الجهات الأربع

الطريق من هولندا إلى سوريا

وثائقي يتحدث عن الجهاديين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا، ويسلط الضوء على تجربة “أبو غريب” الجهادي الهولندي من أصل مغربي.

عرض برنامج "الجهات الأربع" في حلقة جديدة وثائقيا يتحدث عن الجهاديين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا، ويسلط الضوء على تجربة "أبو غريب" الجهادي الهولندي من أصل مغربي.

"أبو غريب" هو اسم من نسج الخيال سيبقى صاحبه متنكرا لأسباب متعلقة بالسلامة، ولأن أسرته ما زالت تعيش في الغرب.

يقول أبو غريب "كانت أمي على دراية بأنني سأنضم إلى الجهاد لأنني أطلعتها على ذلك عدة مرات، وقلت لها أيضا إنها قد لا تراني بعدها أبدا، "لم أودعها ولم أقل وداعا إلى هذا اليوم".

دلفت الهولندية
قتل مراد ابن مدينة دلفت الهولندية في سوريا وكان عمره عشرين عاما، وقد يكون أول جهادي هولندي يقتل هناك حاملا السلاح ضد نظام بشار الأسد.

يذكر أحد شبان دلفت أن القصة بدأت ببرنامج إذاعي، ويضيف أن عددا من أصدقائه غادروا المدينة فجأة متوجهين إلى سوريا.

يسرد أبو غريب حكايته مع فكرة الجهاد قائلا "بدأت أشعر بالقلق الحقيقي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان ذلك المنعطف الكبير في حياتي حيث بدأت أنتبه إلى المعايير الغربية المزدوجة".

ويرى "المجاهد الهولندي" أن العالم ينقسم إلى فسطاطين: المؤمنين والكفار، حزب الله وحزب الشيطان الذي يحارب الإسلام دوما.

غادر أبو غريب هولندا ذات شتاء، ركب السيارة وانطلق مبتعدا، وبدأت هولندا تختفي عن ناظره، لم يخامره شك في أنه سيرحل، فهو يعتبر أنه يستطيع الذهاب إلى حيث يكون على سجيته.

عندما وصل إلى تركيا بدأ يشعر بأن لا عودة إلى الوراء، كثيرا ما كان يفكر في أسرته في الأشهر القليلة الأولى، قبل أن يبدأ ذلك في الاضمحلال شيئا فشيئا.

طلب الجهاد
ينضم الكثير من المسلمين الأجانب إلى الكتائب الإسلامية في سوريا طلبا للجهاد، وعادة يدخلون سوريا بفضل اتصال مع شخص سوري.

الترتيب يتم مسبقا مع المهربين الذين يعرفون ما جاء من أجله المجاهدون، يصطحبونهم إلى الأراضي السورية بكل احتراف.

يقول أبو غريب "عندما وصلنا إلى سوريا أول مرة كان الجو باردا، في إحدى المراحل أخذونا إلى مخبأ في بيت آمن وفي اليوم الموالي زارنا أمير المنطقة ونقلنا إلى مسكن آخر فيه مجاهدون أجانب".

ويتابع المجاهد ذو الأصول المغربية "في إحدى المرات كنت طرفا في عملية حررنا خلالها أحد السجون، رأينا كومة من القتلى كلهن نساء، كانت كلاب ضالة تحوم حول جثثهن، وشاهدنا أمواتا تنهش أجسادهم الكلاب وأشخاصا اختفت أطرافهم، أعوان بشار يمارسون التعذيب بطرق بشعة".

ويختم أبو غريب الذي اختار أن يبقى متنكرا بالقول "إن سوريا في حالة حرب وأولويتنا هي إسقاط بشار، وعندما يهوي نتمكن من تأسيس الدولة الإسلامية مجددا، أما الآن فلا فائدة من بنائها".

ويضيف "بشار واحد من مستبدين كثر عندما يرحل فلن أكتفي بالقعود، حينها يجد الجد، سأذهب حيث يوجد الجهاد، سوريا اليوم والمغرب غدا ربما، وإذا كان الجهاد في أطراف الأرض فسأذهب إلى هناك، وإن لم أكن أنا فأولادي أو أحفادي".