مؤتمر بقطر يستشرف مستقبل اقتصاد الشرق الأوسط

مؤتمر بقطر لاستشراف مستقبل اقتصاد منطقة الشرق الأوسط (الحضور الرسمي أثناء افتتاح المؤتمر
مؤتمر إثراء المستقبل شهد مشاركة ممثلين عن 74 دولة (الجزيرة)

محمد ازوين-الدوحة

انطلقت في العاصمة القطرية صباح اليوم الأحد أعمال الدورة الـ12 من مؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط بحضور وزراء الاقتصاد والمالية والطاقة القطريين وعدد كبير من الخبراء يمثلون 74 دولة، وسط تحذيرات من التأثيرات السلبية لسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب على المنطقة.

وعبر المشاركون عن مخاوفهم على اقتصاد المنطقة نتيجة عوامل كثيرة، أهمها الأزمات المتلاحقة، وعدم جدية المجتمع الدولي في حل تلك الأزمات، بالإضافة إلى سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي تسببت في شرخ كبير بالعلاقات الدولية، خصوصا بين الولايات المتحدة وكل من أوروبا ودول الشرق الأوسط.

ترسيخ الحوار
وفي كلمته بافتتاح المؤتمر قال وزير المالية القطري علي شريف العمادي إن انعقاد هذا المؤتمر بصورة منتظمة منذ دورته الأولى عام 2006 يجسد القناعة والرؤية الثاقبة لدولة قطر بأهمية وضرورة ترسيخ الحوار الهادئ والبناء وسعيها الدؤوب إلى إيجاد حلول للمشكلات والتحديات التي تواجه دول المنطقة.

وأضاف العمادي أن المؤتمر اليوم يأتي في ظل ما يشهده العالم من تحديات اقتصادية وسياسية وأمنية تحمل في ثناياها مخاطر كثيرة تهدد النظام والأمن العالميين، مشيرا إلى أن التطورات المتلاحقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تستدعي التعامل معها بأسلوب يحترم مبادئ الشرعية الدولية بمفهومها الحقيقي.

وقال وزير المالية القطري إن الاستقرار والنمو الاقتصادي لدول منطقة الشرق الأوسط وكافة الدول الأخرى يرتبط بتحقيق الاستقرار السياسي.

وأضاف أن التحديات الأمنية في المنطقة ما زالت تمثل عائقا كبيرا أمام إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية وتحقيق التنمية المستدامة.

‪العمادي: التحديات الأمنية بالمنطقة ما زالت تمثل عائقا كبيرا أمام الإصلاحات السياسية الاقتصادية‬ (الجزيرة)
‪العمادي: التحديات الأمنية بالمنطقة ما زالت تمثل عائقا كبيرا أمام الإصلاحات السياسية الاقتصادية‬ (الجزيرة)

وأكد العمادي أن تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي -خصوصا في الدول النامية والأقل نموا- يتطلب من المجتمع الدولي وضع صيغ متجددة وفعالة للتعاون المثمر بين الدول والاستمرار في مساندة جهود هذه الدول لبلوغ أهدافها في التنمية الاقتصادية من خلال الوفاء بالالتزامات الدولية بشأن المساعدات الإنمائية بكافة أشكالها.

رئيس كارثي
وفي الجلسة الأولى للمؤتمر التي كانت بعنوان "الرئيس ترمب في الشرق الأوسط.. نظرة تقويمية" ركز المتدخلون على آثار سياسات الرئيس الأميركي ترمب على الاقتصاد العالمي ومنطقة الشرق الأوسط خصوصا.

وحذر مدير مركز تنمية الشرق الأوسط "سي إم إي دي" البروفيسور ستيفن سبيغل -وهو رئيس الجلسة- من نزعة تجاهل ترمب لمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن اقتصادها يرتبط بشكل وثيق باقتصاد الولايات المتحدة، ولديه تأثير هائل على الاقتصاد العالمي.

وشدد على ضرورة التركيز على حل أزمات المنطقة حتى لا تقع كوارث على الاقتصاد العالمي.

وعبر جاي فوتيك -وهو ممثل مبادرة السياسات العالمية- عن قلقه على الاقتصاد العالمي نتيجة لسياسات ترمب التي وصفها بالمتهورة، خصوصا أنه يحاول قلب الطاولة على الشركاء التاريخيين للولايات المتحدة.

وأضاف أن ترمب لم يبد اهتماما بمنطقة الشرق الأوسط بقدر ما يهتم بشرق آسيا -خصوصا الصين– نظرا لهوسه بالدول الكبيرة، وانتقد تسبب الرئيس ترمب في الخلافات العميقة بين أميركا وأوروبا، وأميركا وبعض بلدان الشرق الأوسط.

وأشار فوتيك إلى المواقف الدبلوماسية السلبية للرئيس الأميركي على بعض أزمات المنطقة والتي انعكست سلبا على الاقتصاد العالمي، خصوصا منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر رافدا للاقتصاد الدولي عموما، والغربي خصوصا.

وتساءل ريك سمتكن -من مؤسسة كومكاست- عن الطريقة التي استطاع بها ترمب الحصول على أموال السعوديين أثناء زيارته لها قبل أشهر، حيث بدا وكأن السعودية هي الدولة الوحيدة التي وجد ترمب نفسه فيها محبوبا.

‪السادة: نهضة قطر الاقتصادية ستحل الكثير من الأزمات الاقتصادية في المنطقة‬  السادة: نهضة قطر الاقتصادية ستحل الكثير من الأزمات الاقتصادية في المنطقة (الجزيرة)
‪السادة: نهضة قطر الاقتصادية ستحل الكثير من الأزمات الاقتصادية في المنطقة‬  السادة: نهضة قطر الاقتصادية ستحل الكثير من الأزمات الاقتصادية في المنطقة (الجزيرة)

توازن
وعلى هامش المؤتمر قال وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة إن أنظار الاقتصاديين العالميين تتجه اليوم إلى دولة قطر نظرا لانعقاد هذا المؤتمر في الدوحة.

ولفت السادة إلى أن نهضة قطر الاقتصادية ستحل الكثير من الأزمات الاقتصادية في المنطقة، خصوصا أن دولة قطر تسعى من وراء هذه المؤتمرات إلى التعريف بالإمكانيات الاقتصادية للشرق الأوسط.

ولدى سؤاله عن سوق النفط حاليا أكد وزير الطاقة القطري أن الإجراءات التي اتخذتها دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) والمنتجين من خارج المنظمة من جهة خفض الإنتاج أدت إلى نزول المخزون النفطي بشكل واضح، مما جعل العرض والطلب بالسوق في حالة شبه توازن.

وأشار إلى أن المنظمة تنتظر ما سيفرزه الاجتماع المقبل في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي الذي ستكتشف من خلاله أوبك حالة السوق والأسعار بشكل رسمي.

المصدر : الجزيرة