حديث الثورة

الدور المتصاعد للمقاومة الشعبية باليمن

ناقشت حلقة “حديث الثورة” في جزئها الأول الوضع باليمن مع إعلان قيادات عسكرية وسياسية بعدن تشكيل مجلس للمقاومة، وفي جزئها الثاني مستقبل الوضع بسوريا وقدرة النظام على الصمود والبقاء.

بحثت حلقة الأحد 26/4/2015 من برنامج "حديث الثورة" الوضع في اليمن بعد إعلان قيادات عسكرية وسياسية في عدن تشكيل ما سمته مجلسا للمقاومة ينسق عملها في المحافظة ولتدعيم السلطة الشرعية فيها.

وسلط جزء الحلقة الثاني الضوء على مستقبل الوضع في سوريا وقدرة النظام على الصمود والبقاء في ظل ما تحققه كتائب المعارضة السورية من مكاسب على أكثر من جبهة آخرها التقدم في سهل الغاب بريف حماة بعد سيطرتها على مدينة جسر الشغور في ريف إدلب.

ولمناقشة الموضوع اليمني استضافت الحلقة أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة صنعاء عبد الباقي شمسان، والخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية إبراهيم آل مرعي، والناشط والإعلامي في الثورة اليمنية زكريا الشرعبي.

توحيد الصفوف
شمسان رأى أن أولى خطوات الأمل تتمثل في توحيد صفوف المقاومة الشعبية المتناثرة، مؤكدا أنه لا يمكن تحويل قرارات مجلس الأمن الدولي إلى ممارسة على الأرض دون وجود قوة على مجال جغرافي واسع.

وأضاف أن القرارات الأممية إن لم يصاحبها وجود الدولة فإنها لن تكون ذات جدوى ولن تؤثر كثيرا على موازين القوى القائمة.

وشدد على ضرورة وجود قيادة في الداخل اليمني وحكومة ظاهرة تبعث برسائل أمل وطمأنة إلى اليمنيين.

من جهته، رأى الخبير في الشؤون الأمنية والإستراتيجية إبراهيم آل مرعي أن ما يحدث الآن في تعز من قتل ودمار على أيدي مليشيات الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح مرتبط باجتماع مجلس الأمن الدولي المقرر الاثنين لمناقشة الوضع اليمني.

كارثة إنسانية
وقال إن الحوثيين وصالح يعملون على وضع المجتمع الدولي أمام كارثة إنسانية وبالتالي القول إن تدخل التحالف لم يأت إلا بالسوء.

واعتبر خطوة إنشاء مجلس للمقاومة مهمة جدا رغم أن المقاومة الشعبية تأخرت في اتخاذها، مشيرا إلى أن المجلس سيصدر بيانا قريبا يحدد فيه مهامه وواجباته بالمرحلة الراهنة والمقبلة.

وطالب آل مرعي قيادة التحالف بأن تهتم بالمسألتين الإنسانية والإغاثية في اليمن من أجل طمأنة اليمنيين بشأن مستقبلهم.

بدوره، وصف الناشط والإعلامي في الثورة اليمنية زكريا الشرعبي ما يدور في تعز من قبل الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع بأنه انتقام لدور المدينة الريادي إبان ثورة 2011.

ولفت إلى أن المقاومة الشعبية توسعت الأحد في الاتجاه الشرقي لمدينة تعز، داعيا مجلس الأمن إلى الاضطلاع بدوره لحماية الشعب اليمني وألا يعطي الفرصة لمليشيات الحوثيين كي تزيد تخريبا وتقتيلا.

الوضع في سوريا
وخصص الجزء الثاني من البرنامج لاستقراء أبعاد تطورات الوضع الميداني في سوريا ودلالاته في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة.

وشارك في النقاش القائد الميداني في المعارضة السورية المسلحة عبد الجبار العكيدي، والخبير العسكري والإستراتيجي هشام جابر، وجورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف الوطني.

العكيدي اعتبر أن تحرير جشر الشغور يعد انتصارا إستراتيجيا، ومعارك سهل الغاب معارك إستراتيجية بعدما كانت معارك السنوات الأربع الماضية ذات نزعة تكتيكية.

وقال إن النظام ما زال يحتفظ بجزء من قوته مستعينا بمقاتلي حزب الله اللبناني والمقاتلين القادمين من إيران والعراق وأفغانستان.

وقدر أن انتصارات المعارضة اللافتة في الآونة الأخيرة تدل على قرب انتهاء نظام بشار الأسد.

في المقابل، رأى هشام جابر أن المعركة لا تزال طويلة في سوريا، لافتا إلى وجود أولويات من الناحيتين العسكرية والإستراتيجية بالنسبة للنظام.

وأوضح أن العاصمة دمشق تعتبر مجال إشغال للجيش السوري، مضيفا أن الجيش النظامي ما زال يعمل كقوات برية منظمة.

وأكد أن الذي أدى إلى سقوط جسر الشغور هو غياب الطيران السوري بفعل الأحوال الجوية غير المناسبة.

وتابع القول إن الفرق في ميزان القوى بين القوات النظامية وقوات المعارضة هو لصالح النظام بفضل الطيران.

طريق النصر
أما جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري وعضو الائتلاف الوطني فذكر أن مجريات الأمور على الأرض منذ شهرين تقريبا تشير إلى أن الثورة تسير في طريق النصر، وأن النظام ذاهب إلى نهايته المحتومة.

وأوضح أن تطورات المعارك على الأرض هي التي ستدفع باتجاه فرض الحل السياسي بعدما رفض النظام الاستجابة إلى كل المبادرات السياسية السابقة.

ولفت صبرة إلى أن التوظيف السياسي لانتصارات المعارضة المسلحة سيتم قريبا خلال الاجتماع المرتقب في الثالث عشر من الشهر المقبل بالولايات المتحدة بين قادة الدول الخليجية والرئيس الأميركي باراك أوباما.