هجوم سوسة

عدد من قتلى الهجوم الذي نفذه مجهول على فندق في منتجع سوسة السياحي بتونس
أوقع الهجوم 38 قتيلا ونحو 36 جريحا (ناشطون)
هجوم على فندق سياحي بمدينة سوسة (في يونيو/حزيران 2015) أوقع 38 قتيلا، واعتبر الأسوأ في تونس منذ أربع سنوات. وقد قتلت السلطات مهاجما واعتقلت مشتبها فيه، وتحدثت عن احتمال أن يكون العمل "منفردا"، في حين بادرت دول العالم للتعبير عن تضامنها مع تونس في مواجهة الإرهاب. 

تفاصيل الهجوم
وقع الهجوم يوم الجمعة 26 يونيو/حزيران 2015 على فندق بمدينة سوسة الساحلية (150 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة)، وأوقع نحو 38 قتيلا و36 جريحا، ينتمون إلى جنسيات دول أوروبية بينها بريطانيا وألمانيا وبلجيكا

وأفادت وزارة الصحة التونسية بمقتل ثلاثين بريطانيا وثلاثة إيرلنديين وألمانيين وروسي وبلجيكي وبرتغالي.

ونقل مدير مكتب الجزيرة في تونس عن شهود عيان أن منفذ العملية تسلل إلى الشاطئ من الجهة الخلفية للفندق، وقد أخفى بندقية كلاشنيكوف تحت مظلة يحملها، ثم شرع يطلق الرصاص بطريقة عشوائية على السياح الذين كانوا على شاطئ البحر الملاصق للفندق. 

وبحسب المراسل فإن قوات الأمن حجزت سلاحا من نوع كلاشينكوف وقنابل يدوية يبدو أن المهاجم ألقاها لكنها لم تنفجر.

وتابع  المراسل أن خبراء في الإرهاب يعتقدون أن منفذ العملية ربما يكون من "الذئاب المنفردة"، وقد لا يكون على ارتباط بتنظيم مسلح. واعتُبرت العملية ضربة أخرى للسياحة التونسية التي تراجعت بنسبة تقارب 25% عام 2015 مقارنة بعام 2014.

الرواية الرسمية
المتحدث باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أكد أن وحدات الداخلية قتلت مهاجما وألقت القبض على مشتبه فيه، في حين انتشرت قوات أمنية كبيرة بمحيط الفندق حيث توجه وزير الداخلية ناجم الغرسلي إلى موقع العملية، وكذلك حلّ الرئيس الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد بالمدينة مباشرة بعد وقوع العملية. 

وشدد الرئيس التونسي السبسي في كلمة له في "إمبريال مرحبا" بسوسة، وهو الفندق الذي شهد الهجوم، على أنه "لا بد للحكومة أن ترسل رسالة للجميع أنها معنية بالأمر (مكافحة الإرهاب)، وأنها ستتحمل مسؤوليتها وتتخذ إجراءات موجعة لا بد منها".

وحدث الهجوم رغم الإجراءات الأمنية التي تقرر فرضها في المناطق السياحية بعد محاولات استهدافها بتفجيرات عام 2013، وكذلك على أثر الهجوم على المتحف الوطني في مارس/آذار 2015.

تضامن وتأهب
وأعربت إيطاليا وفرنسا والأردن والنمسا عن تضامنها مع تونس بعد هجوم سوسة، وقال وزير الداخلية الإسباني خورخي فرنانديز دياز إن وزارته رفعت حالة التأهب الأمني عقب الهجمات التي وقعت في الكويت وتونس وفرنسا، دون كشف تفاصيل عن درجة التأهب.

ودعا وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون في بيان بعد الهجمات التي ضربت تونس (والكويت وفرنسا في يوم واحد) أجهزة الأمن الأميركية لأن تكون "يقظة ومستعدة".

كما ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالهجمات، ودعا إلى تطبيق العدالة، مؤكدا أن "هذه الهجمات الشنيعة لن تضعف عزيمة المجتمع الدولي لمحاربة كارثة الإرهاب، بل إنها ستزيد الأمم المتحدة تصميما للمساعدة في هزيمة من عقدوا العزم على القتل والتدمير والقضاء على التنمية البشرية والثقافة".

إجراءات عملية
وعقب الهجوم، قال المجلس الوزاري الاستثنائي في تونس إنه شكل خلية اتصال دائمة مع الحكومة لمتابعة تنفيذ الإجراءات العاجلة التي أعلنها رئيس الحكومة الحبيب الصيد.

ومن تلك الإجراءات الاستثنائية،  استدعاء الجيش الاحتياطي وإغلاق عدد من المساجد بحجة خروجها عن سيطرة الحكومة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات حكومية ضد أحزاب وجمعيات وصفت بأنها مخالفة للقانون.

وشهدت سوسة نفسها في أكتوبر/تشرين الأول 2013 محاولة لاستهداف السياح حيث قتل شخص كان يحمل حزاما ناسفا، وتم إحباط مخطط لتنفيذ هجوم آخر في مدينة المنستير القريبة.

وكان متحف باردو القريب من مبنى البرلمان التونسي، قد شهد هجوما مماثلا في 18 مارس/آذار 2015 أوقع 23 قتيلا ونحو 50 جريحا معظمهم من السياح. وبحسب بعض التقارير، فإن المهاجمين ينتميان إلى كتيبة تابعة إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وقد أعلنت السلطات وقتها أن من بين القتلى أيضا منفذي الهجوم، في وقت لم يستبعد رئيس الحكومة الحبيب الصيد في تصريح صحفي بعيد الحادث أن يكون حوالي ثلاثة أشخاص قد ساهموا في دعم المعتدييْن. وينحدر الضحايا من دول أوروبية من بينها بولونيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات