صورة عامة من برنامج لقاء اليوم موضـــوع الحلقـة رمضان عبد الله شلح
لقاء اليوم

رمضان شلح.. المعضلة الفلسطينية

يستضيف البرنامج الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح ليحدثنا عن واقع ومستقبل المعضلة الفلسطينية الراهنة، فهل هناك تنازع حقيقي للشرعيات على الساحة الفلسطينية؟

– أبعاد وتداعيات الصراع بين فتح وحماس
– دور حركة الجهاد ومستقبل التسوية

 


undefinedحسين عبد الغني
: لقاؤنا اليوم مع الدكتور رمضان عبد الله شلح أمين حركة الجهاد الفلسطينية، في هذا اللقاء هذه القوة التي استقلت عن الطرفين المتنازعين والمتحاربين فأمسكت سلاحها وأمسكت لسانها أيضا فلم تدلي بتصريح هنا أو هناك أو لم تتورط مع هذا الطرف أو ذاك، دكتور رمضان عبد الله أهلا بك هذا الوضع المأساوي الذي تشهده القضية الفلسطينية إلى درجة التضحية بكل نضالات الأجيال العربية والفلسطينية من أجل هذه القضية مَن المسؤول عما وصلنا إليه؟

أبعاد وتداعيات الصراع بين فتح وحماس

رمضان عبد الله شلح – الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية: لا أعتقد أننا اليوم يعني في معرض الحديث عن من المسؤول عما مضى بل نحن نطالب الجميع بأن يتحمل المسؤولية فيما هو آت لأن ما هو آت كبير وقد يتمخض عنه لا سمح الله هو فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية ونتائج أخطر تهدد بضياع القضية الفلسطينية.

حسين عبد الغني: أي سيناريو هو الأقرب إلى رأيك إلى التصديق السيناريو الذي تقول فتح إنه انقلاب من قبل حماس على الشرعية السياسية والدستورية في فلسطين واستيلاء بالقوة على قطاع غزة وتأسيس ربما لإمارة إسلامية أم السيناريو الذي تقوله حماس من إنها استبقت مخططا سياسيا وضعه مساعد انتشار الأمن القومي الأميركي وعسكريا وضعه الجنرال كنيف إيتونال موجود كمنسق أمني أميركي في الأراضي الفلسطينية لتصفية حماس بحلول نهاية الصيف الحالي؟

رمضان عبد الله شلح: يعني نحن لا نستطيع أن نجاري طرفي الصراع في الأوصاف التي يطلقها الجميع الآن والاتهامات المتبادلة لأن هذا لن يسعف مطلقا في الخروج من هذا المأزق الكبير الذي وصلته الساحة الفلسطينية بل يفاقم المأزق ويصب الزيت على النار أكثر مما هو حادث إذا أردنا أن نأخذ لغة الانقلابات فالقضية الفلسطينية للأسف دخلت يعني كحزام الزلازل دخلت حزام من الانقلابات والانقلابات المضادة.

حسين عبد الغني: من قبل فتح وحماس.

رمضان عبد الله شلح: وجدنا في البداية أن الشعب الفلسطيني اختار حماس فسر يومها أن هذا انقلاب خطير في التاريخ الفلسطيني والسياسة الفلسطينية، العالم كله رد على فوز حماس بانقلاب من نوع آخر انقلاب اقتصادي وحصار دبلوماسي لحماس، الآن أبو مازن يقول بأن حماس ردت بانقلاب عسكري أبو مازن رد بانقلاب دستوري وإجراءات جديدة على الأرض ربما تتابع ومتوقع انقلابات أخرى وهكذا نحن لا نريد أن ندخل في هذه المتاهة بل نناشد الجميع يجب أن نتوقف عند ما حدث بمسؤولية وبأمانة كبيرة لأن ما هو قادم لا سمح الله إن لم نتدارك ما حدث أخطر مما هو ماض.

