صورة عامة - وجهة نظر - 22/8/2008
وجهة نظر

على خط الحدود بين المغرب والجزائر

تتناول الحلقة إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر بسبب الخلافات السياسية، فمنذ عام 1994 تحول المركز الحدودي “زوج بغال” إلى نقطة حدودية ميتة اقتصاديا واجتماعيا.


– أسباب إقفال الحدود البرية وآثاره الاجتماعية
– الآثار الاقتصادية على مدينة وجدة
– تأثير الوضع على الفنانين المغاربة والجزائريين
– ظاهرة تهريب الوقود من الجزائر إلى المغرب

 

ريم أبو زيد
ريم أبو زيد
سعيد هادف
سعيد هادف
حفيظ بولحوال
حفيظ بولحوال
زهرة بلعوشي
زهرة بلعوشي
محمد لعلج
محمد لعلج
مصطفى لمباركي
مصطفى لمباركي

أسباب إقفال الحدود البرية وآثاره الاجتماعية

ريم أبو زيد: هذه الطريق التي منحت الحياة لمدينة وجدة قبل سنوات هي نفسها الطريق التي أصبحت اليوم لعنة على هذه المنطقة، فمنذ إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر في عام 1994 تحول المركز الحدودي "زوج بغال" إلى نقطة حدودية ميتة، فما من دليل هنا على استمرار الحياة مجرد حواجز إسمنتية وأخرى حديدية بلا أي روح أو دور يذكر.

سعيد هادف/ شاعر جزائري: إقامتي جعلتني أعايش عن قرب ما يعانيه المغربي والجزائري على حد سواء جراء الحدود المغلقة مما يحرم المواطن المغربي والجزائري من التواصل الطبيعي والعادي في مثل هذه الظروف. تاريخ المغرب الجزائري له نكهته الخاصة فإذا نظرنا إلى التاريخ القريب فقط فالمغرب والجزائر أثناء الاحتلال الفرنسي وأثناء الثورة أثناء حرب التحرير الجزائرية كان هناك تكافل وتضامن وتعاون فريد من نوعه.

حفيظ بولحوال/ صحفي مغربي: بالنسبة للعلاقات المغربية الجزائرية عرفت في فترة قبيل سنة 1975 مرحلة ترابط وتفاهم بالرغم من أن الجزائر كانت دائما تدخل في الخط في قضية الصحراء المغربية، سنة 1975 كانت يعني النقطة التي أفاضت الكأس في إطار العلاقات المغربية الجزائرية وما أعقب ذلك من طرد المغاربة من الجزائر وإغلاق الحدود مباشرة بعد المسيرة الخضراء كما يعلم الجميع.

سعيد هادف: الفترة الفاصلة ما بين 1987 و 1994 وهي فترة حوالي سبع سنوات كانت أعطت الكثير من الإيجابيات وأعطت دليلا ساطعا على التاريخ المشترك لهذين الشعبين.

الحسن الثاني/ ملك المغرب السابق: ..حلما خامر آباءنا وأعمامنا وأخواننا ومن سبقونا خامرهم بأنهم كانوا دائما يحسون أنه رغم الحواجز ورغم البعد والنوى ورغم الاستعمار كانوا دائما يجدون في أنفسهم لواعج حنين لأيامنا الزاخرة المشرقة..

سعيد هادف: في تلك الفترة تم الانفراج المغربي الجزائري، يعني في وقت الشاذلي بن جديد في الجزائر والحسن الثاني بالمغرب أخذت العلاقة المغربية الجزائرية مسارا رائعا.

حفيظ بولحوال: كانت إرادة تقريبا إرادة شعبية أكثر منها إرادة قيادات، فتحت الحدود سنة 1988 وكانت فرصة بالنسبة للأشقاء في المغرب والجزائر أن يرتبطوا أكثر لأنه هناك كما نعلم جميعا هناك ارتباط هناك تواصل ما بين المغرب والجزائر هناك تثاقف هناك يعني امتداد للثقافات للتاريخ، تاريخ مشترك ثقافات مشتركة.

سعيد هادف: كانت فترة حيوية جدا على جميع المستويات وأخذت في التطور لدرجة أنها أزعجت ربما جهات أخرى وهذا ما حدث في 1994، وقعت حادثة أثني بمراكش وحدث يعني عادت المياه إلى مجاريها الطبيعية.. مجاريها غير الطبيعية، المعاهدة غير الطبيعية، المعاهدة القاضية ببناء الاتحاد المغاربي في 1989 وقعت في مراكش في مدينة مراكش بالذات والحادثة التي فرقت الشمل وقعت في مراكش. أعتقد أن المسألة رمزية ولم تكن اعتباطية أو عفوية والذين أرادوا أن يضربوا العلاقة يعني كانت يبدو لي أن المسألة ليست عفوية والذين يضربون العلاقة المغربية الجزائرية هم يعرفون ما يفعلون.

حفيظ بولحوال: بالنسبة للعائلات في المغرب ولا في الجزائر اضطرت للبحث عن وسائل أخرى لرؤية بعضها البعض فلجأت إلى الحدود البرية المغلقة بالرغم من إغلاقها فكانت فرصة لمافيات تهريب البشر بالإضافة إلى مافيات تهريب السلاح التي اغتنت على حساب العائلات.

سعيد هادف: ما يثير يعني الاستغراب يعني كيف يمكن أن يفتح الجو؟ يفتح الجو، وهناك مشروع لفتح البحر بينما البر يعني الذي هو تواصل طبيعي بشري يتم غلقه؟ أنا لم أفهم هذه العبقرية!

فتح الحدود المغلقة بين المغرب والجزائر سيمكن من تغيير نظام التبادل التجاري وإدخال السلع وتسجيلها بالطريقة القانونية في إطار الجمرك وتنمية المناطق المتاخمة للشريط الحدودي

حفيظ بولحوال: فتح الحدود سيمكن من جانب من إدخال هذه السلع وتسجيلها بالطريقة القانونية في إطار الجمرك يعني هناك مبادلات تجارية كما هو الشأن الآن ولكن تغيير النظرة أو تغيير النظام، نظام التبادل التجاري بيننا وبين الجزائر وتنمية المناطق المتاخمة للشريط الحدودي سواء شرق المغرب أو غرب الجزائر.

سعيد هادف: تم إغلاقها لأسباب أمنية ولكن يبدو أن هذه الأسباب لم تعد قائمة باعتبار أن الإرهاب أو شيء من هذا القبيل لا ينتظر الحدود فهو عابر للقارات.

حفيظ بولحوال: هناك طرفان، الطرف الذي يعني لديه رغبة جامحة من أجل فتح الحدود يعني هذا أظن أنه يريد بناء اقتصاديا قويا بالنسبة للمغرب بالدرجة الأولى وهناك الطرف الآخر والذي يمثله مافيات تهريب البشر وتهريب المواد الغذائية الذي يؤكد على استمرارية ويطالب باستمرارية الوضع كما هو عليه.

سعيد هادف: أنا شبه معتقل، أنت تعيش في مدينة ما ولا تستطيع أن تتواصل على مستوى جهة ما حيث مدن وأصدقاء وعائلة وكذا فيبدو لي أن مثل هذه السياسات لا تساهم إلا بتعفين المشاعر، مشاعر الناس.


ريم أبو زيد: صحيح أن الإغلاق الحدودي أثر تأثيرا سلبيا ومباشرا على اقتصاد هذه المنطقة إلا أن الجانب الإنساني كان الأكثر تضررا، فمن المفارقات العجيبة هنا أننا نجد عائلات بعض أفرادها يحمل الجنسية المغربية والبعض الآخر يحمل الجنسية الجزائرية، عاشت هذه العائلات لسنوات طويلة جنبا إلى جنب إلى أن فرقت بينهم الحدود فإذا أراد أحد أفراد العائلية المغربية زيارة أقاربه في الجزائر فهو بالضرورة مضطر للسفر إلى الدار البيضاء ليطير منها إلى الجزائر العاصمة ومنها إلى المنطقة التي لم تكن تفصله عنها سوى بضعة كيلومترات!

زهرة بلعوشي/ مغربية من أصل جزائري: إنهم يحرموننا من رؤية أحبابنا، نقول الحق يجب أن يتصالحوا حتى يستطيع المغاربة رؤية أقربائهم في الجزائر ويأتي الجزائريون إلى المغرب لرؤية أقاربهم، الكل محروم، ما قاموا به غير قانوني، الطريق الحدودي في وضع مزر، السفر وصل أن أذهب أنا عندك وتأتي أنت عندي كما يفعل الفرنسيون والإسبان من المفروض أن نقوم بنفس الشيء. الآن أغلقوا الحدود في وجهنا حتى لو مرض أحدنا لا يجد من يداويه، نخاف أن يسألونا من أين دخلتم؟ يخاف المهربون أن يقبض عليهم، هذا الوضع ليس جيدا أتمنى أن يتصالحوا مع بعضهم البعض وندعو الله أن يهديهم إلى طريق الخير، لو فتحوا طريق الحدود لاستطعنا الدخول، بما أن الطريق مغلقة الآن فأنت تخاف أن تجتازها، ابنتي هذه أغلقت عليها الحدود وهي بالجزائر.

شريعة الأكحل/ مغربية من أصل جزائري: عندما ذهبت إلى الجزائر مع أبي وأمي أغلقت علينا الحدود مكثت هناك حوالي شهرين حينها قصدت قنصل المغرب بلعباس لكي يساعدني في العودة إلى المغرب قال لي يجب عليك الذهاب إلى العاصمة ومن هناك تأخذين الطائرة إلى الدار البيضاء، ومن الدار البيضاء تذهبين إلى وجدة، أجبته لا أملك المال لركوب الطائرة.

زهرة بلعوشي: حتى أبي وأمي ماتا ولم أحضر جنازتهما، عندما كانت الحدود مفتوحة تمكنت من رؤية أمي، بعد إغلاق الحدود توفيت أمي من دون أن أراها.

شريعة الأكحل: لدينا أقرباء كثيرون بالجزائر لا نعرفهم، نحن لا نعرفهم وهم كذلك لا يعرفوننا، أخوالي وأبناؤهم كذلك لا نعرفهم، لم يسبق لنا أن التقيناهم، خالي مات ولم نره، جدتي ماتت ولم نرها، لا نرى بعضنا البعض. لو كانت الحدود مفتوحة لاستطاعوا المجيء إلينا ولذهبنا نحن إليهم.

زهرة بلعوشي: سنكون سعداء لو فتحوا الحدود، هنا أحبابنا وهناك كذلك أحبابنا، أرجو من الله أن يهديهم لفتح الحدود.

نبيلة سراج/ مواطنة جزائرية: أنا جزائرية، بابا جزائري وماما جزائرية، دخلت إلى المغرب لزيارة باش نشوف مدينة وجدة ونحوسها وتمنيت نيجي على خط سمعت على المغرب مزيانة وهذا جئت التقيت بالجوز ديالي، مدة طويلة ونحن نذهب إلى الجزائر ونعود إلى المغرب قريبة لنا ليس بيننا أية مسافة، أخوتي يأتون، أمي وأبي يأتيان، وكأننا في بلد واحد عمري ما حسيت بأي فرق بيننا أو أن هناك بلدا آخر، لم أتخيل أن هناك فرقا بين المغرب والجزائر، كنت أعتقد أن هناك مدينة واحدة وبلدا واحدا.

محمد لعلج/ مواطن مغربي: أول زيارة ديالي كانت للجزائر عندما ذهبت لخطبة زوجتي، ذهبت بصحبة أمي، كنا ندخل إلى الجزائر وكانت امتدادا للمغرب، الناس هناك يتكلمون بنفس لهجة وجدة نفس التعامل المالي كل شيء منسجم تحس أنك اكتشفت وأضفت شيئا آخر.

نبيلة سراج: وشاءت الأقدار ولم أتخيل الأمر لم يتبادر إلى ذهني أنه سيأتي يوم تغلق فيه الحدود، لم أظن ذلك ولم أتخيل قط، لم أستوعب أن الحدود ستغلق يوما ما وأحرم من أخوتي وأبي وأمي وكل عائلتي.

محمد لعلج: كنا نحضر معهم جميع المناسبات، الآن أبنائي لا يعرفون أخوالهم وخالاتهم جيدا يسافرون إلى الجزائر مرة واحدة كل عام، أظنها مدة قليلة.

نبيلة سراج: حتى ولدي عزيز ومهدي لم يعيشا تلك الأوقات اللي كنا عايشين من الناحية التجارية والعائلية والأسرية، كل شيء، يأتي عيد الفطر ولا نخرج كالآخرين، في المناسبات كالأعراس مثلا لا نستطيع السفر معا لحضور هذه الأفراح أحس أنني غير متزوجة.

محمد لعلج: عندما علمنا أن الحدود أغلقت كانت بمثابة جنازة في البيت، كانت تبكي كثيرا وتقول ما الذنب الذي ارتكبته في حياتي لكي أعيش والحدود مغلقة بالقرب مني؟ أحس بالندم في البداية فأقول لها اصبري فأنت بالقرب من زوجك وأولادك، بقينا على اتصال مع العائلة في الجزائر، لقد كنا في حالة حرب مع الجزائر منذ عام 1975 لم يقدموا على إغلاق الحدود، يجب أن تعرف ان الصلات والعلاقات ما بين وجدة ومغنية أو وجدة وتلمسان تجمع نصف العائلات بين وجدة.

نبيلة سراج: عندما أغلقوا الحدود كان أخي وأختي في زيارة لنا وجاءنا خبر إغلاق الحدود، لم نستوعب ماهية الأمر في البداية، قالوا على كل جزائري العودة بسرعة إلى بلده، لم نفهم لماذا؟ قالوا لنا إن الحدود قد أغلقت، رجع أخوتي إلى الجزائر رجعوا بسرعة أمهلوهم 24 ساعة لكي يعودوا لبلادهم.

محمد لعلج: لم نكن نظن أنها ستغلق لكن عندما علمنا بذلك تضررنا كثيرا من جميع النواحي، تضررنا كثيرا من الناحية الاجتماعية. لكي تخفف عنها ماذا سأقول لها؟ سأدخلك الجزائر، كيف سأحقق ذلك؟ يجب أن تسافر من وجدة إلى الدار البيضاء ومنها إلى الجزائر العاصمة وبعدها إلى وهران، تسافر مسافة ستة آلاف كلم لتصل إلى مكان يبعد عنك ستين كلم!

نبيلة سراج: تحرم من كل شيء، من عائلتك من أخوتك، لا يتعلق الأمر فقط بي هناك مغاربة بالجزائر يعانون نفس الشيء، هم كذلك يعانون ويقاسون، هناك من له أخت أو أم. لو يفكرون قليلا في أحوالنا، نحن لم نقترف أي ذنب، عليهم أن يفكروا في الذين حرموا من عائلاتهم.

محمد لعلج: زوجتي ليست الوحيدة التي تعيش هذا المشكل هناك أربعين أو خمسين ألف شخص يعيش نفس الشيء، يكبر الواحد منا ولا يعرف أخواله ولا أعمامه ولا أجداده ومن تنقصه الإمكانيات المادية لم يزر الجزائر منذ إغلاق الحدود، بعد مرور 13 أو 14 سنة على إغلاق الحدود يكبر الطفل ولا يعرف من هو خاله.

نبيلة سراج: أتمنى أن تفتح الحدود لأتمكن من رؤية عائلتي ولكي تدخل البهجة إلى مدينة وجدة لأنها تقاسي وتعاني كثيرا.

الآثار الاقتصادية على مدينة وجدة

ريم أبو زيد: هذه الطريق التي تربط بين وجدة والمركز الحدودي كانت تعج بالاستراحات التي بنيت خصيصا لاستيعاب الأعداد الهائلة من الوافدين الجزائريين، بعد الإغلاق الحدودي عانت هذه الاستراحات من كساد كبير فتحولت إلى مجرد قاعات للاحتفالات وإقامة أعراس الوجديين.

مصطفى لمباركي/ صاحب مقهى حدودي: كان الرواج سائدا، الخيرات كانت تعم المنطقة من جهتنا ومن جهتهم لكن يوم أغلقت الحدود مكث الجزائريون هناك وتباعدت العائلات، المغربي المتزوج من جزائرية يبقى بالمغرب والجزائري المتزوج من مغربية يبقى في الجزائر ويظل الناس حائرين من الذي تسبب في هذا؟ السبب هو الحدود المغلقة، يجب على المغرب والجزائر إيجاد الحل.

بالنسبة للمقاهي على الحدود الجزائرية المغربية فقد شهدت رواجا كبيرا ولكن عندما أغلقت الحدود توقف ذلك الرواج واقتصر التعامل مع العائلات الموجودة في وجدة بالمنطقة الشرقية

أحمد أزمري/ صاحب مطعم حدودي: بالنسبة للمقاهي على الحدود الجزائرية المغربية فقد شهدت رواجا كبيرا ولكن عندما أغلقت الحدود توقف ذلك الرواج وصرنا نكتفي فقط بالتعامل مع العائلات الموجودة في وجدة المنطقة الشرقية نتعامل معهم ولم يعد ذلك الرواج الذي كان من قبل كنا نستقبل أخواننا الجزائريين ويأتي معهم الرواج من جديد.

مصطفى لمباركي: سنة 1988 فُتحت الحدود بين الجزائر والمغرب من جبهة "زوج بغال"، فرنسا التي أطلقت عليها هذا الاسم ونحن أصبحنا نسميها "زوج فاقو"، الأشياء التي تنقصهم توجد لدينا ولديهم ما نفتقده نحن، وهكذا يفعلون كما تفعل الدول الأوروبية، هناك 35 دولة متفاهمة مع بعضها البعض لماذا لا نكون نحن مثلهم؟ كل منا يبحث دائما كيف يجعل الحدود مغلقة. أقمنا هذا المشروع لكي يستفيد الجزائريون والمغاربة معا لكن عندما أغلقت الحدود تدهور اقتصاد المنطقة ولم يعد كما كان من قبل.

أحمد أزمري: في عام 1994 أغلقت الحدود وأثر ذلك سلبا على المنطقة وبكل صراحة فقد حل الركود الاقتصادي واستطعنا مع مرور الوقت أن نتكيف مع هذه الأوضاع، نحن لا نكره أن تكون الحدود الجزائرية المغربية مفتوحة ونلتقي مع الأشقاء الجزائريين، إن إغلاق الحدود يؤثر سلبا على أية منطقة حدودية.

مصطفى لمباركي: لكن عند إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب ضعف الرواج الاقتصادي.

أحمد أزمري: تمنينا أن تكون هذه الحدود مفتوحة باش يكون التواصل سهل وبأبسط طريقة.

مصطفى لمباركي: نرجو من الله أن يتم فتح الحدود بين الجزائر والمغرب لنجعل المستقبل مزدهرا.

[فاصل إعلاني]

ريم أبو زيد: تبدو آثار الشلل الحدودي واضحة هنا في مدينة وجدة فهناك فنادق كثيرة كانت قد بنيت لاستقبال الزوار القادمين من الجزائر، عانت هذه الفنادق من الإفلاس بعد الإغلاق الحدودي وأغلقت هي الأخرى أبوابها وهناك فنادق أخرى ما زالت تقاوم حالة الركود الصعبة وتقتات من نشاط ضئيل لبعض الوافدين من مدن مغربية أخرى.

مؤمن عبد الحق/ مدير فندق القصر الأخضر: من سنة 1988 إلى 1994 كان الرواج كبيرا حيث توافد  أخواننا الجزائريون على مدينة وجدة لأنها كانت بوابة للمغرب. أخذنا قرضا من البنك من الدولة، أنشأنا هذا الفندق عملنا فيه لمدة سنتين، خلال السنتين غطينا المصاريف وسددنا جزءا من القرض وكنا على ما يرام حتى أغلقت الحدود لم نستطع تكلمة دفعات القرض. هذا الفراغ الذي تلاحظونه معناه أن الغرف مغلقة، لم يكن هناك إقبال لأن الحدود مغلقة.

