حديث الثورة

العراق بين الحلول الداخلية والخارجية

على وقع ما قاله المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي من أنه يعارض بشدة التدخل الأميركي بالعراق، بحث ضيوف “حديث الثورة” دلالات هذا التصريح وتشابك العاملين الداخلي والخارجي في الأزمة العراقية.

لا تزال الأزمة في العراق مرشحة لمزيد من التصعيد، وكلما زادت تعقيدا زاد تشابك العامل الخارجي مع الداخلي بينما لا تكف فيه الدعوات من الشرق والغرب إلى حل عراقي عراقي.

وفي الأسبوع الماضي جرى تبادل التصريحات الأميركية والإيرانية حول إمكانية التنسيق بشأن الوضع العراقي بعد انهيار الجيش أمام المسلحين.

حلقة 22/6/2014 من برنامج "حديث الثورة" جاءت على وقع ما قاله المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي من أنه يعارض بشدة التدخل الأميركي في العراق، معتبرا أن بإمكان العراقيين أنفسهم إنهاء العنف في بلادهم.

أجندات خارجية
الأكاديمي والخبير في العلاقات الدولية محمد مهدي شريعتمدار رأى أن معارضة خامنئي مردها إلى أن الحرب في العراق "ليست سنية شيعية وإنما هي بين تكفيريين بأجندات إقليمية ودولية".

وأضاف أن العراقيين عبروا في  صوت واحد عن وقوفهم "ضد الإرهاب"، معتبرا أن من سماهم "التكفيريين" يريدون تكرار السيناريو الذي وقع في سوريا، وأن هناك أجندة "لتقسيم الأمة الإسلامية".

وخلص شريعتمدار إلى أن من واجب الجيش العراقي أن يواجه "الإرهاب" مشيرا إلى أن العالم يضع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشامعلى لائحة "الإرهاب".

في الوقت الذي رأى فيه ريتشارد وايتز أن واشنطن لا تستطيع إجبار رئيس الوزراء العراقي على المغادرة مال إلى أن كلا البلدين أميركا وإيران يريدان إبقاءه

من الولايات المتحدة الأميركية تحدث مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون ريتشارد وايتز عن اهتمام أميركي إيراني بالتعاون في الشأن العراقي، لكن الطرفين أحجما مؤخرا عن ذلك، مشيرا إلى أن النفوذ الإيراني هو القوي في العراق وليس الأميركي.

في السياق بين وايتز أن الأميركان يشعرون بخيبة أمل من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي يوسع شراكته مع السنة العرب والأكراد.

وفي الوقت الذي رأى فيه أن واشنطن لا تستطيع إجبار رئيس الوزراء العراقي على المغادرة مال إلى أن كلا البلدين أميركا وإيران يريدان إبقاءه، وخلص إلى أن بلاده ستتعامل مع المالكي ولكن دون تحمس كبير له.

الضغط على المالكي
بدوره قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإيرانية محجوب الزويري إن تصريحات خامنئي تشير إلى طبيعة السلوك الإيراني التي لا تريد أن يتصور الطرف الآخر أنه اتخذ موقفا نهائيا بل تتركه محتارا مما يكسبها نقاطا في رصيدها.

ورأى أن العراق ضمن الإستراتيجية الإيرانية هو الحديقة الخلفية، وعليه تريد طهران القول للعالم إنها هي القادرة على لعب أدوار لا يستطيع أصدقاء اميركا لعبها.

ووضح أن إيران تريد نفي الصفة المذهبية عنها، حيت تصدر صورتها داعمة للشعب العراقي كله، علما بأن إيران حاضرة في المشهد الديني والأمني والسياسي العراقي، حسب قوله.

من جانب آخر قال الزويري إن إيران ستعمل على الضغط بشكل أو بآخر على حكومة المالكي لإحداث انفراج، مثل طرح أسماء أخرى أكثر قبولا لدى السنة.

حكومة طائفية
أما المتحدث باسم الحراك الشعبي في ديالى أحمد سعيد فاتهم مباشرة إيران بأنها بقيت تدعم "الحكومة الطائفية" في بغداد دعما مفضوحا، معتبرا أن كلتا السلطتين في بغداد وطهران عقائديتان وأن أي توازن سياسي في العراق لا يرضيهما.

وعن العملية السياسية الراهنة أشار إلى تزوير الانتخابات ساخرا من فوز رئيس الوزراء العراقي بنسبة 95% في منطقة أبو غريب التي تناوئه.

واعتبر سعيد أن خامنئي يريد من خلال تصريحاته التغطية على ما سماه "فضائح المالكي" الذي قال إنه يمتلك منظومة "إرهابية".

أما وهاب الطائي الناطق الرسمي باسم كتلة صادقون، الجناح السياسي لعصائب أهل الحق والذي انضم متأخرا للبرنامج فقد قال إن العشائر تقاتل إلى جانب الجيش العراقي من سماهم العصابات التكفيرية.

وعن رأيه في احتكار السلطة بالعراق قال إن الجميع يتحمل المسؤولية داخل العملية السياسية، مشيرا إلى أن للسنة أكثر من 100 نائب وأن الحديث عن التهميش أصبح نكتة قديمة، على حد تعبيره.