ماريا كالاس

نجمة أوبرا يونانية ذات مستوى عال، حظيت بتقدير أوساط الأوبرا عبر العالم، ولم ينقطع حضورها الفني رغم وفاتها، وقد شكلت مصدر إلهام للكثير من فناني الأوبرا الحاليين.

المولد والنشأة
ولدت ماريا كالاس -واسمها الحقيقي ماريا آنا كيكيليا سوفيا كالويروبولو- يوم 2 ديسمبر/كانون الأول 1923 في مدينة نيويورك لأبوين يونانيين.

استقرت أسرتها في البداية بأستوريا ثم في مانهاتن، حيث افتتح والدها صيدلية ثم غيّر اسمه إلى كالاس. كانت ظروف الحياة حينذاك صعبة بسبب الأزمة الاقتصادية واضطرت الأسرة لتغيير المسكن أكثر من مرة.

انفصلت أمها عن أبيها عام 1937، وقررت أخذها وأختها والعودة إلى اليونان، لم تكن تربطها علاقة ودية مع أمها التي كانت تفضل أختها الكبرى عليها. اتهمت أمها بإجبارها على الغناء للمحتلين الألمان الذين احتلوا اليونان خلال الحرب العالمية الثانية بهدف الحصول على المال في تلك الفترة العصيبة، وهو ما لم تستطع ماريا كالاس أن تغفره لأمها.

الدراسة والتكوين
أظهرت ماريا كالاس موهبة موسيقية مبكرة، وفي عام 1931 بدأت بتلقي دروس في البيانو وأصول الغناء والتلحين، وغنت وعمرها 12 عاماً.

المسار الفني
في 27 نوفمبر/تشرين أول 1940 ظهرت ماريا بشكل احترافي على المسرح الغنائي في أثينا للمرة الأولى، وبقيت تتعاون مع المسرح المذكور حتى 1945. بعد تحرير اليونان من الاحتلال الألماني، اتهمها زملاؤها بالعمالة للألمان حيث ارتبط صعودها بالفترة التي كان الألمان يديرون فيها المسرح الغنائي، فعادت إلى نيويورك حيث والدها، وهناك بدأت مسيرتها من جديد.

بعد عامين من الصعوبات، أعجب جوفاني جوناتيلو المدير الفني لمهرجان فيرونا، بصوت كالاس واقترح عليها الاشتراك في المهرجان. وبهذا وصلت كالاس إلى إيطاليا، مهد الأوبر وهي في 24 من العمر.

في إيطاليا عرفت النجاح تلو الآخر، ونالت شهرة واسعة، حيث كانت الأعوام 1954-1957 أزهى سنواتها الفنية، فيما بقيت مسيطرة على أوبرا ميلانو حتى عام 1960. أدت أدواراً فنية في الأرجنتين والمكسيك وفلوريدا.

غنت عام 1960 على مسرح إيبيذافروس اليوناني، وظهرت في آخر مسرحية أوبرا في 5 يوليو/تموز 1965، بعدها لعبت عام 1970 دورا في فيلم "ميذيا".

الوفاة
توفيت ماريا كالاس في 16 سبتمبر/أيلول 1977 في باريس بنوبة قلبية وأحرقت جثتها ونثرت فوق بحر إيجه عملا بوصيتها.