"طوفان الأقصى".. أكبر هجوم للمقاومة الفلسطينية على إسرائيل

"طوفان الأقصى" عملية شنتها المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على إسرائيل فجر يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشملت هجوما بريا وبحريا وجويا وتسللا للمقاومين إلى عدة مستوطنات في غلاف غزة.

وأعلن عن العملية محمد الضيف، قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واعتُبرت أكبر هجوم على إسرائيل منذ عقود.

تسلل خلف الحدود

وتسلل المقاومون الفلسطينيون إلى مستوطنات غلاف غزة عبر السياج الحدودي وعبر وحدات الضفادع البشرية من البحر، إضافة إلى مظليين من فوج "الصقر" التابع لكتائب القسام.

وقال الضيف، في رسالة صوتية مسجلة فجر يوم السبت الموافق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 "نعلن بدء عملية طوفان الأقصى بضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو. وأضاف أن هذه الضربة الأولى تجاوزت 5 آلاف صاروخ وقذيفة خلال أول 20 دقيقة من العملية.

واعتبر الضيف أن "اليوم هو يوم المعركة الكبرى لإنهاء الاحتلال الأخير على سطح الأرض"، ودعا الفلسطينيين في الضفة الغربية وأراضي 48 للانضمام إلى هذه الحرب بكل ما يملكون من أسلحة نارية وأسلحة بيضاء، وبالاحتجاجات والاعتصامات.

كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى الدعم بالمظاهرات والاعتصامات، وكل أشكال الضغط الشعبي.

وبدوره قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إن "مجاهدي قطاع غزة بدؤوا عملية واسعة بهدف الدفاع عن المسجد الأقصى وتحرير الأسرى"، مؤكدا أن المعركة هي "تتبير للاحتلال الإسرائيلي، وقد جاءت للرد على جرائمه المستمرة".

ودعا العاروري في كلمة له الضفة الغربية إلى المشاركة في المعركة بفتح اشتباك مع المستوطنات، معتبرا أن الضفة "هي كلمة الفصل في هذه المعركة".

ويحمل الاسم الذي اختارته المقاومة الفلسطينية للعملية "طوفان الأقصى" دلالة الرد على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في مدينة القدس.

Palestinian militants ride an Israeli military vehicle that was seized by gunmen who infiltrated areas of southern Israel, in the northern Gaza Strip October 7, 2023. REUTERS/Ahmed Zakot
مقاومون فلسطينيون سيطروا على عربة عسكرية إسرائيلية قرب غزة أثناء عملية "طوفان الأقصى" (رويترز)

حالة حرب

وقال الجيش الإسرائيلي عقب العملية إنه "في حالة حرب"، وسُمع دوي صفارات الإنذار في جنوب إسرائيل ووسطها ومدينة القدس، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع معارك بالأسلحة النارية بين مجموعات من المقاومين الفلسطينيين وقوات الأمن في بلدات بجنوب إسرائيل.

وتحدث الجيش الإسرائيلي عن "عملية مزدوجة" قامت بها المقاومة الفلسطينية تشمل إطلاق صواريخ و"تسللا". وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن حماس تشن "حربا على دولة إسرائيل".

ومن جهته قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في بيان إن "دولة إسرائيل تمر بوقت عصيب"، في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور "نحن في حرب وسوف ننتصر".

وأسفرت العملية خلال ساعاتها الأولى عن مقتل مئات الإسرائيليين بين جنود ومستوطنين، وأسر وفقدان أكثر من 100، بعضهم جنود، وأدت إلى إغلاق المطارات المحلية وسط وجنوب إسرائيل أمام الاستخدام التجاري، وألغيت عشرات الرحلات الجوية إلى تل أبيب بمطار بن غوريون.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عدد القتلى الإسرائيليين وصل إلى 1538 خلال الشهرين الأوليين من بداية المعركة، في حين تجاوز عدد الجرحى 5 آلاف. وقال أبو عبيدة إن عدد الأسرى لدى كتائب القسام بين 200 إلى 250، وأضاف أن 50 أسيرا فقدوا حياتهم جراء القصف الإسرائيلي. ويوم 31 يناير/كانون الثاني 2024 ارتفعت حصيلة القتلى من الجنود الإسرائيليين إلى 223 قتيلا حسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأعلنت القسام مقتل قائد كتيبة الاتصالات في الجيش الإسرائيلي. في حين كشفت صحيفة جيروزاليم بوست أن 750 إسرائيليا في عداد المفقودين، كما أكد المفوض العام للشرطة الإسرائيلية فقدان عدد من أفراد الشرطة وانقطاع الاتصال بهم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتقاء أكثر من 27 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 66 ألف فلسطيني في القصف الإسرائيلي، 70% منهم من الأطفال والنساء. وأشارت إلى وجود أكثر من 8 آلاف في عداد المفقودين تحت الركام وفي الطرقات، حيث تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي وصول طواقم الإساف إليهم.

