بيل كلينتون

undefinedشهدت السنوات الثماني التي قضاها الرئيس الأميركي بيل كلينتون في البيت الأبيض أحداثا مهمة، منها توقيع اتفاق أوسلو عام 1993 الذي قامت بموجبه السلطة الوطنية الفلسطينية وتوقف الصراع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، ووقعت معاهدة وادي عربة للسلام بين الأردن وإسرائيل. وكان كلينتون يتابع شخصياً تطورات الموقف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وحضر مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد لإدانة العمل العسكري الذي تقوم به المقاومة الفلسطينية المعارضة للمنظمة واتفاق أوسلو، ورعى مؤتمر واي ريفر عام 1998 ومؤتمر كامب ديفد عام 2000.

ولد وليام جيفرسون بلايث -وهو الاسم الحقيقي لكلينتون- في 19 أغسطس/آب 1946 بولاية أركانساس بعد ثلاثة أشهر من وفاة والده في حادث مروري. ومنحته والدته "ود روجر" اسم عائلتها "كلينتون" حينما ألحقته بالمدرسة الابتدائية وهو في الرابعة من عمره.

حصل كلينتون على درجة البكالوريوس في العلاقات الخارجية من جامعة جورج تاون عام 1968، وحصل على منحة للدراسة في جامعة أكسفورد، والتحق بجامعة ييل لدراسة القانون عام 1973، ثم اشتغل بتدريس القانون في جامعة أركانساس.

ترشح لانتخابات مجلس ولاية أركانساس عام 1974 ففشل.
وفي العام التالي تزوج هيلاري رودهام زميلته في دراسة القانون بجامعة ييل وأنجب منها ابنته تشيلسي عام 1980.

وانتخب كلينتون نائباً عن ولاية أركانساس عام 1976، ثم حاكماً عاماً للولاية عام 1978 لفترة واحدة حيث فشل في الفترة الثانية. ثم عاد ورشح نفسه مرة ثانية بعد ذلك بأربع سنوات ونجح هذه المرة واستمر حاكماً للولاية حتى عام 1992، وفي العام نفسه خاض الانتخابات الرئاسية ضد المرشح الجمهوري جورج بوش وفاز فيها ليصبح الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة.

وحقق كلينتون نجاحات ملحوظة على المستوى الداخلي، خاصة فيما يتعلق بزيادة فرص العمل وتخفيض معدلات البطالة، ووضع خطة قومية جديدة للرعاية الصحية، وبرنامج قومي للحد من العنف والجريمة.

ورغم فضيحة التحرش الجنسي التي لحقت بسمعته وكانت بطلتها موظفة البيت الأبيض مونيكا لوينسكي، فإنه استطاع أن يجتاز تلك الأزمة سريعاً، وكان للنصائح النفسية التي وجهها إليه صديقه نيلسون مانديلا دور رئيسي في ذلك، فقد قال له: إن الطريقة الوحيدة التي تمكن هذه الأمور من القضاء عليك هي أن تسمح لها بأن تقضي عليك. ثم نصحه بأن يحتفظ باتزانه النفسي والعقلي إزاء تلك القضية، وقص عليه تجربته في سجون جنوب إفريقيا وكيف أن سجانيه رغم تعذيبهم له لم يقدروا أن يأخذوا منه قلبه ولا عقله.

وعلى المستوى الخارجي كانت أحداث العراق والبوسنة وكوسوفو ومسيرة التسوية السلمية في الشرق الأوسط إضافة إلى تحسين العلاقات مع الصين والمكسيك وكوبا من أهم القضايا الخارجية التي شهدتها السنوات الثماني التي قضاها في البيت الأبيض.

وبالنسبة لعلاقة كلينتون بالقضية الفلسطينية، فسيظل اسمه دائماً مرتبطاً بالعديد من الاتفاقيات المهمة التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل وأهمها اتفاقية أوسلو التي حصلت المنظمة بمقتضاها على حكم ذاتي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وأسفرت عن تكوين سلطة وطنية فلسطينية. ثم تلتها اتفاقيتا واي ريفر وشرم الشيخ.

وقبل مغادرته البيت الأبيض بأيام قليلة قدم كلينتون اقتراحات لتسوية القضية الفلسطينية على أساس إعطاء السيادة للفلسطينيين على القدس مقابل التنازل عن حق العودة للاجئين.

ويغادر كلينتون البيت الأبيض وهو يحظى بشعبية تبلغ 76% متفوقاً بذلك على كل الرؤساء الذين حكموا الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية والذين عادة ما تقل شعبيتهم في السنة الأخيرة لحكمهم. يقول كلينتون وهو يغادر البيت الأبيض "سوف أغادر البيت الأبيض وأنا أكثر واقعية مما كنت عليه عندما دخلته".
_______________
المصادر:
1- مجلة كتب ووجهات نظر – عدد يناير/كانون الثاني 2001.
2- مجلة نيوزويك – الطبعة العربية – عدد يونيو/حزيران 2000 – ميراث زعيم عربي – ص 10 : 14
3– موقع البيت الأبيض الأميركي.

المصدر : غير معروف