علي نصي/ مدير فندق وهران: سنة 1989 اشتريت هذه الأرض وبنيت فوقها هذا الفندق وبدأنا نعمل به، كان أشقاؤنا الجزائريون والتونسيون والليبيون وكذلك الموريتانيون يأتون لعندنا.

مؤمن عبد الحق: ليس لوجدة أي منفذ غير الحدود، إذا بقيت الحدود هكذا مغلقة فستغلق الفنادق تباعا وستغلق كذلك المركبات السياحية تباعا. بكل صراحة في البداية لو كانت الحدود مغلقة لما أنشأنا هذا الفندق لأننا نريد أن نعمل ولكن مع الأسف تدهورت الحالة كثيرا، لا يمكننا الاستمرار، في كل يوم نوشك على الإغلاق.

علي نصي: كان يقصدنا أشقاؤنا من الجزائر وتونس وليبيا وكذلك من مصر، نسبة الجزائريين كانت 55% أو 60% ونسبة التونسيين كانت 30% أما نسبة الليبيين فكانت 10%، حتى المصريين كانوا يمرون من هنا.

مؤمن عبد الحق: عندما تكون الحدود مفتوحة تظهر التنمية البشرية وتختفي البطالة، تذهب الناس وتعود توجد الحرية، الآن أرى وجدة كطريق مسدود كما لو كانت منزلا بزقاق مغلق ليس لها أي منفذ.

علي نصي: وقع ما وقع من سوء تفاهم فاغلقوا الحدود حينها بدأت أعمل فقط مع المغاربة.

مؤمن عبد الحق: نوشك أن نغلق الفندق لكن أحيانا نقول ربما هذه السنة تفتح الحدود لكن بصراحة أخذت وقتا طويلا. أتمنى أن تفتح الحدود قريبا جدا.

ربيع علاوي/ سائق سيارة أجرة: عندما فتحت الحدود كان دخل الفرد يتراوح بين 150 و250 درهم في اليوم، مع الحدود المفتوحة يسود الرواج يدخل الناس ويخرجون وتصبح وجدة مدينة سياحية، كان يعبر الحدود عدد من الجزائريين يصل إلى أربعمائة أو خمسمائة شخص وأحيانا ألف شخص يوميا وهؤلاء هم الذين خلقوا الرواج الاقتصادي، عندما يزور شخص ما المنطقة أول ما يحتاجه عندمدخل أي مدينة هو سيارة الأجرة. بعد إغلاق الحدود طبيعي أنه عندما تغلق جهة معينة تغلق معها منافذ الرزق، هذه الوضعية دفعت التجار والحرفيين وأصحاب الفنادق إلى التقليل من ركوب سيارات الأجرة. الحمد لله، حقا تضاءلت فرص العمل لكن بركة الله دوما ترافقنا رغم أننا تضررنا وعانينا من نقص المستوى المعيشي في فترة فتح الحدود استطاع أصحاب سيارات الأجرة في ظرف أربع أو خمس سنوات أن يجمعوا أموالا كثيرة ويبنون منازلهم.


ريم أبو زيد: خط السكة الحديدية هذا هو امتداد للخط الذي يربط بين مدينة وجدة وبقية المدن المغربية من ناحية ومن ناحية أخرى فهو يتوغل داخل التراب الجزائري في اتجاه بقية المدن الجزائرية. وجود هذا الخط يحمل مغزى رمزيا كبيرا فقد سهل ولسنوات طويلة مشقة العبور بين البلدين وها هو الآن ضحية جديدة.

العربي بوعلي/ سائق قطار متقاعد: كنا ندخل الجزائر مرارا لأن العلاقات بين المغرب والجزائر كانت طبيعية. المشكلة هي حالة خاصة بالنسبة لعمال السكة الحديدية لأن جدي عمل بالسكة الحديدية وأبي كذلك عمل بها وأنا أيضا عملت بها وابني يعمل الآن بالسكة الحديدية، نحن أربعة أجيال مررنا بالعمل في السكة الحديدية. كان القطار يمر إلى الجزائر بشكل عادي كانت العلاقات جيدة بين المغرب والجزائر وأنا الآن أتأسف كثيرا لأن الحدود مغلقة والقطار لا يصل إلى الجزائر وأتذكر عندما كنا أيامها كانت العلاقات على ما يرام وكان المسافر يدخل ويتبادل السلع بين المغرب والجزائر لكن الآن مع الأسف. عندما كنت أنطلق بين مدينة وجدة وأجتاز الحدود كأنني ما اجتزت الحدود لأنني كنت أحس بالجزائر بلادي، عندما أصل إلى هناك ألتقي أصدقاء كانوا سعداء بلقائي وكنت سعيدا بلقائهم. كنت محظوظا لأنني كنت أسكن أمام السكة التي تربط بين المغرب والجزائر وعندما أمشي فوق السكة أتذكر تلك الأيام يوم كانت الحدود بين المغرب والجزائر مفتوحة وكان القطار يسير بشكل عادي، مع الأسف اليوم هذا غير موجود، كلما رأيت السكة الحديدية تذكرت على الفور أيام زمان. في الأيام المقبلة لو فتحت الحدود بين الجزائر والمغرب سأكون أول من يستقل القطار لأدخل إلى الجزائر لرؤية الأحباب وأبناء العم، لدي أبناء عم هناك، عندي ابنة عمي وناس أعرفهم وكذلك أصدقاء خصوصا على الحدود القريبة كتلمسان ومغنية ووهران وعندي أصدقاء بالعاصمة الجزائرية وبعنابة وقسطنطينة نتصل ويراسل بعضنا بعضا لكن للأسف الآن الحدود مغلقة ولا يمكننا فعل أي شيء.