حسين عبد الغني: هل حماس فعلا تؤسس لإمارة إسلامية أو كما يقال حماستان وهل هناك من العناصر السلفية موجودة في حماس بحيث تدفعها لتصبح قوة على غرار القاعدة في المنطقة؟

"
إذا حررت حماس كامل فلسطين فهل من الجريمة أن تقام دولة إسلامية في فلسطين ومن الطبيعي جدا أن تقام دولة يهودية ويصبح التعايش معها أمرا طبيعيا بينما الخوف والقلق من إمارة في قطاع غزة؟
"

رمضان عبد الله شلح: فزاعة الإمارة الإسلامية وحماستان وحماسلان أول من أطلق هذا الكلام هم الإسرائيليون الآن عندما يعني وقع ما وقع وجدت أطراف عديدة فرصة في التقاط بعض الممارسات التي حدثت على الأرض من عناصر حماس ميدانيا لتقول إن هذه الفزاعة لها ترجمة في أرض الواقع لكن أنا متأكد أن القصة ليست قصة إمارة إسلامية، إمارة إسلامية وين؟ في قطاع غزة؟ 1.3 من مساحة فلسطين؟ إمارة إيه التي تؤسس في قطاع غزة؟ يعني ثم هذا الحديث وهذا الضجيج عن الإمارة الإسلامية هل المطلوب أن نغض الطرف عن الدولة اليهودية؟ طيب يعني هب أن حماس حررت كامل فلسطين هل من الجريمة أن تقام دولة إسلامية في فلسطين ومن الطبيعي جدا أن تقام دولة يهودية ويصبح التعايش معها أمر طبيعي لكن الخوف والقلق من إمارة في مترين في قطاع غزة؟ هذه أوههام يجب أن نتخلى عنها ويجب أن يتوقف يعني أصحاب الأقلام ومن يتحدثون عن بث هذا الذي يثير الفزع.

حسين عبد الغني: يجب أيضا على حماس أيضا أن تبدد مخاوف البعض وأسباب قلقله.

رمضان عبد الله شلح: نعم أنا أقول يعني حماس بكثير من الممارسات التي واكبت الحدث أعطت فرصة لمن أطلق فزاعة الإمارة الإسلامية أن الإمارة وصلت ولذلك مسؤولية الإخوان في حماس أن يوضحوا لرأي العام بأن هذا الذي حدث لا يعبر عن جوهر موقف حماس ومشروع حماس نحن نواجه احتلال تحرير أرضنا ومواجهة الاحتلال مقدم على أي اعتبار آخر أي إشارة صدرت ميدانيا في سلوك حماس وعناصر حماس أنا أتوجه بنصيحة إلى الأخوة في حماس أن يعيدوا رسم صورة حماس في ضمير الشعب الفسطيني والأمة وأن يحاولوا تصحيح هذا الخلل والخطأ الكبير الذي وقع.

حسين عبد الغني: ما الذي تفعله حماس أو الذي يجب عليها أن تفعله لتنفي أنها تحولت من حركة تحرر وطني ذات أفق إسلامي إلى أنها أصبحت في نظر البعض حركة أصولية تهدد الاستقرار الداخلي في دول عربية؟

رمضان عبد الله شلح: تاريخيا الشرعية في الساحة الفلسطينية كأي قضية وأي شعب يواجه استعمار واحتلال أجنبي الشرعية هي شرعية النضال والكفاح ضد الاحتلال الأجنبي هكذا بدأت شرعية حماس وهكذا كانت شرعية منظمة التحرير وحركة فتح وكل الفصائل الفلسطينية بعد أوسلو نحن جميعا في الساحة الفلسطينية باستثناء الأخوة في حركة فتح قلنا أوسلو لا يمثل شرعية وأوسلو يمثل الخروج على الثوابت بعد ذلك تم تسويق على أن الشرعية الجديدة في الساحة الفلسطينية التي يتعامل بها العالم ويعترف بها هي شرعية الانتخابات ومؤسسات أوسلو ولكن هذه الشرعية من وجهة نظرنا للأسف منقوصة لماذا؟ لأنه لا يشارك فيها ثلثين الشعب الفلسطيني في الشتات وفي الـ48 لا يشاركوا في الانتخابات.