واستشهد 281 من الكوادر الصحية، وألحقت الغارات الإسرائيلية المتواصلة دمارا واسعا بالمباني السكنية والمرافق الحيوية ودمرت 56 سيارة إسعاف، ، كما دمر 56 مؤسسة صحية وأخرج 26 مستشفى و46 مركزا للرعاية الأولية عن العمل.

وبلغ عدد النازحين قسرا في القطاع منذ بدء العدوان، نحو 1.9 مليون نازح، بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، يمثلون أكثر من 80% من تعداد سكان القطاع.

سيطرة على مستوطنات

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن مقاومين استولوا على مركز الشرطة في سديروت. في حين أعلنت مصادر إسرائيلية أخرى أن 3 مستوطنات في غلاف غزة وقعت تحت سيطرة المقاومة الفلسطينية.

واقتحمت المقاومة في الساعات الأولى عدة نقاط حول القطاع وداخل الغلاف من بينها زيكيم وسديروت ومنيفوت وكيسوفيم ودير البلح وخانيونس وأشكول ورفح، فيما استهدفت مناطق أبعد قصفا بالصواريخ في تل أبيب واللد والقدس وأسدود وعسقلان وسديروت وبئر السبع.

وتداول ناشطون فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للاستيلاء على مركبات إسرائيلية في بعض المناطق على الحدود مع القطاع عقب انتهاء الاشتباكات فيها.

وفي السياق ذاته، أغلقت إسرائيل معبر "الكرامة"، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، إضافة إلى إغلاقها جميع الحواجز العسكرية المحيطة بمدينة القدس.

كما أغلقت قوات الاحتلال حواجز قلنديا ومخيم شعفاط وبيت إكسا والزعيّم (المحيطة بالقدس)، ومنعت التنقل من القدس وإليها بشكل كامل.

القوات الإسرائيلية تقصف برجا في مدينة غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (رويترز)

رد إسرائيلي

وردا على عملية "طوفان الأقصى"، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية "السيوف الحديدية"، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع. في حين دوت صافرات الإنذار في المستوطنات المحيطة بغلاف غزة. وأعلن الجيش الإسرائيلي إجلاء لكامل سكان الغلاف.

وأعلنت القسام سيطرتها على قاعدة رعيم العسكرية مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، وقالت إن مارتن كوزميتزاك، وهو قائد سرية في مديرية تنسيق عمليات فرض القانون، قد قتل في العملية.

وأعلن حزب الله اللبناني استهدافه 3 مواقع للاحتلال الإسرائيلي في منطقة مزارع شبعا اللبنانية، بعد أن شرع الجيش الإسرائيلي في قصف أهداف بجنوب لبنان.

وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على أهداف في مخيم البريج وسط قطاع غزة صباح اليوم التالي من المعركة. واستهدفت منازل قيادات حماس في غزة، وقال سلاح البحرية إنه قضى على 5 مسلحين فلسطينيين تسللوا إلى منطقة زيكيم على الحدود الشمالية مع قطاع غزة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العمليات والاشتباكات توزعت على 8 مواقع بمحيط قطاع غزة، منها معبر بيت حانون (إيريز) وكفار عزة وقاعدة زيكيم العسكرية ومستوطنات ناحل عوز وبئيري وماغن وقاعدة رعيم العسكرية.

المصدر : الجزيرة + وكالات