حديث الثورة

الوضع الميداني والإنساني في حلب.. أية آفاق؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” آفاق الوضع الميداني والإنساني في مدينة حلب التي تشهد منذ صيف العام 2012 معارك مستمرة وقصفا من قوات النظام -بدعم روسي- ضد قوات المعارضة.
أكد القائد الميداني في حركة أحرار الشام الفاروق أبو بكر أن غرفة عمليات جيش الفتح والثوار استطاعت التقدم والسيطرة على ست ثكنات عسكرية من جيش النظام تعد ترسانات عسكرية لقواته التي تحاصر حلب من الجهة الجنوبية.

وأضاف في حلقة الخميس (4/8/2016) من برنامج "حديث الثورة"، التي ناقشت آفاق الوضع الميداني والإنساني في حلب، أن المناطق التي تقدمت فيها قوات النظام ثلاث نقاط فقط هي تلة المحروقات وكتلة الجمعيات وقرية العمارة، وهي مناطق غير إستراتيجية.

وقال إن معركة فك الحصار عن حلب لم تبدأ بعد وستبدأ قريبا، "ونعول على معية الله مع الثوار والمنكوبين والتجهيزات الضخمة لجيش الفتح التي ستقلب الموازين لصالح الثوار بإذن الله".

من جهته قال الخبير العسكري والإستراتيجي السوري العميد الركن أحمد رحال إنه واضح أن هناك غرفة عمليات للثوار لديها رؤية استطلاعية وعسكرية استطاعت إيجاد هدف إستراتيجي يتمثل في "تحرير مدينة حلب بكسر طوق الحصار ومحاصرة مليشيات النظام" في الأحياء التي تسيطر عليها.

وأوضح أن هناك ثلاث مفاجآت في معركة فك حصار حلب تمثلت في "انهيار دفاعات مرتزقة النظام"، وفقدان السيطرة والقيادة بالنسبة لها، ثم أطفال حلب الذين أحرقوا الإطارات مما شكل ستارة دخان حول المدينة دفعت الطيران الروسي إلى تقليل عمليات قصفه للمدينة.

وأكد رحال أن فصائل الثورة قادرة على إيجاد أدوات لمواجهة "قوات النظام ومرتزقته وروسيا في حلب"، وأن الثورة ستحقق أهدافها.

 أهمية إستراتيجية
بدوره أوضح الصحفي السوري محمد العبد الله أن مدينة حلب ذات أهمية إستراتيجية للمعارضة منذ بداية الثورة، وللنظام الذي يسعى لاستعادة السيطرة عليها، وكذلك لتركيا من أجل فتح طريق الإمدادات للمعارضة ووضع حد لطموح الأحزاب الكردية في السيطرة على الشمال السوري.

وأضاف أن حلب تشكل أيضا هدفا إستراتيجيا لروسيا، خاصة إذا استطاعت قوات النظام السيطرة عليها لأن الرئيس فلاديمير بوتين يحتاج إلى نصر على الأرض لإقناع المواطن الروسي بمبررات تدخله في سوريا.

وقال العبد الله إن هناك توافقا أميركيا روسيا على أهداف موسكو في سوريا بتقليم أظافر المعارضة المسلحة، وهذا ما يفسر الصمت الأميركي عن مجازر الطائرات الروسية بحق المدنيين في حلب وأنحاء سوريا.

وبشأن السيناريوهات المتوقعة لمعركة حلب، قال إن الثوار لن يتنازلوا عن حلب مهما كان الثمن، كما أن تركيا لن تسمح بسقوطها.

من ناحيته أقر محلل الشؤون الدولية في صحيفة "كوميرسانت" الروسية سيرغي ستروكان بأهمية معركة حلب بالنسبة لروسيا، معتبرا أن انتصار قوات بشار الأسد سيشكل للمواطن الروسي نموذجا لنجاح إستراتيجية موسكو في سوريا.

 

أهداف روسيا
وبشأن أهداف التدخل الروسي في سوريا، قال ستروكان إن هناك فهما خاطئا في العالم العربي وهو أن تدخل روسيا هدفه إبقاء الأسد في السلطة بأي ثمن، "وذلك غير صحيح، فهدف موسكو هو عدم السماح للدولة السورية بالانهيار وإبقائها موحدة".

أما رحال فقال إن هدف روسيا هو قتل الشعب السوري وإبقاء الأسد في السلطة عبر تغيير موازين القوة والجغرافيا لفرض حلول معلبة في المفاوضات وإجبار المعارضة على القبول بحلول استسلامية للأزمة.

بدوره قال العبد الله إن روسيا خسرت نفوذها في البلقان وليبيا فكانت فرصتها الأخيرة سوريا، فتدخلت "تدخلا فجا وصارخا بقوة عارية يذهب ضحيتها المدنيون لحماية مصالحها".

وأضاف أنها تدخلت لحماية مصالحها عبر إخماد الثورة المسلحة لتمهيد الطريق أمام الأسد للسيطرة على كامل سوريا، لكنها أخطأت في تقدير قوة المعارضة من ناحية التسليح ومن الناحية المعنوية لمقاتليها.