محسن فاروق.. قامة موسيقية حفظت التراث وتعرضت للإهمال

الموسوعة - المصري محسن فاروق

أحد أبرز المطربين المصريين، عرف ببراعته في أداء أغاني الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب، يوصف بأحد أهم حفظة التراث الغنائي في مصر، ورغم أنه قضى نحو أربعة عقود متبتلا في محراب الموسيقى العربية حافظا لتراثها مطورا لأساليبها فقد اشتكى أواخر حياته من التجاهل والإهمال.

المولد والنشأة
ولد محسن فاروق خليها يوم 15 يناير/كانون الثاني 1961.

الدراسة والتكوين
تتلمذ محسن فاروق على يد مؤسس فرقة الموسيقى العربية المايسترو عبد الحليم نويرة، وقائد فرقة أم كلثوم المايسترو حسين جنيد.

الوظائف والمسؤوليات
شغل الراحل عدة مناصب ترتبط أساسا بتخصصه واهتمامه، من أهمها رئيس لجنة التراث الموسيقي (حكومية) والمشرف العام على بيت الغناء العربي التابع لصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة، وأشرف على مسابقة "الصوت الذهبي" بدار الأوبرا.

التجربة الفنية
بدأ مسار محسن فاروق الموسيقي في مرحلة مبكرة من حياته، وأصبح في ما بعد صوليست فرقة عبد الحليم نويرة للموسيقى العربية التي تأسست عام 1967.

اشتهر بتقديم أغاني عمالقة الغناء أمثال محمد عبد الوهاب وسيد درويش، كما ساهم في إعداد مجموعة من الأصوات الواعدة بمجال حفظ التراث وأداء الأغاني الطربية، وتتلمذ على يديه كثير من أشهر مطربي الأوبرا، من بينهم ريهام عبد الحكيم ومي فاروق ووائل سامي.

مثل مصر في مشاركات فنية بالكثير من المهرجانات الدولية المتخصصة وفي العديد من المهرجانات العربية والأوروبية والآسيوية، وشارك في الكثير من المناسبات الثقافية والفنية في 35 دولة.

ولأنه كان من الجيل المؤسس لفرقة الموسيقى العربية بقيادة عبد الحليم نويرة ومن أبرز مطربي الموسيقى العربية وكان يلقب بحافظ التراث الموسيقي داخل دار الأوبرا فقد كانت تتم الاستعانة به من حين لآخر من طرف الدارسين للتزود بالمعلومات اللازمة عن الأعمال الغنائية القديمة.

فاروق وصفته دار الأوبرا المصرية بأنه "أحد أبرز الأصوات المصرية، وبرع في أداء أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وقدم عددا ضخما من الحفلات الناجحة داخل الوطن وخارجه".

ولم يشفع التاريخ الطويل والتجربة الثرية لفاروق في الحصول على ما يستحقه من تقدير في السنوات الأخيرة من حياته، ولهذا اختار أن يخرج نفثة مصدور يودع بها أنصاره وخصومه شهورا قليلة قبل رحيله في مقابلة مع صحيفة الشروق شكا فيها من التجاهل والإهمال الذي تعرض له في السنوات الأخيرة.

وقال محسن فاروق إنه شعر لأول بالعنصرية تجاهه، وأكد أنه لم يظهر منذ سنوات في أي مناسبة رسمية "كما أننا ممنوعون من التمثيل المشرف في مهرجان الموسيقى العربية". وأضاف "لم أسافر خارج مصر من 2004 رغم أنني مثلتها في 35 دولة، منها أوروبية وعربية وآسيوية".

وبحسب فاروق، فإن حالة الإهمال والتفريط لم تتوقف عنده، بل طالت أشخاصا وأشياء كثيرة في مصر، وبشيء من التفصيل والمرارة يقول نحن "فقدنا الإحساس بقيمة الأشياء بدليل أن مقتنيات الكبار إما ضاعت أو أهملت، أخيرا زرت إذاعة القاهرة في الشريفين وفوجئت بان البيانو الخاص بأم كلثوم هناك مهمل، أيضا مقتنيات داود حسني وسيد درويش مهملة في المركز القومي بالزمالك".

وأضاف في الحوار الصحفي المنشور في 28 فبراير/شباط 2017 "هناك أيضا الماكيت الأصلي لدار الأوبرا التي احترقت، وكنت أتمنى أن يستعان بهذا الماكيت في بناء أوبرا جديدة في العاصمة الإدارية الجديدة".

الوفاة
توفي محسن فاروق يوم الأحد 23 يوليو/تموز 2017 عن 56 عاما قبل ساعات من تقديمه حفلا موسيقيا في القاهرة.

وقال صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة إن فاروق كان يستعد لتقديم حفل في الثامنة مساء الأحد في بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك في شارع المعز بالقاهرة، كما كان يعد للدورة الثالثة من مسابقة "الصوت الذهبي" لاكتشاف المواهب والتي كان يرأس لجنة تحكيمها.

وقد نعت مؤسسات ثقافية وفنية مصرية الراحل باعتباره أحد أبرز مطربي الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية.

كما نعاه صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية في بيان قائلا "كان الفقيد أحد حراس الغناء العربي ومن حفظة التراث".

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية + وكالات