حديث الثورة

التدخل الروسي بين تأييد القاهرة والغطاء الديني

ناقشت حلقة 4/10/2015 من “حديث الثورة” أبعاد تأييد القاهرة للتدخل الروسي في سوريا، وتداعيات محاولة الكنيسة الروسية توفير غطاء ديني لهذا التدخل.
 

اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري أن غارات سلاح الجو الروسي التي بدأت قبل أيام في سوريا، ستساهم في محاصرة الإرهاب والقضاء عليه.

يأتي هذا رغم تصريحات مصرية سابقة تؤكد على أهمية الحل السياسي في سوريا، كما يأتي بعد انتقادات قوى إقليمية ودولية -بعضها حليف للنظام المصري- للتدخل الروسي في سوريا.

وفي نفس السياق أعربت قوى سياسية مسيحية سورية عدة -من بينها رابطة سوريون مسيحيون ديمقراطيون، والمرصد الآشوري لحقوق الإنسان- عن رفضها بيان الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المرحب بتدخل موسكو العسكري في سوريا، واعتبارها القتال ضد ما دعته الإرهاب في سوريا حربا مقدسة. 

فما هي أبعاد الموقف المصري من الأزمة السورية والتدخل الروسي فيها؟ ولماذا الحرص على توفير غطاء ديني لمثل هذا التدخل العسكري الروسي؟

حلقة (4/10/2015) من "حديث الثورة" ناقشت أبعاد تأييد القاهرة للتدخل الروسي في سوريا، وتداعيات محاولة الكنيسة الروسية توفير غطاء ديني لهذا التدخل.

تأييد القاهرة


من وجهة نظر الكاتب والباحث السياسي ياسر الزعاترة فإن ما يفعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان متوقعا منذ قيامه بالانقلاب، وهو الدفع من جيب قضايا الأمة وأمنها القومي، مشيرا إلى أن موقفه من سد النهضة وملف اليمن خير دليل على تفريطه في قضايا الأمة لأنه يعيش هاجس الشرعية.

وأضاف أن السيسي يعول على الدعم الإيراني مستقبلا إذا تخلت عنه الدول الخليجية، باعتبار أن طهران أبدت استعدادها للدفع من تحت الطاولة لشراء التأييد للرئيس بشار الأسد بفضل عوائد النفط والاتفاق النووي الذي أبرمته مؤخرا مع واشنطن.

لكن أستاذ العلوم السياسية نبيل ميخائيل أرجع تأييد مصر للتدخل الروسي في سوريا إلى ضبابية الموقف الأميركي، والإحساس بأن الرئيس باراك أوباما خذل الجميع.

دعم عسكري
أما ميشيل كيلو المعارض السوري وعضو اتحاد الديمقراطيين السوريين فذهب إلى التأكيد أنه بعد مجيء السيسي إلى الحكم بدأ الحديث في الأوساط العسكرية المصرية حول ضرورة دعم المؤسسة العسكرية السورية، والدليل على ذلك المساعدات العسكرية المصرية للجيش السوري.

ومن وجهة نظره فإن السيسي يحاول الانحياز إلى الموقف الروسي لتحقيق النصر للأسد لأنه يدرك أن انتصار الثورة سيكون وبالا عليه وعلى نظامه.

واتفق عضو مجلس الشعب المصري السابق حاتم عزام مع هذا الرأي، وقال إن مصلحة السيسي تتقاطع مع مصلحة الأسد لأن سقوط منظومة الأخير يعني نهاية السيسي أيضا، حيث إنهما يمثلان الثورة المضادة.

الغطاء الديني
الجزء الثاني من الحلقة ناقش أبعاد وتداعيات محاولة الكنيسة الأرثوذكسية الروسية توفير غطاء ديني للتدخل العسكري الروسي في سوريا.

وبهذا الخصوص يشير ميشيل كيلو إلى أنه ليس ثمة في المسيحية شيء اسمه الحرب المقدسة، وهي بدعة أتى بها الفرنجة ولها علاقة بحسابات الساسة والسياسيين.

وأكد أن المسيحيين في سوريا ليسوا متخوفين من موقف المسيحيين الروس, لافتا إلى أن عددا من المسيحيين السوريين يقومون بأعمال الإغاثة في صفوف المعارضة.

وبحسب كيلو فإن موقف الكنيسة قد يقوّي موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بين بعض المسيحيين في بلاده, لكن هذا لن يحوّل بوتين إلى مدافع عن المسيحية في سوريا لأنها ليست مهددة هناك, مضيفا أن موقف الكنيسة أثار مواقف معادية في أوساط المسيحيين السوريين.

وقال "لسنا في حرب دينية في سوريا، والمسلمون لا يقتلون المسيحيين الذين يقف عدد كبير منهم على الحياد من هذا الصراع".

من جانبه توقع نبيل ميخائيل أن يؤدي موقف بوتين إلى انقسام في سوريا، لأنه ينظر إلى علاقاته بالسنة هناك كعلاقته مع الجمهوريات المسلمة المجاورة لروسيا.

ولفت إلى أن بوتين يحتاج إلى مساندة الكنيسة بسبب تورطه في أوكرانيا ومشاكله الاقتصادية بسبب العقوبات الأوروبية على بلاده.

أما ياسر الزعاترة فيعتقد أن استدعاء البعد الديني في هذه الحرب سيؤدي إلى تدفق مزيد من المقاتلين إلى سوريا التي ستكون ساحة استنزاف أخرى لروسيا وإيران.