حسين عبد الغني: يعني هل النصيحة أن تعود حركة حماس حركة مقاومة وأن تكف عما بدا وكأنها تكالب على فتات سلطة ليست على أرض حقيقية وليست على أرض محررة حقيقة؟

رمضان عبد الله شلح: أنا لا أريد هنا يعني أن أملي أو أقول لحماس ما يجب أن تفعله حماس هي التي تقدر مصلحتها وبرنامجها كحركة سياسية ولكن وجهة نظري في الساحة الفلسطينية كيعني رفيق نضال لحماس وكل العالم يعرف أن يعني في النهاية حماس فازت وصعدت بمشروع المقاومة وإذا كان فيه أي إساءة لحماس فيما حدث هي إساءة لنا ولفلسطين وللمقاومة وفيها تهديد للشعب الفلسطيني ولمستقبل القضية الفلسطينية أنا أقول بكل أخوة وبكل إخلاص لإخواني قيادات حماس وأنا ألتقيهم وأتحاور معهم وهم يشعرون مدى حرصنا على هذه المسيرة التي خضناها معا في المقاومة الفلسطينية، هذه السلطة لم تؤسس لا لحماس ولا لفتح هذه السلطة ضمن ظروف دولية وإقليمية معينة صممت بأن الحق الفلسطيني مسموح به بهذا القطر ولها شورط واستحقاقات معينة، النظام السياسي الذي تعبر عنه السلطة لم يصمم لاستيعاب حركة مقاومة لا يستطيع أن يهضمها أتمنى أن يعيد الإخوان في حماس النظر في المشاركة في هذه السلطة الفلسطينية أو أن نجد صيغة يعني النهارده إحنا يعني اليوم أمام مشكلتين المشكلة الأولى كيف نخرج من الأزمة الراهنة لابد من جراحة حقيقية ينزل فيها الطرفان قليلا عن الشجرة أنا لمست أن الإخوان في حماس جاهزين للتفاهم ولديهم استعداد أن يتجاوبوا للوصول إلى حل ولكن أنا..

حسين عبد الغني: بما في ذلك إعادة الوضع إلى ما كان عليه في غزة؟

رمضان عبد الله شلح: أنا لا أعتقد أن هذه التفاصيل يعني تشكل عقبة القضية هي كيف يمكن أن نحقق نوع من التوافق والشراكة الفلسطينية لحماية هذا المشروع الوطني مما هو قادم من فصل ولكن أنا أرى في المقابل أخونا أبو مازن بدأ يصعد الشجرة من جديد ويقدم مبررات لكل مَن كان يتهم بأن هذا مشروع أميركي، اليوم أميركا ليست هي الحل إسرائيل ليست هي الحل حكومة الطوارئ ليست هي الحل إعادة بناء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وترك غزة ليس هذا هو الحل إحياء أوسلو تحت عنوان الضفة أولا وغزة ماتت وغرقت في الإمارة الظلامية الانقلابية كما يقولون هذا كله لا يمثل حل هذا تجديد للأزمة وتعميق للمأزق أنا أناشد الأخ أبو مازن وأنا صدمت بالأمانة عندما سمعته يتكلم بلغة التخوين ولغة الظلاميين والانقلابيين وأنا أقول بالمناسبة أيضا هذا ليس خطاب أبو مازن، أبو مازن عهدنا فيه أنه لا يتكلم بهذه اللغة هناك من يحيط به ويضع على لسانه هذا الكلام حتى يغرق السفينة إلى القاع نحن نقول علينا أن نوجد مخرج الآن لا حماس بما وصلت إليه الأمور يعني تظن أو تعتقد أن هذا هدفها ولا أبو مازن في النهاية يستطيع أن يقنع أحد بأن الحل كان هو أن ننتظر بأن تخطئ حماس هذا الخطأ حتى ننقض ببرنامج آخر هذا البرنامج إذا حماس قالت عنه لإنه انقلاب ولم يتم تجاوب لإيجاد صيغة نحن ذاهبون إلى جولة جديدة من الصدام.

حسين عبد الغني: نعم أنت صدمت في الخطاب السياسي المتشدد لأبو مازن ألم تصدم أيضا في ممارسات تمت في غزة من قتل ونحر وإلقاء من فوق الأبنية وسحل ربما لم تعرفها الساحة الفلسطينية في أي صدام حدث بين الأشقاء من قبل؟

رمضان عبد الله شلح: أنا قلت ما حدث مأساة أنا يعني في كل ما جرى في قطاع غزة هذه صفحة سوداء أتمنى أن تطوى وألا يحاسبنا عليها التاريخ.

