لقاء اليوم

الغنوشي: ندعم حكومة الوحدة ولم نتخل عن الإسلام

استضاف برنامج “لقاء اليوم” رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الذي تحدث عن آخر المستجدات السياسية التونسية، ورؤية الحركة لحكومة الوحدة الوطنية التي دعا لها الرئيس الباجي قايد السبسي.

أعلن رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي تأييده لدعوة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعزا ذلك إلى حاجة البلاد لإصلاحات حقيقية تنقذها من الأزمة الاقتصادية الحادة.

وأضاف في حوار معه بحلقة (12/6/2016) من برنامج "لقاء اليوم" أن البلاد بحاجة لإحداث تغييرات جذرية في السياسات الكبرى من أجل الاستجابة للمطالب الاجتماعية والتنموية وتوفير فرص عمل وإنقاذ العملة الوطنية.

ورأى أن حكومة الحبيب الصيد حققت نجاحات في الجانب الأمني، ولكن المشكلات التي تواجه البلاد كبيرة، والإنجازات محدودة بالقياس إلى حاجة البلاد.

وردا على سؤال بشأن المسؤول عن تردي الأوضاع الاقتصادية حمل الغنوشي الحكومة جزءا من المسؤولية، لكنه حمل ما أسماها الأطراف السياسية والاجتماعية المسؤولية أيضا في ظل تدهور ثقافة العمل وتصاعد الاحتجاجات وتأخر الإنتاج والمطالبة بالحقوق دون أداء للواجبات.

وشدد على أن حركة النهضة تريد حكومة وحدة وطنية تضم القوى السياسية وليست حكومة تكنوقراط، لأن الديمقراطية هي حكم الأحزاب والاعتماد على حكومة تكنوقراط حكم على العملية السياسية بالفشل.

وتوقع الغنوشي أن تعزز حكومة التوافق تحالف النهضة مع حركة نداء تونس، نافيا أن يكون هذا التحالف مع فلول نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي أو يكون وراء التراجع عن مكافحة الفساد في البلاد.

مستقبل النهضة
وعن قرار حركة النهضة فصل السياسي عن الدعوي قال الغنوشي "نحن نعتز بالإسلام، وبلا شك لسنا وحدنا المسلمين في البلاد، ونحن نعمل في دستور تنص مادته رقم (1) على أن الإسلام هو المحدد الرئيسي لطبيعة الدولة، وعندما نتحدث عن فصل السياسي عن الدعوي نتحرك داخل دائرة الإسلام الواسع وننتقل من مرحلة الشمولية إلى التخصص وليس من الإسلام للعلمانية".

وأكد أن الحركة تنتقل من مرحلة الإسلام الاحتجاجي إلى الإسلام التنموي، وهذا أمر طبيعي في المجتمعات الديمقراطية الحديثة التي تقوم على التخصص، معتبرا أن هذا التمايز هو طبيعي ومرحلة من مراحل تطور المجتمعات حتى في بداية الإسلام كان الرسول القائد والقاضي وإمام الصلاة وقائد الجيش، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم توزعت وظائفه بين الصحابة.

وتابع "شمولية المشروع الإسلامي لا تعني شمولية التنظيم، وكثيرا ما أضرت الأحزاب الإسلامية الشمولية بالإسلام نفسه، فبمجرد أن يدخل المشروع الإسلامي في صراع مع الدولة يتضرر المسجد والجمعية الخيرية".

وفيما يتعلق بالخلافات التي شهدها مؤتمر الحركة بسبب فصل العمل الدعوي عن السياسي أوضح الغنوشي أن النهضة حركة ديمقراطية تتعايش فيها أفكار مختلفة ضمن شمولية الإسلام، والاختلاف ليس جديدا داخلها، ولكن الجميع ملتزم بقرارات المؤتمر العام.