متحف باردو

متحف باردو
يضم المتحف عشرات من لوحات الفسيفساء تعبر عن نمط العيش في فترات تاريخية مختلفة (الجزيرة نت)
متحف تونسي يضم لوحات من الفسيفساء تغطي مساحة تعادل خمسة آلاف متر مربع، كان قصرا لحريم العائلة الحسينية، وحمل اسم المتحف العلوي نسبة إلى علي باي، وبعد استقلال تونس عن فرنسا غُيّر اسمه. وفي سنة 2015 شهد هجوما داميا أودى بحياة العشرات، معظمهم سياح.

الموقع
لا يكتسب متحف باردو الواقع في العاصمة التونسية قيمته الفنية مما يعرضه من قطع وكنوز أثرية فقط، بل كذلك من جمال مكانه الذي بني في عهد الدولة الحسينية (1705-1957)، كما أنه يحتوي أكبر مجموعة من لوحات الفسيفساء في العالم تعد دليلا على حقب تاريخية طويلة ومختلفة عاشتها تونس.

يقع المتحف في ضاحية تونس العاصمة (أربعة كيلومترات عن قلب المدينة)، وكان في الماضي مقرا لبايات العهد الحسيني، ثم أصبح متحفا ومقرا للبرلمان التونسي.

التاريخ
قال مدير المتحف طاهر بن غالية للجزيرة نت: إن المتحف شيّد في البداية ليكون قصرا لحريم العائلة الحسينية، وأشار إلى أن هذا القصر الذي يسمى بالقصر الصغير شيد في عهد الحسين بن علي باي، بنمط معماري تونسي أندلسي.

وأضاف أن هذا المتحف كان يسمى المتحف العلوي نسبة لعلي باي الّذي تولّى الحكم في تونس من 1882 إلى 1902، موضحا أنه كان من المقرر أن يكون هذا المتحف في منطقة القصبة قبالة مقر الحكومة الحالية، إلا أن المجموعات الأثرية الكبيرة حالت دون ذلك.

وأوضح أن المتحف العلوي كان متحفا مهما للتراث التونسي، حيث ضم عددا من الاكتشافات الأثرية والوثائق التاريخية النادرة ذات الشهرة العالمية.

ويمكن لزائر المتحف أن يطلع على أجزاء مهمة من الحضارة التونسية، في فترات ما قبل التاريخ، والفترة البربرية اللوبية، والفينيقية البونية، والرومانية القديمة، والبيزنطية، والوندالية المسيحية، والعربية الإسلامية.

اكتشافات
وأضاف بن غالية أن الاكتشافات ظلت متواصلة، وأدت إلى إيجاد مجموعات أثرية مهمة، بعضها تم عرضه آنذاك والبعض الآخر حفظ في المخازن، لافتا إلى أن اسم المتحف تغير بعد استقلال الدولة التونسية في 1956.

وبمرور السنوات وتعدد الاكتشافات الأثرية أصبح المتحف أكثر ثراء وتنوعا، خاصة أنه يضم أكبر عدد من لوحات الفسيفساء في العالم.

وبحسب بن غالية فإن متحف باردو يضم "أكبر مجموعة فسيفساء في العالم من حيث العدد والقيمة"، وأشار إلى أن هذه اللوحات تعد أحسن وسيلة لمعرفة الإطار التاريخي والاجتماعي الذي عاشته تونس في العهد الروماني، منذ سقوط قرطاج إلى دخول العرب في القرن السابع الميلادي.

وذكر أن هذا المخزون الكبير من لوحات الفسيفساء ناجم عن كون مخزون العمران كان كبيرا والمعالم كثيرة، والأفارقة (سكان أفريقية التي كانت تشمل أساسا تونس والشرق الجزائري والغرب الليبي) كانوا بارعين في تصميم لوحات هذا الفن.

وقال بن غالية -في سياق تصريحه للجزيرة نت- إن لوحات الفسيفساء تضم صورا ومشاهد، تعبر عن الأيديولوجيا والتفكير في ذلك العصر، فضلا عن تجسيدها لطريقة العيش في تلك الحقبة التاريخية.

وأضاف أن هذه اللوحات تغطي مساحة تعادل خمسة آلاف متر مربع، مقسمة على آلاف اللوحات.

لوحة سوسة
ومن أكبر هذه اللوحات لوحة سوسة التي تبلغ مساحتها 130 مترا مربعا، وتزن أربعة أطنان. ويقول بن غالية إن هذه اللوحة اكتشفت في سوسة، وفيها تجسيد للبحر و"لإله البحر نبتون"، مشيرا إلى "أن نبتون كان الإله الحامي للمدينة في تلك الفترة"، حسب المعتقدات الأسطورية وقتها.

يذكر أن كل ما اكتشف منذ ثمانين سنة تم حفظه في متحف باردو، الذي يضم عددا من تماثيل الآلهة والأقنعة التي أبدع الرومان صنعها، كما يضم المتحف عددا من النقوش والقطع الخاصة بالحضارة العربية الإسلامية، والتي تجسد في معظمها ثراء الحضارة التونسية.

معلومات أخرى
شهد المتحف يوم الأربعاء 18 مارس/آذار 2015 هجوما داميا تسبب في مقتل نحو 23 شخصا، جلهم من السياح، وجرح حوالي خمسين شخصا.

وقد أعلنت الداخلية أن ما يعرف بكتيبة عقبة بن نافع التي تتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هي المسؤولة عن الهجوم.

المصدر : الجزيرة