حسين عبد الغني: طيب في هذه الصفحة السوداء هل يمكن أن يكون جزءا من سواد هذه الصفحة أو استكمال لما يقوله الإسرائيليون أم أنك تراه نوع من أنواع التهويش السياسي وهو أن هناك سيناريو وضعه باراك الذي أصبح الآن وزيرا للدفاع لاقتحام غزة وتصفية حماس تصفية كاملة عن بكرة أبيها؟

رمضان عبد الله شلح: إسرائيل تجتاح قطاع غزة ليه؟ قطاع غزة يبقى تحت الحصار حتى يصرخ الشعب الفلسطيني والناس اللي بالمناسبة يقولون دولتين ما فيش دولتين قطاع غزة لن يشتري أحد ليعطيه دولة،المشروع الآن هو إعادة إحياء أوسلو تحت عنوان الضفة أولا والشيء الخطير جدا الذي يجب أن ينتبه إليه الأخ أبو مازن وكل الشرفاء والمخلصين في حركة فتح أن إسرائيل تعرض نفسها الآن كشريك أبو مازن ليس شراكة لإحياء عملية التسوية التي ماتت بل شراكة لإعلان حرب جديدة على حماس ولذلك باراك يجتاح قطاع غزة ليه؟ إذا كان لديه سلطة تريد أن تؤسس وضعية جديدة للانقضاض على حماس في الضفة الغربية أنا من موقع الناصح للأخ أبو مازن إذا يقبل هذه النصيحة كل عوامل الانهيار والمقدمات التي قادت إلى هذا الحدث وأنا هنا لا أريد أن أقول من المسؤول ما قبل الحدث وأثناء الحدث وما بعد الحدث الجميع مخطئ والجميع يتحمل مسؤولية وعندما أقول الجميع أقصد فتح وحماس طرفي الصراع ولكن المقومات التي أدت إلى فوز حماس وانهيار السلطة المروع في غزة أبو مازن بحاجة إلى وقت طويل حتى تتعافى منها حركة فتح ويتعافى منها مشروع السلطة بقيادة أبو مازن الأخ محمد دحلان أول أمس بالحياة قال إذا بقيت فتح على ما هي عليه حماس خلال فترة قصيرة ستسيطر على الضفة الغربية..

حسين عبد الغني [مقاطعاً]: هذا السيناريو..

رمضان عبد الله شلح [متابعاً]: بعد كده رقعة بعد هذا السيناريو رقعة الإمارة هتتسع في نظر الإسرائيليين حماستان هتكبر هتوصل تل أبيب، يجب أن نفكر بهدوء وألا تأخذنا العواطف لا في داخل فتح ولا في داخل حماس إلى أننا في معركة ثأرية ومعركة تصفية حسابات لا ما وقع وقع يجب أن نطوي هذه الصفحة ونفكر بهدوء، أنا لا أهون ولا أقلل من قيمة ما وقع أنا أقول ما وقع خطير وكبير ونحن نخشى تداعياته على القضية الفلسطينية، ما فيش فلسطين بعد كده إسرائيل تقول الضفة الغربية الآن تقول في يد أبو مازن لكن أنا أقول لك عبر الجزيرة أبو مازن لن يحصل على أي شيء من إسرائيل فيه الخير للشعب الفلسطيني، أبو مازن سيسمع كلمات ناعمة بالشراكة وغيره من أجل أن يستريح في خطوات على الأرض تعمق مزيد من الانقسام، أخطر شيء يحدث الآن أستاذ حسين في الساحة افلسطينية وجه الانقسام الجغرافي بين غزة والضفة الانقسام النفسي الشرخ في وجدان الشعب الفلسطيني، الآن في غزة مش حماس مسيطرة عليها لأنه حماس لو جاء أبو مازن بقنبلة نووية لن يمسح حماس من الشعب الفلسطيني ولو جاءت حماس بقنبلة هيدروجينية لم تلغي فتح من الشعب الفلسطيني، نحن الآن أمام شعبين للأسف تحت سقف واحد نريد أن نعود إلى مربع شعب واحد يصر على أن الأرض واحدة والقضية واحدة وهذه بحاجة إلى إجراءات وإلى خطوات من الطرفين، حماس يجب أن تنزل عن الشجرة وبالذات في الإعلام وأبو مازن لازم ينزل، لازم ينزل ويشوف حماس قبل ما يشوف أولمرت لأنه أولمرت في هذه الانتفاضة قتل منا آلاف لكن في النهاية أبو مازن يلتقيه ده خياره أما أن يقول لي أبو مازن أنه لا حوار مع القتلة ولا يلتقي شعبه أنا لا أظن أن هناك فلسطيني أصبح قاتلا يعني لشعبه أكثر مما قتلت منه إسرائيل سواء كان القاتل هي حماس من وجهة نظر فتح أو فتح من وجهة نظر حماس هذا شيء طارئ يجب أن ينتهي.

[فاصل إعلاني]

دور حركة الجهاد ومستقبل التسوية

حسين عبد الغني: نحن نتكلم عما يجب أن يفعله أبو مازن وعما يجب أن تفعله حماس، ما الذي يجب أن تفعله الجهاد؟ أنتم دعيتم إلى هنا من قبل مصر بطريقة رسمية لكي تعرف مصر ما إذا كان بإمكانكم أن تلعبوا دورا أكثر من الكلام أكثر من أن تكونوا تبدوا وكأنكم الأكثر حكمة على الساحة الفلسطينية لكن لابد من خطوات حقيقية على الأرض.

"
نحن لا ندعي أننا الأكثر حكمة ونحن كانت لدينا وجهة نظر كنا نتمنى أن يقتنع بها الجميع وبالذات قوى المقاومة بأن نوجد نوعا من التعايش لأن البرنامج السياسي للمقاومة شيء والتسوية شيء آخر
"

رمضان عبد الله شلح: نحن لا ندعي أننا الأكثر حكمة ونحن كان لدينا وجهة نظر كنا نتمنى أن يقتنع بها الجميع وبالذات قوى المقاومة بأن نوجد نوع من التعايش لأن البرنامج السياسي للمقاومة شيء وللتسوية شيء، النظام السياسي الموجود لم يصمم لاستيعابنا وبالتالي يجب أن نصر نحن كحركة مقاومة على أننا نعيش مرحلة تحرر وطني، إذاً نحن مع أبو مازن وحماس وكل الفصائل الفلسطينية بحاجة إلى إطار وطني يشكل مرجعية لنا عندما نختلف مع الإخوان في مصر عندما الأحداث كانت تشتعل في كل لحظة كنا نشتغل صليب أحمر، البعثة المصرية والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى كنا نشتغل وحدة إطفائية ولكن في لحظة من اللحظات لم يصغ إلينا أحد لهذا السبب..

حسين عبد الغني: الحريق شمل كل..

