤسسي "حركة الشباب المجاهدين" بالصومال

Sheik Muktar Robow Abu Mansur, former spokesman for the al Shabaab hardliners, smiles after addressing journalists in the Somalia capital Mogadishu May 21, 2009. Somalia's government has accused Eritrea of supporting al Shabaab insurgents with planeloads of AK-47 assault rifles, rocket-propelled grenades and other weapons. Sheik Abu Mansur resigned from his position as spokesperson of the al Shabaab insurgents. REUTERS/Feisal Omar (SOMALIA CONFLICT POLITICS)

مختار روبو المعروف بأبي منصور، واحد من القيادات البارزة ومؤسسي حركة الشباب المجاهدين. في يوليو/تموز 2017، ألغت الخارجية الأميركية جائزة خمسة ملايين دولار كانت مرصودة لمن يدلي بمعلومات عنه، وفي الشهر التالي عاد إلى مقديشو.

المولد والنشأة
ولد مختار روبو يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 1969، في مدينة حُدُر حاضرة إقليم باكول جنوبي الصومال.

الدراسة والتكوين
درس القرآن الكريم وعلوم الدين في مدرسة قرآنية، ثم انتقل إلى مقديشو حيث أكمل دراسة العلوم الشرعية. وفي بداية التسعينيات انتقل إلى العاصمة السودانية الخرطوم لدراسة الشريعة الإسلامية.

الوظائف والمسؤوليات
بعد عودته إلى مقديشو عمل بالتدريس في إحدى دور الأيتام، وذلك قبل عمله في مؤسسة الحرمين السعودية التي أدرجتها الولايات المتحدة كأحد مصادر تمويل "الإرهاب".

سافر منتصف التسعينيات إلى أفغانستان وانضم لمعسكرات تدريب تنظيم القاعدة، وعاد إلى بلاده مجددا عام 2000 حيث عمل نائبا لرئيس اتحاد المحاكم الإسلامية.

وفي حلقة من برنامج "لقاء اليوم" بثت عام 2009 على قناة الجزيرة، قال مختار روبو "لا نريد أن نعتدي على أحد، نريد أن نصلح أرضنا، والدين الإسلامي ليس بالإكراه".

التجربة القتالية
أبو منصور أحد القيادات البارزة المؤسسين لحركة الشباب المجاهدين، التقى بزعيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان قبيل هجمات 11 سبتمبر، وغادر أفغانستان بعد الهجوم الأميركي على نظام طالبان.

في عام 2010، نفى مختار روبو بشدة حدوث انقسام وانشقاقات داخل حركة الشباب، مشددا على أنها لا تزال موحدة ومتماسكة، ردا على تقارير نقلتها بعض وسائل الإعلام عن مصادر حكومية وقوات الاتحاد الأفريقي بأن هناك خلافا دب بين القيادات العليا في حركة الشباب المجاهدين.

كان روبو نائبا لأمير الحركة الشيخ أحمد عبدي غودني الذي اغتيل مطلع سبتمبر/أيلول 2014 بغارة أميركية على مقر قيادته في الصومال، ثم متحدثا باسم الحركة لفترة طويلة، وتفيد تقارير أنه اختلف مع أمير الحركة الذي أقال روبو من منصبه نائبا له وعيّن علي طيري بديلا منه.

وفق تحليل منشور في مركز الجزيرة للدراسات عام 2014، كان مختار عبد الرحمن أبو الزبير -المعروف أيضا بأحمد عبدي أو محمود غودني- انتُخب أميرا للحركة لمدة ستة أشهر فقط، من أجل تأسيس وتكوين حركة جهادية، وبعد هذه المدة تم التوافق على عقد مؤتمر عام لإجراء انتخاب أو التوافق على أمير يقود الحركة لفترة محددة وفق اللوائح والنظم المتبعة، لكن الأمير ماطل في الموعد المنتظر لأسباب "كانت مقبولة في السنتين الأوليين، وهي: وجود الاحتلال الإثيوبي، والحروب المتسارعة التي كانت الحركة تخوضها".

وبعد أن توسعت رقعة سيطرة الحركة وتمكنت من التحكم في نصف الصومال جغرافيا، أراد بعض قيادات الحركة إعادة ترتيبها من جديد وإصلاح البنية القيادية وعقد مؤتمر عام يشارك فيه مجلس الشورى والمجلس التنفيذي لانتخاب أمير للحركة، لكن أمير الحركة رفض الفكرة، وفسرها بأنها مؤامرة قد تمهد لمنازعته على الإمارة، وأصدر حينها قرارات تجاه من يحمل فكرة عقد المؤتمر العام، فكان أن أقال نائبه المتحدث المشهور للحركة "أبو منصور"، وعيّن بديلا منه علي طيري.

قرر أبو منصور بعد ذلك التمركز في إقليم باكول جنوب غرب الصومال الذي ينحدر منه. وتحدثت بعض المصادر عن حدوث ما يشبه أن يكون اتفاقا ضمنيا بين الجانبين، بحيث يظل أبو منصور بعيدا عن الأنظار لا يعلق على تصرفات الحركة ولا يشارك في أي أنشطة منافسة لها، مقابل عدم تعرضه لأي مضايقات من قبلهم.

وفي عام 2012 نفسه، رصدت الإدارة الأميركية خمسة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تؤدي إلى اعتقال مختار روبو أو قتله. وفي يوليو/تموز 2017، أصدرت الخارجية الأميركية قرارا بإلغاء الفدية، بعد أن راجت معلومات عن دخوله في مفاوضات سرية مع الحكومة الصومالية.

وإثر ذلك وتحديدا في 9 أغسطس/آب 2017 شنت وحدات من مقاتلي الحركة هجوما على معقله في أبال بإقليم باكول، واستمرت المواجهات بينهم يومين، استطاع خلالها أبو منصور صد الهجوم، إلى أن مدت إدارة جنوب غرب الصومال يد العون له مما سمح بانتقاله إلى مدينة حدر لينتقل بعدها إلى مقديشو.

وفي منتصف أغسطس/آب 2017، وصل أبو منصور روبو إلى مقديشو عبر طائرة أقلته مع عدد من وزراء الحكومة الصومالية من مدينة حُدُر جنوب غرب البلاد، بعد أن سلم نفسه إلى القوات الصومالية بإدارة جنوب غرب الصومال.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات