صورة عامة - لقاء اليوم
لقاء اليوم

بيل غورتني.. الوجود العسكري الأميركي في المنطقة

يستضيف البرنامج قائد الأسطول الأميركي الخامس في الخليج الأدميرال بيل غورتني ليحدثنا عن الدور الذي تلعبه قيادة الأسطول الأميركي الخامس في المنطقة.

– دور الأسطول في الخليج وإستراتيجية عمله
– أهداف الوجود العسكري الأميركي في المنطقة

دور الأسطول في الخليج وإستراتيجية عمله


غسان أبو حسين
غسان أبو حسين
بيل غورتني
بيل غورتني

غسان أبو حسين: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج لقاء اليوم، ضيفنا في هذه الحلقة نائب الأدميرال بيل غورتني قائد الأسطول الأميركي الخامس في الخليج، أهلا وسهلا بكم. لنبدأ من الدور الذي تلعبه قيادة الأسطول الأميركي الخامس في المنطقة، ترى ما طبيعة هذا الدور الذي تلعبه في المنطقة وما هي الدول التي تأتي ضمن اختصاصكم؟


بيل غورتني: في الحقيقة أنا على رأس ثلاث قيادات، الأسطول الخامس وهو القيادة البحرية والقيادة الوسطى للقوات البحرية التي تعمل تحت قيادة الجنرال ديفد باتريوس إضافة إلى أنني قائد القوات البحرية المشتركة وهي تحالف يضم عددا من الدول التي تشارك بقوات بحرية من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة، دورنا يتمثل في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة والتأكد من أن خطوط الاتصال البحري تعمل وضمان تدفق شحنات النفط والغاز الطبيعي بحرية إضافة إلى تدفق الموارد الأخرى.


غسان أبو حسين: إذاً، إذا كانت حكومة مملكة البحرين قد قدمت لكم هذا الموقع ترى ما الذي تقدمونه أنتم من طرفكم لمملكة البحرين؟


بيل غورتني: نحن ممتنون ومحظوظون أن مملكة البحرين وفرت لنا الأرض التي نقيم عليها المنشآت والمرافق التي نستخدمها ونتيجة لذلك فكلانا يستفيد من تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة بفضل هذا.


غسان أبو حسين: ولكن سيدي ألا تظن أن الوجود الأميركي، الوجود العسكري الأميركي في المنطقة كما يرى الكثيرون هو لحماية المصالح الغربية من النفط والغاز؟


نحن هنا من أجل المساعدة على حفظ أمن المنطقة واستقرارها وهذا مهم لجميع الدول التي تعتمد على الموارد الطبيعية

بيل غورتني: كلا، نحن هنا من أجل المساعدة على حفظ أمن المنطقة واستقرارها وهذا مهم لجميع الدول التي تعتمد على الموارد الطبيعية مهم للدول المنتجة للموارد الطبيعية لأن هذا يمكنها من إيصال هذه الموارد إلى الأسواق الخارجية كما يمكنها من استقبال السلع المستوردة لذلك فالمنفعة غير مقصورة على الغرب هذه حاجة دولية لحماية أمن المنطقة واستقرارها.


غسان أبو حسين: حينما تم تعيينكم في هذا الموقع كقائد للأسطول الأميركي الخامس قلتم بأن تعيينكم لا يمثل رسالة لإيران، إذا كان الأمر كذلك ترى ما هي الرسالة التي تقدمونها أو ترسلونها لإيران؟


بيل غورتني: نحن هنا لضمان الأمن والاستقرار ولضمان بقاء المياه الدولية مفتوحة أمام جميع الدول التي تستخدم هذه المياه وأمام جميع الدول التي ترتبط مياهها الإقليمية بهذه المياه الدولية، هذا هو الهدف الوحيد لوجودنا هنا، آمل أن يفهموا هذه الرسالة، لسنا هنا من أجل شن الحروب وجودنا هنا في واقع الحال يرمي إلى منع نشوب أي حروب.


غسان أبو حسين: منذ التوتر الأخير الذي حدث بينكم وبين البحرية الإيرانية في يناير الماضي هل يوجد أو هل حدث حتى الآن أي توتر جديد؟


بيل غورتني: لم نشاهد أي تكرار لأنشطة الحرس الثوري الإيراني منذ مطلع يناير العام الماضي، السلوك العدواني وغير المنضبط الذي صدر عن الحرس الثوري الإيراني في السادس من يناير العام الماضي لم يتكرر منذ ذلك الحين.


غسان أبو حسين: ولكن هل تتوقع حدوث أي توتر جديد؟


بيل غورتني: حسنا، نحن ندرب ضباطنا على ضرورة التمييز الدقيق بين التخويف والنوايا المعادية، النويا العدائية مرتبطة بإحساسنا بوجود هجوم يستهدفنا ووفقا لقواعد الاشتباك الخاصة بنا يجب ألا ننتظر حتى نتلقى الضربة الأولى، ولهذا نقوم بتعليم ضباطنا قدر المستطاع أن يفرقوا بين محاولة تخويفهم ومحاولة طرف ما إيقاع الأذى والضرر بهم وبسفنهم، نحن نعتمد بدرجة كبيرة على الانضباط وضبط النفس من خلال التعليم والتدريب على كيفية نشوب أعمال عدائية.


غسان أبو حسين: طيب، إذا ما حدث هنالك من توتر ترى ما هي ردة فعلكم؟


بيل غورتني: نحن نريد الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة ونريد أن نفعل ما بوسعنا للتأكد من أننا لا نسهم في أي أنشطة تخل باستقرار المنطقة ولا أرى أن هذا الهدف سيتغير بعد قدوم إدارة باراك أوباما.


غسان أبو حسين: بظنك كم من الوقت ستبقى قيادة الأسطول الأمريكي الخامس هنا في المنطقة، هل يمكن القول لأعوام أو لعقود؟


بيل غورتني: نحن هنا منذ ستة عقود وسنظل هنا عقودا أخرى.


غسان أبو حسين: وهل بظنك أو هل تعتقد بأن التواجد الأميركي في المنطقة هو في انحسار أم في توسع؟


بيل غورتني: هذا سؤال سياسي لكني أتوقع أن تظل الحاجة إلى القوات البحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة ستظل قائمة دون تغيير.


غسان أبو حسين: سيدي مع صدور القرار 1851 عن مجلس الأمن والخاص بمحاربة القرصنة في الصومال، هل يمكن أن نشهد في القريب العاجل تدخلا أميركيا قد يكون من طرفكم في محاربة القرصنة في خليج عدن؟


بيل غورتني: هذا ما نقوم به نلاحق قراصنة في خليج عدن وعلى طول السواحل الشرقية للصومال، قواتنا البحرية تقوم بذلك إلى جانب القوات البحرية لعدة دول تشارك قواتها البحرية في التصدي للأنشطة البحرية التي تخل باستقرار المنطقة وقد حققنا نتائج جيدة، هذا الجهد المشترك تعزز مؤخرا وهناك المزيد من الإسهامات من أطراف جديدة كالناتو والاتحاد الأوروبي وماليزيا التي أرسلت سفينة وكذلك السعودية التي انضمت مؤخرا، إضافة إلى روسيا والهند التي أرسلت كل منهما سفينة والكل يعمل سوية وبصورة منظمة لمكافحة القرصنة التي تعد بالفعل عملا إجراميا.


غسان أبو حسين: يعني، هل يمكن بشكل محدد، هل يمكن القول بأننا سنشهد أي عمليات في القريب العاجل؟


بيل غورتني: ينقصنا جانب معين، نحن نقوم بهذا العمل من عدة سنوات لدينا ثلاثة خطوط عمليات في إطار القوات البحرية المشتركة، الأول زيادة إسهامات القوات البحرية من جميع أنحاء العالم، الثاني العمل مع شركات النقل البحري كي تتخذ من جانبها المزيد من الإجراءات التي تعزز السرعة والمناورة ومنع القراصنة من إعتلاء أسطح سفنهم وبواخرهم، الثالث العمل مع المجتمع الدولي من أجل تحديد كيفية التعامل مع القراصنة بعد القبض عليهم، أي نكون قادرين على إيجاد عملية قضائية تمكننا من محاكمتهم وفق القانون ومحاسبة من تثبت إدانتهم، لقد حققنا نجاحا في الخطين الأولين هناك 14 دولة تعمل معنا من داخل وخارج التحالف حيث تسهم في الدوريات البحرية ضد القراصنة وكثير من شركات النقل البحري تلتزم بتعليماتنا هناك أيضا تحرك من جانب المجتمع الدولي و الولايات المتحدة جزء من هذا المجتمع الدولي وجزء مهم. في اللحظة التي نتمكن فيها من القبض على القراصنة سنقوم  بتقديمهم للعدالة، حتى اللحظة لم نتمكن من ذلك.


غسان أبو حسين: شكرا. أعزائي المشاهدين فاصل قصير ومن ثم نواصل فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]

أهداف الوجود العسكري الأميركي في المنطقة


غسان أبو حسين: أعزائي المشاهدين أهلا وسهلا بكم من جديد في برنامج لقاء اليوم مع ضيفنا نائب الأدميرال بيل غورتني قائد الأسطول الأميركي الخامس في المنطقة، أهلا وسهلا بكم سيدي.


بيل غورتني: شكرا لاستضافتي.


غسان أبو حسين: ترى لماذا برأيكم تعتقد الولايات المتحدة أن الوجود العسكري لها في المنطقة يمثل داعما للأمن والاستقرار في المنطقة في حين يرى الكثير من العرب أن هذا الوجود يمثل قاعدة للحرب؟


بيل غورتني: إننا نقوم بالحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، أعلم أن الأسطول الخامس موجود في هذه المنطقة منذ ستة عقود وسيبقى هنا لعقود أخرى إن شاء لله، الهدف الوحيد من وجود هذا الأسطول هو حفظ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة ولأننا هنا منذ ستة عقود كان لا بد للدول الأخرى أن تنهض بجزء من مسؤولية حماية هذه المنطقة واستقرارها وأعتقد أن ذلك ساعد في إنجاز هذه المهمة.


غسان أبو حسين: لكن الكثير من الشارع العربي لا يرون بأن الطائرات F18 حين تنطلق من قواعدكم تلقي بهدايا بابا نويل على رؤوس الأطفال أو رؤوس الناس في أفغانستان أو في العراق بل هي تلقي بالقنابل؟


بيل غورتني: نعم، أعتقد بوضوح أننا نعمل على استقرار المنطقة وهدفنا الوحيد حفظ السلام ومنع نشوب صراعات مسلحة وأعتقد أننا نجحنا في هذا المسعى، وجودنا هنا يضمن هذا الاستقرار، هناك دول أخرى انضمت إلينا في إطار القوات البحرية المشتركة وهي الدول التي أرسلت قوات بحرية لحفظ الاستقرار في هذا الجزء الحساس من العالم، مرة ثانية نحن هنا لضمان أمن المنطقة واستقرارها وأعتقد أن البحرية الأميركية قامت بعمل ناجح في سبيل ذلك، وحقيقة الأمر أن هناك دولة واحدة فقط تتبنى خطابا لا يساعد على تحقيق استقرار المنطقة.


غسان أبو حسين: حينما تقول قيادة الأسطول الأميركي الخامس إن عملياتها في المنطقة تهدف إلى إعادة إعمار العراق وتهدف إلى توفير الأمن والاستقرار، الكثير من الناس يرون عكس ذلك يرون أنه بعد خمس سنوات لا زالت الأوضاع متأججة في العراق؟


الأوضاع في العراق تحسنت بصورة كبيرة، هناك استقرار في العراق هناك مستقبل في العراق، العراق يسير في الاتجاه الصحيح

بيل غورتني: الأوضاع في العراق برأينا تحسنت بصورة كبيرة، هناك استقرار في العراق هناك مستقبل في العراق، العراق يسير في الاتجاه الصحيح، صحيح أن هذه الظروف هشة لكننا لا نراها تتراجع إلى الخلف وهذا لا يعني تراجع الحاجة إلى الأسطول الخامس لحفظ الأمن في المياه الإقليمية، سنظل هنا وهذه هي مهمتنا الأساسية.


غسان أبو حسين: ترى ما هي رؤيتك الإستراتيجية كقائد للأسطول الأميركي الخامس في المنطقة إلى ما يحدث في مضيق هرمز؟


بيل غورتني: حسنا، إذا فقد الهدوء أو الاستقرار أو الأمن في هذا المضيق فلن يكون ذلك بسبب الأنشطة التي تقوم بها القوات البحرية المشتركة، مهمتنا الوحيدة هي التأكد من بقاء خطوط الاتصال بمضيق هرمز مفتوحة أمام حركة التجارة الدولية بحرية ودون عوائق.


غسان أبو حسين: وإلى أي مدى يمكن لكم التدخل في هذا الشأن للإبقاء على هذا المضيق مفتوحا؟


بيل غورتني: وجودنا هنا كان ضروريا وعدد القوات التي تعمل لدينا كاف لإنجاز هذه المهمة ومنع اندلاع أعمال عدائية لكن وقوع مثل هذه الأعمال لن يكون بسبب أنشطتنا.


غسان أبو حسين: إلى أي مدى يمكن لقيادة الأسطول الأميركي الخامس بما تمتلكه من مسرح للعمليات أن تدافع عن إسرائيل في ظل أي تهديد من إيران؟


بيل غورتني: إذا لم تصدر إلينا تعليمات من القيادة العليا سنلتزم بتنفيذ المهمة الموكلة إلينا من هذه القيادة لذلك إذا ما كانت هناك أعمال من جانب الولايات المتحدة للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم من أي دولة فإنه يتعين أن تأتي تعليمات وتفويض بذلك من القيادة العليا.


غسان أبو حسين: وهل تتضمن العمليات الجديدة للأسطول الأميركي الخامس مسؤولية إبقاء المنطقة خالية من الأسلحة النووية أو البرامج النووية؟


بيل غورتني: حسنا نعتقد أن إنتاج الأسلحة النووية يخل بالاستقرار في أي مكان في العالم هذا أمر غير صحي لا سيما في هذه المنطقة وأعتقد أن فتح الباب أمام مثل هذه الأنشطة سيخلق سباق تسلح وسيفرز نتائج عكسية ولن تساعد على تعزيز الأمن والاستقرار، ولكننا نعتقد أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية يمثل بديلا مهما لاعتماد العالم على الغاز الطبيعي والنفط ولذلك نعتقد أن تقنين استخدام الطاقة النووية يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام في المنطقة، لكن إنتاج أسلحة نووية في هذا الجزء من العالم يزعزع استقراره.


غسان أبو حسين: ترى ما هو موقفكم لو أن الأوامر التي صدرت لكم من القيادة السياسية حين اتخاذكم أي أعمال عسكرية كانت مبنية على معلومات خاطئة؟


بيل غورتني: إذا صدرت إلينا الأوامر سنقوم بتنفيذها، لن نتحرك إلا بأوامر من القيادة السياسية العليا ولهذا فإذا ما طلبت منا هذه القيادة القيام بعمل ما فما علينا إلا الامتثال.


غسان أبو حسين: شكرا لكم. أعزائي المشاهدين شكرا لكم على حسن متابعتكم لحلقة هذا اليوم من برنامج لقاء اليوم على أمل أن نلقاكم مرة أخرى، من المنامة هذا غسان أبو حسين يحييكم والسلام عليكم.