أنيسة مخلوف.. زوجة رئيس وأم آخر

الموسوعة - epa05147184 A handout made available by the Presidency of the Republic of Syria , shows Ms. Anisa Makhlouf, widow of the late Syrian President Hafez al-Assad, who died in Damascus, Syria, on 06 February 2016, at the age of 86. EDITORIAL USE ONLY/NO SALES

أرملة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، ووالدة ابنه ووريثه في رئاسة البلاد بشار. عاشت نحو 16 عاما بعد وفاة زوجها منتصف عام 2000، إلى أن توفيت في فبراير/شباط 2016 عن عمر يناهز 86 عاما.

المولد والنشأة
ولدت أنيسة أحمد مخلوف عام 1930 لعائلة تنحدر من بلدة بستان الباشا التابعة لمدينة جبلة في ريف اللاذقية.

تزوجت أنيسة من حافظ الأسد، ابن علي بن سليمان الوحش، عام 1958 وهي في الثامنة والعشرين من عمرها. تمّ الزواج رغم معارضة أبيها بسبب انتماء آل مخلوف للحزب السوري القومي الاجتماعي، بينما ينتمي الأسد إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.

لم يكن سليمان الوحش -والد حافظ- معروفا لدى سكان مدينة القرداحة كثيرا، حيث يقال إنه كان وافدا إليها وكان يسكن مع أسرته عند مدخلها، وكانت عائلته أفقر عائلة في المدينة، لكن طائفته العلوية صعدت بقوة في السلك العسكري وبلغ نفوذها ذروته عام 1966، عندما قام صلاح جديد وحافظ الأسد بانقلاب تمكنا بموجبه من استلام السلطة، بعد أن كانا يحكمان من وراء الكواليس.

وعن ملابسات الزواج يقول الكاتب البريطاني باتريك سيل -كاتب السيرة الذاتية للأسد- "في عام 1958 كان الملازم حافظ الأسد مصمما على الزواج من أنيسة مخلوف، ثم اختارها دون غيرها وهو في أوائل العشرينيات من عمره".

وأضاف "وقع في حبها بعد عودته من دورته التدريبية في مصر، وكانت هي مدرّسة ذات سلوك رزين محتشم، وكانت شابة رشيقة ذات شعر بني تقاربه في العمر، وتلقت ثقافة محترمة في دير راهبات القلب الأقدس الفرنسي في بانياس على الساحل السوري، إلا أن عقبات كثيرة كانت تقف في طريق الزواج.. وتمكن الرئيس حافظ الأسد من الزواج من السيدة أنيسة في دمشق، وأقاما في بيت الزوجية على أطراف منطقة المزة الفقيرة، وقد قدر لها أن تكون زوجة وأما مخلصة وأوثق كاتمة لأسرار الأسد".

أنجبت أنيسة خمسة أبناء، هم: بشار وماهر وبشرى، والراحلين باسل ومجد.

التجربة السياسية
استطاعت عائلة مخلوف -أصهار الأسد الأب، وأخوال الأسد الابن- أن تحظى بنفوذ وسلطة واسعين، وساندت الأب (حافظ الأسد) في صراعه مع شقيقه رفعت الأسد.

وبعد وفاة الأب حافظ وتولي ابنه بشار الأسد، تمكن أبناء مخلوف من تولي عدة مناصب سيادية ودخلوا في عدة قطاعات، حيث نشط محمد مخلوف في قطاع النفط، وصار حافظ مخلوف عميدا في عدة قطاعات في الأمن السوري.

أما رامي مخلوف ومحمد مخلوف فيملكان استثمارات في مجالات الاتصالات والعقارات والمقاولات والطيران والسياحة والتجارة الحرة.

التوريث
وعلى الرغم مما عرف عنها من تفضيلها الدائم للعيش بعيدا عن أضواء الإعلام، حيث يصعب العثور عن صور لها على شبكة الإنترنت رغم أنها زوجة رئيس وأم آخر، فإن المعارضة السورية تتهم أنيسة مخلوف بقيادتها مشروع توريث الحكم داخل عائلة الأسد.

ونشرت صحيفة الأهرام المصرية شبه الحكومية تقريرا عام 2013، جاء فيه "بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد كشف أحد المقربين من العائلة -وقبل إعلان الخبر- أن أنيسة جمعت أفراد العائلة وانضم آصف شوكت زوج ابنتها بشرى لأول مرة لاجتماع خاص بالعائلة".

وتوجهت أنيسة إليه راجية إياه أن يدعم بشار -بحسب ما جاء في التقرير- وأن يكونا يدا واحدة، ثم استدعت إلى الاجتماع كلا من وزير الدفاع مصطفى طلاس، ومدير الأمن الداخلي بهجت سليمان، وغازي كنعان ضابط المخابرات الذي شغل منصب وزير الداخلية في عهد بشار، وعبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية.

كما "طلبت استنفار كل الوحدات العسكرية وتسيير دوريات للأمن في شوارع دمشق.. ثم عممت نبأ رحيل الرئيس الأسد. وفورا عمل هذا الفريق على نقل السلطة إلى بشار".

وعقب اندلاع الثورة السورية عام 2011، تحدثت تسريبات عن وجودها في دولة الإمارات العربية برفقة ابنتها بشرى الأسد.

وفي 23 مارس/آذار 2012، أضاف الاتحاد الأوروبي أنيسة مخلوف إلى لائحة الشخصيات السورية التي فرض عليها عقوبات، ومن بينهم أيضا زوجة الرئيس السوري وشقيقته.

الوفاة
أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن أنيسة مخلوف توفيت في العاصمة السورية دمشق يوم السبت 6 فبراير/شباط 2016، لكن ثمة تضارب في المكان الحقيقي لوفاتها، فهناك من يرجح أنها توفيت في الإمارات العربية المتحدة التي انتقلت للعيش فيها بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، بينما هناك من قال إنها انتقلت من هناك إلى دمشق في الأيام الأخيرة التي سبقت وفاتها بعد تدهور حالتها الصحية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية