المرصد

ازدواجية المعايير بين حرية التعبير والإساءة للمعتقدات

سلطت الحلقة الضوء على الجدل المثار في وسائل الإعلام خاصة الغربية، وأيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وحدود حرية التعبير.

لا يزال الجدل مستمرا بشأن حادث الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية وما تلاه من ردود أفعال منددة بالهجوم، وأخرى منددة بالرسوم المسيئة التي نشرتها الصحيفة.

حلقة الاثنين (19/1/2015) من برنامج "المرصد" سلطت الضوء على هذا الجدل المثار في وسائل الإعلام خاصة الغربية، وأيضا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن الهجوم وحدود حرية التعبير.

ورغم أن هناك إجماعا على رفض القتل في مواجهة القلم فإن الأحداث ومقاطع الفيديو التي نشرت بشأنه تطرح تساؤلات عديدة حول أسباب الفشل الأمني والاستخباري في مواجهة المهاجمين.

كما أن إصرار الصحيفة الفرنسية على إعادة نشر المزيد من الرسوم المسيئة وطباعة أعداد مضاعفة من الصحيفة يضع المزيد من علامات الاستفهام بشأن حدود حرية التعبير عندما تصطدم بحريات ومعتقدات الآخرين، وهل يستوجب ذلك إعادة النظر في سقف ما يمكن أن يصل إليه الصحفي في انتقاد الآخر.

وعقب الحادث شهدت فرنسا مسيرة ضخمة شعبية ورسمية للتنديد بالهجوم، لكنها الأخرى أثارت الجدل خاصة بعد مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيها، وهو المسؤول عن قتل المئات في غزة من بينهم أطفال ونساء.

كما تسبب وسم "أنا شارلي" الذي انتشر بصورة كبيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جدل آخر، حيث انتشر في المقابل وسم "أنا لست شارلي"، ووسم "أنا أحمد" في إشارة إلى الضابط المسلم الذي قتل في الهجوم.

الحرية والقدسية
وفي السياق نفسه، فتح "المرصد" ملف حدود حرية التعبير المقدسة لدى الغرب واحترام مشاعر الآخرين وقدسية الأديان ورموزها، ولا سيما تجارب بعض الإعلاميين والأدباء في طريقة انتقادهم الإسلام، الديانة الكبرى عالميا.

وعرض تقريرا يمثل لمحة تاريخية عن أبرز المواجهات الفكرية والإعلامية تحت شعار "حرية التعبير"، فمن سلمان رشدي وآياته الشيطانية إلى الفيلم الهولندي المسيء إلى الرسوم الدانماركية وصولا إلى شارلي إيبدو، مراحل عدة من الإساءة وسوء الفهم وغياب الحوار أدخلت المجتمعات الأوروبية في دوامة من العنصرية والعنف.

جدل يتجدد مع كل أزمة.. كيف يمكن توصيف كل ما سبق، أهو حرية تعبير، أم تحريض أم سوء فهم للآخر؟

ولكن في المقابل، كيف تنظر أوروبا والغرب إلى مبدأ حرية التعبير الراسخ عندما يصطدم بإنكار الهولوكوست وما تسميها "معاداة السامية". الإجابة عن هذا التساؤل توضح ازدواجية المعايير في الغرب المتشدق بحرية التعبير والسخرية من الأديان والأنبياء كما تقول وزيرة العدل الفرنسية.