رمضان عبد الله شلح: الحريق كان أكبر من إمكاناتنا وأكبر من طقاتنا وفي لحظات شعرنا أنه حتى أكبر من طاقة قيادات طرفي النزاع، الآن نحن هنا جئنا فعلا بدعوة رسمية من الإخوان في مصر نحن لمسنا لديهم يعني استعداد كبير على يعني المساهمة في إيجاد مخرج للخروج من هذه المصيبة، القضية الفلسطينية مهددة الشعب الفلسطيني مهدد نحن جئنا لنقول لإخواننا وهم يستشعرون هذا الخطر ألا يعاقب مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة في أمر لا ذنب لهم فيه، هذا النزاع الذي حدث يعني إذا أردت أن تعاقب فتح أو تعاقب حماس يجب ألا يعاقب الشعب الفلسطيني ومصر مشكورة متفهمة لهذا الأمر ومصر لمسنا لدى القيادة المصرية خشية حقيقية لأن هناك أطراف دولية تريد أن تخرج بما حدث وتستثمر بألا يبقى فيه دائرة نزاع داخلي فلسطيني بل ليأخذ أبعاد أكبر لتصفية القضية الفلسطينية، مصر لديها هذا القلق الحقيقي لكن لا أنكر أننا وجدنا لديهم يعني لا أريد أن أقول نوع من اليأس منا كفلسطينيين، مصر عودتنا على أنها يعني الأخ الأكبر ومواكبتها للقضية الفلسطينية تاريخيا يعني يعطيها طاقة سياسية وروحية وأخلاقية لمزيد من الصبر، الإخوان في مصر يعني لم ينته دورهم ومَن يقول بأن دور مصر انتهى يعني ذلك هو مصدق أن انقلاب كوني في الجغرافيا حدث إنه غزة مثلا اختفت عن الخريطة، لا غزة موجودة وغزة مازالت في نظر القيادة المصرية بأنها جزء من الأمن القومي المصري ولذلك نحن تحدثنا مع إخواننا يعني لماذا نقل البعثة المصرية إلى رام الله؟ ماذا تعني رام الله الآن بالنسبة لمصر والضفة الغربية كلها مستوطنات وحواجز غزة هي الموجودة في خاصرة مصر؟ يجب ألا تيأس القيادة المصرية من أن يعود فعلا الآمن والاستقرار وأن تعود الشراكة الحقيقية للشعب الفلسطيني ويجد طريقة للعيش، على الأقل أنا أعتقد يعني أن هناك فرصة ولكن ليست سهلة.

حسين عبد الغني: ما هي نقطة البداية لتحقيق هذه الفرصة؟ أنا سمعت فاروق القدومي يتحدث اليوم في بعض الصحف المصرية على أن هناك شيئين لابد من البدء بهما الأولى أن تعتزر حماس عما حدث في غزة، الثاني أن تعاقب مَن ارتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني كانت تعتبر جرائم ضد الإنسانية.

رمضان عبد الله شلح: إذا أردنا أن يكون هذا المدخل لن نصل إلى حل يعني التعالي على الجراح في هذه اللحظة والنظر إلى الأمور الكبيرة أهم من الجوانب المعنوية أنا أقدر أن الأخوة في فتح جميعا يعني مجروحين وإذا أردت أن ألوم إخواني في حماس بشيء مهم في هذه المناسبة إذا كان في فتح فساد وإذا كان فيه فريق متورط بهذه الصلة أو تلك هذه مسؤولية فتح، فتح تنظف بيتها كل فصيل فلسطيني ينظف بيته لكن..

حسين عبد الغني: ليس هناك مَن أعطى حماس رخصة لتطهير الساحة من العملاء أو غيرهم.

رمضان عبد الله شلح: ما حدث حدث.

حسين عبد الغني: إلى أي حد يمكن أن يدفع الاجتماع الذي يتم في شرم الشيخ الآن بين محمود عباس وأولمرت بحضور مصري وأردني في مسألة حل المأزق الفلسطيني خاصة وأن الهدف الرئيسي كما نفهم من الطلب المصري أو الدعوة المصرية هي التأكد من عدم حصصار قطاع غزة وإرهاقه اقتصاديا؟

رمضان عبد الله شلح: للأسف الإسرائيليون منذ الإعلان عن قمة شرم الشيخ يعني يسوقون هذا الحدث بأنه يأتي في سياق يعني تعزيز أبو مازن وقوة أبو مازن في مواجهة حماس وده تعميق للأزمة وليس حلا لها نحن نخشى أن يستغل هذا الاجتماع بأن الإسرائيليون الذين يبحثون عن شراكة مع أبو مازن في هذه المرحلة للحرب على حماس أن يستفيدوا من هذا الاجتماع بأن يكون غطاء لشراكتهم الجديدة ليس من أجل حل مشاكل الشعب الفلسطيني أو التخفيف عنه أو حتى إطلاق ما يسمى بعملية التسوية بل من أجل جولة جديدة بمعطيات جديدة من الحرب على حماس هذا تجديد للأزمة وليس حلا لها.

حسين عبد الغني: دكتور رمضان عبد الله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامية شكرا جزيلا لك على هذا اللقاء مع قناة الجزيرة أما أنتم مشاهدينا الأعزاء فحتى لقاء آخر هذا حسين عبج الغني يحييكم من القاهرة.