صورة عامة / حديث الثورة 04/05/2011
حديث الثورة

المصالحة الفلسطينية، تأثيرات الخارج وطموحات الداخل

تناقش الحلقة المصالحة الفلسطينية، الثورات العربية عامة والثورة المصرية بصفة خاصة التي ألقت بظلالها على الشارع في فلسطين فخرج يطالب بإنهاء انقسام أنهك الداخل الفلسطيني لأربع سنوات.


– الموقف المصري من القضية الفلسطينية
– اتفاق اقتناع واتفاق ضرورة
– حماس والاستحقاقات السياسية
– تحرك إزاء إسقاط الذرائع
– النسخة الفلسطينية من التحركات الشبابية
– الملفات الرئيسية

عبد القادر عياض
عبد القادر عياض
مخيمر أبو سعدة
مخيمر أبو سعدة
سميح شبيب
سميح شبيب
حسن نافعة
حسن نافعة


عبد القادر عياض: مرحباً بكم مشاهدينا الكرام في حلقة اليوم من حديث الثورة لايمكن بحال من الأحوال فصل إتمام الفرقاء الفلسطينيين لمصالحة متعثرة منذ أربع سنوات، عن حالة التغيير التي تشهدها المنطقة منذ مطلع هذا العام .. ولعل الثورات العربية عامة والثورة المصرية بصفة خاصة ألقت بظلالها على الشارع في فلسطين فخرج يطالب بإنهاء إنقسام أنهك الداخل الفلسطيني لأربع سنوات..وبينما تتسم ملامح سياسية جديده في العالم العربي.. تتغير الحسابات في الضفة وغزة فتفرز وحدة فلسطينية يفترض فيها أن تكون بوابة عبور للدولة الفلسطينية. هدف مايزال منشوداً في وقت يطرح فيه السؤال حاليا حول العوامل الحقيقية التي عجلت بساعة المصالحة.

[تقرير مسجل]

نعم .. يمكن التحرك إلى الأمام، قطعت الثورة العربية الشك باليقين لدى خصوم الأمس بأن الوحدة ليست مستحيلة، في القاهرة تطوى صفحة فلسطينية سوداء مثلما طويت في بضعة أشهر ماضية صفحات مشابهة في تاريخ العربي المعاصر.فتحت الثورة المصرية شهية الجيران شمالا للتغيير فكان لصوت الهتاف في ميدان التحرير صدىً في الأراضي الفلسطينية. وهكذا فُتح الطريق شيئا فشيئا أمام عودة الوعي الفلسطيني بخطورة الوضع الداخلي الراهن بينما تتقلص الخيارات أمام الطرفين إلا من توحيد الصف، فالثورة في مصر لم تسقط النظام فحسب، بل أسقطت الحليف المساند للسلطة الفلسطينية. أما حماس.. فقد أربكت الأزمة السورية العلاقة بينها وبين الحليف السوري، المنهك في مواجهة وضع داخلي يزداد تأزماً، ولما كان إندماج الإخوان المسلمين في الحياة السياسية المصرية إحدى ثمار الثورة بعد عقود من الحظر كانت عودة حماس للساحة السياسية انعكاسا لهذا الإندماج فتخوف نظام مبارك من صعود الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم بلور موقفا مصريا اتفق مع واشنطن وإسرائيل على ضرورة حجب حماس عن المسرح السياسي، بإعتبارها من وجهة نظر النظام السابق إمتدادا للإخوان وتخوفا من أن يؤدي صعودها السياسي إلى جلب العدو الإيراني اللدود إلى الحدود الشمالية المصرية وفي ظل ضعف جبهة الممانعة المحتضنة للمقاومة الفلسطينية تحت ضغط دولي متزايد على إيران من جهة وضغط داخلي و غربي على دمشق من جهة أخرى يشهد الشارع الفلسطيني المحتل حراكا مختلفاً عن سابقه .. فالشارع الفلسطيني ماقبل ربيع الثورة يثور ضد إستمرار الإحتلال.. أما الشارع الفلسطيني هذا الربيع فيثور ضد إستمرار حالة الإنقسام الداخلي الثقيلة فتخرج المسيرات الإحتجاجية بطول الخط المنقطع بين الضفة الغربية وقطاع غزة تطالب بالوحدة. ناقوس خطر دق للتحذير من سيناريو تكرر في محيطه العربي فلم يعد مستبعدا في حال اصر الفرقاء على حرمان الشعب الفلسطيني من حقوق استردها جواره بالقوة وبثمن باهظ، إلاّ أن المتصالحين في القاهرة يؤكدون ان توحيد الصف جاء محض إرادة سياسية لم تستبق السيناريوهات المخيفة في الداخل ولم تتغير رؤيتها للمستقبل الفلسطيني بتغير الخريطة السياسية في المنطقة .. فالمصالحة هنا لأجل المصالحة، حتى وأن كانت إستراحة محارب لإعادة تنظيم الجبهة الداخلية ودراسة الأخطاء السابقة..

[نهاية  التقرير]

الموقف المصري من القضية الفلسطينية


عبد القادر عياض: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من غزه المحلل السياسي: مخيمير أبو سعدة.. ومن رام الله الكاتب والمحلل السياسي :الدكتور سميح شبيب ومن القاهرة حسن نافعه..وأبدأ بضيفي من القاهره الدكتور حسن نافعه .. القاهرة مابعد الثورة مابعد مبارك وكذلك مكان الإتفاق..دكتورحسن ما الذي تغير ويجعل هذا الإتفاق يختلف إختلافا جذريا عما سبقه؟


حسن نافعه: تغيرت السياسة المصرية بالكامل لعدة أسباب السبب الأول ان النظام السياسي سقط وسقطت معه الرؤية التي كان يعالج من خلالها موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، كان هناك مشروع التوريث على سبيل المثال .. وكان هذا المشروع يشكل قيدا على حركة السياسة الخارجية المصرية بحيث أن القيادة السياسية كانت ترى كل المواقف من خلال مدى توافقه مع هذا المشروع أو تعارضه معه وبالتالي إرضاء إسرائيل كان هو الأساس في رسم السياسة الخارجية خوفا من أن يؤثر هذا على فرص إنجاح مشروع التوريث .. لكن كان هناك عامل آخر أيضا يتعلق بموقف النظام السياسي القائم من الإخوان المسلمين في الداخل وكان يرى أن حماس هي إمتداد لحركة الإخوان المسلمين بعد الثورة سقط هذا وأصبح الإخوان جزء أساسي من الحركة الوطنية المصرية وبدأت الجماعة تشكل حزبها السياسي وتنخرط في إطار العمل السياسي العلني والمشروع وبالتالي لم تعد قضية أن حماس تعتبر إمتداداً للإخوان المسلمين مسألة مؤثرة في تحديد رؤية النظام السياسي المصري تجاه الصراع العربي الإسرائيلي .. وبالتالي عندما سقط النظام كان من الطبيعي أن تتغير السياسة الخارجية المصرية ستبنى السياسة الخارجية المصرية من الآن على رؤية مختلفه للمصالح الوطنية المصرية و تقليديا القضية الفلسطينية تعتبر بشكل من الاشكال قضية مصرية ايضا لانها تؤثر على الامن الوطني المصري بشكل مباشر بصرف النظر عن اي سياق ايديولوجي ولها علاقة بالمعطيات الاستراتيجية و الامنية.


عبد القادر عياض:دكتور سميح في رام الله لو رتبنا قوة الاسباب واحد اثنان ثلاثة الى غير ذلك.. العامل رقم واحد داخلي خارجي في التعجيل في هذه المصالحة؟

سميح شبيب:لا انا اعتقد انه داخلي في الاساس هناك حاجة فلسطينية ماسة للتلاقي و التوحد و هذا امر اصبح متوافرا لدى حركتي حماس و فتح في آن معا ،هنالك حاجة ضرورية لحركة فتح بضرورة تلافي الإنشقاق الداخلي وكذلك توافرت هذه النية لدى حركة حماس .. أنا أعتقد أن العامل الذاتي هو الأهم في هذا الموضوع .. وثانيا ما أحيط به الوضع الفلسطيني هنالك ثورات عربية واضحة جدا، هنالك متغيرات دخلت على الخط منها المتغير المصري،وهو متغير هام جدا. مصر تمكنت الثورة من إسقاط النظام وبتنا نشهد نوعا من الأداء السياسي الجديد، يعني طرائق التعاطي المصري مع كامب ديفيد إختلفت وهذا الإختلاف واضح للغاية، أضف إلى ذلك أن النظام المصري الجديد له موقف أزاء الأزمة الفلسطينية وما يعاني منه الفلسطينيون من حالة حصار في قطاع غزه ،إضافة إلى هذا وذاك هنالك تحرك سياسي ودبلوماسي فلسطيني جديد أزاء هيئات العمل الدولي كالجمعية العمومية للأمم المتحدة هنالك توجه لمجلس الأمن هنالك إستحقاقات قادمة هنالك مأزق تفاوضي واضح جدا، هذه العوامل كلها تداخلت فيما بينها وخلقت مناخا أدى إلى ما شهدناه هذا اليوم من حالة تلاقي.


عبد القادر عياض:طيب سأستغل هذه العوامل التي ذكرتها دكتور سميح لأتوجه إلى ضيفي في غزه الأستاذ مخيمر أبو سعده، هل هذا الإتفاق يختلف وبالتالي ماسيترتب عنه سيختلف أيضا ؟


مخيمر أبو سعده: هو بالتأكيد هذا الإتفاق الذي جرى الآن توقيعه في مصر يختلف عن إتفاق مكه إذا كنت تقصد ذلك .. إتفاق مكه عندما وقع في فبراير عام2007 واجهته مشاكل دولية ومشاكل إقليمية في ذلك الوقت اللجنة الرباعية وضعت شروطا قاسية على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وحاولت إفشالها منذ البداية من خلال عزلها وعدم إعطائها الأموال اللازمة لدفع رواتب الفلسطينيين، وثانيا في ذلك الوقت التجاذب الإقليمي كان على أشده وخاصة بين تيار الإعتدال والذي تقوده مصر في عهد مبارك والسعودية والأردن وتيار الممانعه الذي كانت تقوده سوريا في ذلك الوقت، يعني هذه التجاذبات الإقليمية أصبحت الآن يعني لا اريد أن أقول غير موجوده ولكن ضعفت إلى حد كبير وكما تحدث الزميل الدكتور حسن عن إنهيار نظام مبارك، والذي لم يعتبر في نظر حماس بأنه نظام محايد أو لم يلعب وسيطا نزيها في الوساطه وفي محاولات المصالحة الفلسطينية .. وواضح أن ما تعانيه سوريا كذلك الآن من أزمة سياسية، وتحولات سياسية كبيرة، قد أضعف من الفيتو السوري على المصالحة الفلسطينية ولذلك واضح أن الان الأجواء أكثر إيجابية مما كان عليه الوضع في عام 2007 على المستوى الإقليمي وأنا أعتقد أنه كذلك على المستوى الداخلي الفلسطيني أصبح هناك نضجا فلسطينيا سياسيا لأن الإنقسام السياسي كلف الفلسطينين كثيرا على مستوى القضية وعلى مستوى الشعب ما عاناه الشعب الفلسطيني خلال الأربع سنوات الماضية كان مدمرا بكل المقاييس.

اتفاق اقتناع واتفاق ضرورة


عبد القادر عياض:بما أنها أجواء إيجابية كما وصفتها أستاذ مخيمر أتوجه بسؤال إلى الدكتور حسن نافعه في القاهرة ، هذا الإتفاق برأيك هل هو إتفاق قناعه وإقتناع ؟ أم أتفاق ضرورة؟


حسن نافعه: أنا أعتقد الإثنين معا، يعني الوضع الفلسطيني الداخلي وصل إلى نقطة يحتم على الفصيلين أن يلتقيا معا .. السلطة الفلسطينية رغم كل التنازلات التي قدمتها على مدى السنوات السابقة لم تحصل على شيء في المقابل و حماس تجد نفسها في حالة حصار شديد، ومشروعها للمقاومة مشلول تقريبا وبالتالي إستمرار الوضع بهذا الشكل يؤدي في النهاية إلى ضياع القضية الفلسطينية تماما وبالتالي هو إتفاق إقتناع وإتفاق ضرورة في الوقت نفسه إقتناع بأنه حتما لابد من أن يكون هناك إتفاق وأن هذا الإتفاق هو الذي يمكن أن يفتح الطريق أمام وضع الدولة الفلسطينية موضع التنفيذ سواء كان بالعمل الدبلوماسي كما تطرح السلطة الفلسطينية أو بالعمل المقاوم وهنا يتعين أن نأخذ في الإعتبار أن العمل المقاوم ليس بالضرورة هو العمل المسلح و بالتالي هو ليس إتفاق ضرورة فقط و إنما هو إتفاق ايضا حتمي لابد منه.


عبد القادر عياض:إذا كانت المعطيات هنا أتوجه بسؤالي إلى الأستاذ مخيمر أبو سعده، إذا كانت المعطيات لم تختلف فيما يتعلق بمضمون اتفاق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية .. وإذا كان العامل الخارجي له اليد الطولى في إحداث الإتفاق أو التنافر في الشأن الفلسطيني .. إلى أي مدى المراهنة على الإبقاء على هذا الإتفاق في ظل هذا العامل الخارجي المهم?


مخيمر أبو سعده: نحن لازلنا في بداية المشوار،الإتفاق وقع في إحتفال ومراسيم كبرى اليوم في القاهرة، والمشوار الطويل أمام فتح وحماس سيبدأ إعتباراً منذ الغد بمسألة التوافق على رئيس وزراء وحكومه ومهام كثيرة وبالتأكيد هناك عقبات كثيرة .. يعني هناك من يقول بأن هذا الإتفاق هو إتفاق تكتيكي على الأقل من جانب حركة حماس. حركة حماس لاتريد أن تغضب الحكومة المصرية الجديدة وأرادت أن تبني علاقة إيجابية مع هذه الحكومة خاصة وأن الحكومة في مصر قبلت بتحفظات حركة حماس على الاتفاق على الورقة المصرية في مسألة الأمن والإنتخابات ومنظمة التحرير وغيرها، وبالتالي لم يكن هناك خيار أمام حركة حماس إلا القبول بهذه الورقة، والرئيس عباس وحركة فتح كذلك هي لم تصل إلى أن خيار المصالحة هو الطريق الوحيد، الرئيس عباس راهن على المفاوضات مع إسرائيل وراهن على دعم أميركي وللأسف هو لم يصل إلى ما كان يهدف إليه، إسرائيل حشرت الرئيس عباس في الزاوية ولم تقدم له ماهو مطلوب من إستحقاقات عملية التسوية وبالتالي دعني أقول بأن الطرفين فتح وحماس أجبروا على العوده إلى هذه المصالحة لان هناك قناعه بأن إستمرار هذا الإنقسام ليس في صالح حماس ولا في صالح فتح الآن هناك إتفاق جديد هذا الإتفاق بإعتقادي أن النقطة الأساسية والتي يمكن أن تنجح هذا الإتفاق أن الحكومة هي حكومة من المستقلين هي ليست حكومة فصائلية مثل حكومة الوحدة الوطنية في عام 2007 هذا يمكن أن يعتبر على الأقل نقطة في هذا المشوار، لا تستطيع الرباعية الدولية لا يستطيع المجتمع الدولي عزل هذه الحكومة، لأنها ليست حكومة فصائلية وحكومة من المستقلين والتكنوقراط حكومة مهمتها لمدة عام تحضر الشارع الفلسطيني لإنتخابات تشريعية ورئاسية وإعادة إعمار غزه وإعادة صياغة الأجهزة الأمنية لذلك أنا اعتقد أن برنامج الحكومة و تشكيلة هذه الحكومة سيشكل علامة نجاح في إتجاه تحقيق هذه المصالحة خلال الفترة القادمة .


عبد القادر عياض:أنا استغل ما قلته ووصفته بالإتفاق التكتيكي وأتوجه بسؤالي إلى الدكتور سميح شبيب في رام الله، اليوم تكرر أكثر من مره التمني والدعوة إلى أن يكون هذه الإتفاق وحتى التعهد بأن يكون هذا الإتفاق أبديا، ماذا عن إذا كان الإتفاق تكتيكيا ؟ ماذا عن بقية المسائل محل الخلاف والإجابة عنها صعبة وغير واضحة حتى الآن بين الطرفين فتح وحماس ؟


سميح شبيب: أنا لا أرى بأن هذا الإتفاق تكتيكي على الإطلاق، هو إتفاق قناعة و إتفاق ضرورة، القناعة هنا تكمن بأن الفلسطينيين يدركون تمام الادراك بأن حق تقرير المصير أمر محال ومستحيل دون وحدة الأداة السياسية الفلسطينية، تاريخيا لايوجد شعب في العالم تمكن من نيل حق تقرير المصير وهو منقسم على نفسه، أضف إلى ذلك أن هنالك ضرورات، ضرورات في العمل السياسي أكان لدى حركة فتح أو السلطة الوطنية الفلسطينية التي وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود بعد تعنت إسرائيلي واضح وبات هنالك قناعة بأن حكومة نتنياهو ومن معه هي حكومة مستوطنين وليست حكومة لا سلام ولا مفاوضات، أضف إلى ذلك أن الوضع الذي خلق في قطاع غزه في غضون أربع سنوات سابقة كان كيانا شبه مستقل محاصر تحكمه قوة سياسية محدده لها مواصفات ما معينة ماهو مستقبل هذا الكيان، هذه الأمور إضافة لتحريك الجو العربي وهو تحريك عميق وله مدلولات عميقة أدى إلى نوع من دفع الأطراف المقتنعة أساسا بضرورة التلاقي إلى تشكيل جسم سياسي موحد، الآن نحن في الإتفاق نستطيع أن نقول أننا طرف سياسي واحد بمعنى أسقطنا الحجة من يد إسرائيل سنتمكن من مواجهة السياسات الإسرائيلية خاصة الإستيطانية منها سنتحرك وبقوة تجاه مؤسسات العمل الدولي.


عبد القادر عياض:بالإشارة إلى إسرائيل وانتهز هذه الفرصة .. أثناء التحضير لهذه الحلقة ومتابعة ردود الفعل الإسرائيلي من خلال وسائل الإعلام الإسرائيلية وبعض تصريحات المسؤولين الإسرائيليين هناك خطان في الرد الإسرائيلي، خط متفائل بهذه الخطوة ويقول بأنها سوف تنعكس إيجابيا على إسرائيل في المقابل إسرائيل سوف تفاوض رئيسا بكامل شرعيته أي أنه ليس رئيسا على نصف الشعب الفلسطيني بينما النصف الآخر ليس تحت حكمه، هذا من جهة، من جهة ثانية هذا الإتفاق سيلجم أي عمليات عسكرية من غزة بإتجاه الأراضي الإسرائيلية وبالتالي سيكون هذا الإتفاق إيجابيا بينما هناك رأي آخر أيضا إسرائيلي يقول بأن هذا الإتفاق سيكون وبالا على إسرائيل وسيعطي الشرعية لمن وصفهم بالإرهابيين في قطاع غزة أنت مع أيّ من التوصيفين؟ أو أقراب لأي تحليل ؟


سميح شبيب: يعني في الأربعة أو الخمسة أيام الماضية وأنا أتابع الصحافة الإسرائيلية و أقرأ لكُتّاب الأعمدة وغيرهم من السياسيين المقالات وجدت أن هنالك قاسم مشترك بين معظم هذه المقالات، هو أنها إفتراضية وبأنها متسرعة وبأنها أتت دون أسس، بمعنى أدق حكومة الوحدة الوطنية لم تؤلف بعد برنامجها لم يعلن بعد، تفاصيل الإتفاق لا نعرفها حتى الآن، فكيف لإسرائيل أن تأخذ قرارات على سبيل المثال بوقف المقاصة الفلسطينية أموال الضرائب الفلسطينية عن الفلسطينيين، على إفتراض أن هذه الأموال ستذهب إلى الإرهاب، أنا اعتقد اليوم تحديدا والبارحة، صرنا نقرأ مقالات مختلفة في الصحف الإسرائيلية بعضها أعتبر كل ما كتب متسرعا وإفتراضيا، وبالتالي هنالك دعوة للعقلانية لمعرفة الأمور ميدانيا ماهو مدلولات ما هو حاصل على الصعيد السياسي وعلى الصعيد التفاوضي، وهنالك مقالات واضحة هذا اليوم تلوم نتنياهو وتطالبه بسياسة أكثر إعتدالا وتلبية رغبات فلسطينية، لأن المصلحة الإسرائيلة تقتضي ذلك إذا أرادت إسرائيل أن تكون مقبولة في الوسطين العربي والإقليمي على حد سواء .


عبد القادر عياض: دكتور حسن نافعة في القاهرة هناك أيضا بعض التحاليل تذهب إلى أن المراهنة على أن هناك تغيرا جذريا في التعاطي المصري مع الشأن الفلسطيني تحديدا في قطاع غزة، إنما هو عملية ليست بهذا التحول الجذري وإنما هي فقط مسألة إعادة ترتيب، الهدف منها إعادة حماس إلى الصف الدبلوماسي وبالتالي تقوية المسار السياسي للحل الفلسطيني وفق النظرة العامة هل هذا دقيق ؟


حسن نافعه: هذا أيضا يتعين أن ننظر إليه بشكل نقدي في واقع الأمر لأن التحول الذي حدث على الساحة المصرية هو تحول جذري على الساحة الداخلية على الأقل، إنعكاسات هذا التحول الداخلي على السياسة الخارجية المصرية سيظهر تباعا ولكن ما نشاهده الآن هو مهم ومهم للغاية، بمعنى أن المعيار هو أولا التأكيد على أن مصر ما تزال ملتزمة بالإتفاقيات الدولية، ومنها معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية .. ولكن في الوقت نفسه سينظر إلى هذه المعاهدة من خلال المصالح الوطنية المصرية وليست مصلحة إستمرار نظام سياسي أو مصلحة مشروع التوريث أو قضية الإخوان المسلمين على سبيل المثال المصلحة الوطنية المصرية كما تفرضها المعطيات الجيوستراتيجية وكما أدت إلى إنخراط مصر في الصراع العربي الإسرائيلي قبل ثورة 52 وبعد ثورة 52 إلى آخره. إذن هناك عودة للسياق الطبيعي الذي تنظر منه مصر إستراتيجيا إلى القضية الفلسطينية، الآن هناك إتفاقية ستحترمها مصر هذا مؤكد ولكن إحترام الإتفاقية لا يعني أبدا أن تقدم تنازلات مجانية لإسرائيل من قبيل بيع الغاز بسعر بخس، ليس معناه بالضرورة طلب رضى إسرائيل للوصول إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية ليس معنها المشاركة في فرض حصار مصري على قطاع غزة. كل هذه الأمور تتغير ونحن شهدناها تسقط وبسرعة شديدة، إذن هناك رؤية مختلفة تماما للصراع العربي الإسرائيلي ..لكن الشيء المؤكد أيضا أن مصر لن تتخذ أي خطوات من شأنها أن تضع العلاقات المصرية الإسرائيلية على المحك أو تدفع بالأمور في إتجاه المواجهة العسكرية أو في إتجاه قطيعة مع الولآيات المتحدة الأمريكية. وأنا أظن أن تطور الموقف المصري مرتبط أيضا بتطور الموقف الفلسطيني بصلابة الموقف الفلسطيني بعقلانية الموقف الفلسطيني بإستمرار الوحدة الفلسطينية وأيضا بالسياق العربي والسياق الدولي وبالتالي هذه نقطة بداية ونقطة بداية مهمة ولكنها نقطة عقلانية ونقطة حذرة وبالتالي الذين يتصورون أن غدا ستلغي مصر معاهدة السلام مع إسرائيل إلى آخره هذا لن يحدث وهو ليس مطلوبا وليس هو ضروريا في الوقت الراهن .

حماس والاستحقاقات السياسية


عبد القادر عياض: أستاذ مخيمر أيضا وأبقى في ظل التحاليل وهذه المتابعات لهذا الإتفاق، البعض يقول عن بعض وسائل الإعلام التابعة لحماس والتي كانت نوعا ما مزهوة بهذا الإتفاق وكيف أن حماس ثبتت على موقفها وفي النهاية نالت ما أرادت، وأن عليها ألا تبالغ في هذا الزهو لأن حماس التي ورطت نفسها بالدخول في العملية السياسية والإنتخابات، إنما هي تواصل هذا الطريق بهذه العودة وستجد نفسها أمام الأسئلة الصعبة المتعلقة بالإعتراف بإسرائيل و بقية الإستحقاقات السياسية الأخرى أيضا، إلى أي مدى هذا دقيق ؟


مخيمر أبو سعده: أنا بصراحة إلى حد ما أتفق مع وجهة النظر التي تقول بأن حماس على مدار العشرين عام الماضية أو على الأقل منذ أن أنطلقت في عام1987 – 1988 وحتى اليوم هناك تغيرات كبيرة حدثت في حركة حماس على مستوى البرنامج السياسي وحتى على مستوى المنطلقات الفكرية ..للأسف هناك من ينظر إلى حركة حماس حتى هذه اللحظة من منطلق ميثاق الحركة الذي كتب في عام 1988 والذي يدعو إلى إعتماد العمل المسلح والمقاومة نهجا لإنهاء الإحتلال وتدمير دولة إسرائيل. ولكن ما سمعته اليوم في خطاب السيد خالد مشعل عندما قال بأن حماس تقبل بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة دولة ذات سيادة وعاصمتها القدس، هذا بالتأكيد تحول في نهج حركة حماس تحول في برنامج حركة حماس السياسي، وأنا أعتقد أن هذا التحول بدأ منذ فترة طويلة ولكن تعزز هذا اليوم من خلال هذا الخطاب في مراسم المصالحة في القاهرة اليوم، لا أعتقد أن حماس تريد أن تمارس السياسة كما كانت تمارسها قبل عشرين عاما. اليوم حركة حماس عندما وصلت إلى السلطة من خلال الإنتخابات التشريعية وسيطرة حماس على قطاع غزة خلال الأربع سنوات الماضية أعطت حماس تجربة كبيرة في العمل السياسي وفي الحكم حماس عندما كانت في المعارضة كان يحلو لها أن تقول ما تشاء فيما يتعلق بإسرائيل وتدمير إسرائيل وتحرير فلسطين من البحر إلى النهر وأن فلسطين أرض وقف إسلامي لا يجوز التنازل عن أي شبر منها، اليوم حماس وخاصة بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أصبحت معنية أكثر بالهدوء والتهدئة ووقف إطلاق النار مع إسرائيل وهي أكثر من مرة قامت بإعتقال المطلوبين في عمليات إطلاق الصواريخ لأنها أصبحت تدرك أن إطلاق الصواريخ يعزز من وجهة النظر الإسرائيلية الإنتقامية ضد الفلسطينيين، ولذلك لا يجب المرور على هذه التغيرات التي حدثت خلال الأربع أوالخمس سنوات الماضية مرور الكرام أنا أعتقد أن هناك تحولات كبيرة حدثت لدى حماس فكرا وممارسة ويجب أخذ هذه التغيرات بعين الإعتبار خاصة وأن المجتمع الدولي الآن يراقب هذه التغيرات وسيراقب البرنامج السياسي للحكومة القادمة الذي سيحظى بثقة المجلس التشريعي الذي تسيطر على غالبية مقاعده حركة حماس بنسبة 56% .

تحرك إزاء إسقاط الذرائع


عبد القادر عياض: دكتور سميح هل أنت مع من يقول بأن السبب الأساسي لهذا الإتفاق إنما هو حرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس على الخروج من الباب الواسع بأن يتحقق مشروع الدولة الفلسطينية ويتم الإعتراف بها من خلال جمعية الأمم المتحدة عندما يتم مناقشة الموضوع في شهر سيبتمبر القادم ؟


سميح شبيب: علينا أن ننظر إلى المصالحة وفق بروسيس تاريخي ما معين، كان هنالك نوع من الحوار بين حركتي فتح وحماس حتى منذ ما قبل قيام السلطة الوطنية الفلسطينية. لنعد إلى الأمور إلى نهاياتها جمهورية مصر العربية بذلت جهدا كبيرا في إستضافة جلسات الحوار ورعايتها ووصلت الأمور إلى ما سمي في حينه بالورقة المصرية. الورقة المصرية ووقعتها حركة فتح وحركة حماس لم تقل بأنها تعارضها كليا قالت بأن لديها بعض الملاحظات فلذلك هنالك أساس، أساس لهذه المصالحة هي ليست خروجاً من مأزق، أنا لا أراها خروجاً من مأزق أراها من وجهة نظر أخرى تحرك أزاء إسقاط الذرائع من يد إسرائيل ،توحيد الأداة السياسية الفلسطينية، التوجه إلى مؤسسات العمل الدولي وهي معركة سياسية كبيرة جدا وهامة للغاية كجسم سياسي واحد، هذا الإتفاق حقق ذلك حقق لنا ما نريد في توحيد الأداة السياسية الفلسطينية ..


عبد القادر عياض: شكرا لك.. نواصل نقاشنا في حديث الثورة بعد الفاصل وفيها..ماذا عن حقيقة دورالتحركات والإحتجاجات السلمية التي قادها الشباب الفلسطينيون وحجم تأثيرها في إنضاج وإنجاح جهود المصالحة بين حركتي فتح وحماس

[فاصل إعلاني]

النسخة الفلسطينية من التحركات الشبابية


عبد القادر عياض: مرحبا بكم من جديد في حلقتنا التي تبحث اليوم في تاثير الثورات العربية والإحتجاجات الشبابية في إنضاج وتحقيق المصالحة الفلسطينية نظر الكثير من المتابعين لحركة الخامس عشر من آذار التي رفعت شعار الشعب يريد إنهاء الإنقسام بإعتبارها النسخة الفلسطينية من التحركات الشبابية السلمية في تونس ومصر، والتي أدت إلى إسقاط النظام هناك .. غير أن وجه الشبه هذا لايطمس في نظر آخرين الخصوصية الفلسطينية المتمثلة في هدف الحراك إذ يمكن إسقاط النظام وإنما توحيده بإنهاء الإنقسام بين حركتي فتح وحماس .. تعود هذه التجربة إلى حركة قادتها تجمعات شبابية فلسطينية إستلهمت تجربة الثورتين التونسية والمصرية وهي في الجوهر حملة شعبية قامت خارج التصنيفات الحزبية التقليدية في الساحة الفلسطينية إستخدمت في انشطتها الشبكات الإجتماعية خاصة الفيس بوك لإيصال رؤاها ومواقفها وإعتبرت الحملة الخامس عشر من آذار يوم غضب شعبي ضد الإنقسام الداخلي الفلسطيني واتخذته تسوية لتحركاتها الإحتجاجية ..

إذن أعود إلى ضيوفي في هذه الحلقة وإلى القاهرة وهناك الدكتور حسن نافعة.. تكلمنا عن العوامل الداخلية في إطار تنظيمين فتح وحماس عوامل خارجية عربية وغير ذلك ودولية ..الآن ماذا عن الشارع الفلسطيني الشعب الفلسطيني الذي يتأثر بشكل أو بآخر بهذا الربيع العربي .


حسن نافعه: أنا أعتقد أن دوره كان مهما جدا وأظن أن رسالته وصلت إلى قيادة فتح والسلطة الفلسطينية وأيضا قيادة حماس. البعض ينسى أن القضية في فلسطين ليست من يحكم فلسطين، ولكن من يحرر فلسطين، المطروح فلسطينيا هو حركة تحرر وطني وليس ترشيد حكم قائم في واقع الأمر وبالتالي الشعار الذي إقترحته الحركة الشبابية الفلسطينية التي تأثرت بدورها بالحركات الشبابية العربية هو تجسيد للثورة العربية بخصوصية الواقع الفلسطيني كان مطلوبا فلسطينيا هو وحدة الموقف الفلسطيني وحدة الفصائل الفلسطينية، وليس ظهور حركة أخرى تنحاز إلى هذه أو تلك أو تلغى هذه أو تلك، لأن المطلوب بالفعل هو وحدة الشعب الفلسطيني.


عبد القادر عياض(مقاطعاً) : ولكن دكتور حسن ما مدى تأثير هذه الحركة على القرار وعلى هذه الخطوة ؟


حسن نافعه: ربما الأخوان الفلسطينيين يجيبو على هذا السؤال أفضل مني ولكن أنا أعتقد أو أتصور أن يكون صوت الشارع الفلسطيني قد سمع من الطرفيين خصوصا وأن الموقف الذي تمثله السلطة الفلسطينية لم يؤدي إلى أي نتيجة، قدمت تنازلات ضخمة جدا ولكن إسرائيل لم تستجب لها بل بالعكس كانت تستغل الإنقسام الفلسطيني لإبتزاز السلطة الفلسطينية ولإبتزاز الذين يطالبون بتسوية سلمية بأي شكل، أيضا المشروع المقاوم للسلطة الفلسطينية حوسب وتقريبا أصيب بالشلل وبالتالي كان هناك تململ داخلي فلسطيني لان القضية ليست قضية من يحكم كما قلت وإنما قضية من يحرر فلا الذي يرفع شعار التسوية السلمية قادرعلى التحرير ولا الشعار الذي يرفع المقاومة قادر على التحرير وبالتالي الإنقسام الفلسطيني كان يصيب المشروع الوطني في الصميم، إذن عندما يطرح الشارع الفلسطيني هذا الشعار الشعب يريد الوحدة يريد المصالحة فأظن أنه كان يجب أن يسمع وأنه هذا هو الشعار الصحيح وأظن أنه لعب دورا ولكن لا يجب تجزئة المسائل ليس هناك عامل واحد أدى إلى هذه المصالحة ولكن مجمل العوامل سواء الداخل الفلسطيني أو العربي أو الدولي صبت في هذا الإتجاه ..


عبد القادر عياض: أنا سآخذ بنصيحتك دكتور حسن وأسأل ضيفي في غزة ورآم الله عن مدى تأثير هذه الحركة حركة الخامس عشر من آذار مارس فيما يتعلق بهذه الخطوة نحو المصالحة وأبدأ بضيفي من غزة .


مخيمر أبو سعده: بالتأكيد ما نشهده اليوم من تحول تاريخي بتوقيع إتفاق المصالحة في القاهرة وهذا أنا في تقديري نحن نصنع مجدا فلسطينيا جديدا وتاريخا فلسطينيا جديدا بهذا التوقيع على هذه الورقة هو ثمار تحرك الشباب في الخامس عشر من آذار قبل حوالي شهر ونصف هذا التحرك الذي إمتلأت به شوارع غزة والضفة الغربية والتي رفعت شعارا واحدا وهو الشعب يريد إنهاء الإنقسام ورفعت الأعلام الفلسطينية في كافة المناطق هذا الحراك الشبابي والشعبي هو الذي أدى برئيس وزراء حكومة حماس في غزة سيد إسماعيل هنية بدعوة الرئيس محمود عباس لزيارة غزة والبحث فورا والدخول في حوار لإنهاء الإنقسام وكان الرد إيجابيا في اليوم التالي من الرئيس محمود عباس في إجتماع مركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية بأنه على إستعداد لزيارة غزة اليوم قبل غدا، الحراك الشبابي هو الذي دفع إلى ما نحن به الآن وانا أعتقد أن كل من فتح وحماس سمع صوت الشعب وكان صوت الشعب مدويا بأن الإنقسام وتداعيات الإنقسام قد أضرت كثيرا بالشعب وبالقضية الفلسطينية، وإنتهزت قيادات فتح وحماس هذا التحرك وهذا الحراك الشبابي لإيجاد مخارج للأزمة الموجودة منذ أربع سنوات وبالتالي يعني هذا هو عامل أساسي ولكن كما قلنا خلال هذا البرنامج يجب الأخذ بعين الإعتبار أن العامل الإقليمي وغياب نظام مبارك والأزمة التي تعانيها سوريا ورفع الفيتو السوري عن المصالحة الفلسطينية هي كذلك عوامل ساعدت على سرعة إنجاز وتوقيع هذا الإتفاق.


عبد القادر عياض: دكتور سميح الواقع الفلسطيني يختلف عن التجارب الأخرى كما في مصر أو تونس ولكن أيضا نفس السؤال ماذا عن تأثير هذا العامل الداخلي عامل الشباب وعامل هذه الحركة الشبابية في هذه الخطوة ؟


سميح شبيب: نعم هذه الحركة لعبت دورا ضاغطا على القيادة السياسية وعلى نحو جاد وتميزت بمميزات عديدة تميزت فيها الحركات الشبابية العربية منها على سبيل المثال إستخدام التقنيات الحديثة مثل التويتر والفيس بوك وغيره من الوسائل، أضف إلى ذلك أن هؤلاء الشباب لم يكن حزب يقودهم، أو يوجههم، هم من أبناء هذا الشعب خرجوا من صفوفه لا ينتمون لأي حركة من الحركات وخاضوا معركتهم بإعتقادي بنجاح وبجدية وكان صوتهم مسموع اليوم تحديدا لاحظنا بأنه وبعد التوقيع خرج هؤلاء الشباب في المدن جميعها في غزة ورام الله ونابلس والخليل وغيرها من المدن في حالة من الإبتهاج الشديد وكأن جهودهم هي توجت وأثمرت فكان الإتفاق .


عبد القادر عياض: برأيك دكتور سميح كيف لهذه الحركة الشبابية وبهذه الإيجابية التي وصفتها بها بأن تكون رافدا عاملا من العوامل التي تساعد على ضمان الإستقرار على بقاء الإتفاق وديمومته ؟


سميح شبيب: نحن نعول كثيرا على هذه الحركة هذه الحركة هي حركة نظيفة تماما وحركة واعدة وحركة قادرة بنفس الوقت .. فلذلك أنا لا أعتقد أن دور الشباب وبعد أن حدث ما طمحوا إليه وتظاهروا من أجله، واعتصموا في الساحات العامة ليالي طويلة. أنا لا أعتقد لهذه الحركة ان تنتهي على النقيض من ذلك هي ستتواصل، ستتابع ملفات المصالحة ستسعى إلى أن تنجح الحكومة في التمهيد الجاد لإنتخابات تشريعية ورئاسية وفيما إذا جرت هذه الإنتخابات فسيكون للشباب دور بارز فيها..


عبد القادر عياض: بإعتقادك أستاذ مخيمر السلطات الفلسطينية سواء في غزة او في الضفة الغربية كيف تنظر إلى هذه المجموعات طبعا من باب المقارنة كما جرى في مصر وتونس هل تخشاها وبالتالي تضع لها حسابات معينة أم خصوصية الشأن الفلسطيني تفرض بالضرورة تعاطٍ بشكل مختلف مع هذه الحركات ؟


مخيمر أبو سعدة: هو بالتأكيد خصوصية الوضع الفلسطيني الإنقسام قد أثر سلبا على نظرة السلطات سواء في الضفة أو في غزة تجاه هذه المجموعات الشبابية والحراك الشبابي. حركة حماس في غزة إتهمت هذه المجموعات الشبابية بأنها مجموعات تابعة لحركة فتح والأسواء أنها نعتتها بأنها تابعة للأجهزة الأمنية السابقة لحركة فتح في غزة، وفي الضفة الغربية الحراك الشبابي والمجموعات الشبابية تم إعتبارها بأنها مجموعات تعمل لمصلحة حماس ولذلك تم التضييق على هذه المجموعات بشكل كبير، وتم في كثير من الأحيان الإعتداء عليهم وإعتقالهم و عدم السماح لهم حتى بإقامة فعاليات أخرى فعلى سبيل المثال كان هناك فعالية يوم عيد الأرض في الثلاثين من آذار والذي لم يسمح فية للحراك الشبابي بالقيام بأي مظاهرات أو فعاليات وتم الإعتداء على الحراك الشبابي في غزة وإعتقالهم ومضايقتهم وحدث نفس الشيء في خيمة الإعتصام في المنارة في رام الله ..ولكن ما أشهده اليوم وأنا أتفق مع الأستاذ سميح إذا سمحت لي أن غزة خرجت عن بكرة أبيها الآن حتى هذه الساعة المتأخرة من الليل، غزة كلها تحتفل في الشوارع، كل جماهير وكل فئات الشعب الفلسطيني في غزة، وأنا قادم إلى الإستوديو خرجت إلى شوارع غزة تحمل الأعلام الفلسطينية العلم الفتحاوي يعانق العلم الحمساوي وكأن شيئا لم يكن. يبدو أن الشعب الفلسطيني قادر على طي صفحة الماضي طي صفحة الإنقسام وبدأ مرحلة جديدة وأن قوى الأمن في غزة تتعامل بشكل إيجابي حتى هذه اللحظة مع الحراك الشبابي ومع الفعاليات الشعبية الفلسطينية منذ ساعات الظهر والإحتفالات لم تنقطع وقوى الأمن تنظم هذه الإحتفالات ولم تحدث أي إخلالات أو أي مضايقات حتى هذه اللحظة .


عبد القادر عياض: دكتور حسن نافعة في القاهرة رغم أن حالة التردي في الوضع الداخلي الفلسطيني الفلسطيني على الأقل في الأربع سنوات الماضية وصلت مستوى ربما غاية في السوادوية وفي التدني ومع ذلك من باب المقارنة في حالة الربيع العربي بين التجارب العربية وبين الشأن الفلسطيني في دول عربية وصلت المطالب الحركات الشبابية إلى حد المطالبة بإسقاط النظام وفعلت ذلك في الحالة الفلسطينية رغم حالة التردي والتدني إلا أنها فقط وصلت إلى حالة المطالبة بإنهاء الإنقسام هل الحالة الفلسطينية وهيكليتها لها دور في هذا السقف من المطالب؟


حسن نافعه: أنا أعتقد أن الحالة العربية واحدة تماما هناك إشتياق عربي للديمقراطية هناك أشتياق عربي للإستقلال هناك إشتياق عربي للتنمية هناك إشتياق عربي للخروج من هذا المأزق الذي تعيشة الأمة العربية الشعوب العربية لديها الإنطباع بأنها تملك من الموارد وتملك من عناصر القوة ما يمكنها من أن تتبوأ مكانة أفضل مما هي فيه بكثير لكن في كل قطر عربي خصوصية شديدة المشكلات تطرح نفسها بطريقة مختلفة لكن الجوهر واحد في واقع الأمر وما حدث في العالم العربي وإنتقال الثورات العربية من منطقة إلى أخرى يدل على أن هذا العالم العربي يشكل دائرة حضارية واحدة يشكل رغبة في الوحدة الحقيقية القومية العربية تطرح نفسها بصور وبأساليب جديدة وتدرك أن الديمقراطية هي الوسيلة لتحقيق أماني هذه الشعوب .. طبعا هناك خصوصية للوضع الداخلي الفلسطيني لأننا بصدد حركة تحرر وطني لم تكتمل بعد وليس نضالاً ضد نظام سياسي مستبد إلى آخره .. وهذا كان واضحا جدا تأثير الشعوب العربية وتلقفها لهذه الروح ولكن بالخصوصية الفلسطينية لأن هناك إدراك عميق من داخل الشعب الفلسطيني أن المشروع الوطني الفلسطيني في خطر وأن الذين تسببوا في هذا الإنقسام أو مارسوه أو عمقوه بهذه الطريقة إرتكبوا ما ارتكبته النظم العربية الأخرى يعني من أشكال الإستبداد وأشكال القمع وأشكال التمييع المختلفة، إلى آخره هم في فلسطين إرتكبوا نفس الأخطاء بالصيغة الفلسطينية وبالطريقة الفلسطينية .. ولذلك أنا أظن أن هناك وحدة مشاعر تضم كل هذا العالم العربي ولكن كل شعب عربي يمارس الفكرة بطريقته الخاصة ويطبقها على خصوصية الواقع الذي يعيشه .

الملفات الرئيسية


عبد القادر عياض: دكتور سميح من باب تحصين هذا الإتفاق للمستقبل ألا تعتقد بأنه من حق هذه الحركات بأن تطالب بحالة من الشفافية يقدم فيها من كان سببا في هذا الإنقسام العلاقات الخارجية كيف أن المسببات الخارجية كانت سببا في هذا الإنقسام وبالتالي تنعكس على هذا الشعب الفلسطيني ..هل الآن مطلوب حالة من الشفافية على الأقل من باب تحصين وفهم أي طارئ قد يؤثر على هذا الإتفاق ؟


سميح شبيب: الإتفاق في الأساس هو عبارة عن خمسة ملفات رئيسية وهذه الملفات الرئيسية هي معقدة وتحتاج إلى مسار خاص، يعني علينا أن لا نتوهم بأن هذه الوحدة على سبيل المثال جعلت من البرنامج السياسي لحركة حماس قريب من البرنامج السياسي لحركة فتح لا هو إختلاف كبير ولكن في السابق كان الإختلاف تصارعيا الآن الإختلاف ضمن بوتقة واحدة وهو تكاملي فلذلك أنا أعتقد بأن المطلوب الآن متابعة هذه المسارات والوصول إلى شاطىء الأمان ولسنا في صدد البحث في التاريخ أو تحميل مسؤولية ما حصل هذه الأمور سنتركها للمستقبل للتاريخ للمحاسبات الآن نحن أمام مرحلة جديدة صعبة فيها مسارات سياسية هذه المسارات تحتاج إلى نوع من الصفاء والتلاقي الجدي وتغليب الروح الوطنية على أي شيء آخر .


عبد القادر عياض: عن الروح الوطنية وأسأل هنا الأستاذ مخيمر في غزة.. برأيك كيف لهذه الحركة الشبابية بأن تساهم في حماية هذا الإتفاق وإطالة أمده ؟


مخيمر أبو سعده: هذا سؤال مهم جدا أنا أعتقد أن الحراك الشبابي الفلسطيني يجب أن يستفيد من الثورة في تونس والثورة في مصر أن الثورة في تونس لم تتوقف يوم 14 يناير وكذلك الثورة في مصر لم تتوقف يوم 11 فبراير. إستمر الحراك الشبابي والثورة في تونس ومصر بمراقبة ما حدث وكان هناك إصرارمن الحراك الشبابي في تونس ومصر على أن تنتج هذه الثورات حكومات وطنية تلبي مصالح الشعوب وقضايا الشعب سواء في تونس، أو مصر، أنا أعتقد أن الحراك الشبابي الفلسطيني يجب أن يبقى يقظا ويجب أن يكون صمام أمان لمراقبة تنفيذ هذا الإتفاق، لأن وجود هذا الحراك والحشد الشعبي والجماهيري المراقب لفتح وحماس، وألا يسمح لهم بالإبتعاد عن هذا الإتفاق وأن يتم تنفيذه بكل إخلاص وبكل أمانة هذا يعتمد بالأساس على إستمرار الحراك ووجوده وفعالياته ويجب ألا ينتهى بمجرد التوقيع على هذا الإتفاق يجب أن يبقى كما قلت صمام أمان للإستمرار والمراقبة حتى يتم طي صفحة الإنقسام بشكل نهائي وبدء الإجراءات العملية والفعلية لتشكيل الحكومة والقيام بالمهام والصلاحيات المناطة لهذه الحكومة وهو الذهاب إلى الإنتخابات التشريعية والرئاسية وإنتخابات المجلس الوطني وإعادة إعمار غزة تشكيل لجان مصالحة مجتمعية كل ما هو مطلوب من هذه الحكومة بمراقبة من الحراك الشبابي وجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة .


عبد القادر عياض: من غزة المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة ومن رام الله كان معنا الكاتب والمحلل الدكتور سميح شبيب ومن القاهرة كان معنا الدكتور حسن نافعة شكرا جزيلا لكم ضيوفي في هذه الحلقة .. وبذلك نأتي إلى ختام هذه الحلقة من برنامج حديث الثورة غدا إن شاء الله نفتح ملفا ىخر من ملفات الثورة ..إلى اللقاء بإذن الله.