حديث الثورة

اتفاق اليمن وحسابات الربح والخسارة

ناقشت حلقة الأحد (21/9/2014) من برنامج حديث الثورة بنود الاتفاق الذي وقعته الرئاسة اليمنية مع الحوثيين بعد سيطرتهم على عدد من مؤسسات الدولة، ومدى قابليته للتطبيق والاستمرار.

بعد أيام من مواجهات دامية في العاصمة اليمنية صنعاء سيطر خلالها الحوثيون على عدد من مؤسسات الدولة، وقّعت الرئاسة اليمنية والقوى السياسية اتفاقا معهم لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد، وقد سمي باتفاق "السلم والشراكة الوطنية".

واشتمل الاتفاق على عدة بنود، من بينها: تشكيل حكومة كفاءات في مدة أقصاها شهر على أن يتم تعيين رئيس وزراء خلال ثلاثة أيام ويكون شخصية محايدة غير حزبية، وقيام محمد سالم باسندوه رئيس الحكومة المستقيل بتسيير الأعمال.

لكن الحوثيين رفضوا التوقيع على الملحق الأمني من هذا الاتفاق، والذي يتضمن 17 بندا ينص أهمها على الوقف الفوري لإطلاق النار، وعلى رفع مظاهر السلاح والمخيمات من العاصمة ومداخلها، إضافة إلى تنفيذ توصيات نتائج الحوار الوطني المتعلقة بنزع السلاح من جميع الأطراف.

حلقة الأحد (21/9/2014) من برنامج حديث الثورة ناقشت هذا الاتفاق ومدى قابليته للتطبيق والاستمرار، وبحثت مآلات الوضع في اليمن، والتداعيات الداخلية والخارجية لهذا الانتشار السريع في صنعاء.

عضو المجلس السياسي لحركة أنصار الله (الحوثيين) علي القحوم أكد أن الاتفاق يقضي بتنفيذ المطالب الشعبية التي رفعتها "الثورة الشعبية" والمتمثلة في إسقاط الحكومة، وإسقاط الجرعة (إجراءات اقتصادية)، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني.

وحول أسباب عدم التوقيع على الملحق الأمني للاتفاقية، أشار القحوم إلى وجود ملاحظات على هذا الملحق رفض الجانب الرسمي مناقشتها مع مندوبي الحركة، مما دعا المندوبين إلى التوقيع على الاتفاق وتأجيل الملحق.

أمير موسوي:
إيران ستتحرك لدعم أي تحرك يصب في اتجاه تفعيل المصالحة الوطنية والحوار بين كافة الأطراف السياسية باليمن، وذلك لإدراكها وجود أطراف تريد جر البلاد إلى "حرب أهلية"

الانقلاب والخليج
من جانبه وصف أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت عبد الله الشايجي ما جرى في صنعاء الأحد بانقلاب نفذته مليشيا مسلحة ثم تقوم بالتفاوض لتضييع الوقت.

وأبدى الشايجي استغرابه من غياب الموقف الخليجي رغم التطورات الخطيرة في صنعاء، واصفا ما يجري في اليمن بأنه "لعب في الحديقة الخلفية لدول مجلس التعاون الخليجي"، ملمحا إلى الدور الإيراني في المنطقة ووصف تحركات الحوثيين بأنها صعود لحلفاء إيران في المنطقة.

وشدد على أن الحوثيين لديهم مشروع واضح للهيمنة على اليمن.

وبالمقابل، قال مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولية في طهران، أمير موسوي، إن المبادرة اليمنية صادرت الثورة اليمنية، مشيرا إلى أن الاتفاق حقق مطالب الشعب بعيدا عن أي شعارات طائفية.

وأشاد موسوي بوعي وحرص الشعب اليمني المتمثل في الحفاظ على مؤسسات الدولة والبعد عن التخريب، وذلك ردا على سؤال حول سيطرة الحوثيين على مقر رئاسة الوزراء ووزارتي الدفاع والداخلية والمصرف المركزي.

وأكد أن إيران ستتحرك لدعم أي تحرك يصب في اتجاه تفعيل المصالحة الوطنية والحوار بين كافة الأطراف السياسية، وذلك إدراكا منها لوجود أطراف تريد جر اليمن إلى "حرب أهلية".

نبيل خوري:
ما يجري في اليمن صراع على السلطة والتدخل الخارجي الوحيد تمارسه إيران لدعم الحوثيين

تشكيل الحكومة
بدوره أكد الكاتب والباحث السياسي اليمني محمد جميح أن موقف الحوثيين يتغير وفقا لوضعهم على الأرض، مضيفا "اليوم أقوياء في صنعاء وفرضوا شروطهم وسيحددون الخطوط العريضة للحكومة".

وقال جميح إن "التيار الإسلامي كان أول المستهدفين من حراك الحوثيين"، واصفا ما جرى في العاصمة بأنه "انتصار لإيران في صنعاء".

وفي السياق أكد المتخصص في الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للشؤون العالمية ورئيس البعثة السياسية الأميركية السابق في اليمن، نبيل خوري، أنه ينادي منذ عام 2010 بضرورة اهتمام واشنطن باليمن.

ولفت إلى أن واشنطن لا تدرك أبعاد سقوط اليمن كدولة فاشلة، مضيفا "إذا سقط اليمن في الفوضى فسيكون أخطر من أفغانستان في السابق".

وأوضح خوري أن دوائر رفيعة في إدارة واشنطن لم تكن تعلم شيئا عن الحوثيين قبل عام، مشددا على أن ما يجري في اليمن "صراع على السلطة، والتدخل الخارجي الوحيد في اليمن تمارسه إيران لدعم الحوثيين".