حديث الثورة - تراجع شباب الثورة في تونس ومصر - صورة عامة
حديث الثورة

تراجع شباب الثورة في تونس ومصر

تناقش الحلقة موضوع تراجع شباب الثورة في تونس ومصر، فالشهور الأخيرة حملت بوادر انكفاء لهذا التيار بعد ما عجز عن تحويل جموعه إلى حالةٍ سياسية.

– قائمة موحدة لائتلاف شباب الثورة في مصر
– استثناء الشباب من المشاورات الانتخابية

– إدراك عميق لأهمية دور الشباب

– سباق الانتخابات

– ساحات التغيير

 

 فيروز زياني
 فيروز زياني
عبد الحليم قنديل
عبد الحليم قنديل
 أسماء محفوظ
 أسماء محفوظ
إمام الله المنصوري
إمام الله المنصوري
 محمد الجويلي
 محمد الجويلي
عبد الرحمن فارس
عبد الرحمن فارس


فيروز زياني: السلام عليكم وأهلاً بكم في حديث الثورة، بدا شباب الثورة في تونس ومصر اللتين أزهر فيهما الربيع العربي مبكراً، بدا هؤلاء الشباب في لحظةٍ ما مصدر إلهامٍ للعالم بأسره ومعقل آمال الشعوب العربية في مستقبلٍ مشرق، تحولوا في سياق الثورات العربية من منطقةٍ معطلة إلى رافعةٍ لأكبر تحولٍ سياسيٍ في التاريخ العربي الحديث، لكن الشهور الأخيرة حملت بوادر انكفاء لهذا التيار بعد ما عجز عن تحويل جموعه إلى حالةٍ سياسية ومطالبه إلى برامج اقتصادية، فتراجع حضوره وخفت صوته الذي كان ملء سمع الدنيا وبصرها حينما كان يتردد في جنبات ميادين التغيير التي صنعت أول ربيعٍ عربي.

[تقرير مسجل]


أحمد الكيلاني: كانوا ساعتها في صدارة المشهد، قادوا المسيرة ودفعوا الثمن كاملاً غير منقوص، إنهم شباب الحركات التي أشعلت الثورة في مصر، طالبوا بالتغيير وفرضوه واقعاً على الأرض، فأزاحوا نظاماً ظن كثيرون أنه لن يسقط أبدا، لكن الحال لم يعد كما كان، فهناك إحساس لدى البعض في الشارع بأن دور هؤلاء الشباب قد تراجع إلى حدٍ ما لصالح الأحزاب والقوى السياسية التقليدية.

[شريط مسجل]

مواطن مصري: اللي قاموا بالثورة يوم 25 ويوم 27 وكانوا موجودين يوم جمعة الغضب مش هم الموجودين هنا دلوقت، دلوقت بقت أحزاب.

مواطن مصري آخر: الثورة ديت الشباب اللي عملتها، إحنا ملناش أي دخل فيها، لما الشباب عملتها الشعب كله صف مع الشباب، والوقت الحالي الشباب مش لاقيين أي حاجة فيها.

احمد الكيلاني: لكن شباب الثورة لا يرون أن دورهم قد تراجع فهم مازالوا موجودين في كل المظاهرات التي تجتاح البلاد من آنٍ لآخر، ولازالوا يعبأون الناس لتحقيق أهداف الثورة من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، لكنهم يعترفون أن الانقسامات التي حدثت في بعض حركاتهم والاتهامات التي وجهت لجزءٍ منهم بتلقي تمويل من الخارج قد أثرت على صورتهم خاصةً بعد أن شارك في توجيهها نفر من أبناء هذه الحركات.

أسماء محفوظ/ ناشطة شبابية وعضو سابق بحركة 6 أبريل: عرفوا يعملوا انقسامات جديدة بحيث أنه هم ياخدوا ناس في الأعلام ويدوهم ورق ،وأنه أنتم لازم تكونوا وطنيين و و و، الناس في الشارع للأسف انه لما النظام هو اللي يقول علينا عملاء، غير لما ناس مننا تقول علينا عملاء، غير لما ناس مننا يقولك ده إحنا معانا ورق وأدلة بس مخبيينه واحنا مش عارفين الناس دى بتسافر ليه، الكلام ده غلط، هم يستغلوا بعض الناس اللي عندهم مش عايزة أقولها أمراض نفسية بس اللي عنده غيرة من حاجة اللي عنده مشكلة من حاجة، اللي عايز يظهر ويقول لك أنا إللي وطني وأنا اللي كان من حقي أني أنا أمسك الحركة.

محمد الكيلاني: متطلبات المرحلة الحالية التي يديرها المجلس العسكري والتي تراجعت فيها حدة المواجهات في الشارع المصري وبرزت الحاجة للجلوس إلى طاولات حوارٍ بين قوى سياسية مختلفة، ربما كانت سبباً في الإحساس بأن صوت المؤسسات الحزبية هو الأعلى في هذه اللحظة.

حسن نافعة/أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: بالتأكيد لو كان الشباب قد استطاع أن يوحد صفوفه وأن يشكل إطاراً مؤسسياً يستطيع أن يتحاور به سواء مع القوى السياسية الأخرى ،أو مع المجلس العسكري، لكان قد فعّل دوره أكثر ولكان قد لعب دوراً مهماً في إدارة المرحلة الانتقالية وفي التأثير على مخرجات المرحلة الانتقالية.

محمد كيلاني: ربما يكون شباب الثورة الآن بحاجةٍ إلى إعادة تنظيم صفوفهم سعياً وراء مزيدٍ من العمل المؤسسي حتى لا يفاجئوا ذات يوم بأنهم قد أصبحوا على هامش ثورةٍ هم من أشعلوها ثم تصدر آخرون واجهتها وركبوا موجتها وخطفوها ثماراً زرعها غيرهم، أحمد الكيلاني، الجزيرة، القاهرة.

[نهاية التقرير]


فيروز زياني: لمناقشة هذا الموضوع ينضم إلينا من القاهرة كل من عبد الحليم قنديل وهو رئيس تحرير صوت الأمة القاهرية وينضم إلينا من تونس محمد الجويلي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، كما تنضم إلينا من القاهرة الناشطة السياسية أسماء محفوظ وينضم إلينا من تونس أيضاً أستاذ علم الاجتماع في الجامعة بل عذرا إمام الله المنصوري وهو الناشط الشبابي، نرحب بضيوفنا جميعاً على أن يلتحق بنا أيضاً مجموعة من الضيوف لاحقاً خلال هذه الحلقة على الأقل ذلك ما نأمله، نبدأ بدايةً مع السيد عبد الحليم قنديل من القاهرة ونود منك في الواقع سيد عبد الحليم قراءة للمشهد السياسي الآن لمصر لما بعد الثورة وتحديداً دور شباب الثورة فيها، هل فعلاً هنالك الآن انكفاءة لهذا الشباب؟

قائمة موحدة لائتلاف شباب الثورة


عبد الحليم قنديل: أخشى أننا بصدد أزمة أكبر من الشباب، هناك أزمة للثورة المصرية الآن، الثورة المصرية هناك محاولة الآن لخنقها، ربما الانقلاب عليها بالكامل، هناك أيضاً وضع غريب جداً شاذ كما لو كان الذين قدموا التضحيات ودفعوا ضرائب الدم يريدون في نهاية الأمر وضع الثورة المضادة في السلطة بعد الثورة، هناك تناقض جوهري في الوضع المصري الآن، الثورة تبدو حدثاً فريداً جداً متسلسلاً تقاوم تدافع عن نفسها، تضغط على المجلس العسكري. المحصلة في هذه اللحظة تبدو كصدمة حقيقية جسدتها شهادة المشير محظورة النشر لكن الانطباع عنها بالطبع معروف، وأيضاً الميل لمصادرات الصحف كما جرى مصادرة صحيفة صوت الأمة في نفس يوم صدمة المشير، من هنا ما يبدو من أزمة لأجيال الشباب التي شاركت في الثورة هو من جنس أزمة الثورة نفسها، المراد الآن، هناك جهات في السلطة ،المجلس العسكري وحكومتهم من جهة ومن جهة أخرى الأحزاب القديمة من جهة أخرى يسيطر عليها تيارات اليمين سواء الإسلامي أو الليبرالي تريد ترميم نظام مبارك حتى ولو كان بدون مبارك نفسه، هذا هو جوهر الأزمة حتى لا نظلم حركات بعينها، لأن الشباب دول ليسوا تياراً واحداً، الشباب هذا مجتمع شاب 60% منه في عمر الشباب على الأقل، أمر طبيعي جداً أن نتقدم بالشباب كل ثورات الأمم، هذا حدث دائماً في التاريخ، لكن كما نعلم أيضاً في التاريخ أول برلمان بعد كل ثورة هو أسوأ برلمان، يزيد السوء في الحالة المصرية أن هناك تعمد في صياغة النظام الانتخابي وفي مواعيد الانتخابات وفي السيناريو الذي جرى لتمكين الثورة المضادة بشقيها سواء المنتسبة سابقاً للسلطة القديمة أو حتى التي كانت تناور وتداور حولها باسم المعارضة ووقفت ضد فكرة الثورة ولم تنضم بعد إلى الثورة إلى بعد نجاحها بالفعل.


فيروز زياني: إذن هذا الوضع في مصر ماذا عن تونس التي سبقت مصر في هذه الثورة والتي خرج شبابها إلى الشوارع وفجروا شرارة هذا الربيع العربي، نتحول بالسؤال هنا للسيد محمد الجويلي وهو معنا من تونس ونسأل ماذا عن تونس ،البعض تحدث عن إقصاءٍ وتهميشٍ للشباب صانع الثورة ما بعد الثورة في تونس.


محمد الجويلي: الوضع في الحقيقة في تونس مشابه لما هو موجود في مصر، أعطي مؤشراً على ذلك أنه فقط 6% من شباب تونس هم الذين سجلوا في القوائم الانتخابية للمشاركة في الانتخابات، مثل هذا الرقم وأقل بكثير منه نجده أيضاً في الشباب الذين برزوا ضمن القوائم الانتخابية المرشحة للمجلس التأسيسي، إذن هناك مشكل مشاركة.


فيروز زياني: سيد جويلي فقط نفهم تماماً ما تقصد 6% من الشباب المشاركين كقوة انتخابية ينتخبون أم أنهم من المرشحين، تفضل.


محمد الجويلي: كقوة انتخابية كمسجلين في القوائم الانتخابية ،ثم بعد ذلك عندما خرجت القوائم الانتخابية، قوائم الأحزاب وقوائم المستقلين أيضاً، الرقم أقل من 6% يظهر وجود الشباب داخل هذه القوائم الانتخابية المترشحة لانتخابات المجلس التأسيسي، ثم في المرصد الوطني للشباب قمنا مع منتدى العلوم الاجتماعية التطبيقية وهو جمعية علمية محترمة جداً في تونس، قمنا بالتعاون بصدد الآراء مؤخراً أعطى نتائج تبين أن فعلاً هناك عزوف للشباب عن الشأن السياسي، أولى هذه الأرقام هو أنه فقط 22% من شباب تونس حضروا اجتماعات حزبية، أنه 77% فاصل بعض النقاط لم يذهبوا، لم يشاركوا ولم يحضروا أي اجتماع سياسي، 72% أيضاً يعتقدون أن هذه الانتخابات تنظمها الحكومة في حين نعلم جميعاً أنه تشرف على هذه الانتخابات هيئة مستقلة هي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، طبعاً هناك أرقام أخرى دالة على أن هؤلاء الشباب غير معنيين بذلك، هل مقصيون أم هم الذين أقصوا نفسهم.


فيروز زياني: لماذا؟


محمد الجويلي: هنا السؤال، لا أعتقد أنه هناك مشكل من الطرفين، أولاً لأن الشباب دائماً يصاحب العواصف هو الذي يبني الثورات والكهول هم الذين يجنون غنائم هذه الثورات، هذه الملاحظة الأولى، الملاحظة الثانية أن الشباب، الشباب المصري والشباب التونسي عندما قاموا بالثورة، قاموا بالثورة بآليات عصرهم الآن، فيسبوك والشبكات الاجتماعية بشعارات غير الشعارات المعتادة الأيديولوجية، هناك فراغ أيديولوجي كبير ولكن هذا الفراغ الأيديولوجي الكبير دفع بهؤلاء الشباب للمساهمة مساهمة فعلية في هذه الحركة الثورية في مصر أو في تونس، ولكن عندما استعادت الأحزاب قدرتها على النشاط طبعاً استعادت في نفس الوقت آلياتها القديمة في التعامل الحزبي، آلياتها القديمة في التعامل مع الشباب، آلياتها القديمة في تنظيم اجتماعاتها، في تنظيم أفكارها إلى غير ذلك، هذا طبعاً لم يكن مساعداً للشباب الذين تعودوا ،أولاً هؤلاء الشباب لم يتربوا مثل شباب السبعينات والثمانينات عندما نتذكرانه في الجامعة التونسية مثلاً وغيرهم في الجامعة المصرية كان الشباب يمارسون العمل السياسي، لكن داخل الحيز الجامعي ولكن نجدهم الآن شباب السبعينات والثمانينات في الجامعة التونسية نجدهم الآن عندما كبروا طبعاً هم الآن يقودون الحركة السياسية والحركة النقابية إن شئنا، ولكن الفراغ تم من التسعينات إلى الآن فراغ أيديولوجي كبير جداً، شباب اهتموا بأشياء أخرى، مختلفة تماماً عن الشأن السياسي، طبعاً وجدوا أنفسهم أمام حالة دفعتهم إلى الثورة، ولكن الحالة التي دفعتهم إلى الثورة ليست حالة سياسية، هو الذي دفعهم هو ما يسمى بالإحباط النسبي أن هؤلاء الشباب في أغلبهم متعلمون لهم انتظارات، لهم توقعات، يتفرجون على العالم، يعرفون ما يقع في العالم، عبر الشاشات، عبر الفيسبوك إلى غير ذلك ويجدون أمامهم واقعاً مغايراً تماماً، طبعاً هذا التناقض بين تطلعاتهم وبين قدراتهم للوصول طبعاً لتحقيق ما يصبون إليه وبين الواقع الذين يروه يومياً، هذا التناقض بين شيئين هو الذي أجج هذا الاحتجاج دون خلفية سياسية ودون خلفية أيديولوجية وبالتالي عندما بدأت السياسة لعبتها وجدوا أنفسهم خارج هذه اللعبة.


فيروز زياني: دعنا هنا ربما نقف مع الشباب حتى نوصفهم ونعطيهم حقهم على الأقل في الرد، أتحول إلى القاهرة وأسماء محفوظ وهي واحدة من الشباب الذي فجر الثورة في مصر، أسماء لعلك سمعت بكل ما ذكره الأستاذ الجويلي، إذن هناك فراغ أيديولوجي الشباب في السبعينيات كانوا أكثر وعياً سياسياً وأكثر تمرساً في السياسة من شباب اليوم، قمتم بالثورة بأدواتكم لكن ربما لا تملكون الأدوات لمرحلة ما بعد الثورة، هل ترين الصورة بهذه الطريقة؟


أسماء محفوظ: لا أنا بس عايزة أقول بالأول أني أنا متفقة مع كلام كثير قوي من الأستاذ عبد الحليم قنديل أنه المشكلة أكبر من موضوع الشباب، المشكلة دي مشكلة مشهد ثوري بالكامل، المشهد السياسي كله خطير جداً في وضع مصر في الوقت الحالي، من بعد سقوط مبارك إحنا اكتشفنا، افتكرنا أنه خلاص إحنا فرحنا والثورة انتهت بسلام ونبتدي نكون أحزاب علشان نمارس العملية الديمقراطية على خير، اكتشفنا ده الثورة كانت بتتسرق، المجلس العسكري بيحاول أنه هو يعيد صياغة الحزب الوطني أو النظام القديم بشكل كامل، بشكل تدريجي وسريع جداً.


فيروز زياني: أسماء حتى فقط لا نحول موضوع الحلقة، عذراً أسماء هذا الموضوع أشبعناه نقاشاً وسنشبعه نقاشاً أيضاً في حلقاتٍ لاحقة لكن ماذا لو ركزنا قليلاً على دور الشباب في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.


أسماء محفوظ: محتاجة أوضح نقطة أنه، فكرة أن تراجع دور الشباب ده كان ليه علشان أنه الشعب مكانش معانا، هي الصدام كله من هو المتسبب الرئيسي في المشهد السياسي في مصر، الشعب مكانش مساعدنا، الشعب قال لنا طب كوّنوا أحزاب وادخلوا الانتخابات وبتمر الانتخابات على خير، اكتشفنا أنه وضع قانون الانتخابات الجديد قانون هزلي تماماً، قانون حيدمر الثورة بشكل كامل هيرجع ثاني النظام القديم بثوبه الجديد، يمكن حتى بثوبه القديم، فتراجع دور الشباب كان ليه حتى كمان الإعلام مبقاش بيركز على الدور الرئيسي، ابتدأ يركز على مين بيعمل أحزاب إيه الصراعات الأيدلوجية وابتدأ يوضح إلى الخلافات ونسي المشكلة الرئيسية اللي في الشارع فعشان كده مش تراجع دور الشباب، تراجع دور الإعلام عن رؤية الشباب نفسها، تراجع دور الإعلام عن توضيح الصورة الحقيقية، تراجع دور الإعلام في توضيح كل الصورة والمشهد السياسي اللي موجود، فده ما كنش تراجع دور الشباب، إحنا لسه مستمرين في.


فيروز زياني: أسماء لكن أنتم وأنتِ تحديداً تنتمين، عذراً تنتمين إلى حزب أعلنتم الإعلان عن حزب جديد هو المصري اليوم، ماذا عن مكانه في هذا المشهد، ماذا عن برنامجه، هذا الحزب الذي أعلنتموه التيار المصري؟


أسماء محفوظ: حزب التيار المصري ده بيقدم فكراً كبيراً هو ملوش أيدلوجي، ملوش أيديولوجي متعصبة، ده حاجة بتعبر عن التيار الرئيسي المصري، أفكار الإنسان المصري، البرنامج بتاعه المفروض انه أنه هو حيتبني من أدواتهم في الشارع، حنبتدي نبدأ نتكلم مع الناس، فعلشان كده هو واخد رتم بطيء شوية ،أنه هو لسه فكر جديد، الناس فاكره أنه يا دوب يا إما ندفع لهم فلوس فيدونا توكيل، يا إما بيمضوا توكيل وخلاص بيمشوا، إحنا مش عاوزين توكيل لمجرد عضو وخلاص، إحنا عايزين اللي حيمضي توكيل معانا، لازم هو اللي يكون قادر أنه يشتغل في الحزب، يقدر يبني يقدر يشتغل في الشارع، يقدر يقدم حاجة لمصر، فعلشان كده يمكن إحنا مش مهتمين بالإعلام على قد ما إحنا مهتمين بالشارع وهرجع ثاني وأقول أنه دور الإعلام الغير مستقل تماماً والغير محايد ده مش بيوجه الأنظار على الأحزاب اللي بتشتغل بالشارع أو يوجه الأنظار كلها للأحزاب الإعلامية الموجودة بتدي زخماً إعلامياً وبتحاول هي أنها تكون موجودة في المشهد.


فيروز زياني: إذن ما تحاولين قوله أسماء أنه حتى الشباب وإن حاولوا فعلاً أن يجتمعوا في كيانٍ سياسي على شكل حزب أو غير ذلك يلاقون الكثير من الصعوبات، دعينا ربما نتلمس الصورة في تونس والشباب هناك، هل وصلوا فعلاً ربما لما وصلتم أنتم إليه من إعلان عن هذا الحزب بدايةً من إعلان أيضاً لقرابة المئتين في ائتلاف شباب الثورة عن انضمامهم في قائمة موحدة ودخولهم الانتخابات البرلمانية، لنعرف ذلك نتحول إلى تونس ومعنا من هناك أمام الله المنصوري، كيف تبدوا صورة الشباب التونسي، هل هي على شاكلة المصري أم أقل من ذلك؟


أمام الله المنصوري: السلام عليكم.


فيروز زياني: وعليكم السلام.


أمام الله المنصوري: نعرف جميعاً أن الشباب التونسي هو شعلة الثورات العربية وكما نعرف جيداً أن الشباب التونسي هو ملهم الشباب في مصر وملهم الشباب في اليمن والبحرين وسوريا وليبيا ويشهد الشباب التونسي ما يشهده الشباب المصري، نحن هنا نعاني من الحكومة، نعاني من الحكومة الإقصاء والتهميش المتعمد قدمنا مشروع حزب، قدم الشباب مشروع حزب، حزب الأصالة والتحرر وتم رفضه من وزارة الداخلية، الشباب التونسي يعاني من التهميش، يعاني من التهميش الإعلامي والإقصاء الإعلامي من القنوات التلفزية الوطنية ومن الإذاعات المحلية كذلك، لكن رغم هذا كله سعى الشباب التونسي إلى تكوين جمعيات وانخرط في جمعيات للدخول إلى الساحة السياسية على غرار جمعية حركة الشباب التونسي التي تقدمت بخمسة قوائم مستقلة لانتخابات المجلس التأسيسي تضم أربعين شابا وشابة، ورغم كل هذه التعتيم علينا ورغم كل محاولات التشويه إلا أن الشباب التونسي مصر على استكمال الثورة، لأن الشباب التونسي، عزوف الشباب التونسي عن الساحة السياسية مرده أنه يعلم جيداً أن هذه الثورة لم تستكمل مسارها بعد.


فيروز زياني: لكن لعلك سمعت بماذا كان الأستاذ جويلي من تونس بالقرب منك بأن هناك ربما خواء أو فراغ أيديولوجي لدى الشباب سواء في تونس أو حتى في مصر وأن هناك قلة وعي سياسي ربما هي التي تقف حاجزاً إضافةً لعدم امتلاك أدوات المرحلة التالية غير التظاهر وإسقاط الأنظمة التي يعترف بها الجميع، لم يتقدم هذا الشباب ولم يقدم أدوات ربما تليق بالمرحلة المقبلة، ما ردك على مثل هذا؟


أمام الله المنصوري: كم كثرت محاولات تشويه هذا الشباب الحر، الشباب التونسي كما كان قادرا على إنشاء أول ثورة في القرن الواحد والعشرين هو قادر على دخول الساحة السياسية، نعم له أيديولوجيته الخاصة ونحن لا نعرف لماذا لم تحضر القنوات التلفزية المناقشات الأيديولوجية ما بين الشباب، لم لا تتابع هذه النقاشات، الشباب التونسي له الوعي أو أقصد هنا بالنخبة من الشباب التونسي أن يتحملوا أن يحملوا مشعل هذه الثورة وقيادة هذه الثورة، نعم له من الخبرات السياسية ما يمكنه من الدخول إلى الحكومة ومن أخذ مناصب في الحكومة، نعم نقولها وبكل اعتزاز أن هذا الشباب التونسي جاهز لتولي مثل هذه المناصب، لكن هناك أطراف تقصيه، لا تترك له المجال حتى للتعبير، أنظروا إلى المحاكم الآن، أنظروا إلى المحاكم كيف يحاكم الشباب ما بعد الثورة، أنظروا إلى حمدي بن صالح يحاكمونه في المحكمة العسكرية، أنظروا إلى عبد الأحمد الصغير يحاكم في المحاكم أنظر إلى الأخ والرفيق براء تم سجنه، أنا أحد الشباب التونسي تم اعتقالي ثلاث مرات ما بعد الثورة، فقط لأني أؤمن بالدخول في المسار السياسي لهذه الثورة، لكن نلاحظ إلى حد الآن هناك إقصاء متعمد وإنشاء الله نحن مواصلون وسنثبت للجميع أننا قادرون على التغيير، وأننا قادرون على تحمل مسؤولية المرحلة القادمة السياسية.


فيروز زياني: ترددت كثيراً كلمة الإقصاء التهميش خطف الثورة، محاولة لخنقها أيضاً هذه العبارات جاءت على لسان الأستاذ عبد الحليم قنديل وذلك من قبل اتهامات كان صريحاً فيها الأستاذ عبد الحليم قنديل للمجلس العسكري وحكومة الأحزاب القديمة، نستغل هذه الفرصة وربما نوجه هذا السؤال لضيفنا الذي انضم إلينا من القاهرة وهو اللواء نبيل فؤاد وأستاذ العلوم الإستراتيجية، مثل هذه الاتهامات، كيف ترونها؟


نبيل فؤاد: بسم الله الرحمن الرحيم، هو المشكلة كانت في بداية الثورة، كان توجه شبابنا وتوجه الثورة كان توجه مصر ومصلحة مصر ومستقبل مصر، ما حدث بعد ذلك شيء آخر لماذا ؟ ركب على هذه الثورة وعلى هؤلاء الشباب الأنقياء ركب عليهم الأحزاب القديمة، ركب على بعضهم المطالبون بمطالب فئوية، بعض الشخصيات أو رجال الأعمال ليسوا من الفلول ولكنهم رجال أعمال موجودون في الساحة، أيضاً استقطبوا بعضهم وتشرذم هؤلاء الشباب للأسف تشرذموا وأصبح كل، النهادره في 90 ائتلاف، كيف يمكن أن يتحدث إنسان مع تسعين رأي و90 اتجاه، هذه هي المشكلة اليوم، شبابنا تشرذم كان كله مجمع في اتجاه مصر، في اتجاه مستقبل مصر، اليوم أصبح كل الفئات وكان هناك كما نعلم زي فئات إسلامية وغير إسلامية كانت لا تمارس أي نشاط لأنها كانت واقعة تحت ضغوط شديدة من النظام السابق بالإضافة للأحزاب كانت هشة كما نعلم جميعاً، كل هؤلاء حاولوا أن يستقطبوا ونجحوا في استقطاب شبابنا وتشرذم شباب ثورة 25 تشرذموا فعلاً وده سبب ما نحن نشعره الآن.

استثناء الشباب من المشاورات الانتخابية


فيروز زياني: لواء نبيل دعني فقط أتوقف عند نقطة مهمة أشرت إليها، إن كان هناك اعتراف بأن هؤلاء الشباب هم ضحايا لهذه الأحزاب القديمة، هناك من يرى أكثر من ذلك بأنهم ضحية لهذه الأحزاب القديمة والمجلس العسكري الذي استثناهم من المشاورات، لماذا تم استثناؤهم من تلك المشاورات الانتخابية؟


نبيل فؤاد: المجلس العسكري تشاور مع هؤلاء الشباب وعقد معاهم في البداية وليس الآن، في البداية عقد معاهم عدة لقاءات في محاولة لأن يتعرف على توجهاتهم ولكن للأسف جه وفد مرة قابل المجلس العسكري وفوجئنا بتصريح من ميدان التحرير أنهم لا يمثلونا، فأصبحت في مشكلة مع من يتحدث المجلس العسكري، هذه هي المشكلة، أنا أفهم أن شبابنا هذا وكله معظمه شباب مثقف ومتعلم، كان يجب أن يلتئم كله في مجموعة أحزاب خاصة بيهم أو ائتلاف، ائتلاف واحد أو ائتلافين خاص بيهم حتى يمكن التفاهم معهم، أما اليوم 90 ائتلاف لا يمكن، وأنا قلت في مرحلة سابقة في مرة سابقة أنه نابليون سألوه مرة لما كان بيقاتل فكان بيقاتل ضمن جبهة معه حلفاؤه حوالي 15 حليف فقال أنا اعاني منهم، أنا أتمنى أن أقاتل وحدي في مواجهة عدو متكون من عشرين حليف لأنه لا يمكنه أن يتخذ قراراً.. هذه هي المشكلة.


فيروز زياني: إذن هذه هي المشكلة، دعنا نقف عند هذه النقطة لننطلق ربما إلى فاصل قصير على أن نعود لنقاش هذه النقطة المثيرة التي أشار إليها اللواء نبيل والمتعلقة ربما بغياب القيادة فيما يخص صفوف شباب الثورة، هذه الجزئية وغيرها من النقاط ستكون محل نقاش في الجزء الثاني، بعد هذا الفاصل.

[فاصل إعلاني]


فيروز زياني: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا الكرام في حلقتنا هذه التي تتناول ما يبدو تراجعا لحضور تيار شباب الثورة في مصر وتونس وخفوت الصوت، في الواقع اللواء نبيل من القاهرة أشار إلى نقطة مهمة لعلنا نحولها إلى أسماء محفوظ من القاهرة، أشار بأن المجلس العسكري حتى لما أراد يا أسماء أن يناقش ويتحدث إلى شباب الثورة لم يرى شخصاً أو على الأقل مجموعة كفيلة بمناقشته ودخول مثل هذه المشاورات الأمر الذي أدى إلى تهميشه واستثنائه وإقصائه من مشاورات انتخابية لاحقة، ما كان يبدو سمةً مع بداية الثورة هو غياب قيادة واحدة فقط لهذه الثورة بدا ربما عيباً يجب تداركه، كيف يمكن تدارك هذه النقطة.


أسماء محفوظ: هو في بس مشكلة إنه المجلس العسكري أنا كنت واحدة من الناس من الشباب اللي راحت تناقشت مع المجلس العسكري، بس اكتشفنا إنه هو مش نقاش، هو محاولة إن هو بيمتص غضبنا بيمتص الكلام بيسمع بس وفي الأخر يلقنا درس عن من هي القوات المسلحة ومن هو المجلس العسكري، ونفاجئ إنه في قرار جديد تماماً بيتاخد، ده ما اسمهوش نقاش وده ما اسمهوش إنه هو بياخد برأينا، فكل الفصائل الشبابية اللي موجودة دلوقتي في الميدان أو حتى موجودة على الساحة السياسية كلهم رفضوا تماماً ونزلوا أكتر من بيان إن هم مش حيتحاوروا أو يتفاوضوا مع المجلس العسكري بل بالعكس إحنا دولقتي كل الشباب بقينا مش معترفين أصلاً بحاجة أسمها حاكم عسكري واللي إحنا رافضينه، حتى قانون الطوارئ إللي تم مده من المجلس العسكري إحنا رفضناه كشباب كلنا ويمكن كل القوى السياسية انضمت لينا وإن النهاردة في مصر خلاص أول يوم بدون طوارئ، فحتة النقاش اللي مع المجلس العسكري واللي هو بيقصينا، دي أنا حتى مش معترفة بيها إنه هو مش من حقه هو يقصينا ولا لا، ولكن حتى على الساحة السياسية ونرجع تاني لدور الشباب، مشكلة دور الشباب هنرجع لها بحاجتين باللغة السياسية القديمة اللي بتتمثل في الأحزاب القديمة ومن الإعلام إحنا دلوقتي اللي موجودين على الساحة في الشارع بنحاول إن إحنا نتكلم عن الناس ونوعيهم بأهمية إن إحنا نبعد تماماً ونعمل نوعا من أنواع التنحي للحكم العسكري ويرجع الجيش لثكناته بيحمي مدنية الدولة وبيحمي الدولة بشكل استراتيجي تماماً من الخارج، إنما داخلياً يسيب لنا إحنا الإدارة هو ده اللي إحنا بنعملوا وبكره إحنا حنعلن عن مبادرة جديدة اسمها التوافق الشعبي، عيش أمن حرية بنتكلم عنها هنعمل مسيرة في كل محافظات مصر مسيرة العلم، هيبقى أطول علم موجود في مصر هو ده اللي إحنا هنعلن عنه بالمطالب بتاعتنا وكلنا حتى بما فيهم مرشحي الرئاسة حيمضوا على العلم بشكل كامل وكلنا هنعمل إمضاءات وتوقيعات من كل محافظات مصر، وهيتم تسليمها للمجلس العسكري ،إللي أنا عايزه أقوله تاني زي ما قال زميلي من تونس إحنا كلنا ماشيين في خط ثابت كل الشباب الثوريين الشباب ده هو اللي عمل الثورة، والتف حوليه الشعب بعدها، إحنا اللي هنكمل وإحنا اللي هنبني مصر إحنا مش بنهد مصر، إحنا بنكمل إحنا هنبني وحنشيل تماماً الحكم العسكري ونستبدله بحكم مدني وده مش طلب ولا مطلب ده حقنا اللي إحنا هنستمر عليه.

إدراك عميق بأهمية دور الشباب


فيروز زياني: أشكرك جزيل الشكر الناشطة السياسية أسماء محفوظ كنت معنا من القاهرة شاركتنا الحوار في هذا الجزء من هذه الحلقة ولعلي أنقل جزءاً مما ذكرته لتونس ومن هناك السيد محمد الجويلي أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية لأي مدى أقنعك ما ذكرته أسماء عن إدراك عميق بأهمية دور الشباب في المرحلة القادمة وأي شكل يمكن أن يتخذه هل بالضرورة على شكل أحزاب سياسية ألا يمكن أن يكون كما رأى البعض على شكل جماعات ضغط أو منظمات في المجتمع المدني يعني بأي شكل يكون أفضل ويتناسب مع الأدوات التي ذكرتها وقلت بأن الشباب يمتلكها للمرحلة القادمة؟


محمد الجويلي: طبعاً السياق، لا بد أن نتحدث عن السياق، السياق الثوري أو سياق الحالة الثورية في تونس الآن هو سياق غير مناسب مع الأسف للشباب، أولاً لأن الكهول الذين أمسكوا بعد ما هدأت العاصفة ،الكهول السياسيون الكبار المتدربون سابقاً في النقابات وفي الجمعيات الحقوقية وفي الأحزاب وفي الإعلام إلى غير ذلك، هم الذين الآن أمسكوا باللعبة السياسية وهم الآن يتعجلون الفرح يتعجلون غنائم الثورة وغنائم السلطة، وبالتالي لا أعتقد أنهم سيفكرون في الشباب وفي دور الشباب وحتى إن عبروا عن ذلك فهو للاستهلاك الإعلامي، ما وقع في السياق التونسي هو التالي: طبعاً عندما هدأت العاصفة وبدأت ملامح اللعبة السياسية تتشكل شاهدنا هناك مسارين، المسار الأول هو المسار السياسي وهو الذي يجري بسرعة البرق، هؤلاء طبعاً النخبة السياسية هي التي تريد أن تحقق حرية التعبير أن تحقق الحرية السياسية أن تبني قوانين الأحزاب إلى غير ذلك لكن في نفس الوقت تناسينا المسار الاقتصادي والاجتماعي، ولذلك في تونس هناك هيئة عليا للانتقال الديمقراطي وهي هيئة سياسية بالأساس ولم نجد في المقابل هيئة مثلاً تناقش القضايا الاجتماعية والاقتصادية اللي هو جزء منها شباب ،الآن الشباب التونسي غير معني ، طبعاً لا أتحدث عن أمام الله والجماعة، هناك طبعاً شباب معنيون بالفعل السياسي ولكن أغلب الشباب الآن في تونس غير معنيين بالحراك السياسي، هم معنيون بالبطالة هم معنيون بالتهميش، هم معنيون بالمخدرات التي ارتفعت نسبها بعد الثورة بشكل مرتفع جداً وأصبحت واضحة للعيان، هم معنيون بالهجرة السرية الآن الآلاف هاجروا سرياً بعد الثورة والآلاف مرشحون أيضاً للهجرة السرية في المستقبل، إذن قضايا الشباب الآن هي قضايا اجتماعية وقضايا اقتصادية بالأساس، السياسيون فكروا في مصلحتهم السياسية في بناء المسار السياسي ولكنهم لدرجة كبيرة تناسوا المسار الاقتصادي والاجتماعي الذي الآن يتجه بشكل بطيء جداً وهذا الذي ربما يجعل الشباب ينفرون، أولاً لا يقتنعون بالخطاب السياسي، لا يعنيهم الخطاب السياسي ولا يريدون حتى المشاركة إلا بعضهم يريدون أن يشاركوا في العمل السياسي، المرحلة القادمة، هذا سياق المناضلين، مناضلي السبعينات والثمانينيات والانتخابات يريدونها نتائج الانتخابات يريدون المرحلة القادمة على الأقل في الخمس السنوات القادمة يريدونها وكأنها مكافأة على نضالاتهم القديمة، يريدون أن يجنوا ثمار نضالاتهم القديمة الشباب يقولون في رأيهم أن الشباب سيأتي بعد ذلك، طبعاً أنا اعتقد.


فيروز زياني: متى بعد ذلك، لعل هذا هو السؤال عندما يصبحون بدورهم كهولاً، دعنا نتوقف ربما هنا عند السيد عبد الحليم.


محمد الجويلي: مش كهول لأن الشباب لا بد أن يتدرب في الجمعيات أساساً ثم.

سباق الانتخابات


فيروز زياني: يتدرج إلى أن يصبح كهلاً وبالتالي ربما يمسك بزمام الأمور، دعنا نتحول إلى السيد عبد الحليم قنديل، في ظل هذه العيوب والمشكلات التي يعاني منها تيار الشباب على الأقل كما شخصها الأستاذ الجويلي، هل اعتزامهم باعتقادك خوض سباق الانتخابات هو مجرد هروب إلى الأمام وتحرك ربما ينطوي على خطورة كبيرة أم تراه غير ذلك.


عبد الحليم قنديل: أنا أعتقد إن قضية الثورة وقضية الشباب أكبر من قضية الانتخابات خاصة الانتخابات الأولى بعد أي ثورة، تهميش الشباب هو جزء من قضية تهميش الثورة نفسها، وفسح الطريق أمام الشباب هو جزء من فك أزمة وعقدة الثورة نفسها، جانب من الأزمة أوضحه زميلي من تونس الخاص بالتركيز المبالغ فيه على شيء واحد فقط من دواعي الثورة وهو الانتقال إلى نظام يكفل تداول السلطة، وجع المصريين ووجع التونسيين أوسع من ذلك بكثير، ليست هناك أسئلة مطروحة عن النهضة والتصنيع وعدالة التوزيع ولا حتى عن استعادة الاستقلال الوطني والتحرير من الهيمنة الأميركية في كل المناطق أو الأميركية والإسرائيلية في مصر، هنا اكتمال أسئلة الثورة مرتبط بحل اختناقات الثورة وكسر إعاقات في حالة مصر المجلس العسكري وحكومته وهذه معركة طويلة متصلة أثق أن النصر فيها سيكون لأجيال الثورة، نقطة مهمة أخرى الكلام عن الأحزاب ذات الأيديولوجيات ،الحقيقة هذه الأحزاب بما فيها التيار الإسلامي بدت عاجزة عجزاً مطلقاً عن إجراء أي تغيير في تاريخ البلاد، في حالة مصر طبعاً نحن نعتز بمبادرة الشهيد محمد البوعزيزي الذي أحرق نفسه احتجاجاً واكتشف أنه أضاء سماء الأمة كلها، لكن في مصر الأمر أخطر من ذلك، من أول تيار منشق على السياسية المصرية بكاملها أسسته حركة كفاية وأخواتها وصولاً لأطوار الشباب، هذا التيار أعتقد أنه طبيعي جداً ألا يمكنه خصومه الممثلون سواء للسلطة القائمة أو للأحزاب القديمة ويبرز في الأحزاب القديمة حالة التيار الإسلامي بالذات، لا نستطيع مقارنة حالة زي حالة الإخوان المسلمين وعمرها 83 سنة، ثم أنها ازدهرت في الثلاث عقود الأخيرة، وأقسام التيار الإسلامي الأخرى، بأن اقتاتت على بؤس ويأس المجتمع، خاطبت بؤس المجتمع كجمعية خيرية وخاطبت يأس المجتمع كجمعية دينية تدعو إلى النعيم الأخروي، هذه قصة طويلة أخرى تتعلق بالتحرر من وضع ليس بارزاً فيه غير التيار الإسلامي، أما فكرة الأحزاب القديمة فأنا أعتقد أنها كما كانت على حجر نظام مبارك سوف تكون إما على حجر، غالباً على حجر تحالف مشترك ما بين التيار الإسلامي يميني الطابع والسلطات القائمة التي تريد إعادة ترميم النظم القادمة، فبالجملة قضية الشباب وقضية التدريب وقضية التطور ليست القضية قضية جمعيات ولا غيره، السؤال الرئيسي إذا كان هناك التيار الإسلامي وقد قلنا ذلك قبل الثورة، أن مصر مثلاً ستدفع ثمن مبارك مرتين، مرة وهو موجود ومرة وهو غير موجود ونحن الآن ندفع الثمن للمرة الثانية بتحالف موجود بين جماعة مليارديرات المال الحرام، وجماعة السياسيين القدامى والذين يتوجهون إلى الشعب حتى..


فيروز زياني: سيد عبد الحليم حتى لا نكون بعيدين كثيراً.


عبد الحليم قنديل: هذا الخلاص جزء من عملية الثورة نفسها وجزء من عملية تقدم الشباب.


فيروز زياني: دعنا نرى وجهة نظر هؤلاء الشباب الذين هم في صلب حديث الثورة، ويسعدنا هنا، أعتذر منك.


عبد الحليم قنديل: هو الحزب الذي.


فيروز زياني: نعم سيد عبد الحليم.


عبد الحليم قنديل: وسوف ننتظر الشباب في الانتخابات رقم 2 .


فيروز زياني: ننتظر إذن الشباب في انتخابات رقم 2 هذا سؤال ربما وجيه، قد نوجهه لضيفنا الذي انضم إلينا من القاهرة الآن وهو عضو ائتلاف شباب الثورة في مصر عبد الرحمن فارس، إذن ينتظرونكم في الانتخابات رقم 2 وليس الآن، لماذا باعتقادك هل لأنكم غير مؤهلين؟ هل لأنكم غير قادرين أم ربما تخوف بأنها قفزة للمجهول؟ من يضمن نتائج هذه الانتخابات وما يمكن أن تحققوه، فيها إن دخلتموها؟


عبد الرحمن فارس: بداية قبل ما أجاوب على السؤال أود التذكير بإضاءة كده بان اليوم هو ذكرى استشهاد محمد الدرة، دي نقطة بس حبيت أذكر بيها حتى لا ننساها، الحاجة التانية في موضوع الانتخابات زي ما قال زملائي إن هناك الأحزاب القديمة والحركات التقليدية مصرة على أنه الشباب بيخطف منها البساط أوالمشهد اللي كان تحت رجليها ومتصدر فيه طول الوقت، وده وضح في كل المبادرات اللي عملها الشباب من حتى من أيام الثورة، حتى في أيام الثورة الأولى، يوم25 يناير الشباب لما دعوا للمسيرات تمخض جبل الشخصيات العامة والأحزاب التقليدية القديمة بوقفة لمدة ساعتين أمام دار القضاء العالي ،أخر الحاجات اللي حصلت المبادرة اللي عملوها الشباب من مختلف الحركات والأحزاب وثيقة التوافق الشعبي أمن عيش حرية رفضت الأحزاب التوقيع عليها لمجرد انها هي دعوة شباب وإنه دول شوية عيال ما ينفعش إنه إحنا نيجي على أرضيتهم لكن إحنا بنراهن على إنه زي ما كنا خط ممانعة قبل سقوط مبارك وبعد سقوط مبارك إن إحنا مستمرين وإن إحنا بنراهن على وجودنا في الشارع المستمر على طول الوقت.

ساحات التغيير


فيروز زياني: لكن هناك من يري بأن تواجدكم ليس إلا في الشارع وأنكم غير قادرين فعلاً على الانخراط في العملية السياسية، كيف يمكن الرد على مثل ذلك؟


عبد الرحمن فارس: هو إحنا زي ما قالت أسماء محفوظ ، وزي ما قاله أستاذ عبد الحليم في جزء من الموضوع مش مرتبط بينا ، في جزء من الموضوع مرتبط بسياسة دولة، في إعلام بعد ما كان بياخدك شوية إنك تطلع ، دولقت قفل عليك خالص، في إمكانيات مادية، إحنا مثلاً في حزب التيار المصري رافضين فكرة إنه شكل الحزب النمطي، إنه مثلاً هجيب شخصية عامة يبقي الحزب ده بتاع فلان الفلاني، أو أجيب حد يصرف على يبقي الحزب ده فلان هو للي بيصرف عليه، الفكرة إحنا موجودين، زي ما بقولك في ائتلاف شباب الثورة، عملنا قائمة فيها 200 اسم من الشباب ودعينا الأحزاب والحركات والجماعات اللي هي شايفة نفسها إن هي لسه على الخط الثوري إن هي تنضم لأن دي الحالة الوحيدة اللي باقية قدامنا إنه نكون موجودين في انتخابات ممثلة لهذه الأمة على روح ومبادئ الثورة.


فيروز زياني: إلى أي مدى هذه الفكرة سديدة هل تمتلكون الأدوات إن كان الإعلام غير متوفر والتمويل غير متوفر وعدم إيمان كبير من الواضح حتى من الطبقة السياسية الموجودة بكم، ما الذي يضمن بأنها خطوة صحيحة؟


عبد الرحمن فارس: إحنا مش مراهنين بالمناسبة، إحنا مش مراهنين على الطبقة السياسية التقليدية اللي موجودة وشايفين، دي مش حاجة استعلائية لكن ده حقيقي على طول الوقت، إنه عدم وجودهم في المشهد السياسي بشكل عام كان يمكن يخلي الثورة متقدمة بمراحل عن الموضوع ،لأنه هو دايماً بيحسبها حسابا سياسيا ،هو حياخد كم كرسي في البرلمان هو هيبقى ياخد كم وزارة في الحكومة، لكن إحنا ما عندناش الفكرة بتاعت الحسابات السياسية، زي ما كانش عندنا أي خطوط حمراء قبل الثورة وكان الكبار يقولوا لنا الحكمة من عندنا واسمعوا مش لازم توقعوا في الأخطاء اللي إحنا وقعنا فيها، إحنا دلوقتي ما عندناش أي خطوط حمراء لكن بنراهن بشكل رئيسي الحاجة الوحيدة اللي بنراهن عليها هي الناس اللي بالشارع، الناس اللي بنقابلهم، أنا لسه جي من جولة في الصعيد رحنا فيها أسيوط وقنا والبحر الأحمر وأسوان والنوبة ،الناس بتقول أنتم فين، إحنا آه مقصرين في ده ويمكن جزء من عدم انتشارنا ضعف الإمكانيات، ولكن في حدود المتاح نبقى متواجدين يعني.


فيروز زياني: دعنا نتحول ربما لمعرفة وجهة نظر شاب أخر وهو موجود في تونس أمان الله، في الواقع بأن شباب الثورة سواء في تونس أو حتى في مصر ربما يكون قد فشل في التحول إلى حالة سياسية أو صورة حزب أو تكتل سياسي ما الذي منع ذلك غير الأسباب التي ذكرها الآن من مصر زميلك عبد الرحمن فارس، هل هناك اختلاف في الحالة التونسية وهل هناك من إضافات يمكن أن تطلعنا عليها.


أمان الله المنصوري: قد لا يكون لنا نفس المشكل مع تعدد القيادات الشبابية، نحن بل الأكثر من ذلك نعاني من مشكلتين، المشكلة الأولى تتمثل في محاولة فرض جهات داخلية بالتعاون مع جهات أجنبية لمجموعة من الشباب كقيادة فعلية تمثلنا في المحافل الدولية وهذا كبر خطر وهم يمهدون لهذه القيادة الشبابية بتأهيل أكاديمي في المستقبل تحت عنوان تكوين قادة المستقبل ليكونوا هم البديل السياسي في بلدانهم، وهنا أذكر دور السفارتين الفرنسية والأميركية في ذلك، كما أريد أن أشير أن الشباب التونسي يعاني من استقطاب الأحزاب إما من خلال شراء الذمم أو من خلال الاستقطاب الأيديولوجي لهذه الأحزاب، لذا والبقية المتبقية من الشباب ،نعم قد لا تعنيها في بعض الأحيان الساحة السياسية لأن واحد بالمية من الشباب هو قادر على تحمل المسؤوليات السياسية لكن الباقي يريدون تغييرات جذرية على الساحة الاجتماعية وعلى الساحة الاقتصادية وهذا ما خلق نوعا من التطرف الفكري لدى الشباب التونسي، أصبح الشباب التونسي لا يقبل بأنصاف الحلول، أصبح الشباب التونسي، راديكالي في أفكاره إما الإصلاح الفوري أو القضاء تماماً على هذه المنظومة الفاسدة التي ألهمنا البعض برحيلها.


فيروز زياني : وهل تري هذا المطلب عقلانيا


أمان الله المنصوري: المطلب عقلاني لكنه يأتي متدرجاُ عبر مراحل لا نستطيع التغيير في العام الأول أو العام الثاني.


فيروز زياني: إذن أنتم تماماً كما قال عبد الحليم قنديل شباب الثورة في مصر ينتظروا الانتخابات القادمة، ولعل الشباب التونسي أيضاً عليه أن ينتظر للانتخابات القادمة أم ماذا؟


أمان الله المنصوري: أنا بصراحة انتظر شرارة أخرى، لانطلاق ثورة أخرى بصراحة لأنه مع انعدام الحلول الاجتماعية ومع انعدام الحلول السياسية ومع انعدام الحلول الاقتصادية هناك بوابة للشعب اللي هي.


فيروز زياني: لعل هذا ربما يثبت عليكم التهمة يا أمان الله بأن الشباب في مصر أو تونس ليس لهم إلا ساحات التغيير وليس أمامه إلا الثورة وأنه عاجز ربما عن مسايرة ما بعد هذه الثورة واستحقاقات ما بعد الثورة.


أمان الله المنصوري: لا نحن لسنا عاجزين وقلنا أنه هناك واحد بالمئة من الشباب التونسي هو الذي سيخلق هذا التغيير وأراد هذا الشباب التونسي الدخول إلى الساحة السياسية فقوبل بالرفض عندما قدم مشروع حزب وثم دخل عن طريق قائمات مستقلة لكن أريد التنويه أن هناك السواد الأعظم من الشباب ، لا يريدون حلولا وقتية إنما يريدون حلولا جذرية ويرون أن المشكل أن هذا النظام ما زال مستمرا بفساده بمحسوبيته برجاله، هم مقتنعون جداً بأن الثورة التونسية أسقطت فقط رأس النظام الاستبدادي لكنها لم تسقط نظاما كاملا، أنا أحذر الحكومة من هذا التطرف الفكري وأدعوها إلى الحوار والاستماع وتوفير منابر للشباب وتشريكهم في الساحة السياسية فقد ضوى الضوء الأحمر معناه اشتغل في داخل الساحة السياسية.


فيروز زياني: الوقت فعلاً يداهمنا دعنا نتحول بسؤال أخير وقصير للواء نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية والتهديد الذي ربما أطلق وسمعناه على لسان أمان الله بان ثورة قد تجلب ثورة أخرى لتغيير هذا الواقع إن لم يتم إدماج هؤلاء الشباب اليس للأطراف المعنية تخوفات من هذا القبيل؟


نبيل فؤاد: أنا في اعتقادي هذا الكلام غير مبني على أي أساس لسبب بسيط أن المجلس العسكري لا يحكم هو يدير فترة انتقالية قصرت أو امتدت شهرين ثلاثة إضافيتين إلا أنهم أعلنوا عدة مرات أنهم غير راغبين في الوجود في السلطة ويريدون أن يعودوا إلي معسكراتهم مرة أخرى، وأعلن هذا عدة مرات، إذن ثورة على من، واليوم استرداد الثورة، استرداد الثورة من من، هناك مفاهيم غريبة الأخت أو بنتنا أسماء أنا فخور بيها بلا شك، ولكن أسماء بتتكلم عن الحكم العسكري وما فيش حكم عسكري إحنا ما بنحكمش مصر، المجلس العسكري لا يحكم مصر حكما عسكريا هو يدير، الأستاذ عبد الحليم قنديل بيتكلم على معركة بين الشباب ومش عارف السلطة، معركة إيه، نحن في مركب واحد القوات ،المسلحة انحازت.


فيروز زياني: السيد اللواء وأنت توجه كلامك للسيد قنديل دعني أتوجه إليه بسؤال أخير وختامي لأن الوقت انتهى، بغض النظر سيد قنديل عن المسؤولية عن مأزق الشباب والأسباب ربما وراء ذلك، أي برأيك أفضل لاستيعاب طاقاتهم الآن ودمجهم في الحياة السياسية للمضي قدماً في إنشاء أحزاب مستقلة لهم أم انخراطهم في الأحزاب القائمة أصلاً كي لا يقع تهمشهم كلياً وباختصار لو سمحت.


عبد الحليم قنديل: سوف يمضون في الخيارين لكن الأزمة ستظل قائمة، أنا مع الشاب الجميل من تونس أن الوضع يحتمل ثورات أخرى هذه ثورات ولود ومتسلسلة والكلام عن إنه كلنا مصريين، كان مبارك مصرياً، أصلاً الظالم مصري والمظلوم مصري، السارق مصري والمسروق مصري ،فكرة أن الثورة ضد من، ضد محاولات احتواء الثورة أو تجميدها أو وضعها في الثلاجة، هذا وضع سيخلق ثورة أخرى قد تكون في صورة ديمقراطية في الانتخابات رقم2


فيروز زياني: أشكرك جزيل الشكر وبذا نختم هذه الحلقة، أشكر السيد عبد الحليم قنديل وهو رئيس تحرير صوت الأمة القاهرية، كما أشكر اللواء نبيل فؤاد أستاذ العلوم الإستراتيجية وأشكر أمان الله المنصوري الناشط الشبابي من تونس كما أشكر محمد الجويلي وهو أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية وأشكر عبد الرحمن فارس صاحب ائتلاف شباب الثورة في مصر، شكراً جزيلاً لكم، بهذا تنتهي هذه الحلقة من حديث الثورة دمتم في رعاية الله والسلام عليكم.