حديث الثورة

نازحو سوريا.. بأي حال عدت يا عيد؟

ناقش برنامج “حديث الثورة” ظروف ومعاناة نحو 12 مليون سوري من آلام النزوح في الداخل واللجوء في دول الجوار، وهم يحتفلون بالعيد بين القصف الجوي وبراميل النظام المتفجرة.

يهل العيد على سوريا في خضم ثورة أسالت دماء نحو مليوني قتيل وجريح منذ تفجر الثورة المطالبة بالحرية والديمقراطية قبل أكثر من أربعة أعوام، وبمعاناة نحو 12 مليون سوري من آلام النزوح في الداخل واللجوء في دول الجوار.

ففي إدلب اختلطت أجواء العيد بمشاعر السعادة الخجولة حينا وبمشاعر الخوف حينا آخر، حيث ما زالت المدينة تتعرض باستمرار للقصف بالبراميل المتفجرة، وقد نزحت عنها آلاف الأسر، وعادت إليها أسر أخرى أجبرها النظام من قبل على هجر ديارها، عادت لتعيش أجواء العيد وتتلاقى مع ذويها.

أما في حلب التي باتت تصنف بأنها أخطر مدينة في العالم، فما زال الأهالي في الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة يصرون على استمرار الحياة وممارسة أعمالهم خلال أيام العيد، وما زالت أسواق المدينة تجد رُواداً رغم قلة المعروض ومخاطر التعرض للقصف بالبراميل المتفجرة.

وتشير تقديرات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إلى أن الصراع في سوريا أدى إلى نزوح قرابة ثمانية ملايين شخص عن ديارهم في داخل سوريا، وأكثر من أربعة ملايين لاجئ في دول الجوار، الأمر الذي يطرح أسئلة حول ظروفهم المعيشية والإنسانية، ومعاناة الأطفال وهم يحتفلون بالعيد في ظروف استثنائية لا يد لهم فيها.

منطقة الحظر
قال مدير حملات منظمة آفاز الدولية في العالم العربي وسام طريف إن الأرقام تشير إلى أن معظم الضحايا يسقطون نتيجة للبراميل المتفجرة، ولا يمكن حماية المدنيين إلا بإقامة منطقة حظر جوي، معربا عن أسفه لعدم وجود تجاوب حقيقي من قبل البيت الأبيض، وقال إن قرار فرض منطقة حظر طيران يجب أن يصدر حصريا من الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأرجع معارضة أميركا لإقامة منطقة حظر جوي إلى وجود مجموعات "جهادية" مقاتلة في سوريا لا تتماشى مع المصالح الأميركية، ودعا إلى تذكر أن الاتفاق النووي بين إيران ودول غربية جاء على حساب دماء السوريين والعراقيين، وأكد أن إيران حولت أموالا ضخمة إلى البنك المركزي السوري.

واعتبر طريف العملية الإغاثية في سوريا هي الأعقد والأصعب خلال الأعوام الأربعين الماضية، وأكد أن المبلغ الذي جمع حتى الآن لا يتجاوز 24% من إجمالي المبلغ المطلوب لتنفيذ العمليات الإنسانية والإغاثية، وناشد دول مجلس التعاون الخليجي ودولا عربية أخرى لعب دور أكثر فاعلية، وفتح أبوابها لاستقبال لاجئين سوريين على أراضيها.

وعن أحوال 1.2 مليون لاجئ سوري بلبنان، أوضح أنهم يعيشون ظروفا بائسة، وأكد أن لبنان تريد أن تخفض أعدادهم، ورفضت تجديد إقاماتهم وبالتالي حرمانهم من فرص العمل وإجبارهم على الرحيل، وقال إن ملف اللاجئين السوريين يتم اللعب فيه سياسيا ويعامل بانتهازية كاملة من جميع أطراف اللعبة السياسية، وحذر من أن الوضع يشبه قنبلة موقوتة.

أنشطة استخباراتية
وحول ظروف المواطنين المعيشية، وصف مدير مخيم باب السلامة بريف حلب الشمالي محمد الكيلاني الوضع السوري بأنه قمة في المأساة المتنوعة الأشكال، وقال إنه رغم ما تعانيه حلب من هجمات شرسة من قبل النظام "المجرم" والأخطار التي تتعرض لها فإنها صامدة.

وعبر عن أسفه لأن ظروف العمل الصعبة أجبرت العديد من المنظمات الإنسانية على الانسحاب الواحدة تلو الأخرى، مشيرا إلى أن القليل من المنظمات التي ما زالت تواصل عملها تعتبر منظمات ذات قدرات محدودة، واتهم بعض المنظمات بممارسة أنشطة استخبارية أو تنصيرية.

كما لام الكيلاني بعض الدول العربية على التقصير في حق اللاجئين السوريين الموجودين على أراضيها، ووصف مخيمات اللاجئين في تركيا بأنها مخيمات خمسة نجوم مقارنة بالمخيمات التي يعيش فيها النازحون في الدول العربية المجاورة.

مدينة خالية
من جهته أوضح رئيس الدفاع المدني السوري في محافظة درعا عبد الله السرحان أبو ياسين أنه رغم تهجير الكثير من مواطني المدينة إلى المزارع والقرى المجاورة فإن طائرات النظام لم ترحمهم وظلت تطاردهم، مشيرا إلى أن المدينة شبه خالية ولا توجد بها أي مظاهر للعيد.

وأجمل أبو ياسين الصعوبات التي تواجه الدفاع المدني في عدم وجود الآليات الكافية ومعدات البحث والإنقاذ تحت الأنقاض وأجهزة الاتصال وسيارات الترحيل.

ورغم إقراره بكفاءة الأطباء الذين يعملون في المشافي الميدانية فإنه أوضح أن نقص عدد الأطباء في بعض الاختصاصات يجبر الدفاع  المدني على نقل بعض المصابين إلى الأردن، مما يعرض هؤلاء المرضى لأخطار القصف أثناء نقلهم.