أوس الخفاجي.. زعيم مليشيا يحرض ضد الفلوجة

الموسوعة - أوس الخفاجي
رجل دين وسياسي عراقي، كان أحد أقطاب التيار الصدري، ثم أصبح الأمين العام لقوات "أبو الفضل العباس" التي أسسها وتعد مكونا بارزا في مليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية المتهمة من منظمات حقوقية بارتكاب فظائع في مناطق أهل السُنة بالعراق. وصف مدينة الفلوجة بأنها "منبع الإرهاب"، تعرض لثلاث محاولات اغتيال.

المولد والنشأة
وُلد أوس بن محمد بن محيبس الخفاجي حوالي عام 1974 في مدينة الشطرة شمال مدينة الناصرية بمحافظة ذي قار جنوبي العراق لأسرة شيعية تنتمي إلى قبيلة "خفاجة" العربية.

الدراسة والتكوين
أكمل الخفاجي تعليمه الابتدائي والثانوي في مسقط رأسه، وأنهى المرحلة الجامعية في جامعة البصرة حيث حصل على شهادة بكالوريوس في التربية الرياضية عام 1995، والماجستير في آداب اللغة العربية.

التحق بالحوزة العلمية الشيعية أيام مرجعية آية الله محمد محمد صادق الصدر، ودرس الفقه والعقائد والنحو على جده الشيخ رشيد آل زيارة، وعلى شيوخ آخرين في جامع شيخ الطائفة الطوسي ومدرسة الأخوند الكبرى في النجف.

الوظائف والمسؤوليات
تولى الخفاجي عددا من المسؤوليات الدينية المذهبية والسياسية، فقد كان وكيلا شرعيا لمحمد صادق الصدر، وإمامَ جمعة في مدن الكوت والقلعة والناصرية، ومشرفا عاما للصدر على إقامة صلاة الجمعة في العراق.

وعينه الصدر كذلك مشرفا على مدرسة السيد اليزدي الكبرى في النجف، وعضوا في لجنة قبول طلبة الحوزة العلمية، كما كان مسؤول الاستفتاءات الشرعية عام 1996.

التجربة العملية
اعتقل أيام نظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 1998، وعند خروجه 2001 من السجن غادر البلاد إلى الإمارات، وظل بالخارج حتى سقط النظام على أيدي القوات الأميركية والبريطانية عام 2003.

عاد الخفاجي إلى وطنه فكان من أهم مؤسسي "جيش المهدي" الجناح العسكري لما عُرف وقتها بـ"التيار الصدري" الذي تشكل تحت قيادة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، وانخرط في عمليات المقاومة المسلحة ضد قوات الاحتلال الأجنبي خاصة العاصمة بغداد والجنوب العراقي.

أصبح المساعد الأول للصدر باعتباره مدير مكتبه والناطق باسمه، وهو ما أهله لتكليفه بطائفة كبيرة من المهمات والأدوار الدينية والسياسية والعسكرية.

فبعد اندلاع الأحداث الطائفية على خلفية تفجير مرقد شيعي كبير بمدينة سامراء في فبراير/شباط 2006، أرسله الصدر لإقامة صلاة جمعة موحدة بين الطائفتين الشيعية والسنية ببغداد، كما كان خليفته مدة سنة في الإمامة بمسجد الكوفة.

واختاره الصدر ليكون من الشخصيات التي ابتعثها إلى بعض الدول العربية لتوضيح ملابسات ما جرى من أحداث بين الطائفتين، مطالبا بتدخلها لرأب الصدع.

اعتقلته القوات البريطانية يوم 19 مايو/أيار 2007 في مطار البصرة الدولي وهو عائد من سوريا وأخضعته لثلاث جلسات تحقيق، وكان آنذاك إمام جمعة الناصرية ومعينا من التيار الصدري.

شكل منظمة "أحرار فيحاء الصدر" (اسم يطلق على مدينة الناصرية). وحين أعلن الصدر قراره في أغسطس/آب 2007 بتجميد النشاط المسلح لـ"جيش المهدي" قالت هذه المنظمة في بيان أصدرته إنها "غير مشمولة" بهذا القرار.