تأثير الوضع على الفنانين المغاربة والجزائريين

ريم أبو زيد: ها هي نقطة حدودية أخرى بين المغرب والجزائر على شاطئ البحر المتوسط، ظلت هذه النقطة مفتوحة بين البلدين إلى أن أغلقت في عام 1994، في صيف هذا العام تحديدا هاجم شبان فرنسيون من أصل جزائري فندق أطلس أثني بمدينة مراكش، بعد هذه العملية قرر المغرب فرض تأشيرة دخول على الجزائريين فردت الجزائر بإغلاق الحدود. أثر هذا الوضع سلبا على تواصل الفنانين المغاربة والجزائريين.

مصطفى الأكحل/ مسرحي مغربي: إغلاق الحدود كان له تأثير سلبي قوي على عدة جوانب منها الجانب الأول الإنساني، مثلا أنا مغربي والأم من أصول جزائرية وهذا الإغلاق سبب لنا عدة مشاكل مثل على سبيل المثال زيارة الأقارب أصبح مستحيلا.

مصطفى رواس/ فنان تشكيلي مغربي:  مدينة وجدة تقربني من الماضي الذي كنت دائما أحمله معي وهو جزء من حياتي، تلك المرحلة التي عشت فيها في الجزائر مع بعض الأصدقاء الذين لي ذكريات معهم في ميادين ثقافية فكرية ورياضية ومغامرات طفولية إلى آخر ذلك. لكن اصطدمت بعدما مكثت في هاته المدينة بهاته المدة الطويلة وأنا في انتظار فتح الحدود كي أسترجع تلك الذكريات.

مصطفى الأكحل: وبصفتي فنان أشتغل في الميدان المسرحي كانت لنا لقاءات مع أخوان فنانين جزائريين كانوا يجوا يشتغلون معنا وكنا نشتغل معهم يعني كان احتكاكا قويا وهذا الاحتكاك ما بقاش وهذا هو المشكل، يعني نحن نتمنى تفتح الحدود وتعود المياه لمجاريها، الفنان المغربي يدخل الجزائر بدون قيد، الفنان الجزائري يدخل المغرب بدون قيد يعني الإغلاق ديالها سبب بالزاف ديال المشاكل.

مصطفى رواس: نراجع نفسي أحيانا ونوجد في الأعماق ديالي هذا الحنين لهذه الأشكال وهذه الألوان التي تنتمي لبعض الأماكن اللي عشتهم في حياتي، مثل منطقة الصحراء في الجزائر اللي هي منطقة قريبة للحدود المغربية اللي هي بالشرق والعاصمة الجزائرية اللي عشت فيها كثيرا وعندي فيها أصدقاء الطفولة ديالي.

مصطفى الأكحل: يعني هذاك المسرح كانت حركة كان إغلاق الحدود كان عنده تأثير في هذا.

مصطفى رواس: أتذكر واحدة من المرات حلت الحدود وكان هنا جاؤوا بعض المثقفين الجزائريين في الميدان المسرحي منهم المرحوم عبد القادر علولا وبعد اللقاء اللي تلاقيناه هنا حاولنا ندير مشاريع في الميدان التشكيلي في الجزائر وفعلا أفسح لي مجال أنني نشارك في بعض الجامعات واحدة طريقة فنية حديثة ووضعت عليها أملا كبيرا لكن لما من جديد اتقفلت الحدود الآمال انطفأت من جديد.

مصطفى الأكحل: ما كرهناش، تطول اللي كانت أكثر إن شاء الله وهذا ما نتمناه، ونتمنى فتح القلوب بالزاف ديال الناس وبالزاف ديال الجوانب الإنسانية الاقتصادية الثقافية الفنية إلى غير ذلك.

مصطفى رواس: من ناحية المعارض ديالي ممكن أن أشارك في المعارض في مدن أخرى يعني في الجزائر أو في تونس أو في ليبيا ونستفيد من التجربة ديال الآخرين ويستفيدون مني كذلك ويكون هناك نوع من الاحتكاك ونوع من تبادل التجارب فيما بيننا. الآن نحن بحال سجناء وكل واحد منا في حجرة مقفولة عليه.