عينه رئيس التيار الصدري على رأس مليشيا "اليوم الموعود" التي أعلِن تشكيلها يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2008 على إثر توقيع حكومة نوري المالكي للاتفاقية الأمنية مع القوات الأميركية، وقد شكلت هذه المليشيا بديلا رسميا عن "جيش المهدي" حتى جرى تجميدها بقرار من الصدر عام 2015.

لكن الصدر -ولأسباب غير معلنة- قرر مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2010 وقف النشاطات الاجتماعية لمساعده الخفاجي، وهي عقوبة يتخذها التيار الصدري عادة ضد من يتمرد على أوامر زعيمه أو تبدر منه أفعال غير مقبولة داخل التيار.

وقال بيان أصدرته الهيئة الإعلامية العليا لمكتب الصدر المركزي بالنجف إنه "ليس من حق الشيخ أوس الخفاجي القيام بأي عمل اجتماعي على الإطلاق، بل قد أمرناه بالجلوس في داره الكائنة في النجف الأشرف لمدة عام للتفرغ للعبادة، لعل الله يمحو ما تقدم من ذنبه ويهديه إلى سواء السبيل، وإن خالف فهو ليس منا في شيء".

وإثر اندلاع الثورة السورية، أسس الخفاجي "لواء أبو الفضل العباس" في سوريا عام 2012 لمساعدة قوات نظام بشار الأسد، وبذريعة "الدفاع عن مقام السيدة زينب" المقدس لدى الشيعة والكائن بإحدى ضواحي دمشق.

وقد أفادت تقارير إعلامية نشرت في أبريل/نيسان 2016 بأن نظام الأسد منح الجنسية السورية لتسعة قياديين بارزين في مليشيات عراقية مختلفة تقاتل لصالحه بمناطق مختلفة من سوريا، وأن من بين الأسماء الخفاجي.

وحين سقطت الموصل بأيدي مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وصدرت فتوى "الجهاد الكفائي" عن المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني بوجوب محاربة للتنظيم، أنشأ الخفاجي "قوات أبو الفضل العباس" التي أصبحت جزءا من "الحشد الشعبي" المشكل بمقتضى تلك الفتوى.

صار الخفاجي الأمين العام لـ"قوات أبو الفضل العباس" فخاض بها معارك شرسة ضد تنظيم الدولة في مناطق حزام بغداد الأمني والثرثار وصلاح الدين والرمادي والفلوجة.

ويوم 23 مايو/أيار 2016 قال -في كلمة له أمام أتباعه- بشأن معركة قوات "الحشد الشعبي" في الفلوجة إن "الفلوجة منبع الإرهاب منذ 2004 وحتى يومنا هذا، ولا يوجد فيها شيخ عشيرة آدمي، ولا إنسان وطني ولا ملتزم دينيا، حتى في مذهب أهل السُنة".

وأضاف أن "هذه المعركة فرصة لتطهير العراق، لاستئصال ورم الفلوجة منه وتطهير الإسلام منها، فهذا شرف لا بد من المشاركة فيه وأن نناله، ويجب أن نكون من السباقين في هذه المدينة".

تعرض لثلاث محاولات اغتيال وأصيب عدة مرات إصابات وصفت أحيانا بالخطيرة، فقد ذكرت وسائل إعلام تابعة للمعارضة السورية أنه أصيب بـ"جروح خطيرة" جراء قصف صاروخي استهدف اجتماعا لقادة المليشيات العراقية بمنطقة السيدة زينب خلال مايو/أيار 2015.

ويوم 11 مارس/آذار 2016 استهدِف موكبه بعبوة ناسفة في منطقة عرب جبور جنوبي العاصمة بغداد، مما أدى إلى جرح اثنين من أفراد حمايته الخاصة.

وتشير تقارير صحفية في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 إلى أن المالكي يسعى لإطلاق مشروع سياسي جديد تحت عنوان "قائمة الحشد الشعبي الانتخابية" تحضيرا لانتخابات مجالس المحافظات المقررة عام 2017 والنيابيات 2018، وأنه أجرى اجتماعات مع قيادات في "الحشد الشعبي" لاستقطابها من بينها الخفاجي.

المؤلفات
ألف كتابيْن هما "مذكراتي مع السيد محمد الصدر" (مخطوط) وسلسلة نصائح أخلاقية بعنوان "استيقظوا، وله قصائد شعرية يغلب عليها الطابع الديني.

المصدر : رويترز