مصطفى الأكحل: نتمنى إن شاء الله، نتمنى ونفرح بذاك النهار ونحن متفائلون دائما متفائلون أنها تفتح.

مصطفى رواس: نتمنى الحدود تنحل وإذا اتحلت نفكر نمشي نزور الأصدقاء ديالي ونشوف الذكريات ديالي. كان سبق لي في إحدى المرات انحلت الحدود لفترة قصيرة ومشيت العاصمة ما لقيتش الأصدقاء ديالي كاملين ولكن لقيت الجدران والأشجار وبعض الأحياء اللي في الواقع عندي ذكريات فيها وكأن تلك الجدران حتى هي جزء من الماضي ديالي والكتاب حلي تعرفني. ونحس بإحساس غريب الآن بحلي غير نبكي لأنني كثير متأسف، فعلا، أنا محروم من بعض حقبات في حياتي بسبب هذه القطيعة وبسبب هذا يعني كل مرة كان نحس بدأت من جديد في مكان جديد، لأنني بدأت من جديد ما عنديش علاقة مع الماضي بسبب هذه القطيعة وهذه الحدود وهذه السياسة العقيمة اللي تفصل بين هذه الشعوب اللي هم من أصل واحد من فكر واحد، نفس المشاكل نفس الهموم ونفس المصير أيضا.

ظاهرة تهريب الوقود من الجزائر إلى المغرب

ريم أبو زيد: ها هي الجزائر هناك ونحن هنا في المغرب على الحدود المغلقة بين البلدين، إذا كانت هذه الحدود قد أغلقت بسبب الخلافات السياسية بين البلدين فقد أعيد فتحها مرة أخرى، هذه المرة ليس بقرار سياسي فقد نجح التهريب فيما فشلت فيه السياسة. على طول هذا الشريط الحدودي كل شيء يتم تهريبه، ظاهرة تهريب الوقود القادم من أعماق الصحراء الجزائرية إلى التراب المغربي تعد الأكثر غرابة، إنها أمر واقع فرض نفسه بالقوة وأصبح من الصعب القضاء عليه.

التهريب على الحدود بدأ منذ سنة 1975 وانتشر بعد تراجع الدينار الجزائري فالكل أصبح يستعمل الوقود المهرب بدون استثناء

لحسن بوليكانو/ عامل بمحطة وقود: ثلاثين هنا وأنا هنا، بدأ التهريب منذ سنة 1975، السبب اللي أدى إلى انتشار التهريب هو تراجع الدينار الجزائري، تراجع كثيرا، مائة دينار أصبحت تساوي عشرة دراهم، هذا السبب جعل التهريب منتشرا بطريقة وحشية، الكل أصبح يستعمل الوقود المهرب بدون استثناء وخاصة الوقود.

أحمد الخير/ صاحب محطة وقود: أعمل في هذه المحطة منذ 26 سنة، كان العمل جيدا خلال سنوات السبعينات حتى عام 1982 كانت تجارتنا جيدة كذلك في عامي 1984 و 1985 لكن عمليات التهريب تفجرت بطريقة غير معقولة، قضى التهريب على كل شيء، شرد العمال وتفرق أصحاب المحطات بشكل لا يمكن تصوره، اليوم أغلقت كل المحطات، من 28 محطة وقود في المنطقة الشرقية بقيت فقط ست محطات والتي ستغلق بدورها مع نهاية السنة.

لحسن بوليكانو: التهريب هو سبب كل هذه المشاكل عندما يجد المرء الوقود قريبا من الحدود ورخيصا رخيصا جدا هل سيفكر بالتزود بالوقود من المحطة بـعشرة دراهم ويترك الوقود على الحدود بسعر أربعة أو ثلاثة دراهم؟ أرأيت الفرق؟ الفارق كبير، الفارق كبير جدا.

أحمد الخير: صحيح أن التهريب موجود في كل مكان لكن هذا التهريب تجاوز كل القوانين، تجاوز القانون، التهريب في المدينة يمكنك أن تقصد أي منزل بالمنطقة تطلب الماء فيعطيك الوقود بديلا عن الماء.

لحسن بوليكانو: بالنسبة لتهريب الوقود يتم عبر الحدود بكل أمان بحيث يملؤون به محطات الوقود ثم ينقلونه عبر الدراجات النارية والسيارات، في المنطقة الشرقية كلها وليس وجدة فقط، السعدية، بركان وأحمير ويصل حتى مدينة الناطور تقريبا، حتى الآن يباع الوقود المهرب المنطقة الشرقية بأكملها بدون استثناء، الكل يستعمل وقود الجزائر المهرب.

أحمد الخير: لدي ستة عمال لمحطة الوقود كل عامل عنده عائلة مكونة من خمسة أفراد، أنا سأغلق المحطة لا أستطيع الاستمرار لا يمكن تصور وضعيتنا. خلال سنوات الثمانينات كنت أجلب حوالي ثلاثمائة طن في الشهر، اليوم أجلب خمسة أطنان من الوقود الجيد وخمسة أطنان أخرى من الوقود العادي أستغرق أربعة أشهر لبيعها، أقوم بكل هذا من أجل هؤلاء العمال.

لحسن بوليكانو: تضررنا كثيرا، لماذا؟ لأنه ولعدة سنوات والتهريب مستمر وهذا الوضع ما زال مستمرا حتى الآن، الكل يستعمل الوقود المهرب ولا يتسعملون وقود المحطة.

أحمد الخير: ولقد اتفقنا على إغلاق المحطة بحلول نهاية السنة، لا يوجد من يقف بجانبنا ويساندنا، سيتشرد هؤلاء العمال وسيقدمون شكاوى، لقد أصبحنا عاجزين، سيتشردون مع أبنائهم ويعتصمون أمام المحطة، ليس لدينا بديل، هذا كل ما في الأمر لا أخفيك شيئا.

لحسن بوليكانو: منذ السادسة صباحا وأنا هنا لم يسأل أي زبون عن الوقود، ولا أحد.

أحمد الخير: رغم أن الحدود كانت مفتوحة فلم يكن التهريب بهذا الشكل، لقد تضاعف التهريب مع إغلاق الحدود بحوالي ثلاث مرات عما كان عليه مع الحدود المفتوحة.

بكابي قدوري/ بائع وقود مهرب: يعني بعد أن حصلت على شهادة القانون الخاص وشهادة دراسات جامعية في شهادة القانون وشهادة الأدب العربي وشهادة الدراسة الجامعية شعبة الدراسات الإسلامية يعني مكثت عاما أو عامين واضطررت إلى البحث عن عمل لم أجد بدا من أن أزاول يعني مهنة تجارة المازوت والوقود وهذه التجارة يعني معظم سكان المنطقة الشرقية يزاولونها، حوالي 90% يعيشون على نفقة المازوت، تبقى نسبة قليلة وشريحة قليلة معظمهم موظفين سواء في القطاع العام أو القطاع الخاص، هذه المهنة يعني تعمل الوقود كانوا يتعرضون للعديد من المضايقات، المضايقات من من؟ من رجال الأمن، لأنه الحل الوحيد اللي تعيش عليه سكان المنطقة الشرقية، ما كانش بديل لا بديل غير المازوت والوقود، هذا الوقود نجلبه من الحدود الجزائرية عبر السيارات القديمة نشتريه ونجيبه نحطه في الكراجات، نبيعه لأصحاب السيارات مقابل أجر زهيد حوالي خمسة أو عشرة دراهم، وهكذا دواليك. معك حق يعني هذا اللي كنا نقوله أضحت يعني مهنة عادية، لا بديل لغيرها، يعني نسمع الكثير من المقولات من رجال المؤسسات ويعني رجال الأمن يعني يقنعوننا يعني وينادون يعني بقطع هذه العلاقة ما بين الجزائر والمغرب إلا أنهم لا يرون البعد الآخر، البعد المستقبلي، أين ستذهب هذه الأسر؟ إلى أين مصيرها؟ لا مصير غير المازوت والوقود، هو الحل الوحيد الذي تعيش عليه النفقات تعيش عليه كثير من الأسر المغربية، حوالي 35 ألف أسرة مغربية تعيش على هذه النفقات، هناك من يعيل خمس أسر وحده. أنا في نظري يا أخي المازوت والوقود مهما قالوا يعني يلعب دورا غير مباشر في تنمية الاقتصاد، كيف ذلك؟ يعني حوالي لو نظرنا لو أحصينا عدد سكان المنطقة الشرقية لوجدناه يعني عدد لا بأس به، عدد كبير ضخم، هذا العدد يخفف من المسؤوليات الملقاة على المؤسسات المغربية يعني هذا المازوت والوقود يخفف عن المسؤولين إيجاد فرص للشغل لهذا الشعب يعني لو انقطع هذا المازوت والوقود إلى أين سيذهب هذا الشعب؟ إلى الهلاك، لأننا مغاربة من حقنا أن نعمل من حقنا أن نشتغل، نحن لا نسرق، نحن لا كما قالوا نحن لا نحارب، لا وجود للحرابة في المجتمع نحن بكدنا وبعرق جبيننا نسعى إلى الحصول على كسرة خبز، نسعى إلى الحصول على كسرة خبز فما بال المسؤولين يهمشوننا ويجعلوننا على الهامش؟ يا أخي اتركونا نفي شغلنا، دعونا مع المازوت والوقود، هذا ما نود قوله.

سعيد هادف [من قصيدة "زوج بغال"]:

هنا بين بين

نصارع كيما نكون

وكيما تكون الحياة كما ينبغي أن تكون

موصولة بالتراب موصولة بالهواء

موصولة بالشجر موصولة بالبشر

يزف الرئيس تهانيه للملك

يزف رسائله المنتقاة مزوقة بالكلام القشيب

ويرد الملك بما هو أحلى

والحدود على حالها لا تجيب

سوى طلل في المكان

اسمه زوج بغال

فماذا تقولان ماذا أيها المغربان؟